[row]

[col span=”1″ span__sm=”12″]

[/col]
[col span=”10″ span__sm=”12″]

مرحبا بزوارنا الكرام في الموقع الرسمي للطريقة الهاشمية الحبيبية الدرقاوية الشاذلية,

[ux_gallery ids=”1400″ style=”default” type=”slider-full” slider_nav_style=”simple” slider_nav_color=”light”]

[/col]
[col span=”1″ span__sm=”12″]

[/col]

[/row]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
لو أراد المريد (الكاذب) أن يتظاهر بصورة الصادق لا يقدر على ذلك “
مقتبس من كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية للعارف بالله سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه.
” …ان وظيفة الشيخ أنه يستخرج للمريد ما هو كامن فيه لا غير. فان الله تعالى قد بث في كل روح جميع ما يتعلق بصاحبها من المحامد والمذام . فما أمره شيخه أو نهاه عنه الا وهو كامن في روحه . وليس مع الشيخ شئ يعطيه للمريد خارجا عنه .
“فان حكم المريد في ابتداء أمره حكم النواة الكامن فيها النخلة هي هنا عبارة عن الصدق في الطريق أو الكذب فيها . فان كان صادقا تفرعت ثمرة صدقه وأثمرت حتى تشرف على جميع جيرانه ويأكلون من ثمرتها بل تنتشر الى جميع أهل بلده أو اقليمه وينتفعون بها ويظهر صدقه وصلاحه للخاص والعام . حتى أنه لو أراد كتمان صلاحه عنهم لا يقدر.
” وان كان المريد كاذبا في محبته للطريق تفرعت شجرة كذبه ونصبه ونفاقه ورياؤه . حتى لو أراد أن يتظاهر بصورة الصادق لا يقدر على ذلك . لأن أفعاله الرذيلة تكذب دعواه ويفتضح وترفضه الطريق حتى تلحقه بفسقة العوام عقوبة له على كذبه على طريق الله عز وجل .
“وربما أعطاه الله تعالى رائحة من الصدق ثم سلبها منه . فقال الناس كلهم فيه : فلان سلب عن طريق الفقراء وما بقي فيه رائحة من روايح أهله .
“فيصير يرخى له عذبة ويربي له شعرة ويلبس الصوف ويتحلى بحلاس الفقراء والناس يرونه عريانا من الأدب لا يكاد سلبسه يخفى على أحد من الناس .
“فابن أمرك يا أخي على الصدق في طلب طريق أهل الله تعالى والا رفضك الطريق ولو على طول والله يتولى هداك “.

 و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
سر النظرة النبوية في وجه الشيخ
 وجه الشيخ مختار من قبل الحضرة المحمدية، وسرى فيها سر النظرة النبوية :
“طوبى لمن رآني ورأى من رآني.
-“قال اﻹمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه وارضاه :
(النظر إلى وجه الشيخ عبادة . ويزيد في الدين والعقل واﻹيمان ، ومن البلاء أمان ).
ﻷن وجه الشيخ مختار من قبل الحضرة المحمدية ، وسرى فيها سر النظرة النبوية :
“طوبى لمن رآني ورأى من رآني”.
“فعند النظر إلى وجه العارف الوارث المحمدي ترى أنوار المعرفة بالله ، تنظر إلى وجه حباه الله بالآداب والأخلاق المحمدية خلقا وخلقا ، ترى الخير يجري في وجهه ، ترى النعيم ، ترى العلم ، ترى الرحمة تجري في وجهه .
“ّ فتذكر الله بقلبك ولسانك ، وتتأمل بديع ما وهبه وأودعه الله فيه ، فتقول سبحان الله ما شاء الله ، وتصلي على من علمه ﷺ. قال ﷺ في الحديث عند أحمد والطبراني والبزار، وفي المشكاة بلفظ : “خيار عباد الله الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله”، فعلق الذكر بمجرد حدوث الرؤية فقط، فكيف إذا أدمت النظر لوجهه .

 و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

………………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

سيدنا الخضر والقدر

أتساءلت يوما لماذا كل هذا الإصرار من سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام:-“وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ”  و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص ، قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص لماذا : لأن القصة تتعلق بعلم خاص.. ليس هو . علمنا القائم على الأسباب .. وليس هو.. علم الأنبياء القائم على الوحي ، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى خاصة…

علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ، كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم ( عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا )

كان هذا اللقاء استثنائيا يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها

السؤال هو لماذا خلق الله الشر و الفقر والمعاناة والحروب والأمراض ولماذا يموت الأطفال وكيف يعمل القدر

البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر المتكلم لعله يرشدنا :-

فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا

 آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا

 وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً

أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم  فالرحمة سبقت العلم

فقال النبي البشر موسى  (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً )

يرد القدر المتكلم الخضر قَالَ (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً  وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً )

ففهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها ….

فيرد موسى بكل فضول البشر ( سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً )

هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر :::-

يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب

تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب  ..معاناة ألم رعب خوف تضرع  جعل موسى البشري يقول : (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً)

–  عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما-  أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس.. أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا ..أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل .. يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ..يارب أنستحق هذه المهانة ( أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ) ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر  فيمضي الرجلان  و يقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام  و يمضي فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي و يعاتب بلهجة أشد  :-

(أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا )

تحول من إمراً إلى نكراً و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه لكنه بشر مثلنا و يعيش نفس حيرتنا  فيؤكد له الخضر مرة أخرى:-

 ( أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً )

ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى و هنا ينفجر موسى فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة_القدر:-

 قَالَ ( هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا )

هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة ..الشر نسبي و مفهومنا كبشر عن الشر قاصرلأننا لا نرى الصور الكاملة

القدر أنواع ثلاث

النوع الاول :

شرا تراه فتحسبه شرا فيكشفه الله لك أنه كان خيرا فما بدا شرا لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم و هذا هو النوع الأول و هذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه

النوع_الثاني

مثل قتل الغلام

شرا تراه فتحسبه شرا لكنه في الحقيقة خير لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا

هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث.وهل أخبرها الخضر

الجواب طبعا  لا وبالتأكيد قلبها انفطر و أمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله و يمضي  و بالتأكيد .. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول

وأن الأول كان سيكون سيئا

(فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً)

فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم ولم تستطع تفسيره أبدا ولن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك؟ أما هي فلم ولن تعرف

النوع_الثالث من القدر و هو الأهم

هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف الله الخفي  ..الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره و لن تراه، و لن تعلمه فهل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم  ..الجواب قطعالا…..هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه …ااجواب قطعا لا…هل شاهدوا لطف الله الخفي ..الجواب قطعا لا…هل فهم موسى السر من بناء الجدار الجواب قطعا لا ….

نرجع  إلى كلمة الخضر القدر المتكلم

الأولى ( إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً  )

لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله  الصورة أكبر من عقلك .استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما و ثق في ربك فإن قدرك كله خير و قُل في نفسك أنا لا أفهم أقدار الله  لكنني متسق مع ذاتي و متصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا  .إذا وصلت لهذه المرحلة ستصل لأعلى مراحل الإيمان الطمأنينة فهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله خيراً بدت أم شراً . و يحمد الله فيها على كل حال….

 و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

………………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

أتعلم لماذا توقفت أنت عن الذكر بعد أن كنت مجتهداً ؟
منقول من صفحةمحب الحضرة المحمدية الفقير الى الله أبو حمزة الصوفي جزاه الله خيرا عميما فياضا
“أتعلم لماذا توقفت أنت عن الذكر بعد أن كنت مجتهداً ولك أوراد بالآلاف بالليل والنهار مع لذة فى الطاعة ؟
– الجواب :
جماهير السادة العارفين بالله يؤكدون على أن الانقطاع والتوقف الذى يحصل للعبد له سبب أصلى : فالسبب : هو ذنوبك ومعاصيك .
– لكن لماذا حجبتك الذنوب عن الإستمرار فى الذكر ؟
لأن الذكر أعلى شرف فى الأكوان وأنت باتباعك لشهواتك أردت – بغير قصد – أن تُدنس هذا الشرف فصدر الأمر بتعطيل جوارحك عن الذكر!!!
فالذاكر لله هو النازل إسمه فى الشرف الأسمى بهذا الوجود .
– لماذا الذاكر في الشرف الأسمى ؟
لأن الله تعالى ؛ قال فى القرآن الكريم 《فاذكرونى اذكركم》فهل عرفت مَن سيذكرك؟!
وقال سبحانه فى الحديث القدسى 《أنا جليس مَن ذكرنى 》فهل علمت أنت فى حضرة مَن؟!! وقال سبحانه فى الحديث القدسى 《أنا مع عبدى إذا ذكرنى وتحركت بى شَفتَاه》
فهل علمت أنت فى معية مَن ؟!
ومن هذا كله ، جاء شرف الذاكر .. فافهم .
– السؤال المهم : ما الحل لأعود ذاكراً لله كما كنت ؟
الجواب : الحل هو التوبة من كل الذنوب التى وقعت فيها لأنك لو بالفعل تُبت منها لاستمريت فى الذكر مباشرةً . فاستغفر من الذنوب كلها ؛ سواء كانت ذنوب بالأقوال أو الأفعال . تُب إلى الله بصدق ، وتوجه بالندم إليه ثم اعزم بقلبك على عدم العودة للذنوب وهو سبحانه ربٌ كريم سيقبلك مرة ثانية .
وعلامة قبول توبتك :
أن تجد نفسك انغمست فى الذكر واستمريت فيه أيام وليالى من غير انقطاع .
أما إذا ذكرت أيام قليلة ، ثم توقفت كالسابق فاعلم أن توبتك ليست حقيقية ؛ فاتّهِم نفسك .
وإياك ثم إياك أن تتّهِم ربك ،فلقد سمى نفسه بالتواب والغفور من أجلك.
فتحقق بالتوبة والصدق ترى العجب العجاب. “
 و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

………………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

القبض والبسط عند الصوفية

« البسط : هو عندنا من يسع الأشياء ولا يسعه شيء وقيل هو حال الرجاء وقيل هو واردٌ توجبه إشارة إلى قبول ورحمة وأنس ».
« القبض : حال الخوف في الوقت وقيل واردٌ يرد على القلب توجبه إشارة إلى عتاب وتأديب وقيل أحد وارد الوقت ».
يقول ابن عجيبة في البحر المديد:”حالتان تتعاقبان على القلوب تعاقب الليل والنهار ، فإذا غلب حال الخوف كان مقبوضاً ، وإذاغلب حال الرجاء كان مبسوطاً ، وهذا حال السائرين . أما الواصلون فقد اعتدل خوفهم ورجاؤهم ، فلا يؤثر فيهم قبض ولا بسط ، لانهم مالكوا الأحوالَ .
قال القشيري : فإذا كاشف العبدَ بنعت جماله بسطَه ، وإذا كاشفه بنعت جلاله قَبضه . فالقبض يوجب إيحاشَه ، والبسط يُوجب إيناسه ، واعلم أنه يرُدُّ العبد إلى حال بشريته ، فيقبضه حتى لا يطيق ذَرَّة ، ويأخذه مرَّة عن نعوته ، فيجد لحمل ما يرِدُ عليه قدرة وطاقة ، قال الشبلي رضي الله عنه :”من عرَفَ الله حمل السماوات والأرض على شعرة من جفن عينه ، ومن لم يعرف الله جلّ وعلا لو تعلق به جناح بعوضة لضجَّ “.
قال بعضهم : “فتح عليَّ بابٌ من البسط فزللتُ زَلّة ، فحجبتُ عن مقامي ثلاثين سنة” . ولذلك قيل : قف على البساط وإياك والانبساطَ .
واعلم أن القبض والبسط فوق الخوف والرجاء ، وفوق القبض والبسط : الهيبة والأنس فالخوف والرجاء للمؤمنين ، والقبض والبسط للسائرين ، والهيبة والأنس للعارفين ، ثم المحو في وجود العين للمتمكنين ، فلا هيبة لهم ، ولا أنس ، ولا علم ، ولا حس” .
يقول الشيخ أحمد بن عجيبة : « البسط : هو فرح يعتري القلب أو الأرواح : أما بسبب قرب شهود الحبيب ، أو شهود جماله ، أو بكشف الحجاب عن أوصاف كماله وتجلي ذاته ، أو بغير سبب » . 
ويقول :« آداب البسط : كف الجوارح عن الطغيان وخصوصاً جارحة اللسان ، فإن النفس إذا فرحت بطرت وخفت ونشطت فربما تنطق بكلمة لا تلقي لها بالاً فتسقط في مهاوي القطيعة بسبب سوء أدبها ، ولذلك كان البسط مزلة أقدام … 
ولأجل هذا كان العارفون يخافون من البسط أكثر من القبض » . 
أما القبض والبسط فينعدمان عند صاحب الإيمان لنقصان الحظ من القلب ، وعند صاحب الفناء والبقاء والقرب لتخلصه من القلب … ومن عدم القبض والبسط وارتقى منهما فنفسه مطمئنة … بطبع القلب فيجري القبض والبسط في نفسه المطمئنة ، وما لقلبه قبض ولا بسط ، لأن القلب متحصن بشعاع نور الروح مستقر في دعة القرب فلا قبض ولا بسط » 
أسباب البسط :
يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي : « من كان في البسط فلا يخلو أما أن يعلم سبباً أو لا يعلمه ، فالأسباب ثلاثة :
السبب الأول : زيادة الطائع ، أو نوال من المطاع كالعلم والمعرفة .
السبب الثاني : زيادة في دنيا : بكسب ، أو كراهة ، أو هبة ، أو صلة .
السبب الثالث : بالمدح والثناء من الناس ، وإقبالهم عليك ، وطلب الدعاء منك ، وتقبيل يدك .
فإذا ورد عليك البسط من أحد هذه الأسباب فالعبودية تقتضي أن ترى النعمة والمنة من الله تعالى عليك في الطاعة والتوفيق فيها وبتيسير أسبابها . واحذر أن ترى شيئاً من ذلك من نفسها أو حظها ، وأن يلازمك الخوف ، خوف السلب مما به أنعم عليك فتكون ممقوتاً، هذا في جانب الطاعة والنوال من الله تعالى .
وأما الزيادة من الدنيا ، فهي نعم أيضاً كالأولى ، وخَفْ مما بطن من آفاتها …
وأما مدح الناس لك … فالعبودية تقتضي شكر النعمة بما سرى عليك ، وخف من الله أن يظهر ذرة مما بطن منك فيمقتك أقرب الناس إليك .
وأما البسط الذي لا تعرف له سبباً فحق العبودية ترك السؤال والإدلال » .
من أقوال الصوفية:
يقال : القبض لسره ، والبسط لكشفه .
ويقال : القبض للمريدين ، والبسط للمرادين .
ويقال القبض للمتسابقين ، والبسط للعارفين .
ويقال : يقبضك عنك ثم يبسطك به .
ويقال : القبض حقه والبسط حظك .
ويقال : القبض لمن تولى عن الحق والبسط لمن تجلى له الحق .
ويقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري : « ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفده في إشراق نهار البسط » . 
ويقول : « بسطك كي لا يبقيك مع القبض ، وقبضك كي لا يتركك مع البسط ، وأخرجك عنهما كي لا تكون لشيء دونه .ويقول : «العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا ، ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل ».
ويقول : «البسط تأخذ النفس منه حظها بوجود الفرح ، والقبض لا حظ للنفس فيه »
 و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

………………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
لماذا خلق الله النفس…؟؟؟
المدد الإلهي كي يصل اليك لابد للقلب والنفس أن يسيرا في رحلتهما الخاصه  فالروح التي هي سر الوصل والمكاشفة كالشمس والقلب كالقمر والنفس هي الحجاب بينهما  فكلما ارتقت النفس بالسلوك والترقية والإرشاد الصحيح ((وهذه هي الخطوة الأهم !!))
كلما شفت وكلما شفت النفس كلما كاشفت الروح قلبك بالنور والمدد الإلهي  فينتقل القلب من طوره المظلم الي ان يصبح بدرا….
لذا لقد خُلقت النفس من أجل التكليف ومن ثم الحساب  لولا النفس لن يوجد حساب ولن توجد خلافة لبني آدم  فالنفس هي البرزخ بين عوالم الأضداد العالم السفلي و الملكوتي  والجن مُنعوا من النفاذ إلي عالم الملكوت لكن الروح تستطيع لذا بني آدم فُضلوا علي الجن فالجن ليس لهم روح ( لذا هم أعداء الروح ويسعون إلي إستغلالها أو طمسها بحجاب الوهم بتسليطة علي النفس)
والملائكة ليس لهم نفس أو إرادة لكن النفس لها إراده إن ملكتها أصبحت أعلي من الملائكة لذا بني آدم فُضلو علي الملائكة  النفس إن ملكتها و إكتملت إستحقت الخلافة و إن هي ملكتك إستحقت الخيبة والندامة يوم لا ينفع الندم…
و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

………………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
من هو مريد التبرُّك ومريد السلوك..
لقد صنَّف أهل التصوف المريدين إلي صنفين أساسيين ولكن من هو المريد بالأساس
المريد هو من تفجر بداخلة عين محبة الله ورسوله فأراد معرفتهم و التحقق منهم بداخله
قال تعالي “و نحن أقرب إليه من حبل الوريد”
وقال تعالي ” وأعلموا أن فيكم رسول الله”
فالسلوك بابه الشريعة وقواعده الطريقة وبنيانه الحقيقة
والمعرفة هي مجموع الثلاثة معاً
فكل من تفجرت بداخلة تلك العين دون سلوك بالنفس بدرجاتها السبعة فهو(مريد تبرك) لذا هو يقف علي أعتاب السلوك بالمحبة ويكتفي أنه يحب أهل الله جميعا دون قصد أي مرشد سلوك فتكاشف روحه قلبه بمقدار محبته ولكن مع وجود جدار النفس فلا يستطيع أن يصل لمرحلة الكمال أو إرشاد غيره.
ولكن (مريد السلوك) هو من أراد أن يرتوي من بحار المعرفة والمشاهدة بهدم جدار نفسه بالكلية للوصول لمرتبة الكمال فتتجلي الروح في القلب بنور الذات الإلهية علي عرش الحضرة المحمدية
وهؤلاء هم أهل الكمال لذا وجب لهم من مرشد روحى سلك تلك البحار من قبله لذلك قال تعالي ” الرحمن فسأل به خبيرا” لأن أهوال وفتن سلوك العالم الباطني أو الروحاني مليئه بالأوهام و الشبهات و قد يضل السالك بوهم نفسه او بوهم الجن والشياطين له.
لذا السالك الكامل هو الوحيد المؤهل لإرشاد غيره لا من باب الواسطة بينه وبين الله حاشا وكلا ولكن من باب الناجى يأخذ بيد أخيه وخيركم من تعلم العلم وعلمه فهو كاشف لك لطريق الحق من خلال تجربته.
فدلنى بالله عليك أخي وأختي في الله علي أحدٍ علي وجه الأرض أراد تخصص في مجال من غير أستاذ، فهذا شرع الله في الأرض ففوق كل ذي علم عليم
ولم لا عندما اراد الله جل جلاله أن يعلم سيدنا موسى عليه السلام العلم اللدني( وهو علم الروح ) أرسله إلي مُعلم وهو الخضر عليه السلام،
أليس الله قادر أن يعلمه بدون وسيط؟؟!!! …. فأفهم
و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::

ما معنى أن يكون شيخ التربية مأذونا من الله ورسوله: ” فمن كان بهذه المواصفات كان الاذن من شيخه صحيحا والا فلا.”

– ذكر القشيري في رسالته عن الجنيد: أنه كان يقول له السري: تكلم على الناس.
فقال الجنيد: وكان في قلبي حشمة من الكلام على الناس؛ فإني كنت أتهم نفسي في استحقاق ذلك، فرأيت ليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكانت ليلة جمعة، فقال لي: تكلم علي الناس، فانتبهت.. واتيت باب السريِّ قبل أن أصبح؛ فدققت عليه الباب، فقيل: لم تصدقنا حتى قيل لك؟.

فقعد للناس في الجامع بالغد، فانتشر في الناس أن الجنيد قعد يتكلم على الناس؛ فوقف عليه غلام نصراني متنكراً، وقال له: أيها الشيخ، ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله تعالى؟ قال: فأطرق الجنيد… ثم رفع رأسه وقال: أسلم؛ فقد حان وقت إسلامك. فأسلم الغلام.

فالجنيد قد حاز الإذن من شيخه لكنه لم يتقدم للإرشاد حتى أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الشاذلي: بعد اكتمال أمره وتأهل للمشيخة أمره شيخه بالتوجه الى شاذلة ثم الى مصر، فلم يذهب حتى أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: اذهب الى الديار المصرية فإنك تربي فيها أربعين صديقا، ووعده في طريق بسبعين كرامة…انظر المفاخر العلية .
وكذلك ابو العباس المرسي، وغيرهم من الأولياء حتى أني سمعت شيخنا مرارا عديدة أن الولي لا يتقدم الى الإرشاد حتى يُهدد بالسلب (أي سلب الولاية منه) لخوفهم من الله تعالى .
فهذه بعض الشروط التي وضعها القوم لصحة الإذن.

فمن كان بهذه المواصفات كان الإذن من شيخه صحيحا وإلا فلا .”

و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
عن أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين !!
فنسبة كبيرة جدا من أبناء الطريق فى زماننا هذا يواظبون ليل نهار على الأوراد والأذكار والأحزاب وحضور مجالس الذكر والصلوات الخمس وحضور موالد الأولياء فى شتى البلاد ومع ذلك لم يأتهم الفتح وذلك للأسباب الأتيه :
١ – أنهم يعبدون الفتح ولا يعبدون الله :
ترى الواحد منهم يواظب كل ليلة على أوراد الطريقه وتعاليم شيخه ومرشده وزيارات طوال العام لمقامات الصالحين ويستمر على ذلك سنوات طويله ومع ذلك لا يصل لشئ ،، لماذا؟ لأنه ربط عبادته وطاعته لله بحظوظ النفس عنده فتجد لديه شغف شديد للوصول إلى العلوم والمعارف والأنوار والأسرار والمشاهدات لعالم الأرواح فى اليقظة والمنام وكل هذا خطأ يحتاج توبه واستغفار
قال القطب الكبير الإمام أبوالحسن الشاذلي
كنت أنا وصاحب لى قد أوينا إلى مغاره نطلب الوصول إلى الله فكنا نقول
( غدا يُفتح لنا،بعد غدا يفتح لنا)
فدخل علينا رجل له هيبة فقلنا له : من أنت ؟ قال :عبد الملك ،فعلمنا أنه من أولياء الله فقلنا: كيف حالك؟ قال: كيف حال من يقول غدا يفتح لى بعد غدا يفتح لى فلا ولاية ولافلاح ،يا نفس لم لا تعبدين الله ؟ قال الشيح الشاذلى: فتيقظنا وعرفنا من أين دُخل علينا فتبنا إلى الله واستغفرنا الله ففتح لنا; ( جامع كرامات الأولياء ص 342)
فالعلاج هنا : “تصحيح النية فى العبادة” وهى أن تكون خالصه لله وليس لأى غرض آخر; فإذا رأى الحق صدقك فى طلبه هو عزوجل أعطاك ما تريد فهو الذى يعطى ويمنع.
٢ – الإنشغال بالعلم عن العليم :
إذا وجدت لذة وقرب وحضور مع ربك فى جميع طاعاتك لله ولم تأتك العلوم والمعارف والمشاهدات فاعلم أن الله تعالى قد فتح لك بابا هو أعظم من جمع العلوم وهو باب الأنس به سبحانه وتعالى فالعلوم وإن كانت مطلوبه لكن الوقوف معها يحجبك عن الله
لذلك قال أهل المعرفه : ( العلم حجاب )
إى إذا وقفت معه صار العلم حجابك عن الله فاطلب العلم لتصل به إلى الله لا للعلم ذاته والله تعالى وضع شرطا للوصول إلى العلم وهو التقوى فقال عزوجل : ( واتقوا الله ويعلمكم الله) ولا تقول التقوى أمر صعب على نفسى ولكن جاهد نفسك قدر الإستطاعه قال تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) وقال : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ).
٣ – أمراض القلوب :
وهى منتشرة بقوة وواضحة فى مريدى هذا الزمان فتجد الواحد منهم يقابلك بوجه موسى وقلب فرعون وفى يديه السبحه ولسانه مشغول بالأوراد ولكن قلبه لا يتوقف عن القدح والذم فى الآخرين فالتكبر والعجب والرياء والحقد والحسد والنفاق والغيبه والنميمه كلها أمراض تحجبك عن الله فمن لم يسعى فى تزكية نفسه لم يشم رائحة الوصول قال الإمام الشاذلى : ( اقسم القدوس ألا يدخل إلى حضرته أصحاب النفوس ) وقال سبحانه : ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) أى أتى لحضرة الله خاليا من جميع حظوظ النفس والهوى فإذا تطهرت من جنابة نفسك وسلمت أمرك كله لله كان القرب الإلهى حليفك.
٤ – الإنشغال بالفانى عن الباقى:
تجد المريد يأخذ كل ليلة أوراده ولكن قلبه مشغول بأمور الدنيا مثل جمع المال والزواج والأولاد والتطلع إلى مناصب الدنيا الفانيه بزعم أنه يريد كذا وكذا من أجل الله أو يحب أن يعرفه الناس فيقولون عنه
( شيخ أو ولى أو صالح أو عالم كبير ) .
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ،،منقول
و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………….

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
 ما هي درجات الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه.. ؟؟
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ثلاث درجات
درجة القرب
درجة الوصل
درجة المشاهدة
القرب.. هي درجة الإسلام
فالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه في هذه الدرجة من باب إسقاط الفريضة و أيضا كي تقربك من حضرته ومن سنته ولكن ليست من باب المحبة الكاملة
ومن علامتها إنشغالك بالعدد
الوصل.. هي درجة الإيمان
وهي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه من باب أنه أحب الناس إليك وحتي من نفسك فهنا يتصل النور بالنور ويبدأ النور المحمدي بملئ قلبك فتشتعل حرارة الشوق والمحبه له
ومن علاماتها إنشغالك بالقبول والرد منه والشوق لرؤيته صلي الله عليه وسلم
المشاهدة.. هي درجة الإحسان
وهي الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
من باب ” وأعلموا أن فيكم رسول الله”
لذا أصحاب تلك الدرجه يقولون لو غاب عني رسول الله صلي الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين، وهنا يصير النور في النور و المشاهدة بالمعاينة.
فلن يحيا فينا حضرته حتي تحيا فينا سنته.
ومن علاماتها يصير صاحبها محمدياً قولا وفعلاً وحالا.
جعلنا الله وإياكم من المقربين المتصلين المشاهدين للحضرة المحمدية الأحمدية
و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………….

 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
اياك أيها المريد أن تقف مع ظاهر شيخك”
مقتبس م كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية للامام الشعراني رضي الله عنه.
“قال سيدي علي ابن وفا رضي الله عنه : ” اياك أيها الفقير أن تقف مع ظاهر شيخك بل أخرق الى شهود قلبه وانظر ما هو فيه تعرف مقامه . فكل من نظر الى ظاهر أستاذه فقط لم يحصل له به ابتهاج .
” بل لا تزيده النظرة الا غفلة واستغراقا في سوء الظن به وبسائر الأشياخ . وذلك لأنه حجب يورث عن رؤية الأحباب . وربما يقول في نفسه أي فرق بيني وبين شيخي وقد أطعمه الله مثله ؟ .فيتلف بالكلية .
ومن شأنه أن يرى كل خير اصابه من الله ببركة أستاذه . فان نور كل مريد من نور أستاذه .
“وكان سيدي علي وفا رضي الله عنه يقول:” جميع ما تراه فيك من المدد فهو من فيض أستاذك وجميع ما تراه فيه من النقص فهو صفتك . (ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك ).فان رأيت شيخك زنديقا فأنت زنديق في الغيب الأزلي . فانه مرآة الوجود . وان رأيته صديقا فأنت صديق في علم الله .
“وأما حقيقة الشيخ فلا يعرفها الا من أشرف على مقامه أو كان أعلى مقاما منه .
“وقد قال مرة مريد للشيخ ابي يزيد (البسطامي رضي الله عنه) : رأيت وجهك يا سيدي هذه الليلة وجه خنزير . فقال: صدقت يا ولدي فاني مرآة الوجود . فرأيت وجهك في فحسبت أنك أنا . فطهر نفسك يا ولدي من صفات الخنازيز ثم انظر الي تجدني غير خنزير”.
و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………………………

 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
بشائر للذاكرين من أهل الله :
مقتبس من كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية للامام الشعراني رضي الله عنه.
***** كيف ينزل المدد في كل وقت وحين على المريد ؟
*” قال شيخ شيوخنا مولاي سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنه : “اذا زهدتم في الدنيا بالكلية وقطعتم الاياس من الرجوع اليها بالكلية ثم اعتقدتم في شيوخكم أنهم كمل وأنهم على قدم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم .
“فوالله العظيم لينزل عليكم المدد الليل والنهار والشهر والعام وفي كل وقت وساعة ولحظة حتى تمتلئ قلوبكم بمعرفة الله وتطمئن قلوبكم بذكر الله وتكونوا كالجبال الراسية” .
***** كيف يدخل نور الكشف للقلوب؟.
“قال الشيخ أبو الحجاج الأقصري رضي الله عنه :”لا يدخل نور الكشف للقلوب حتى تحرق جميع الشهوات والا فالقلب محجوب عن الله تعالى . فاذا أحرق الشهوات فهناك تنكشف للقلب المغيبات ويصير يبصر ما مضى وما هو آت مما هو في مقامه”.
***** ما هو منشور الولاية؟.
“يقول سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه :”وأجمعوا أن عمدة الطريق الاكثار من ذكر الله عز وجل حتى لا يكون للمريد شغل الا به وحده وما أذن فيه.
“وقالوا :” ان الذكر منشور الولاية أي مرسوم من الله للعبد بالولاية كمراسيم ملوك الدنيا بالوظائف ولله المثل الأعلى . فمن وفق لدوام ذكر الله تعالى فقد أعطي المرسوم بأنه ولي الله عز وجل . ومن يسلب عن الذكر فقد عزل عن الولاية”.
و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
أحسن تعريف للعبودية بمثال بسيط. للامام ابن عجيبة رضي الله عنه.
مقتبس من كتاب معراج التشوف الى حقائق التصوف للعارف بالله الشيخ ابن عجيبةرضي الله عنه.
“-يقول الامام ابن عجيبة رضي الله عنه : ” أحسن ما قيل في تفسير العبودية : أن تقدر أن لك عبدا اشتريته بمالك . فكما تحب أن يكون عبدك معك فكن أنت مع مولاك . فالعبد لا يملك مع سيده شيئا من نفسه ولا ماله .
” ولا يمكنه مع قهرية سيده تدبير ولا اختيار. ولا يتزين الا بزي العبيد أهل الخدمة. ويكون عند أمر سيده ونهيه .
“واذا كان حاذقا فاهما عمل ما يرضي سيده قبل أن يأمره ويفهم عن سيده “.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

يقول سيدي عبد الكريم الجيلي … فيلسوف الصوفيه

عندما سألت الخضر عليه السلام عن رجال الغيب !!

اخبرني الخضر  أنهم سته أقسام يختلفوا في المقام

القسم الأول

الأولياء… هم الصنف الافضل والأقوم هم المتتبعون لأثر الأنبياء غابو عن عالم الأكوان في الغيب المسمي بمستوى عرش الرحمن !!

القسم الثاني

أوتاد الأرض… هم اهل المعاني وأرواح الأواني يتصور الولي بصورهم فيكلم الناس في الباطن والظاهر بخبرهم فهم أرواح طيبه سافروا من عالم الشهود ليصلو لعالم الغيوب فصارت انفاسهم عباده

القسم الثالث

ملائكه الإلهام والبواعث يطرقون باب الأولياء ويكلمون الأصفياء يبرزون إلي عالم الأحساس ولا يتعرفون لعوام الناس !!

القسم الرابع

رجال الغيب…هم رجال المناجاه في المواقع دائما يخرجون عن عالمهم ولا يوجدون إلا في غير معالمهم .. يتصورون لسائر الناس في عالم الاحساس.. وقد يدخل أهل الصفاء تحت هذا اللواء فيخبرونهم بالمغيبات وينبؤونهم بالمكتمات!!

القسم الخامس

رجال أهل الحظوه… من اجناس بني آدم يظهرون للناس ثم يغيبون ويكلمونهم فيجيبون أكثر سكني هؤلاء في الجبال والأوديه وأطراف الأنهار !!

القسم السادس

هم أهل الكشف من أب (التفكر ) وام (التصور خواطرهم إلهيه وانفاسهم رحمانيه وعبادتهم كماليه شريعتهم موسويه وحقيقتهم  خضريه !! والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ?

تجليات

– أعلم أن سيدنا الخضر هو صوره الأسم (الباطن) و مقامه مقام الروح و له علوم الولايه و الغيب  و القرب وله علوم لدنيه ألهيه قال تعالى  :فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمه من عندنا وعلمناه من لدنا علما ،،

وأما سيدنا موسى فهو صوره الأسم (الظاهر) ومقامه مقام القلب وله علم الرساله و النبوه وعلوم التشريع بالأمر عن المنكر والأمر بالمعروف

فعندما أدعي أنه أعلم أهل الأرض أراد الله به أن يلتقي بالخضر  ليجمع بين التجليات  الظاهره والباطنه ,ليلتقي البحرين بحر النبوه…..وبحر الولايه..بحر الظاهر…وبحر الباطن..بحر الوجوب …وبحر الإمكان

روي البخاري عن أبي بن كعب عن النبي عليه الصلاه والسلام أنه قال قام موسي خطيبا في بني إسراءيل …فسأل أي الناس أعلم،، فقال أنا أعلم…..فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم الي الله…فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادنا بمجمع البحرين هو على علم من لدن الله،،فجمعه الله به

وكانت الحكمه في طلب موسى لصحبه الخضر هي أخذه عنه جهة الولايه..العلوم الألهيه والأسرار الربانيه المتعلقه بأسرار القدر والأراده الألهيه التي تحصل بالتعليم الألهي والألقاء الرباني بغير واسطه ولهذا قال له : (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)

والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
نفحات قدسية من وصايا الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه :
-“عليك بمراقبة الله فيما أخذ منك وفيما أعطاك فإنه ما أخذ منك إلا لتصبر… فيحبك . فإنه يحب الصابرين، وإذا أحبك عاملك معاملة المحب لمحبوبه . وما من شىء يزول عنك إلا وله عوض سوى الله: لكل شىء إذا فارقته عوض / وليس لله إن فارقت من عوض .
“وكذلك إذا أعطاك فإن من جملة ما أعطاك الصبر على ما أخذه منك، فأعطاك الشكر وهو يحب الشاكرين. .
-” عم برحمتك وشفقتك جميع الحيوان والمخلوقين, إذا أنفقت فلا ترد سائلا ولو بكلمة طيبة, وألقه طلق الوجه مسرورا به فانك انما تلقي الله, ان لله حقا على كل مؤمن في معاملة كل أحد من خلق الله علي الإطلاق من كل صنف, من ملك وجان وانسان وحيوان ونبات ومعدن وجماد ومؤمن وغير مؤمن .
-“معالم الأرض وجوارح الإنسان تشهد عليه :
قال رحمه الله: إذا عصيتَ الله تعالى بموضع فلا تبرَحْ من ذلك الموضع حتى تعمل فيه طاعةً، وتُقيم فيه عبادةً؛ فكما يشهد عليك ـ إنِ استُشهد ـ يشهَدُ لك، وحينئذ تنتزح عنه. وكذلك ثوبك إن عصيت الله فيه فكن كما ذكرتُه لك: اعبُدِ اللهَ فيه.
“وكذلك ما يفارقك منك من قصّ شارب، وحلق عانة، وقصّ أظفارٍ، وتسريح شعر، وتنقية وسخ… لا يفارقك شي‏ء من ذلك من بدنك إلا وأنت على طهارةٍ وذكرِ الله عز وجل فإنه يُسأل عنك: كيف تركك؟
وأقل عبادة تقدر عليها عند هذا كله: أن تدعوَ الله في أن يتوب عليك عن أمره تعالى؛ حتى تكون مؤدّياً واجباً في امتثالك أمر الله، وهو قوله: {وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] فأمرك أن تدعوه ثم قال في هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي} [غافر: 60]، يعني هنا بالعبادة: الدعاء.
أي: من يستكبر عن الذلة والمسكنة فإن الدعاء سماه عبادة، والعبادة ذلة وخضوع ومسكنة {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر: 60]، أي: أذلاء.
فإذا فعلوا ما أُمروا به جازاهم الله بدخول الجنة أعزاء.
“ومثل هذا قد أغفله الناس! بل يقولون: إذا عصيتَ الله في موضع فتحوَّلْ عنه!
لأنهم يخافون عليك أن تذكّركَ البقعة بالمعصية، فتستحليَها، فتزيد ذنباً إلى ذنب.
فما ذكروا ذلك إلا شفقةً، ولكن فاتهم علمٌ كبير! فأطع الله فيه، وحينئذ تتحوّلُ عنه؛ فتجمع بين ما قالوه، وبين ما وصّيتُكَ به.
“وكلما ذكرتَ خطيئةً أتيتَها فتُبْ عنها عقيبَ ذكرك إياها، واستغفرِ اللهَ منها، واذكُرِ الله عندها بحسب ما كانت تلك المعصية.
“فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أتبع السيئة الحسنة تَمحُها» [الترمذي وأحمد والحاكم].
“و قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} [هود: 114].
ولكن ليكن لك ميزانٌ في ذلك تعرف به مناسبات السيئات والحسنات التي تزِنها “

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

ما المقصود  بأن سر الطريقة في شيخها وأورادها ؟. 

بقلم السيد فتحي السايح جزاه الله خيرا .صفحة الأشراف المهدية.جزاه الله خيرا.

– “خلط الناس بين سرِّ الطريق وسرّ الشيخ رغم أنهما منفصلان عن بعضهما.

        سرِّ الطريق :

       “هو القوة الروحية الموجودة فى الأوراد والأذكار و منهج التربية و التوجيه فيه.

فمن المعروف أن لكل ذكر قوة روحية وملائكة تحفّه وتحفُّ… الذاكر به، وكذلك له ملائكة من نورانية هذا الذكر تتنزَّل على قلب وروح…الذاكر به. وهذا لكل ذكر ولكل اسم من أسماء اللَّه تعالى، وكذلك لكل صيغة من صيغ الصلوات على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم .

    “فهذه القوى الروحية والأنوار الإلهية المستمدة من مجموع أذكار وأوراد ومنهج التربية فى طريق، هى ما يُعبَّر عنها بسر  الطريق .

   “ويُضاف إلى كلِّ ما سبق، لون من ألوان القوة الروحية وبعض الخصوصيات فى أهل سلسلة هذا الطريق المسلسلين إلى مولانا وسيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.

هذا كله هو ما يُسمى بسر الطريق.

     سر الشيخ المربي :

      “هو القوة الروحية والهمةُ النورانية الموجودة فى…ذات الشيخ نفسه. ذلك أن الشيخ المربِّى أو الولىّ …الحق للَّه تعالى ، يمده الله كما ذكرنا بمددٍ منه تعالى ونورانية خاصة له – فضلاً من اللَّه تعالى – فغير ما اكتسب من تلاوة أوراده ، وغير ما اكتسب من تلاوة ورده وأذكاره خلال تربيته وسيره إلى اللَّه تعالى ، هناك فضل من اللَّه تعالى عليه واكرام خاص له…. لذاته هو…

.    “فإذا انتقل هذا الولىّ أو المربّى الجامع إلى رحمة اللَّه، فميراث سرِّ الطريق يرثه بعده من سلك منهج تربيته وخُلِّف على طريقة تربيته.

    “أما ميراث سرِّ الشيخ نفسه فهذا لا دخل له بالتربية أو الطريق، ولكن يرثه من كان هو أهله، ومن هو قادر على تحمله كيفما كان منهج تربية وسلوك الوارث، والله أعلم.

    تنبيه هام .

      “ولكننا ننبِه على أن السالك إلى الله تعالى يختلف حاله وسلوكه وفتوحه إذا كان ارتباطه بذات الشيخ، عن أحواله إذا كان ارتباطه بالطريق ذاته.

   “وعلى العموم فان سرِّ الشيخ المربِّى يحوى سرَّ الطريق، ولكن سرّ الطريق لا يحوى سرّ

الشيخ كله…. فافهم رحمك اللّه.”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
وكل شخص رأيتموه يحب الأولياء فأخبروه بأن الشيخ النّبهاني يبشرك بالجنة! “
مقتبس من كتاب الدكتور محمد فاروق النبهان ( الشيخ محمد النبهان)
قال إبراهيم بن أدهم لرجل: أتحبّ أن تكون لله ولياً؟ قال: نعم، قال: لا ترغب في شيء من الدنيا والآخرة، وفرّغ نفسك لله، وأقبل إلى الله بوجهك يقبل عليك ويواليك فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشـرك بعبادة ربـه أحداً (الكهف 110) .
” ( القول للشيخ محمد النبهان قدس سره ) : ” رأس مالي محبة الأولياء من صغري، فالّذي يحب الأولياء يحبه الله سبحانه وتعالى، قال(سيدنا ) محمّد صلى الله عليه وسلم : اللهمّ ارزقنا حبك، وحب من أحبك، وحب عمل يقربّنا إلى حبك، واجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد “.
“من أحب أولياء الله لابدّ أن يموت على توبة . إذا اعتقد شخص رجلاً كان أو امرأة بكلام العارفين ( أهل الله ) أي صدّق بكلامهم أنه حق فقولوا له يدعو لكم ، فإن دعاءه مستجاب!
” الّذي يحب الأولياء العارفين يحضرونه عند الوفاة وفي القبر عند السؤال وعند الميزان وعند الصراط ، لأن الله سبحانه الّذي يحبهم ويحبّونه هو الّذي يحضرهم عند الشخص الّذي يحبهم في المواطن المذكورة لقوله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب .
“الّذي لم يرَ الأولياء ولم يجتمع بهم ما رأى شيئاً، ونحن دائماً مع الأولياء مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أحمد الرفاعي، أرواحهم معنا الآن ، أهل الله أرواحهم لطيفة وأجسامهم لطيفة .
“الّذي لا يحب أهل الله تعالى لا يحبه الله، ولو كان عاملاً متصدقاً وهو على خطر في المائة تسعة وتسعون أن يموت على الإيمان، والّذي يحب أحباب الله يحبه الله ولو كان قاطع طريق، لأنّه لو لم يحبه الله ما وضع حب أحبابه في قلبه ولابدّ أن يموت على توبة قبل وفاته، سارقاً كان أو قاطع طريق أو شرّاب خمر ولكن قلبه مملوء بحب الأولياء والله لا يمكن أن يموت حتى يمن عليه الحق بالتوبة بشرط أن لا يكون ديّوثاً .
” كل من يحب أحبابه فهو سعيد إلاّ الديّوث، لأنّه في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنّة ديّوث، وإن ريحها ليشمّ من بُعد ألف عام، والديّوث لا يشمّ رائحة الجنّة، وكل قضية يمكن التساهل بها إلاّ الدياثة دليلنا في ذلك لو كان الله لا يحبه ما جعل حب أحبابه في قلبه، هذا دليل واقعي ذوقي ودليل حقيقي .
.
“أساس الأساس أن تكون العقيدة سليمة، وكل شخص رأيتموه يحب الأولياء فأخبروه بأن الشيخ النّبهاني يبشرك بالجنّة! ويقول : لو أن الله ما يحبه ما جعل حب أحبابه في قلبه .
أنت تحبّ أهل الله وتُضام ؟ لا والله! “
“حبكم لأهل الله ينفعكم كثيراً . حتى اذا يأتي بلاء على زوجتك وأولادك يصرف عنهم كرامة لمحبتك لهم .”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
سؤال ملح فى التصوف : كيف يمد الشيخ مريده بالمدد عن بعد وما هى كيفية المدد عن بعد .هل هو الدعاء ؟
* بقلم د. عصام عصام الزفتاوي جزاه الله خيرا .
“الجواب وبالله التوفيق:
“الشيخ لا يمد، ربنا هو اللى بيمد عن طريق الشيخ إلى المريد عندما يكون المريد صادقا متوجها مخلصا متأدبا بآداب الشرع . فهذه هى مفاتيح المدد، {كلا نمدُّ هؤُلاءِ وَهؤُلاءِ منْ عطاءِ رَبكَ وَما كانَ عطاءُ رَبكَ محظُورًا } [الإسراء: 20]، الشيخ ما هو إلا برزخ وميزاب للمريد فقط لا غير.
“يعنى بالضبط كده عامل زاى حنفية المياه . هل يمكن أن يصل لك الماء من غير حنفية مياه أو وسيلة لنقله وتوصيله لك ؟. فالشيخ هو ذلك الميزاب أو البرزخ الذى يتصل من خلاله المدد الإلهى بالمريد الصادق الذاكر المخلص .
“وكلما ارتفعت مرتبة الشيخ وعلت مكانته عند ربه كلما اتسعت نورانيته وكلما اتسع ميزابه وجرى منه المدد فياضا . فشتان بين ميزاب صغير وميزاب كبير وبين ميزاب ضيق الفوهة وميزاب متسعها.
“وأيضا كلما عظم إخلاص المريد وصدقه كلما كانت قابليته أكثر قبولا وكلما كان معونه أوسع طاقة لتلقى المدد الوارد إليه بواسطة الشيخ.
“ويكون ذلك أقوى ما يكون عن طريق ارتباط المريد بشيخه ومحبته له، وكلما ارتبط المريد بشيخه وازدادت محبته له فى قلبه وقويت رابطته الوجدانية والقلبية والروحية بالشيخ كلما قوى استمداده وزادت وارداته، وتجلت على مرآته أنوار شيخه .
ّولهذا كان الفناء فى الشيخ من مراتب الفناء ولا يمكن للمريد أن يصل إلى الفناء فى الله قبل أن يفنى عن… نفسه ثم يفنى عن الخلق ثم يفنى فى الشيخ ثم يتدرج حتى يفنى فى الله تعالى .
“فليس المدد يتم بواسطة الدعاء فحسب قد يكون ذلك، ولكنه يتم عبر القلوب والأرواح فى عالم الأمر حيث لا مكان ولا زمان ولا بعد ولا قرب.
وكل ذلك يدرك بالذوق فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف.
“ما عليك من الكيفية إذا وقع المدد واتصل بالطريقة التى شرحناها.
الأمر عامل مثل التيار الكهربى الذى لا نراه ولا نعرف كيفيته ولكن نعرف وقوعه وامتداده واتصاله وآثاره ونستفيد منها هذا الذى يعنينا.”
 

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
علاقة المريد بالشيخ المربي
من مواعظ الأكابر: رضي الله عنهم أجمعين رجال الله كبارا أوصغارا .
مقتبس من صفحة السيد الفاضل الشيخ اسماعيل الرفاعى جزاه الله خيرا . (من كتاب الأنوار القدسية فى معرفة قواعد الصوفية للامام سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه ).
• اعلم أيها المريد أنه إذا صحت نسبتك من شيخك كان تأثيره بالإمداد فيك أكثر من تأثير أذكارك وجميع أعمالك .
• اعلم أن سماعك من شيخك كلمة أدب فى لحظة واحدة أفضل من أدب أبيك ومعلمك فى الأدب الظاهر عشرين سنة وذلك لأن العارف يؤدب روحك وغيره يؤدب نفسك ، ومعلم الروح أعلى من معلم النفس .
• اعلم أنه ليس المريد من يفتخر بشيخه ، وإنما المريد من يفتخر شيخه به .
• اعلم أن من خدم شيخه بلا أدب جره ذلك إلى العطب ، ومن خدمه بالأدب فقد حاز عز الدارين وحصل الأرب .
• اعلم أن كل مريد لا ينتفع بأفعال شيخه لا ينتفع بأقواله .
• اعلم أنه ما ثقل مريد على قلب شيخ إلا لعلة بالمريد أخفاها عن الشيخ .
• اعلم أنه من الشيوخ من ينتفع به مريده الصادق بعد موته أكثر من انتفاعه به حال حياته .
• اعلم أنه إذا كان أبو جسمك لا يحل لك أن تنتسب إلى غيره ، فكيف بأبى الروح الذى هو شيخك؟
• اعلم أن معرفتك بنفسك على قدر معرفتك بأستاذك .
• اعلم أن من ليس له أستاذ ليس له مولى ، ومن ليس له مولى فالشيطان به أولى .
• اعلم أن من كان مع أستاذه بلا إياه كان أستاذه معه بالله .
• اعلم أن من تقرب إلى أستاذه بالخدم تقرب الحق تعالى إلى قلبه بأنواع الكرم .
• اعلم أن من آثر أستاذه على نفسه ، كشف الله له عن حضرة قدسه ، ومن نزه حضرة أستاذه عن النقائص ، منحه الله بالخصائص ، ومن احتجب عنه أستاذه طرفة عين فلا يلومن إلا نفسه إذا أوبق بوائق البين ، ولا يصل المريد إلى هذا المقام إلا إن جعل مراد شيخه مراده .
• اعلم أنه من أراد الترقى على يد شيخه فلا يدخل عليه قط إلا وهو تارك لمعلوماته الدنية ليدله على المعلومات العلية .
• اعلم أن المريد الصادق من شأنه أن ينشرح صدره لما منعه عنه شيخه .
• اعلم أن المشيخة ليست بالإرث ، وإنما هى بالجد والاجتهاد .
• اعلم أنه من شأن المريد الصادق ألا يزور أحدا من أشياخ العصر إلا بإذن شيخه صريحا أو تعريضا ولو كان ذلك المزور من أكبر أصدقاء شيخه .
• اعلم أن شيخك هو المظهر الذى عينه الله تعالى للإفاضة عليك منه ، ولا يحصل لك مدد وفيض إلا بواسطته .
• اعلم أنه من شأن المريد الصادق ألا يدخل على شيخه ولا يجلس بين يديه أبدا إلا على طهارة ظاهرة وباطنة مسلما مستسلما .
• اعلم أن من أحكم معنى الخلوة صار الوجود له جلوة .
• اعلم أنه من أدب المريد الصادق مع إخوانه ألا ينظر لهم أبدا إلى عورة ظهرت ، ولا إلى زلة سبقت .
• اعلم أن الله تعالى لم يتخذ قط وليا بخيلا .
• اعلم أنه من أراد أن يكون أماما يقتدى به فليخلص النية فى خدمة إخوانه ، ويصبر على جفائهم له وكلامهم فى عرضه وحملهم له على المحامل السيئة فى خدمته لهم وجميع أحواله .
• اعلم أن من انتصر لنفسه وأجاب عنها تلف وتعب ، ومن سامح الناس وفوض أمره لمولاه نصره من غير أهل ولا عشيرة .
• اعلم أن من أراد نزول الرحمة عليه فليخدم العميان والأيتام .
• اعلم أنه من شأن المريد الصادق أن يقدم حوائج إخوانه الضرورية على عباداته من سائر النوافل ؛ لأن الخير المتعدى نفعه أفضل من القاصر على فاعله .
• اعلم أن هذه الطريق لا تصلح إلا لأقوام كنسوا بأرواحهم المزابل .
• اعلم أن الفتوة هى رؤية محاسن الإخوان والغيبة عن مساوئهم .
• اعلم أن من جالس الذاكرين انتبه من غفلته ، ومن خدم الصالحين ارتفع بخدمته .
• اعلم أن من لم يقم بآداب أهل البدايات . فكيف يستقيم له مقامات أهل النهايات .
• اعلم أن من لم يصلح لمعرفة ربه أشغله برؤية أعماله .
• اعلم أنه من شأن المريد الصادق أن يعامل كل وقت بما يناسبه .
• اعلم أن الفناء عن الفناء غاية الفناء ، والفناء أول الطريق .
• اعلم أن الوقت أعز الأشياء فاشغله بأعز الأشياء .
• اعلم أن الإخلاص هو تجريد قصد التقرب إلى الله تالى عن جميع الشوائب ، ولو كنت فى الإخلاص ما ترى نفسك فى مقام الإخلاص .
• اعلم أنه بواسطة الخلوة والذكر والصوم والطهارة والسكوت ونفى الخواطر والربط وتوحيد المطلب تنجلى مرآة القلب عن الصدأ .
• اعلم أن القناعة هى وقوف النفس عندما رزقت من غير أن تتشوف إلى زيادة .
• اعلم أن أدب السر طهارة القلب من العيوب ، وأدب الظاهر حفظ الجوارح من الذنوب .
• اعلم أن من جلس مع الملك بغير أدب أسلمه ذلك إلى العطب .
• اعلم أن الذاكر حى وإن مات ، والغافل وإن كان حيا فهو من جملة الأموات .
• اعلم أن الذاكرين (الله) يقولون : نخشى أن نموت على الإنكار فلا نصل إلى الإقرار .
• اعلم أن إقبال المريد بقلبه لحظة مع قول : ( لا إله إلا الله ) خير له من ملء الأرض عبادة مع الغفلة عن الله .
• اعلم أن ذكر الحروف بلا حضور ذكر اللسان ، وذكر الحضور فى القلب ذكر القلب ، وذكر الغيبة عن الحضور فى المذكور ذكر السر وهو الذكر الخفى حتى يكون العبد ساكنا لله بالله مع الله .
• اعلم أن ذكر الجماعة على قلب واحد أكثر تأثيرا وأشد قوة فى رفع الحجب عن القلب من ذكر واحد وحده . وأيضا يحصل لكل واحد ثواب ذكر نفسه وثواب سماع الذكر من غيره .
• اعلم أن السكون بعد الذكر يسمى النومة ولعله يرد على القلب فيها ما يعمره فى لحظة ما لا تعمره المجاهدة والرياضة فى نحو ثلاثين سنة .
• اعلم أن أقبح معصية ترك ذكر الله تعالى .
• اعلم أن ذكر الله بالقلب سيف الخواص ، وباللسان سيف العوام .
• اعلم أن من ذكر الله على الحقيقة نسى فى جنب ذكره كل شئ ، وحفظ الله تعالى فى كل شئ .
• ينبغى لك أيها المريد أن تكتم أعمالك ما استطعت حتى يقوى نور قلبك .
• لا تطالب أيها المريد الشيخ بأن يكون خاطره معك بل طالب نفسك بأن يكون الشيخ فى خاطرك .
• أيها المريد الصادق اثبت تنبت .
• إياك أيها المريد الصادق أن تشتغل بطهارة ثيابك وتنسى طهارة قلبك .
• اجتهد أن تحفظ القرآن بالعمل كما حفظته بالتلاوة .
• اركب نفسك بعد أن كانت راكبة لك .
• انصف إخوانك أيها المريد واقبل النصيحة ممن هو دونك تدرك شرف المنازل .
• أسأل الله أن يدلك عليه من أقرب الطرق ، وذلك لتنطفئ عنك نيران البعد والجفا وتتملى بشهود حضرة الحق جل وعلا .
• اجعل علمك ملحا وأدبك دقيقا .
• غض البصر عن فضول النظر .
• تلذذ بالطاعات فى الخلوات والجلوات .
• اتق معاشرة الأحداث .
• لا يصرفك عن طريق القوم صارف ، ولا تردك عنها السيوف والمتالف .
• إذا ورد عليك أيها المريد وارد فى ذكر أو غيره فاقبله من الحق تعالى ولا تتعشق به فتحجب عن ربك وتقف عن الترقى .”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
من درر الإمام الجنيد رضوان الله تعالى عليه قال :
” سبق في علم الله القديم ألا يدخل أحد لحضرته إلا على يد عبد من عباده “
لا بد لك من شيخ عارف بالله يرشدك و يقيك المهالك أيها السالك. قال الله تبارك وتعالى في سورة الكهف “{ منْ يَهدِ اللهُ فهوَ المهتدِ وَمنْ يضْللْ فَلنْ تجِدَ لهُ وَليًا مُرْشدًا (17) } “
★ ومن درر الإمام أبو الحسن الشادلي نفعنا الله بعلومه قال :
( عليك أيها المريد بالعكوف على أعتاب شيخك فإنك لو علمت ما إنطوى عليه الشيوخ ما برحت عن أبوابهم و لأتيتهم سعيا على الوجه)
★ ومن درر الشيخ بن عجيبة رضي الله تعالى عنه وارضاه قال :
“( صلينا كثيرا ، و صمنا كثيرا ، واعتزلنا كثيرا وذكرنا كثيرا ، وقرأنا القرآن كثيرا ، والله ما عرفنا قلوبنا ولا ذقنا حلاوة المعاني حتى صحبنا الرجال أهل المعاني ، فأخرجونا من التعب إلى الراحة ، ومن التخليط إلى الصفاء ، ومن الإنكار الى المعرفه) “.
★ ومن درر جلال الدين الرومي رضي الله عنه قال :
“( من يدخل الطريق بلا مرشد سيستغرق مائة عام في رحلة لا تحتاج سوى يومين ، ومن علامات رضا الله على عبده ، أن يلهمه مجالسة أهل الله وخاصته ،
فالعالم مصباح الله في أرضه فمن أراد الله به خيرا إقتبس منه ، وملازمة الشيخ المربي ترقي وتربي ، فصحبة العارفين رضوان الله عليهم ، ترتقي بك إلى حال الواصلين ) “.
★ وقال أحد الصالحين رضي الله عنه :
“( نحن فى كرم من الله. ما غاب عنا فيضه منذ صحبنا ساداتنا رضوان الله عليهم ) “.
★ وقال ” لابد لهذا القلب أن يشاهد من ملكوت الله “)..
قيل له ” و كيف ذلك “)
قال رضي الله عنه : ( جالسوا أهل القلوب فإن أنوار الله في قلوبهم ) ..
★ ومن درر العارف بالله سيدي محي الدين بن عربي ، قال :
(“الشيخ من نقلك من نار البعد والإنفصال إلى جنة القرب والإتصال والشيخ العارف بالله ينقلك من كونك إلى مكون الأكوان “) ..

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

….

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

《 أسلم تسلم 》
إن الحضرة الإلهية مثل الجنة لا يدخلها صاحب حسد و لا صاحب بُغض و لا صاحب غلول و لا صاحب غضب و لا صاحب هم و لا صاحب نكاد ، قال تعالى : {ونزَعنا ما في صدورهم منْ غلٍّ إِخوَانا عَلىٰ سُرُرٍ متقَابِلِينَ} [الحجر : 47] ، إذن التسليم التام و إسلام الأمر كله للحق تبارك و تعالى يؤدّي إلى نزع الغل من الصدور الذي بدوره يؤدي إلى الوصول و الإذن لك بالدخول و الشهود ، و قد قال ساداتنا :
إن العارفين بالله هم الذين رسخت أرواحهم في غيب الغيب و سر السر فعرَّفهم الله علوماً لم يُعرِّفها لغيرهم و أراد منهم من مُقتضى الغيب ما لم يُرِدْه من غيرهم ، فخاضوا بحر العلم بالفهم ثم بالكشف الذي كشف لهم عن مداخل الخزائن و المخزون حتى شهدوا ما تحت كل حرف و كلمة من عجائب النفوس ، و استخرجوا من بحارها الدرر و الجواهر و نطقوا بالحكمة.
ألهَمَنا الله و إياكم من الفهم و الحكمة ما ينفعنا و يُحيينا في الداريْن و ما بينهما و رزقنا من أنوار الحبيب الأعظم و آله عليهم أفضل الصلاة و أتم التسليم في كل وقتٍ و طورٍ و حين .
 
و صل اللهم و سلم و زد و أنعم و بارك على الحبيب المصطفى و آله و صحبه أجمعين 

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

غاية التصوف أن يدلك على الطريق الموصل الى عهدك الأول مع ربك “.
منقول من صفحة السيدة الفاضلة فاطمة شمسي جزاها الله خيرا.
“في الأصل كنا متصلين بالله ربنا جَلَّ سلطانه حين كنا ما نزال نقيم في العالم العلوي وكانت الروح تسمع الخطاب الإلهي وتشهد الجمال القدسي . كانت الروح في حال الشهود الدائمي .
” لكن بعد أن أُهبطنا إلى الأرض وأُهبطت الروح في هذا الجسد الترابي انفصلت عن أصلها عن عالمها عن بارئها وانحجبت بحُجُب التراب عن شهود المحبوب في كل آن فحدثَ للروح ألمٌ وحسرة من جراء هذه الفرقة عن الأحبة ومن حينها وهي تحنُّ للعودة إلى موطنها الأعلى في الحضرة القدسية إلى جوار المحبوب الأبدي السرمدي . هذه العودة التي تتم بالكلية بعد الموت ومفارقة الروح النورانية للجسد الطيني الظلماني .
” لكن المؤمن الذي يسعى للترقي في معراج القرب والتلقي من فيوضات الحب مُطالب بتحقيق هذا الرجوع إلى الله في هذه الدنيا في هذه الحياة . لأنَّ الجميع سيرجع بعد الموت قسرا . لكن المطلوب إن يرجع الإنسان إلى ربه اختيارا وليس اضطرارا أن يختار الله على ما سواه وأن يسلك بإرادته وهمّته الطريق إلى الله مُستعينا بالله متوكلا على الله مستمدا من حضرة الله مُستصحبا أثناء سفره الصاحب الحقيقي :الله جل جلاله. ” اللهمَّ أنتَ الصاحب في السفر..” والطريق هيَ سَفَر من المُلك إلى الملكوت من النفس إلى حضرة القُدس .
“عليكَ ان تعزم على سلوك الطريق إلى الله وأن تصدق النية وتصحِّح الوجهة قائلا بلسان الحال والمقال : ” إلهي أنتَ مقصودي ورضاكَ مطلوبي فأعطني محبتك ومعرفتك”.
” عليكَ أن تجدِّد العهد الذي كان بينك وبين ربك الأكرم يوم العهد الأعظم . ففي ذلك اليوم يوم العهد والميثاق قد أخرج الله تعالى من ظهر أبينا آدم عليه السلام كل ذريته كل بني آدم وخاطبهم وهم في قبضة الرحمن :ألستُ بربكم؟ قالوا بلى .
“كلنا سمعنا الخطاب الإلهي مباشرة من غير واسطة وكلنا أجبنا ربنا : بلى . وهذا هو عهد الربوبية الذي أخذهُ ربنا على كل البشرية . لقد أخذَ الله علينا في ذلك الموقف العهد بأن نؤدي حق الربوبية ونقوم بوظائف العبودية وحين أتينا إلى مرحلة الحياة الدنيوية التي هي محل الوفاء بالعهد مع الله ربنا منّا مَن وفّى بعهده مع الله وسلك الطريق إلى الله ومنّا من نقضَ عهده وعاش في غفلةٍ عن الله.
” التصوف يدلك على الطريق الموصل إلى الله يوصلك إلى عهدك مع ربك فبدون أن تسلك الطريق كيف ستصل وكيف ستوفي بعهدك مع الله عزَّ وجل؟

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
حقيقة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
من العلماء العاملين الذين أفاضوا في بيان هذه الحقيقة نقلا وعقلا الإمام جلال الدين السيوطي حيث أفرد رسالة في هذا الشأن أثبت فيها هذا الأمر ، وكان مما قاله ( رحمه الله ) مستفتحا :
كثر السؤال عن رؤية أرباب الأحوال للنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وإن طائفة من أهل العصر ممن لا قدم لهم في العلم بالغوا في إنكار ذلك والتعجب منه وادعوا أنه مستحيل فألفت هذه الكراسة في ذلك وسميتها ( تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك ) .
ومما جاء فيها التنبيهات الآتية :
الأول : أكثر ما تقع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر .. لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني لا يدرك حقيقته إلا من باشره .
وعن الشيخ عبد الله الدلاصي : فلما أحرم الإمام وأحرمت أخذتني أخذة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار بقوله أخذه إلى هذه الحالة .
الثاني : هل الرؤية لذات المصطفى صلى الله عليه وسلم بجسمه وروحه أو لمثاله؟
الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني وبه صرح الغزالي فقال : ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل مثالا له صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسه .
قال : والآلة تارة تكون حقيقة وتارة تكون خيالية والنفس غير المثال المتخيل فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق .
قال : ومثل ذلك من يرى الله تعالى في المنام فإن ذاته منزهة عن الشكل
والصورة . ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره ويكون ذلك المثال حقا في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي : رأيت الله في المنام ، لا يعني أني رأيت ذات الله ، كما تقول في حق غيره .
وفصل القاضي أبو بكر بن العربي فقال :
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ، ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال .
وهذا الذي قاله في غاية الحسن ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه ، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا ، وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي .
وقد ألف البيهقي جزءا في حياة الأنبياء وقال في دلائل النبوة : الأنبياء أحياء عند ربهم كالشهداء .
وقال في كتاب (الاعتقاد ) : الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء .
وقال الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي : المتكلمون المحققون من أصحابنا ، أن نبينا صلى الله عليه وسلم حي بعد انتقاله ، وأنه يبشر بطاعات أمته ويحزن بمعاصي العصاة منهم ، وأنه تبلغه صلاة من يصلي عليه من أمته .
وقال : إن الأنبياء لا يبلون ولا تأكل الأرض منهم شيئا وقد مات موسى في زمانه فأخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنه رآه في قبره مصليا وذكر في حديث المعراج أنه رآه في السماء الرابعة ورأى آدم وإبراهيم وإذا صح لنا هذا الأصل ، قلنا : نبينا صلى الله عليه وسلم قد صار حيا بعد انتقاله وهو على نبوته انتهى . وقال القرطبي في (التذكرة ) في حديث الصعقة نقلا عن شيخه : الموت ليس بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال ، ويدل على ذلك أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء يرزقون فرحين مستبشرين وهذه صفة الأحياء في الدنيا وإذا كان هذا في الشهداء ، فالأنبياء أحق بذلك وأولى .
وقد صح أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وأنه صلى الله عليه وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء ، ورأى موسى قائما يصلي في قبره وأخبر صلى الله عليه وسلم : أنه يرد السلام على كل من يسلم عليه إلى غير ذلك ، مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم ، وإن كانوا موجودين أحياء ، وذلك كالحال في الملائكة ، فإنهم موجودين أحياء ، ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله تعالى بكرامته انتهى . وأخرج البيهقي في كتاب ( حياة الأنبياء ) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ).
وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله تعالى حتى ينفخ في الصور ).
وذكر أبو الحسن بن الزاغوني الحنبلي في بعض كتبه حديثا ( أن الله لا يترك نبيا في قبره أكثر من نصف يوم ) .
وقد دل على ذلك تصريح الشارع وإيماؤه ومن القرآن قوله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فهذه الحالة وهي الحياة في البرزخ بعد الموت ، حاصلة لآحاد الأمة من الشهداء وحالهم أعلى وأفضل ممن تكن له هذه الرتبة ، لا سيما في البرزخ ، ولا تكون رتبة أحد من الأمة أعلى من رتبة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل إنما حصل لهم هذه الرتبة بتزكيته وتبعيته ، وأيضا فإنما استحقوا هذه الرتبة بالشهادة والشهادة حاصلة للنبي صلى الله عليه وسلم على أتم الوجوه وقال عليه الصلاة والسلام : ( مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره ).
وهذا صريح في إثبات الحياة لموسى عليه السلام فإنه وصفه بالصلاة وأنه كان قائما ، ومثل هذا لا يوصف به الروح وإنما وصف به الجسد، وفي تخصيصه بالقبر دليل على هذا فإنه لو كان من أوصاف الروح لم يحتج لتخصيصه بالقبر فإن أحدا لم يقل : أن أرواح الأنبياء مسجونة في القبر مع الأجساد وأرواح الشهداء أو المؤمنين في الجنة.
وفي حديث ابن عباس سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة فمررنا بواد فقال : ( أي واد هذا ) فقالوا : وادي الأزرق فقال : ( كأني أنظر إلى موسى واضعاً أصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية مارا بهذا الوادي ) ثم سرنا حتى أتينا على ثنية قال : ( كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء عليه جبة صوف مارا بهذا الوادي ملبيا ) ، سئل هنا كيف ذكر حجهم وتلبيتهم وهم أموات وهم في الأخرى وليست دار عمل ، وأجيب بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فلا يبعد أن يحجوا ويصلوا ويتقربوا بما استطاعوا ، وأنهم وإن كانوا في الآخرة فإنهم في هذه الدنيا التي هي دار العمل حتى إذا فنيت مدتها وأعقبتها الآخرة التي هي دار الجزاء انقطع العمل.
هذا لفظ القاضي عياض فإذا كان القاضي عياض يقول أنهم يحجون بأجسادهم ويفارقون قبورهم فكيف يستنكر مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم لمقامه فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان حاجا وإذا كان مصليا بجسده في السماء فليس مدفونا في القبر انتهى .
فحصل من مجموع هذا النقول والأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم حي بجسده وروحه وأنه يتصرف ويسير حيث شاء في أقطار الأرض وفي الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل انتقاله ، لم يتبدل منه شيء ، وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم ، فإذا أراد الله رفع الحجاب عمن رآه على هيئته التي هو عليها ، لا مانع من ذلك ولا داعي إلى التخصيص برؤية المثال.
الثالث : سُئِلَ بعضهم كيف يراه الراؤن المتعددون في أقطار متباعدة فأنشد :
كالشمس في كبد السماء وضوؤها ••• يغـــشى البلاد مـشارقاً ومغـارباً
وفي مناقب الشيخ تاج الدين بن عطاء عن بعض تلامذته قال : حججت فلما كنت في الطواف ، رأيت الشيخ تاج الدين في الطواف فنويت أن أسلم عليه إذا فرغ من طوافه ، فلما فرغ من الطواف جئت فلم أره ، ثم رأيته في عرفة كذلك ، وفي سائر المشاهد كذلك ، فلما رجعت إلى القاهرة سألت عن الشيخ فقيل لي : طيب .
فقلت : هل سافر قالوا : لا .
فجئت إلى الشيخ وسلمت عليه فقال لي : من رأيت فقلت : يا سيد رأيتك فقال : يا فلان الرجل الكبير يملأ الكون ، لو دعي القطب من حجر لأجاب .
فإذا كان القطب يملأ الكون فسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم من باب أولى .
وقد تقدم عن الشيخ أبي العباس الطنجي أنه قال وإذا بالسماء والأرض والعرش والكرسي مملوءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الرابع : قال قائل يلزم على هذا أن تثبت الصحبة لمن رآه .
والجواب أن ذلك ليس بلازم .
أما إن قلنا بأن المرئي المثال ، فواضح ، لأن الصحبة إنما تثبت برؤية ذاته الشريفة جسداً وروحاً .
وإن قلنا المرئي الذات فشرط الصحبة أن يراه وهو في عالم الملك وهذه رؤية وهو في عالم الملكوت ، وهذه الرؤية لا تثبت صحبته. ويؤيد ذلك أن الأحاديث وردت بأن جميع أمته عرضوا عليه فرآهم ورأوه ، ولم تثبت الصحبة للجميع لأنها رؤية في عالم الملكوت فلا تفيد صحبته .و الله أعلم 

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
هل هناك من وسيلة وطريقة للانتفاع بالشيخ وهو بعيد. هذا سؤال يحير الكثير من السالكين لكن لو كان الشيخ بعيدا عن المريد ويتعسر على المريد ان يلازم الشيخ ويصحبه فماذا يفعل ؟ وما الحل؟ .
 
-” أجمع القوم من الصوفية وأهل الله تعالى على أن ملازمة الشيخ والقرب منه هي من أهم الآداب في التصوف . وهذا الأمر له فوائد كثيرة جدا ولا غنى عنها أبدا . وهي تسهل على المريد سيره وسلوكه في الطريق الى الله تعالى .
“وقد قال الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني لاضي الله عنه في الفتح : (( ينبغي على المريد ان لا يفارق شيخه حتى تنفتح عين قلبه )) وأوصى الكثير من الشيوخ بالالتزام بباب الشيخ ومخالطته وصحبته بقدر الاستطاعة بل تكاد تكون هي التصوف بذاته. وهي الطريقة في حقيقتها الصحبة .
“لكن هل هناك من وسيلة وطريقة للانتفاع بالشيخ وهو بعيد . هذا سؤال يحير الكثير من السالكين لكن لو كان الشيخ بعيدا عن المريد ويتعسر على المريد ان يلازم الشيخ ويصحبه فماذا يفعل ؟ وما الحل؟ .
“وخاصة ان الزمن تغير والظروف تغيرت وأحوال المعيشة تغيرت كثيرا فيصعب على الكثير مخالطة الشيخ . وربما يكون في بلد لا يمكن الوصول اليها ويتعسر ذلك . والظروف كثيرة اليوم ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية تمنع الكثير من ملازمة الشيوخ بل ان الشيوخ كثير منهم لا يستطيع أن يتفرغ للمشيخة والارشاد كما كانوا في القديم حيث كانت متطلبات الحياة محدودة ولا يكلف المريد الا أن يركب دابته أو يمشي على رجليه ويأخذ زاده من الطعام ويتوجه الى شيخه. اما اليوم فلا يستطيع ذلك وهذا سؤال طرحه الكثير منكم ويعاني منه الكثير منكم ماذا نفعل ببعد الشيخ وهل هناك من سبيل للسلوك .
*الجواب :
“نعم هذا ميسر وسهل ان شاء الله تعالى، طبعا أحبابي السلوك الى الله تعالى له أركان فإذا اكتملت الأركان وصل الانسان لمراده ومطلبه وهذه الأركان هي :
-الركن الأول : المقصد والغاية وهي (( الله )) ومعناها الوصول لرضاه ومحبته.
-الركن الثاني: السالك وهو المريد .
-الركن الثالث : المرشد وهو الشيخ .
-الركن الرابع : وهو المنهج : وهي الطريقة المتبعة في السلوك .
-أما الغاية : وهو الله فهو في كل مكان ولا يحده مكان وهو من كون المكان فأينما تولوا فثم وجه الله.
-واما السالك : فهو أنت ولابد لك من توافر بعض الشروط التي لابد لك منها حتى تسير الى الله وأن تتولد لديك الهمة العالية.
-أما الركن الثالث وهو الشيخ : فهم كثر والحمد الله وان صدقت وأخلصت وفقك الله لشيخ تسلك بين يديه وكما قلنا من الآداب (الملازمة) لكن اذا تعسرت عليك فعليك أن تعلم أن حقيقة العلاقة بينك وبين المرشد هي علاقة روحية وليست جسدية .
“والعلاقة الروحية لا يشترط فيها تلاقي الأجساد ولكن يشترط فيها صفاء الأرواح ونقاء الأرواح وطهارة الأرواح .
“فإن توفرت فيها الصفات الثلاثة (الصفاء والنقاء والطهارة) اكتملت والتقت بأمثالها وتتلقى الارشاد والتوجيه عن أمثالها وعن من هي أرقى منها كما أن الجسد يتلقى من الجسد فالروح تتلقى عن الروح ولها حواس كما للجسد .
“ومعنى صفاء الروح : صفاءها من الكدورات التي تعكرها وهي الأخلاق القلبية الذميمة.
“ومعنى نقاء الروح : أن تكون خالية من الصفات التي لا تليق بأهل الكمال .
“واما طهارة الروح : فمعنى أن تكون خالية من كل ما فيه سوء وذميمة بمعنى أن تحجب جسدها عن المعاصي .
“وبعبارة اخرى:
الروح الصافية تحجب القلب عن أمراضه .
والروح النقية تحجب العقل عن أمراضه .
والروح الطاهرة تحجب الجسد عن أمراضه .
“فإذا كانت الروح بهذه الصفات لم يفرق عندها قرب الشيخ أو بعده لأن العمل صار للروح . و كما قال القائل : لئن نائت بنا الأجساد فالأرواح تتصل ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الأرواح جنود مجندة ما توافق منها ائتلف وما تنافر منها اختلف.
**والسؤال الأهم هو: كيف نصل بأرواحنا لهذه الصفات؟
“الوصول يكون بالتمسك بالركن الرابع وهو المنهج والتحقق به فإن عملت بمنهج الشيخ وآداب طريقته التي يعطيك اياها ارتقيت بروحك لما ذكرناه من الصفات وبتلك الصفات تطوي البعد والمسافات وتتحقق بأعلى المقامات وتصل لمنتهى الغايات .
“طبعا وهنا لابد من الاشارة ان هذا الاتصال الروحي يتوقف على ثلاثة أمور أساسية لابد منها يتوقف عليها قوة الاتصال الروحي وضعفه.
-الأول : هو قوة الشيخ المرشد وعلو همته فهمة الشيخ عندما تكون قوية وقادرة تستطيع الوصول الى المريد حيثما كان وتقوم بعملها المطلوب من الإرشاد .
-الثاني : همة السالك وتأتي بالالتزام بالمنهج والاتيان بالمطلوب. وهذا مهم جدا فمهما بلغت همة الشيخ ان لم تجد استقبالا من همة المريد فلن يفلح الأمر والا لما كان بين المسلمين من عاصي فكلنا نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ليس الجميع يتحقق بالوصال . ولا يتحقق بالوصال الا من كان في أحسن الأحوال وفي أحسن الأقوال والأفعال ، اذا لابد من همة السالك وقد قيل ((همم الرجال تزيل الجبال))
-الأمر الثالث : هو قدرة وامكانية ونوعية المنهج المتبع في السلوك وهذا مهم جدا فالذي يركب سيارة ليس كالذي يركب طيارة والذي يسير ليس كالذي يمشي والسيارات تختلف نوعيتها وسرعتها وهذا أمر معلوم وكم من سالكون يقضون سنوات كثيرة في السير لكن لا يصلون لمرادهم لضعف المنهج ونعرف الكثير ممن قضى سنوات عمره وهمته قوية لكن منهجه لا يؤدي الغرض فلابد للمنهج من أن يكون مناسبا .
و باختصار المنهج هو : مجموعة الأعمال والآداب من أوراد وأذكار وطاعات يكلف الشيخ بها المريد ، بمعنى أعمال الطريقة المأخوذة عن الشيخ .”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
(بركة قبور الصالحين)
_ في «الحصن الحصين» يقول: “قد جربت استجابة الدعاء عند قبور الصالحين”.
_ وفي «سفينة النجا» يقول: “تحقق ذووا البصائر والاعتبار أن زيارة قبور الصالحين والتشفع بهم معمول به عند علمائنا المحققين من أئمة الدين”.
_ وفي شرحي «الشفا» للفاضلين الشهاب الخفاجي، وملا علي قاري يقول: “قبر الإمام الجليل «ابن فورك» بنيسابور يزار ويستجاب عنده الدعاء”.
_ وفي «الرسالة القشيرية» يقول “قبر معروف الكرخي ترياق مجرب”.
_ وفي كتاب «تاريخ بغداد» للحافظ الخطيب، عن أبي عبد الله بن المحاملي أحد الأئمة الحافظ، قال: “أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة، ما قصده مهموم (أي: متوسلًا) إلا فرّج ﷲ همه”.
_ وقال أيضًا: “أن الأمام الشافعي –رضي الله عنه– قال: إني لأتبرك بأبي حنيفة، وأجي قبره في كل يوم، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وسألت الله الحاجة عنده، فما تبعد حتى تقضى”.
_ وفيه أيضًا: “أن الحسن بن إبراهيم الخلال (أحد أئمة الحنابلة) قال: ما هَمَّني أمر فقصدت قبر موسي الكاظم فتوسلت به إلا سهل الله تعالي لي ما أحب”.
_ وفي «أعمدة المريد»: قال سيدي زروق: “مدد الميت أقوى من مدد الحي، وكرامة الله لأوليائه لا تنقطع بموتهم”، ونحو ذلك لابن القيم، بزيارة القبور اعتبارًا وتبركًا بشيء من معالم الإسلام.
_ ونقول: “من أدلة الكرامة بعد الموت حديث البخاري وغيره
عن الصحابي الشهير رفيق رحلة سيدنا (خبيب) الذي حمى الله جسده بـالنحل الجبلي الشرس المسمي بـ (الدبر) حتى لا يمثل به، فلم يستطيع مشرك أن يدنو منه حتى غيَّبَته الملائكة، وقد سجلت الحديث بطوله في بحثنا عن صحة وقوع كرامات أهل الله، أحياءً وموتى”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ “الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

……………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
العِلل الخفية
كثير من الناس يؤدون الطاعات والعبادات
ولكن محجوبون عن الفتح الأعظم والترقى في مراقى القُرب ، والاجتماع بأرواح الأنبياء والمرسلين والاقطاب والعارفين ومغلق عنهم باب الشهود ورؤية صور التجليات ومغلق عنهم باب العلوم اللدنية والمعارف القدسية ومغلق عنهم باب الوصل بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم والسبب في ذلك ( العلة الخفية ) أو ما يسمى ( دسائس النفس ) أى أنهم لم يتطهروا الطهارة الكاملة التى يكون فيها العبد ظاهره مثل باطنه صافى كالمرآة على الرغم أنه يؤدى العبادات كل ليلة ويزيد بالنوافل لكن قلبه مسجون تحت رق الشهوات المتعددة مثل شهوة الجماع وشهوة الطعام والشراب فإن كان رجلاً فإنه يطلق بصره في النساء وإن كانت إمرأة فإنه تطلق بصرها أيضا فى الرجال وشهوة الكلام وشهوة الإعجاب بالنفس وحب الظهور
وأن يراه الناس شخصاً مؤمناً تقياً ورعاً لكن ينبغى أن نُفرّق بين نوعين :
الأول :
من يعرف علته ولا يحاول أبداً أن يعالجها وهذا الشخص أبواب القرب والوصال مغلقة أمامه قال الإمام أبو الحسن الشاذلى قدس الله سره《 حَكم القدوس ألا يدخل حضرته أصحاب النفوس 》 لأنهم رضوا بعللهم بل وتلذذوا بما يصدر عنها ويقول الإمام أبو حامد الغزالي قدس الله سره 《 حضرة الله مُقدسة لا يدخلها إلا المُطهّرون 》 فمن رضي بعِلته كمن يأكل فى أرض القطيعة يرعى كل يوم فى مراعى البُعد والغفلات يوطّن لنفسه مقعداً بمقاعد ضياع الأعمار وقد تجد هذا النوع فى بعض المتصدرين بالعلم فتأخذهم آفة حب الظهور في وسائل الإعلام فيقعون فريسة سهلة للنفس وتمر عليهم الأيام وهم مع آفاتاهم فى انسجام.. يفرحون بشدة إذا أثنى الناس عليهم وينزعجون بشدة إذا ذمهم الناس أو ولوا عنهم قد تراهم مجتهدين في عد الأذكار
ويحصدون الآلاف على السبحة..!!
جاء مريد إلى شيخه وأستاذه
قال : إننى أقيم الفرائض والسنن وأردد أورادى كل ليلة
ولا أجد فتحاً ولا مددا ..فما الأمر ؟
فقال الشيخ: فيك علة خفية في نفسك فاذهب وعالجها
فقال بغير صدق : لا أعرفها
فقال الشيخ : بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره .
الثانى :
من يعرف علته ويجتهد كل يوم في معالجتها
فتارة يغلب نفسه ، وتارة تغلبه فهذا مجتهد ولكل مجتهد نصيب قال تعالى 《 والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا》 أى نهديهم طرق الوصول إلينا نظير مجاهدتهم فهذا يسارع في الدخول إلى أرض القبول يوطّن لنفسه بمقاعد العز الدائم وحضرة الأنوار لا يهمه ظهور ولا تحصيل علوم وشهادات وإجازات بل الذى يهمه هو المسارعة في رضا الله ورسوله لا يركن إلى رؤيا منامية ولا يغتر بثناء الناس عليه ولا بذمهم له..لا يبالى بالناس إن أقبلوا إليه أو  أدبروا عنه لأنه مشغول بنفسه يريد علاجها ليصح له الوصل لا يهمه تحصيل العدد من الأوراد اليومية بل يهمه الفرار من أرض النفوس إلى حضرة القدوس. كما يمكن الاشارة ان عطاء اللله غير محدود فيمكن ان يفتح على عبده ررغم تقصيره فهو صاحب الفضل و المنة . و الله أعلم 

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………...

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
انتقال المريد من شيخ الى شيخ بين الهوى و الصدق
متى يترك المريد شيخه
في حالات كثيرة
1-ان كان ثبت للمريد ان شيخه الذي هو يتبعه غير شيخ وأنه غير مجمع على صلاحه واذنه من معاشر الصالحين حوله واهمهم أهل طريقته فكي يكون شيخا لابد وان يقر عليه أولا كبار مقاديم طريقته بالاضافة لإذن صريح شفهيا أو وسط الجموع او كتابيا مقترنا ذلك كله بالحفاظ على شروط الإجازة التربوية الخاصة والعامة فمثلا من شروط الإجازة التربوية العامة الإنضباط ظاهرا قولا وفعلا وحالا واعتقادا بمنهج أهل السنة ومنهج الصالحين فكونه على بدعة عقدية يسقط إذنه مهما كان علمه او انحرف سلوكيا وبرر لذلك تبريرا غير مقبول بوجه من الوجوه الشرعية ومن الشروط الخاصة هي التي تخص كل طريقة كتغييره وردا ثابتا متواترا في منهج الطريق دون الرجوع إلى شيخه وإخذه الإذن منه وأمور كثيرة تخص كل طريقة فهناك طرق تقيد وتطلق في أمور كثرة فهذا ضابط لكل طريقة.
2– في حالة اذا كان الشيخ متوفرة فيه هذه الصفات من اذن صريح وعلم صحيح ولا يثمر معك في نقلك من الغفلة فراجعه كثيرا كثيرا وراجع نفسك فاذا طبقت توجيهاته ولم يثمر ذلك معك فلا تهدر اوقاتك واستخر ربك كثيرا جدا وصل على النبي كثيرا وراجع قلبك من أن يكون ملتفتا وراجع نفسك بالتزامك بالطريقة وآدابها والبعد عن المعاصي وعدم الاصرار عليها وتجديد التوبة بعد كل زلة منك فإن كنت قد وفيت ذلك كله واستخرت ربك كثيرا فاستاذنه بأدب فليس كل شيخ ماذون هو شيخك فقد لا يكون هناك مناسبة وليس معنى ذلك اتهام الشيخ بأنه معلول او اتهام نفسك بانك معلول فقد لا يتجاوب باطنك مع هذا المشرب وهذا حاصل متكرر ولا يوصف المريد بالانتقال حينها أنه صاحب هوى اذ شرط الصحبة بعد التحقق بآدابها حدوث النفع فمن لم تزدك صحبته قربا من الله فهي تبعدك بلا شك لأن التعطل في السلوك بعد والدليل على ذلك قول سيدي مصطفى البكري وغيره من سلك طريقا ولم يجد للفتح بريقا فلا يحق له الوقوف عندها وقد يعترض معترض وهل يكون مطلب المريد الفتح وهو لا يجوز في حق السالك أن يقف عنده بل يريد وجه الله فالجواب يكون أن مقصود الشيخ هنا أن الفتح هو زيادة التحقق بمراتب العبودية والتدرج فيها على بساط الإخلاص وهذا هو المقصود ببريق الفتح وهو رفع الحجب النفسانية التي تحجب العبد عن معاينة الحقيقة مما يثمر ذلك التحقق بزيادة العبودية نتيجة الإيمان الشهودي لا النظري الهقلي وبه يتفاوت السالكون والعارفون فبريق الفتح أول التخلية فإن لم يتحقق وجب هنا بعد الشروط السابقة الانتقال
3-هناك من هو مأذون وهو شيخ بركة فقط لا يتعدى كونه ناقلا لأوراد مشايخه مأذون بها مع عدم قدرته على التسليك لأنه لم يسلك الطريق ثم عاد ليخبر القوم بما استفاد فهو لا يملك التوجيه ولا التوجه فهذا لك الخيار على حسب همتك في الطلب فكثير من الأحباب يكتفي بالانتساب وفي كل خير بإذن الله تعالى
4-اذا كان مأذونا فعلا ولكن ثبت انحرافه عن الطريق ومخالفاته الشرعية ولتعلم ان اذن التسليك مشروط وله حقوق والاذن بالتسليك ليس صك عصمة وحسبك من قول الصديق الأكبر (اطعوني ما اطعت الله فيكم) فاذا كانت الخلافة النبوية الكبرى ليست صك عصمة فما بالك بما دونها .
5 وهو المريد يسلك علي يد شيخه فيترقي الي ما شاء الله ان يترقي ثم ياتي الاذن بان ينتقل الي شيخ اخر ونظام اعلي (مجرد مثال/يقول الشيخ ياابني ان لك درجة عند ابو عيسي ليست عندي) فيكمل تربيته والله اعلم.
الحاصل من كل ذلك أن هناك شروط وحالات تتيح للمريد بل ويتوجب عليه الانتقال من شيخه لغياب مثلا تحقق واتبع سبيل من أناب إلي فإن لم يتحقق الشيخ بالإنابة فصحبته مرفوضة بموجب قول الحق كونوا مع الصادقين  (ليس معنى منشوري هذا ان اهل التسليك الحقيقين غير موجودين لا والله فقد صاحبت من سلكت معه في اقل من شهر واجتمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم)
بقلم الفقير إلى الله
اسلام صالح العلاوي

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
ماهو الفتح الربانى ؟
الفتح ان يفتح لك باب الله , فكثيرون يتحدثون عن الفتح ولا يعرفون معناه الفتح غالبا ما يفهمه المريدين على أنه رؤية عالم ما وراء المادة كرؤية الملائكة أم أنه يمكن أن يكون معاني وأسرار تقع في القلب , لكن الفتح هو أن يقبلك الله عز وجل ويجعلك من أهل خاصته … فهذا هو الفتح ويتجلى هذا المعنى في أن يكشف بينك وبينه الحجاب ,
وليس المقصود هنا كشف الحجاب بالمعنى المعروف أن يرى ويدخل عالم وراء المادة , فكما ورد وكما هو معروف أن السالك بينه وبين الله سبعون ألف حجاب , وكلما تقدم بطريقه تزال الحجب , وكأن أمامك ألواح زجاج , لما أزلت لوحا اتضحت الرؤية وزادت المعرفة بما هو وراءها , وهكذا حتى تنتهي الحجب كلها ….
وهنا هذا هو مقام المعرفة أن تعرف ما وراء هذه الحجب , فالفتح إذاَ هو باختصار معرفة الله فإذا عرفت الله حق المعرفة كان هذا هو الفتح العظيم , كمن يبحث عن كنز تحت الأرض , ويبدأ بالحفر ولله المثل الأعلى فكل ما حفر اقترب من الكنز , وهكذا حتى يصل فإذا انتهت المسافة فتح الكنز له , وعرف ما فيه وما قيمته وما قدره , وقبل الحفر يكون يتوقع ويخمن ويظن , لكن بعد أن انتهى من الحفر عرف ما تحت الثرى ,
وأنت كلما أزلت الحجب اقتربت من الله , فإذا انتهيت عرفت من الذي وراء الحجب فتتجلى عليك الأمور على حقيقتها , فيغير الله طبيعتك وروحك وجوارحك لتكون أهلا للمجالسة وقد ورد في الأثر الحديث القدسي : ” كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق لكي اعرف ” ,
والعارف إنما تنفتح عين قلبه وبصريته لأنه يرى الله بعين قلبله.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
اعلموا علم اليقين أنه لن يسمح لأحد أن يصلي على سيدنا النبي الا اذا كان باذن من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم “.
بقلم الشيخ فرج يعقوب شفاه الله جزاه الله خيرا ..منقول من صفحة سر الوصول في الصلاة على الرسول .
“اعلموا علم اليقين أنه لن يُسمح لأحد أن يصلي على سيدنا النبي…
إلا إذا كان بإذن من سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم…
ولن يسمح لأحد أن يكثر من الصلاة على سيدنا النبي…
إلا إذا كان محبوبا لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم…
ولن يُسمح لأحد أبدا أن يهيم في الصلاة على سيدنا النبي…
إلا إذا كان ذائبا في حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم….
ولن يُسمح لأحد أن يكثر وأن يذوب فى الصلاة على سيدنا النبي…
إلا إذا كان فانيا عن نفسه باقيا بحضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم….
ولا يفنى عن نفسه ويبقى بحضرة سيدنا النبى…
إلا اذا غُمس فى نور سيدنا النبى….
ولن يغمس فى نور سيدنا النبى…
إلا إذا فاز بنظرة من سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم….
ولن يفوز بنظرة من سيدنا النبى….
إلا إذا سكن هو في قلب سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم….
ولن يسكن في قلب سيدنا النبي…
إلا إذا تعطف عليه مولانا النبى صلى الله عليه وآله وسلم….
ولن يتم ذلك كله إلا بإذن وفضل وعطف من رب النبي صلى الله عليه وآله وسلم…..”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
بشارة التلقين وموجباته في طريقة القوم .
مقتبس من كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية للامام سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه .
-“وأما بيان ثمرة التلقين فاعلم أن للتلقين ثمرة عامة وثمرة خاصة . ولكل منها رجال . فالثمرة العامة الدخول بالتلقين في سلسلة القوم . فيصير كأنه حلقة من حلق السلسلة الحديد . فاذا تحرك في أمر تحرك معه سائر السلسلة .فان كل ولي بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه واحد من حلق السلسلة بخلاف من لم يتلقن . فان حكمه حكم الحلقة المنفصلة اذا تحرك في امر يدهمه لا يتحرك معه أحد لعدم ارتباطه بأحد .
” وسمعت سيدي المرصفي رضي الله عنه يقول : “حكم تلقين الشيخ للمريد حكم النواة التي تغرس في أرض يابسة ينتظر ريها المطر .فمرادها واستمدادها وانعلافها وخروج ورقها راجع الى شدة شربها وخفته بحسب الري لا الى غرس الشيخ .
” فللشيخ البذر وللحق تعالى الانبات . وربما غرس شيخ غراسا في المريد ومات . وكان خروج الثمرة على يد شيخ آخر بعده . اما لضعف همة المريد أو عدم توالي معاني الذكر على قلبه ولسانه . فانهم قالوا : ان توالي الذكر بعد التلقين كتوالي المطر على النواة بعد غرسها . وذلك لأنه يسرع بالفتح والانتاج .
” فعلم أنه لا يكفي المريد بعد التلقين أن يحضر مع الفقراء مجلس الذكر صباحا ومساء فقط كما عليه غالب المريدين….فان حكم ثمرة ذلك الذكر كمن يقطر على النواة قطرة ماء أول النهار وقطرة ماء آخره مع تحلل الشمس والريح بينهما . ومثل ذلك لايروي أرض النواة بل ربما لم يصل الى النواة منه طراوة فيطول زمن فتحه وربما مات ولم يفتح عليه بشئ وربما لام هذا المريد الشيخ على تلقينه .
” وغاب عنه أن وظيفة الشيخ انماهو غرس النواة وعلى المريد كثرة الذكر والأعمال المرضية ثم اذا أبطأ فتح المريد فذلك الى الله لا الى الشيخ .”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
آدب المريد الباطنة مع شيخه المربي :
مقتبس من صفحة سر العارفين جزى الله القائمين عليها خير الجزاء.
“بعد أن عرفنا فائدة الصحبة وأهميتها، وبصورة خاصة صحبة الوارث المحمدي ؛ وهو الشيخ المرشد المأذون بالتربية الذي ترقَّى في مقامات الرجال الكمل على يد مرشد كامل مسلسلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع بين الشريعة والحقيقة، ثم تبيَّن معنا أهمية بيعته وأخذ العهد عنه وملازمته، نذكر هنا بعضاً من الآداب التي تطلب من المريد الصادق كي يتحقق له الوصول إلى مطلوبه .
“فقد اتفق أهل الله قاطبة على أن من لا أدبَ له لا سيرَ له، ومن لا سيرَ له لا وصولَ له، وأن صاحب الأدب يَبلغ في قليل من الزمن مبلغَ الرجال، وها نحن نورد بعض آداب المريد مع شيخه وإخوانه:
– آداب المريد مع شيخه:
وهي نوعان: آداب باطنة، وآداب ظاهرة.
فأما الآداب الباطنة فهي :
1-لاستسلام لشيخه وطاعته في جميع أوامره ونصائحه، وليس هذا من باب الانقياد الأعمى الذي يهمل فيه المرء عقله ويتخلى عن شخصيته، ولكنه من باب التسليم لِذي الاختصاص والخبرة ؛ بعد الإيمان الجازم بمقدمات فكرية أساسية، منها التصديق الراسخ بإذنه وأهليته واختصاصه وحكمته ورحمته، وأنه جمع بين الشريعة والحقيقة.. الخ. وهذا يشبه تماماً استسلام المريض لطبيبه استسلاماً كلياً في جميع معالجاته وتوصياته، ولا يُعَدُّ المريض في هذا الحال مهملاً لعقله متخلياً عن كيانه وشخصيته، بل يُعْتَبَرُ منصفاً عاقلاً لأنه سلَّم لذي الاختصاص، وكان صادقاً في طلب الشفاء.
2- عدم الاعتراض على شيخه في طريقة تربية مريديه، لأنه مجتهد في هذا الباب عن علم واختصاص وخبرة، كما لا ينبغي أن يفتح المريد على نفسه باب النقد لكل تصرف من تصرفات شيخه ؛ فهذا من شأنه أن يُضْعِفَ ثقته به ويَحجُبَ عنه خيراً كثيراً، ويَقطعَ الصلة القلبية والمدد الروحي بينه وبين شيخه.
“قال العلامة ابن حجر الهيثمي: (ومَنْ فتح باب الاعتراض على المشايخ والنظر في أحوالهم وأفعالهم والبحث عنها فإن ذلك علامة حرمانه وسوء عاقبته، وأنه لا يَنْتُج قط، ومن ثَمَّ قالوا: [ من قال لشيخه لِم؟ لَمْ يفلح أبداً ] [المقصود بهذا الأدب هو مريد التربية والكمال والوصول إلى الله تعالى، أما التلميذ الذي يأخذ علمه عن العلماء فينبغي له مناقشتهم وسؤالهم حتى تتحقق له الفائدة العلمية] أي لشيخه في السلوك والتربية)[الفتاوى الحديثية” ص55. للمحدث ابن حجر الهيثمي المكي المتوفى سنة 974هـ].
“وإذا أورد الشيطان على قلب المريد إشكالاً شرعياً حول تصرفٍ من تصرفات شيخه بغية قطع الصلة ونزع الثقة فما على المريد إلا أن يُحسِنَ الظن بشيخه ويلتمسَ له تأويلاً شرعياً ومخرجاً فقهياً، فإن لم يستطع ذلك فعليه أن يسأل شيخه مستفسراً بأدب واحترام .
قال العلامة ابن حجر الهيثمي: (ومن فتح باب التأويل للمشايخ، وغض عن أحوالهم، ووكل أمورهم إلى الله تعالى، واعتنى بحال نفسه وجاهدها بحسَب طاقته، فإنه يُرجى له الوصول إلى مقاصده، والظفر بمراده في أسرع زمن) [“الفتاوى الحديثية” ص55].
3- أن لا يعتقد في شيخه العصمة، فإن الشيخ وإن كان على أكمل الحالات فليس بمعصوم، إذ قد تصدر منه الهفوات والزلات، ولكنه لا يصر عليها ولا تتعلق همته أبداً بغير الله تعالى، لأنه إذا اعتقد المريد في شيخه العصمة، ثم رأى منه ما يخالف ذلك، وقع في الاعتراض والاضطراب مما يسبب له القطيعة والحرمان.
ولكن لا ينبغي للمريد حين يعتقد في شيخه عدم العصمة أن يضع بين عينيه دائماً احتمال خطأ شيخه في كل أمر من أوامره أو توجيه من توجيهاته، لأنه بذلك يمنع عن نفسه الاستفادة، كمثل المريض الذي يدخل إلى طبيبه وليس في قلبه إلا فكرة احتمال خطأ الطبيب في معالجته فهذا من شأنه أن يُضعف الثقة ويُحدثَ الشكَّ والاضطراب في نفسه.
4- أن يعتقد كمال شيخه وتمام أهليته للتربية والإرشاد، وإنما كَوَّن هذا الاعتقاد بعد أن فتش ودقَّقَ بادىء أمره ؛ فوجد شروط الوارث المحمدي التي سبق ذكرها قد تحققت في شيخه، ووجد أن الذين يصحبونه يتقدمون في إيمانهم وعباداتهم وعلمهم وأخلاقهم ومعارفهم الإلهية [لا ينبغي للمرء أن يكون عاطفياً تغره المظاهر ؛ فيقع في صحبة أدعياء التصوف دون أن يكون له ميزان شرعي صحيح وتفكير عقلي سليم، إذ ليس كل من ادعى التصوف صار صوفياً ومربياً ؛ ولو تزيا بزي المرشدين. كما أنه ليس كل من لبس ثوب الأطباء في المستشفى صار طبيباً لأن هذه الثياب يلبسها الممرضون والآذنون وغيرهم].
5- اتصافه بالصدق والإخلاص في صحبته لشيخه، فيكون جاداً في طلبه، منزهاً عن الأغراض والمصالح .
6- تعظيمه وحفظ حرمته حاضراً وغائباً . قال إبراهيم بن شيبان القرميسيني: (من ترك حرمة المشايخ ابتلي بالدعاوي الكاذبة وافتضح بها) [“طبقات الصوفية” ص405].
وقال محمد بن حامد الترمذي رضي الله عنه: (إذا أوصلك الله إلى مقام ومنعك حرمة أهله والالتذاذ بما أوصلك إليه، فاعلم أنك مغرور مستدرَج).
وقال أيضاً:
(من لم تُرضِهِ أوامر المشايخ وتأديبُهم فإنه لا يتأدب بكتاب ولا سنة) [“طبقات الصوفية” ص283].
وقال أبو العباس المرسي:
(تَتَبَّعْنا أحوال القوم فما رأينا أحداً أنكر عليهم ومات بخير)[“مدارج السلوك إلى ملك الملوك” ص12. للشيخ أبو بكر بن محمد بناني الشاذلي المتوفى سنة 1284هـ].
وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني:
(من وقع في عِرض وليٌّ ابتلاه الله بموت القلب) [“مدارج السلوك إلى ملك الملوك” ص12. للشيخ أبو بكر بن محمد بناني الشاذلي المتوفى سنة 1284هـ].
7 – أن يحب شيخه محبة فائقة شريطة أن لا ينقص من قدر بقية الشيوخ، وأن لا يصل غلوه في المحبة إلى حدٌّ فاسد ؛ بأن يُخرج شيخه عن طور البشرية، وإنما تقوى محبة المريد لشيخه بموافقته له أمراً ونهياً، ومعرفتِهِ لله تعالى في سيره وسلوكه، فالمريد كلما كبرت شخصيته بالموافقة ازدادت معرفته، وكلما ازدادت معرفته ازدادت محبته.
8 – عدم تطلعه إلى غير شيخه لئلا يتشتت قلبه بين شيخين، ومثال المريد في ذلك كمثل المريض الذي يطبب جسمه عند طبيبين في وقت واحد فيقع في الحيرة والتردد [ينبغي الملاحظة أن المقصود بالشيخ هنا هو شيخ التربية لا شيخ التعليم ؛ إذ يمكن لطالب العلم أن يكون له عدة أساتذة، ويمكن للمريد أن يكون له أساتذة في العلم لأن ارتباطه بهم ارتباط علمي، بينما صلة المريد بشيخ التربية صلة قلبية وتربوية].

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

من رام الوصول الى شيخ التربية فليلازم الصلاة على طه الرسول ..
منقول من صفحةالامام الفاضل فراج يعقوب جزاه الله خيرا.
قال سيدي أبو العباس التجاني كما نقل عنه في ( جواهر المعاني) : ” من رام الوصول إلى شيخ في هذا الوقت ولم يجد حيلة في معرفته وخاف من الوقوع في حبائل الكذابين
فعليه بالتوجه إلى الله بصدق لازم وانحياش إليه بقلب هائم ودوام التضرع إليه والابتهال إليه في الكشف له عن الشيخ الواصل الذي يخرجه من هذه الغمة . وأن يدله عليه وأن يوفقه لامتثال أمره حتى يغرق في لجج بحره فلا حيلة له إلا هذا .
“وأكبر من ذلك وأولى وأنفع وأبلغ في الوصول إلى المراد وأرفع لمن لم يجد حيلة في العثور على الشيخ الكامل : استغراق ما يطيقه من الأوقات في كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
بالتأدب والحضور
واستحضار القلب أنه جالس بين يديه صلى الله عليه وسلم
وليداوم على ذلك
فإن من داوم على ذلك وكان اهتمامه بالوصول إلى الله تعالى اهتمام الظمآن بالماء أخذ بيده وجذبه إليه :
– إما أن يقيض له شيخاً كاملاً واصلاً يأخذ بيده
– وإما أن يقيض له نبيه صلى الله عليه وسلم ليربيه
– وإما أن يفتح له باب الوصول ورفع الحجاب بسبب ملازمته للصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم .
“فإنها أعظم الوسائل إلى الله تعالى في الوصول إليه وما لازمها أحد قط في طلب الوصول إلى الله تعالى فخاب”
ــــــــــــ
العارف النبهاني : سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين صلى الله عليه وآله وسلم .

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

 كيف يكون المريد جليسا لله تعالى ؟:

-بيان ذلك من طرف الامام الشعراني رضي الله عنه: “اعلم يا اخي أن كل عبادة خلت عن الآدب فهي قليلة الجدوى. واجمع الأشياخ أن العبد يصل بعبادته الى حصول الثواب ودخول الجنة ولا يصل..الى حضرة ربه. الا أن صحبه الأدب في تلك العبادة.

” ومعلوم أن مقصود القوم القرب من حضرة الله الخاصة ومجالسته فيها من غير حجاب.وأما الثواب فحكمه حكم علف الدواب.قال تعالى (حديث قدسي) ” أنا جليس من ذكرني” يعني ذكرني على وجه الأدب والحضور.

” والمراد بالمجالسة انكشاف الحجب للعبد. انه بين يدي ربه عز وجل وهو تعالى يراه. فمتى دام على العبد هذا الشهود فهو جليس الله تعالى.فان غاب عن ذلك المشهد خرج من حضرته فأفهم.

” فليس المراد بحضرة الحق تعالى مكانا مخصوصا في الأرض والسماء كما قد يتوهم. فان الحق تعالى لا تحويه السموات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

فلا يزال العبد يكثر من الذكر باللفظ حتى يصير الحق تعالى مشهوده. وهناك وضح الفتح لأن الذكر لله حقيقة هو استصحاب شهود العبد أنه بين يدي ربه والذكر باللسان انما هو وسيلة اليه. فاذا حصل له الشهود استغنى في طلب الحضور عن ذكر اللسان. فلا يذكر باللفظ الا في محل يقتدى به فيه لا غير. لأن حضرة شهود الحق تعالى حضرة بهت وخرس يستغنى صاحبها عن الذكر اذ هو بمنزلة الدليل. فاذا حصلت الجمعية بالمدلول استغنى العبد عن الدليل”.

أهل الله سبحانه وتعالى أنشأوا مصطلحات كثيرة ؛ من هو أفضل إنسان على وجه الأرض ؟ أفضل إنسان على وجه الأرض هو أقرب الناس إلى الله ، فأسموه “قطب الرحى وشمس الضحى”. نترك المعنى ونمسك هل ( قطب) ورد أو لم يرد أو كذا؟ هذا الكلام ورد في السنة فيما أخرجه الإمام أحمد وفيما أخرجه الإمام الطبراني وفيما أخرجه ابن عساكر بأسانيد معتبرة جمعها الإمام جلال الدين السيوطي في : “الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال” ، وأتى بالأحاديث التي تدل والتي ورد فيها هذا ، لم يكن ذلك بدعاً من أهل التصوف ، ولكن لما يخرج الناس بقواعد جديدة للتصحيح والتضعيف والقبول والرد ويردون أغلب سنة المصطفي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الطريقة العجيبة الغريبة التي عليها علامة استفهام في هدفها وفي طريقتها وفي نتائجها المدمرة حتى يحولوا هذا الدين إلى ظاهر دون حقيقة ، وإلى دنيا دون آخرة ، وإلى رسوم دون روح وقلب ضارع لله سبحانه وتعالى ؛ فإنهم بدون شك يكونون قد خالفوا هذه الأمة المهدية المرضية عنها من قِبل الله سبحانه وتعالى ، هذه المصطلحات كثير منها ورد وكثير منها أنشأها أهل الله والقصد هو بيان الواقع.
من هو هذا الإنسان الأقرب إلى الله في الكون ؟ أسموه “القطب” .
من هو الذى راضي ومستقر بأمر الله سبحانه وتعالى ؟ فأسموه “الغوث” لأنه يدعو الله سبحانه وتعالى فيغيثه، فهذا الغوث الذى يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويستغيث به فيغيثه هو “الغوث”؛ ولذلك قال أهل الله : “لكل مكان قطب”. يعنى للشام قطب ،ولمصر قطب ،ولأمريكا قطب ….
من هو هذا القطب ؟ هو أفضل واحد عند الله .
ولماذا لا نعرفه ؟ لأننا لن نطلع على نفس الله {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} ولذلك لا نعرف من هو هذا القطب ،ولكن أهل الله لا يلتفتون إلى هذا ، ولا يقفون عند الألفاظ والرسوم ؛ بل يأخذون الأوامر والنواهي مباشرة من الكتاب ومن السنة ومن علماء الأمة ومن المرضي عنهم من أهل الخبرة ،وينظرون إلى كتاب الله المسطور وإلى كتاب الله المنظور، ويسيرون بمعرفة واضحة جلية لله رب العالمين .
كثير من المعلومات أتتنا من التجربة ، من الذي قال أن هذه رُقية ؟! والنبي ﷺ يقول للصحابي من أدراك أنها رُقية ؟ -التجربة- .
قال ﷺ : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل ).

ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله :

أن العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه ،
في مواطن عديدة منها :

?الموطن الأول :
عند أخذ المضجع ؛
حيث لاينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به .

?الموطن الثاني :
عند انتباهه من النوم ،
فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه .

?الموطن الثالث :
عند دخوله في الصلاة ،
فإنها محكُ الأحوال وميزان الإيمان ،
فلا شيء أهم عند المؤمن من الصلاة ،
كأنه في سجن وغمّ حتى تحضر الصلاة ،
فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح ،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال :
“ أرحنا بها يا بلال “ .

?الموطن الرابع :
عند الشدائد والأهوال ،
فإن القلب في هذا الموطن لايذكر إلا أحب الأشياء إليه ،
ولايهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده .
وتزداد الحاجة إلى الثبات في هذا الموطن الأخير ،
لكون المؤمن أشد عرضة للبلاء من غيره من البشر ..

✻ روائع الفوائد .. لابن القيم .

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
واعلم أنه لغزارة قدر الولي عند الله لا يجعله الا محجوبا عن خلقه وان ظهر بينهم”
منقول من صفحة السيد الفاضل علي عبد القادر جزاه الله خيرا.
“-أولياء الله هم كنوز في أرضه والكنوز لا تجدها إلا مستورة ومحجبة، ولذلك يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه في لطائف المنن : واعلم أنه لعزازة قدر الولي عند الله لا يجعله إلا محجوبا عن خلقه، وإن ظهر بينهم، والحجاب هو الباب الذي إذا اخترقه المرء اقترب، وإذا وقف عند حده حجب.
” ومن هنا ندرك عميق قول الأشياخ من كون سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وبارك وعلي آله حجابا ناسوتيا أعظما، لكونه باب الخلق إلي الحق، من أطاعه دخل الجنة ،ومن عصاه فقد أبي ودخل النار.
“وحجاب الولي يختلف من ولي إلي آخر، ويختلف في الولي الواحد من مريد إلي مريد، وكلما رسخ الشيخ في الولاية وثبت قدمه كلما تكاثفت حجبه، لأن الكمل منهم في حضرة مولاهم، فهم في معية من لاتدركه الأبصار، لا يغيبون عن مولاهم طرفة عين فناءا فناءا،حضور مع غيبة، وغيبة مع حضور( الفرق في لسانه، والجمع في جنانه)،
” ومن هنا ندرك معني ضمير الغائب في قوله( الذين هم في صلاتهم خاشعون) فهم غائبون عما سواه.
“وحجاب الولي قد يكون لكثرة غناه فيكبر عند الناس أن يجمع الله لوليه الدنيا والاخري، دنيا في يده وأخري في قلبه، وننسي أن الله مكن لداود وسليمان النبوة والملك، فكان كلا منهما نبيا ملكا.
“وقد يكون حجاب الولي ستره عن أعين الناس، وهذا حجاب عظيم، يستره فيه السواد الأعظم من أولياء الله تعالي.
“وقد يكون حجاب الولي قلة أتباعه وليس الأمر كذلك، فكم من ولي قل أتباعه وعظم اتباعه( وما آمن معه إلا قليل) .
“وقد يكون حجاب الولي شهود المماثلة( ما هذا إلا بشر مثلكم).
“ومن لطائف الصوفية في هذا الشأن أن أحد المريدين سأل شيخه عن مقولة أحد الاشياخ ذكر فيها أن من رأي فلانا( أحد الاشياخ) دخل الجنة وكان الأمر تعاظم عند ذلك المريد، كيف وقد رأي أبو لهب رسول الله صلوات الله عليه وسلامه وعلي آله ، وأخبر القرآن أنه سيصلي نارا ورسول الله عليه الصلاة والسلام وعلي آله أولي بذلك، فإذا بالشيخ يحل له هذه المعضلة ويقول” يابني إن أبا لهب لم ير رسول الله صلي الله عليه وسلم وبارك وعلي آله وإنما رأي يتيم قريش”.
“وفي ذلك يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري: إن أراد الله أن يعرفك بولي من أوليائه طوي عنك شهود بشريته واشهدك خصوصيته، ولهذا كان ثلاثة علي خطر: إبن الشيخ وزوجته والمريد المقرب إليه لأنهم أقرب وأكثر الناس تعاملا مع الشيخ في حياته الشخصية.
“وقد يكون حجاب الولي كثرة ترداده علي أصحاب النفوذ في حوائج العباد أو لدعوتهم إلي الله.
“وقد يكون حجاب الولي إختيار الله بتسليط من ينكرون عليه، وهذا ميراث قديم منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام بيده وعلمه الأسماء كلها، فما من أحد من ذريته يكرمه الله مكرمة إلا وانقسم عليه الخلق ملك ساجد ومارد حاسد، ويقول الاشياخ رضوان الله عليهم: هكذا كان لآدم إبليس، ولابراهيم النمروذ، ولداود جالوت، ولموسي فرعون، العيسي باختصار، ولسيدنا محمد ابو جهل وكما يقول سيدنا الإمام الشافعي رضي الله عنه:
“لابد للفقيه من سفيه ينافح عنه”
فربما سلط الله علي وليه أحدا من صنف هؤلاء يؤذيه ويجترئ عليه فيصغي المريد إلي قوله، فتكون فتنة في الطريق. (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).”
 

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
” أولياء الله كنوز في أرضه والكنوز لا تجدها الا مستورة ومحجبة ” .
منقول من صفحة السيد الفاضل علي عبد القادر جزاه الله خيرا.
“-أولياء الله هم كنوز في أرضه والكنوز لا تجدها إلا مستورة ومحجبة، ولذلك يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه في لطائف المنن : واعلم أنه لعزازة قدر الولي عند الله لا يجعله إلا محجوبا عن خلقه، وإن ظهر بينهم ، والحجاب هو الباب الذي إذا اخترقه المرء اقترب، وإذا وقف عند حده حجب.
” ومن هنا ندرك عميق قول الأشياخ من كون سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وبارك وعلى آله حجابا ناسوتيا أعظما ، لكونه باب الخلق إلى الحق ، من أطاعه دخل الجنة ،ومن عصاه فقد أبي ودخل النار.
“وحجاب الولي يختلف من ولي إلي آخر، ويختلف في الولي الواحد من مريد إلي مريد ، وكلما رسخ الشيخ في الولاية وثبت قدمه كلما تكاثفت حجبه .
” لأن الكمل منهم في حضرة مولاهم ، فهم في معية من لاتدركه الأبصار، لا يغيبون عن مولاهم طرفة عين فناءا فناءا،حضور مع غيبة، وغيبة مع حضور( الفرق في لسانه، والجمع في جنانه)، ومن هنا ندرك معني ضمير الغائب في قوله( الذين هم في صلاتهم خاشعون) فهم غائبون عما سواه .
“وحجاب الولي قد يكون لكثرة غناه فيكبر عند الناس أن يجمع الله لوليه الدنيا والأخرى، دنيا في يده وأخرى في قلبه، وننسي أن الله مكن لداود وسليمان النبوة والملك، فكان كلا منهما نبيا ملكا.
“وقد يكون حجاب الولي ستره عن أعين الناس ، وهذا حجاب عظيم ، يستره فيه السواد الأعظم من أولياء الله تعالي .
وقد يكون حجاب الولي قلة أتباعه وليس الأمر كذلك ، فكم من ولي قل أتباعه وعظم أتباعه( وما آمن معه إلا قليل) .
وقد يكون حجاب الولي شهود المماثلة( ما هذا إلا بشر مثلكم).
“ومن لطائف الصوفية في هذا الشأن أن أحد المريدين سأل شيخه عن مقولة أحد الأشياخ ذكر فيها أن من رأى فلانا( أحد الأشياخ) دخل الجنة . وكان الأمر تعاظم عند ذلك المريد ، كيف وقد رأى أبو لهب رسول الله صلوات الله عليه وسلامه وعلي آله ، وأخبر القرآن أنه سيصلى نارا ورسول الله عليه الصلاة والسلام وعلي آله أولى بذلك . فإذا بالشيخ يحل له هذه المعضلة ويقول” يابني إن أبا لهب لم ير رسول الله صلي الله عليه وسلم وبارك وعلى آله وإنما رأى يتيم قريش”.
“وفي ذلك يقول سيدي ابن عطاء الله السكندري : إن أراد الله أن يعرفك بولي من أوليائه طوي عنك شهود بشريته وأشهدك خصوصيته . ولهذا كان ثلاثة علي خطر: إبن الشيخ وزوجته والمريد المقرب إليه لأنهم أقرب وأكثر الناس تعاملا مع الشيخ في حياته الشخصية .
“وقد يكون حجاب الولي كثرة ترداده علي أصحاب النفوذ في حوائج العباد أو لدعوتهم إلي الله .
“وقد يكون حجاب الولي إختيار الله بتسليط من ينكرون عليه، وهذا ميراث قديم منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام بيده وعلمه الأسماء كلها، فما من أحد من ذريته يكرمه الله مكرمة إلا وانقسم عليه الخلق ملك ساجد ومارد حاسد .”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

تعريف التصوف

قال القاضي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى:

  (التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية) [على هامش “الرسالة القشيرية” ص7 توفي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري سنة 929هـ].

  ويقول الشيخ أحمد زروق رحمه الله:

  (التصوف علم قصد لإصلاح القلوب، وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل، وحفظ النظام، وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول “علم التوحيد” لتحقيق المقدمات بالبراهين، وتحلية الإيمان بالإيقان، كالطب لحفظ الأبدان، وكالنحو لإصلاح اللسان إلى غير ذلك) [“قواعد التصوف” قاعدة 13 ص 6 لأبي العباس أحمد الشهير بزروق الفاسي، ولد سنة 846هـ بمدينة فاس، وتوفي سنة 899هـ في طرابلس الغرب].

  قال سيد الطائفتين الإمام الجنيد رحمه الله:

  (التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني) [“النصرة النبوية” للشيخ مصطفى المدني ص22. توفي الإمام الجنيد سنة 297هـ].

  وقال بعضهم:

  (التصوف كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف) [“النصرة النبوية” للشيخ مصطفى المدني ص22، توفي الإمام الجنيد سنة 297هـ].

  وقال أبو الحسن الشاذلي رحمه الله:

  (التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية) [“نور التحقيق” للعلامة حامد صقر ص93. توفي أبو الحسن سنة 656هـ في مصر].

  وقال ابن عجيبة رحمه الله:

  (التصوف: هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة) [“معراج التشوف إلى حقائق التصوف” لأحمد بن عجيبة الحسني ص4].

  وقال صاحب “كشف الظنون”:

  (هو علم يعرف به كيفية ترقي أهل الكمال من النوع الإنساني في مدارج سعاداتهم) إلى أن قال:

 علم التصوف علمٌ ليس يعرفه       إلا أخو فطنةٍ بالحق معروفُ

وليس يعرفه مَنْ ليس يشهده         وكيف يشهد ضوءَ الشمسِ مكفوفُ

[“كشف الظنون” للعلامة حاجي خليفة ج1/ص413 ـ 414].

  وقال الشيخ زروق في قواعد التصوف:

  (وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين، مرجع كلها لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنما هي وجوه فيه) [“قواعد التصوف” ص2].

  فعماد التصوف تصفية القلب من أوضار المادة، وقوامه صلة الإنسان بالخالق العظيم، فالصوفي من صفا قلبه لله، وصفتْ لله معاملته، فصفت له من الله تعالى كرامته.

اشتقاق التصوف

  كثرت الأقوال في اشتقاق التصوف، فمنهم من قال: (من الصوفة، لأن الصوفي مع الله تعالى كالصوفة المطروحة، لاستسلامه لله تعالى) [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” للعلامة ابن عجيبة المتوفى سنة 1266هـ ص 6].

  ومنهم من قال: (إنه من الصِّفَة، إذ جملته اتصافٌ بالمحاسن، وترك الأوصاف المذمومة) [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” للعلامة ابن عجيبة المتوفى سنة 1266هـ ص 6].

  ومنهم من قال: (من الصفاء)، حتى قال أبو الفتح البستي رحمه الله تعالى:

 تنازع الناس في الصوفي واختلفوا     وظنه البعض مشتقاً من الصوف

ولست أمنح هذا الاسم غيرَ فتىً         صفا فصوفي حتى سُمي الصوفي

 [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” للعلامة ابن عجيبة المتوفى سنة 1266هـ ص 6].

 ومنهم من قال: (من الصُفَّة، لأن صاحبه تابعٌ لأهلها فيما أثبت الله لهم من الوصف) حيث قال تعالى: {واصبِرْ نفسَك مع الذين يدعونَ ربَّهم…} [الكهف: 28].

  وأهلُ الصُفَّة هم الرعيل الأول من رجال التصوف، فقد كانت حياتهم التعبدية الخالصة المثل الأعلى الذي استهدفه رجال التصوف في العصور الإسلامية المتتابعة.

  وقيل: (من الصَّفوة) كما قال الإمام القشيري.

  وقيل: (من الصَّف) فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث حضورهم مع الله تعالى ؛ وتسابقهم في سائر الطاعات.

  ومنهم من قال: (إن التصوف نسبة إلى لبس الصوف الخشن، لأن الصوفية كانوا يؤثرون لبسه للتقشف والاخشيشان).

  ومهما يكن من أمر، فإن التصوف أشهر من أن يحتاج في تعريفه إلى قياس لفظٍ، واحتياج اشتقاق.

  وإنكار بعض الناس على هذا اللفظ بأنه لم يُسمع في عهد الصحابة والتابعين مردود، إذ كثيرٌ من الاصطلاحات أحدثت بعد زمان الصحابة، واستُعملت ولم تُنكَر، كالنحو والفقه والمنطق.

  وعلى كلٌّ فإننا لا نهتم بالتعابير والألفاظ، بقَدْرِ اهتمامنا بالحقائق والأسس. ونحن إذ ندعو إلى التصوف إنما نقصد به تزكية النفوس وصفاء القلوب، وإصلاح الأخلاق، والوصول إلى مرتبة الإحسان، نحن نسمي ذلك تصوفاً. وإن شئت فسمه الجانب الروحي في الإسلام، أو الجانب الإحساني، أو الجانب الأخلاقي، أو سمه ما شئت مما يتفق مع حقيقته وجوهره؛ إلاَّ أن علماء الأمة قد توارثوا اسم التصوف وحقيقته عن أسلافهم من المرشدين منذ صدر الإسلام حتى يومنا هذا، فصار عُرفاً فيهم.

نشأة علم التصوف

   يقول الدكتور أحمد عَلْوَشْ: (قد يتساءل الكثيرون عن السبب في عدم انتشار الدعوة إلى التصوف في صدر الإسلام، وعدم ظهور هذه الدعوة إلا بعد عهد الصحابة والتابعين ؛ والجواب عن هذا: إنه لم تكن من حاجة إليها في العصر الأول، لأن أهل هذا العصر كانوا أهل تقوى وورع، وأرباب مجاهدة وإقبال على العبادة بطبيعتهم، وبحكم قرب اتصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يتسابقون ويتبارون في الاقتداء به في ذلك كله، فلم يكن ثمَّة ما يدعو إلى تلقينهم علماً يرشدهم إلى أمرٍ هُم قائمون به فعلاً، وإنما مثلهم في ذلك كله كمثل العربي القُحِّ، يعرف اللغة العربية بالتوارث كابراً عن كابر؛ حتى إنه ليقرض الشعر البليغ بالسليقة والفطرة، دون أن يعرف شيئاَ من قواعد اللغة والإعراب والنظم والقريض، فمثل هذا لا يلزمه أن يتعلم النحو ودروس البلاغة، ولكن علم النحو وقواعد اللغة والشعر تصبح لازمة وضرورية عند تفشي اللحن، وضعف التعبير، أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها، أو عندما يصبح هذا العلم ضرورة من ضرورات الاجتماع كبقية العلوم التي نشأت وتألفت على توالي العصور في أوقاتها المناسبة.

  فالصحابة والتابعون ـ وإن لم يتسموا باسم المتصوفين ـ كانوا صوفيين فعلاً وإن لم يكونوا كذلك اسماً، وماذا يراد بالتصوف أكثر من أن يعيش المرء لربه لا لنفسه، ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية، والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات، وسائر الكمالات التي وصل بها الصحابة والتابعون من حيث الرقي الروحي إلى أسمى الدرجات فهم لم يكتفوا بالإقرار في عقائد الإيمان، والقيام بفروض الإسلام، بل قرنوا الإقرار بالتذوق والوجدان، وزادوا على الفروض الإتيان بكل ما استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم من نوافل العبادات، وابتعدوا عن المكروهات فضلاً عن المحرمات، حتى استنارت بصائرهم، وتفجرت ينابيع الحكمة من قلوبهم، وفاضت الأسرار الربانية على جوانحهم. وكذلك كان شأن التابعين وتابعي التابعين، وهذه العصور الثلاثة كانت أزهى عصور الإسلام وخيرها على الإطلاق، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “خير القرون قرني هذا فالذي يليه والذي يليه” [“خير الناس قرني هذا ثم الذين يلونهم..” أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الشهادات. وفي “صحيح مسلم” في فضائل الصحابة عن ابن مسعود رضي الله عنه].

  فلما تقادم العهد، ودخل في حظيرة الإسلام أُمم شتى، وأجناس عديدة، واتسعت دائرة العلوم، وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص؛ قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يُجيده أكثر من غيره، فنشأ ـ بعد تدوين النحو في الصدر الأول ـ علم الفقه، وعلم التوحيد، وعلوم الحديث، وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، ومصطلح الحديث، وعلم الأصول، والفرائض “الميراث” وغيرها..

  وحدث بعد هذه الفترة أن أخذ التأثير الروحي يتضاءل شيئاً فشيئاً، وأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية، وبالقلب والهمة، مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعملوا هُم من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، ولم يكن ذلك منهم احتجاجاً على انصراف الطوائف الأخرى إلى تدوين علومهم ـ كما يظن ذلك خطأً بعض المستشرقين ـ بل كان يجب أن يكون سداً للنقص، واستكمالاً لحاجات الدين في جميع نواحي النشاط، مما لا بد منه لحصول التعاون على تمهيد أسباب البر والتقوى” [“المسلم مجلة العشيرة المحمدية” عدد محرم 1376هـ. من بحث: التصوف من الوجهة التاريخية للدكتور أحمد علوش، وهو من الرواد الأوائل الذين نقلوا حقائق التصوف الإسلامي إلى اللغات الأجنبية، وقد ألف فضيلته كتاباً باللغة الإنكليزية عن التصوف الإسلامي، كان له أكبر الأثر في تصحيح الأفكار والرد على المستشرقين كما ألف كتابه “الجامع” عن الإسلام الذي رد فيه على التهم المفتراة على دين الله، وكان له أثره البعيد في خدمة هذا الدين].

   وقد بنى أئمة الصوفية الأولون أصول طريقتهم على ما ثبت في تاريخ الإسلام نقلاً عن الثقات الأعلام.

  أما تاريخ التصوف فيظهر في فتوى للإمام الحافظ السيد محمد صديق الغماري رحمه الله، فقد سئل عن أول من أسس التصوف ؟ وهل هو بوحي سماوي ؟ فأجاب:

   (أما أول من أسس الطريقة، فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما بيَّنها واحداً واحداً ديناً بقوله: “هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم” [جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه] وهو الإسلام والإيمان والإحسان.

  فالإسلام طاعة وعبادة، والإيمان نور وعقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة: “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”…

  ثم قال السيد محمد صديق الغماري في رسالته تلك: (فإنه كما في الحديث عبارة عن الأركان الثلاثة، فمن أخل بهذا المقام(الإحسان) الذي هو الطريقة، فدينه ناقص بلا شك لتركه ركناً من أركانه. فغاية ما تدعو إليه الطريقة وتشير إليه هو مقام الإحسان؛ بعد تصحيح الإسلام والإيمان) [“الانتصار لطريق الصوفية” ص 6 للمحدث محمد صديق الغماري].

   قال ابن خلدون في مقدمته:

  (وهذا العلم ـ يعني التصوف ـ من العلوم الشرعية الحادثة في الملَّة ؛ وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم طريقة الحق والهداية، وأصلها العكوف على العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفراد عن الخلق، والخلوة للعبادة، وكان ذلك عامَّاً في الصحابة والسلف. فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية) [“مقدمة ابن خلدون” علم التصوف ص 329].

  ويعنينا من عبارة ابن خلدون الفقرة الأخيرة، التي يقرر فيها أن ظهور التصوف والصوفية كان نتيجة جنوح الناس إلى مخالطة الدنيا وأهلها في القرن الثاني للهجرة، فإن ذلك من شأنه أن يتخذ المقبلون على العبادة اسماً يميزهم عن عامة الناس الذين ألهتهم الحياة الدنيا الفانية.

   يقول أبو عبد الله محمد صديق الغماري: (ويَعْضُدُ ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب “ولاة مصر” في حوادث سنة المائتين: إنه ظهر بالاسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف. وكذلك ما ذكره المسعودي في “مروج الذهب” حاكياً عن يحيى بن أكثم فقال: إن المأمون يوماً لجالس، إذ دخل عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية. فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في “كشف الظنون” أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة) [“الانتصار لطريق الصوفية” للمحدث الغماري ص17 ـ 18].

 و أورد صاحب “كشف الظنون” في حديثه عن علم التصوف كلاماً للإمام القشيري قال فيه: (اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية عِلْمٍ سوى صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة) [“كشف الظنون” عن أسماء الكتب والفنون، لحاجي خليفة ج1/ص414].

   من هذه النصوص السابقة، يتبين لنا أن التصوف ليس أمراً مستحدثاً جديداً؛ ولكنه مأخوذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه الكرام، كما أنه ليس مستقى من أُصول لا تمت إلى الإسلام بصلة، كما يزعم أعداء الإسلام من المستشرقين وتلامذتهم الذين ابتدعوا أسماءً مبتكرة، فأطلقوا اسم التصوف على الرهبنة البوذية، والكهانة النصرانية، والشعوذة الهندية فقالوا: هناك تصوف بوذي وهندي ونصراني وفارسي…

  يريدون بذلك تشويه اسم التصوف من جهة، واتهام التصوف بأنه يرجع في نشأته إلى هذه الأصول القديمة والفلسفات الضالة من جهة أخرى، ولكن الإنسان المؤمن لا ينساق بتياراتهم الفكرية، ولا يقع بأحابيلهم الماكرة، ويتبين الأمور، ويتثبت في البحث عن الحقيقة، فيرى أن التصوف هو التطبيق العملي للإسلام، وأنه ليس هناك إلا التصوف الإسلامي فحسب.

أهمية التصوف

   إن التكاليف الشرعية التي أُمر بها الإنسان في خاصة نفسه ترجع إلى قسمين: أحكام تتعلق بالأعمال الظاهرة، وأحكام تتعلق بالأعمال الباطنة، أو بعبارة أخرى: أحكام تتعلق ببدن الإنسان وجسمه، وأعمال تتعلق بقلبه.

  فالأعمال الجسمية نوعان: أوامر ونواهٍ ؛ فالأوامر الإلهية هي: كالصلاة والزكاة والحج… وأما النواهي فهي: كالقتل والزنى والسرقة وشرب الخمر…

  وأما الأعمال القلبية فهي أيضاً: أوامر ونواهٍ ؛ أما الأوامر: فكالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله… وكالإخلاص والرضا والصدق والخشوع والتوكل… وأما النواهي: فكالكفر والنفاق والكبر والعجب والرياء والغرور والحقد والحسد. وهذا القسم الثاني المتعلق بالقلب أهم من القسم الأول عند الشارع ـ وإن كان الكل مُهمَّاً ـ لأن الباطن أساس الظاهر ومصدره، وأعماله مبدأ أعمال الظاهر، ففي فساده إخلال بقيمة الأعمال الظاهرة، وفي ذلك قال تعالى:

{فمنْ كان يرجو لقاءَ ربه فليعملْ عملاً صالحاً ولا يشرِكْ بعبادة ربه أحداً}

 [الكهف: 110].

  ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه اهتمام الصحابة لإصلاح قلوبهم، ويبين لهم أن صلاح الإنسان متوقف على إصلاح قلبه وشفائه من الأمراض الخفية والعلل الكامنة، وهو الذي يقول: “ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحتْ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب” [رواه البخاري في كتاب الإيمان. ومسلم في كتاب المساقاة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما].

  كما كان عليه الصلاة والسلام يعلمُهم أن محل نظر الله إلى عباده إنما هو القلب: “إن الله لا ينظرُ إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم” [أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة عن أبي هريرة رضي الله عنه].

  فما دام صلاح الإنسان مربوطاً بصلاح قلبه الذي هو مصدر أعماله الظاهرة، تعيَّن عليه العمل على إصلاحه بتخليته من الصفات المذمومة التي نهانا الله عنها، وتحليته بالصفات الحسنة التي أمرنا الله بها، وعندئذٍ يكون القلب سليماً صحيحاً، ويكون صاحبه من الفائزين الناجين {يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ إلا مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ} [الشعراء: 88ـ 89].

  قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله: (وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والعجب والرياء ونحوها، فقال الغزالي: إنها فرض عين) [“الأشباه والنظائر” للسيوطي ص504].

  فتنقية القلب، وتهذيب النفس، من أهم الفرائض العينية وأوجب الأوامر الإلهية، بدليل ما ورد في الكتاب والسنة وأقوال العلماء.

آ ـ فمن الكتاب:

  1ـ قوله تعالى: {قُلْ إنما حرَّمَ ربيَ الفواحشَ ما ظهر منها وما بطنَ}

 [الأعراف: 33].

  2ـ وقوله تعالى: {ولا تقربوا الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بطنَ}

 [الأنعام: 151].

  والفواحش الباطنة كما قال المفسرون هي: الحقد والرياء والحسد والنفاق…

ب ـ ومن السنة:

  1ـ كل الأحاديث التي وردت في النهي عن الحقد والكبر والرياء والحسد… وأيضاً الأحاديث الآمرة بالتحلي بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة فلتراجع في مواضعها.

  2ـ والحديث “الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة: فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان” [أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما في كتاب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه].

  فكمال الإيمان بكمال هذه الشعب والتحلي بها، وزيادته بزيادة هذه الصفات، ونقصه بنقصها، وإن الأمراض الباطنة كافية لإحباط أعمال الإنسان، ولو كانت كثيرة.

ج ـ وأما أقوال العلماء:

  لقد عدَّ العلماء الأمراض القلبية من الكبائر التي تحتاج إلى توبة مستقلة، قال صاحب “جوهرة التوحيد”:

وأمُرْ بعرفٍ واجتنبْ نميمةْوغيبةً وخَصلةً ذميمةْ كالعجب والكبرِ وداء الحسدِوكالمراءِ والجدلْ فاعتمدِ  يقول شارحها عند قوله ـ وخصلة ذميمة ـ: أي واجتنب كل خصلة ذميمة شرعاً، وإنما خصَّ المصنف ما ذكره؛ يعد اهتماماً بعيوب النفس، فإن بقاءها مع إصلاح الظاهر كلبس ثياب حسنة على جسم ملطَّخ بالقاذورات، ويكون أيضاً كالعجب وهو رؤية العبادة واستعظامُها، كما يعجب العابد بعبادته والعالم بعلمه، فهذا حرام، وكذلك الرياء فهو حرام. ومثل العجب الظلمُ والبغي والكبر وداء الحسد والمراء والجدل [“شرح الجوهرة” للباجوري ص120 ـ 122 توفي سنة 1277هـ].

  ويقول الفقيه الكبير العلامة ابن عابدين في حاشيته الشهيرة: (إن علمَ الإخلاص والعجب والحسد والرياء فرضُ عين، ومثلها غيرها من آفات النفوس، كالكبر والشح والحقد والغش والغضب والعداوة والبغضاء والطمع والبخل والبطر والخيلاء والخيانة والمداهنة، والاستكبار عن الحق والمكر والمخادعة والقسوة وطول الأمل، ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات من “الإحياء”. قال فيه: ولا ينفك عنها بشر، فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجاً إليه.

  وإزالتها فرض عين، ولا يمكن إلا بمعرفة حدودها وأسبابها وعلاماتها وعلاجها، فإن من لا يعرف الشر يقع فيه) [“حاشية ابن عابدين” المسماة رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار، ج1/ص31].

  ويقول صاحب “الهدية العلائية”: (وقد تظاهرت نصوص الشرع والإجماع على تحريم الحسد، واحتقار المسلمين، وإرادة المكروه بهم، والكبر والعجب والرياء والنفاق، وجملة الخبائث من أعمال القلوب، بل السمع والبصر والفؤاد، كل ذلك كان عنه مسؤولاً، مما يدخل تحت الاختيار)[“الهدية العلائية” علاء الدين عابدين ص315].

  ويقول صاحب “مراقي الفلاح”: (لا تنفع الطهارة الظاهرة إلا مع الطهارة الباطنة، بالإخلاص، والنزاهة عن الغلِّ والغش والحقد والحسد، وتطهير القلب عما سوى الله من الكونين، فيعبده لذاته لا لعلة، مفتقراً إليه، وهو يتفضل بالمن بقضاء حوائجه المضطر بها عطفاً عليه، فتكون عبداً فرداً للمالك الأحد الفرد، لا يسترقك شيء من الأشياء سواه، ولا يستملكُ هواك عن خدمتك إياه.

  قال الحسن البصري رحمه الله:

رُبَّ مستورٍ سبته شهوتُهْ      قد عري من ستره وانْهَتَكَا

صاحبُ الشهوةِ عبدٌ فإذا     مَلَكَ الشهوة أضحى مَلِكا

فإذا أخلص لله، وبما كلفه به وارتضاه، قام فأدَّاه، حفَّتهُ العناية حيثما توجه وتيمَّم، وعلَّمه ما لم يكن يعلم.

  قال الطحطاوي في “الحاشية”: دليله قوله تعالى:

{واتقوا الله ويعلمكم الله}[البقرة:282 ]) [حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح ص70 ـ 71].

  فكما لا يحسن بالمرء أن يظهر أمام الناس بثياب ملطخة بالأقذار والأدران، لا يليق به أن يترك قلبه مريضاً بالعلل الخفية، وهو محل نظر الله سبحانه وتعالى:

تطَبِّبُ جسمَك الفاني ليبقى وتترك قلبَك الباقي مريضاً  لأن الأمراض القلبية سبب بُعد العبد عن الله تعالى ، وبعده عن جنته الخالدة ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخلُ الجنةَ مَنْ كان في قلبه مثقالُ ذرة مِنْ كبر” [رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه].

  وعلى هذا فسلامة الإنسان في آخرته هي في سلامة قلبه، ونجاتُه في نجاته من أمراضه المذكورة.

  وقد تخفى على الإنسان بعض عيوب نفسه، وتدق عليه علل قلبه، فيعتقد في نفسه الكمال، وهو أبعد ما يكون عنه، فما السبيل إلى اكتشاف أمراضه، والتعرف على دقائق علل قلبه ؟ وما الطريق العملي إلى معالجة هذه الأمراض، والتخلص منها ؟

  إن التصوف هو الذي اختص بمعالجة الأمراض القلبية، وتزكية النفس والتخلص من صفاتها الناقصة.

  قال ابن زكوان في فائدة التصوف وأهميته:

علمٌ به تصفيةُ البواطنْ      مِن كدَرَات النفس في المواطنْ

قال العلامة المنجوري في شرح هذا البيت: (التصوف علم يعرف به كيفية تصفية الباطن من كدرات النفس، أي عيوبها وصفاتها المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش وحب الثناء والكبر والرياء والغضب والطمع والبخل وتعظيم الأغنياء والاستهانة بالفقراء، لأن علم التصوف يطلع على العيب والعلاج وكيفيته، فبعلم التصوف يُتوصل إلى قطع عقبات النفس والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بذلك إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى، وتحليته بذكر الله سبحانه وتعالى) [“النصرة النبوية” للشيخ مصطفى إسماعيل المدني على هامش شرح الرائية للفاسي ص 26].

  أما تحلية النفس بالصفات الكاملة ؛ كالتوبة والتقوى والاستقامة والصدق والإخلاص والزهد والورع والتوكل والرضا والتسليم والأدب والمحبة والذكر والمراقبة… فللصوفية بذلك الحظ الأوفر من الوراثة النبوية، في العلم والعمل.

قد رفضوا الآثامَ والعيوبا           وطهَّروا الأبدانَ والقلوبا

 وبلغوا   حقيقة الإيمان               وانتهجوا مناهج الإحسان

[“لفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية”للعلامة ابن عجيبة على هامش شرح الحكم لابن عجيبة ج1/ص105].

فالتصوف هو الذي اهتم بهذا الجانب القلبي بالإضافة إلى ما يقابله من العبادات البدنية والمالية، ورسَمَ الطريق العملي الذي يوصل المسلم إلى أعلى درجات الكمال الإيماني والخُلُقي، وليس ـ كما يظن بعض الناس ـ قراءةَ أوراد وحِلَقَ أذكار فحسب، فلقد غاب عن أذهان الكثيرين، أن التصوف منهج عملي كامل، يحقق انقلاب الإنسان من شخصية منحرفة إلى شخصية مسلمة مثالية متكاملة، وذلك من الناحية الإيمانية السليمة ،والعبادة الخالصة ،و المعاملة الصحيحة الحسنة،والأخلاق الفاضلة.

  ومن هنا تظهر أهمية التصوف وفائدته، ويتجلى لنا بوضوح، أنه روح الإسلام وقلبُهُ النابض، إذ ليس هذا الدين أعمالاً ظاهرية وأموراً شكلية فحسب لا روح فيها ولا حياة.

  وما وصل المسلمون إلى هذا الدرْك من الانحطاط والضعف إلا حين فقدوا روح الإسلام وجوهره، ولم يبق فيهم إلا شبحه ومظاهره.

  لهذا نرى العلماء العاملين، والمرشدين الغيورين، ينصحون الناس بالدخول مع الصوفية والتزام صحبتهم، كي يجمعوا بين جسم الإسلام وروحه، وليتذوقوا معاني الصفاء القلبي والسمو الخُلقي، وليتحققوا بالتعرف على الله تعالى المعرفة اليقينية، فيتحلوا بحبه ومراقبته ودوام ذكره.

  قال حجة الإسلام الإمام الغزالي بعد أن اختبر طريق التصوف، ولمس نتائجه، وذاق ثمراته: (الدخول مع الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) [“النصرة النبوية” على هامش شرح الرائية للفاسي ص26].

  وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: (من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر). وفي هذا القول يقول ابن علاَّن الصديقي (ولقد صدق فيما قال ـ يعني أبا الحسن الشاذلي ـ فأي شخص يا أخي يصوم ولا يعجب بصومه ؟ وأي شخص يصلي ولا يعجب بصلاته ؟ وهكذا سائر الطاعات) [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” لابن عجيبة ص7].

  ولما كان هذا الطريق صعب المسالك على النفوس الناقصة، فعلى الإنسان أن يجتازه بعزم وصبر ومجاهدة حتى ينقذ نفسه من بُعد الله وغضبه.

  قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه: (عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريقَ الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين. وكلما استوحشت من تفردك فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم، وغُضَّ الطرف عن سواهم، فإنهم لن يغنوا عنك من الله تعالى شيئاً، وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفتَّ إليهم أخذوك وعاقوك) [“المنن الكبرى” للشعراني ج1/ص4].

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

من أسرار البسملة

الله رب العزة كتب اسمه على كل شئ أعزه.. البسملة كما وردت فى القرآن وردت أيضا فى جميع الكتب السماوية وقد وضعها الشيخ رضى الله تبارك وتعالى عنه فى أوراده.. بل فى مستهل الأساس ومن دلائل أهميتها أنها عندما نزلت نزل معها 12000 ملك، وعدد حروفها 19 حرف وعدد زبانية جهنم 19 ملك لقوله تعالى {عليها تسعة عشر}

فمن واظب عليها وردا كانت له درءا وحماية من زبانية جهنم وفى ذلك أخبرنا وكيع عن الأعمش عن أبى وائل عن عبد الله بن مسعود قال: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنة من كل واحد. وقد قيل إن (مابين بسم الله الرحمن الرحيم وبين الاسم الأعظم إلا كما بين سواد العين وبياضها) والبسملة كانت ذكر كثير من الأنبياء فقد قال سيدنا نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام {بسم الله مجريها ومرساها} والبسملة كانت ذكر سيدنا سليمان عليه السلام، فرغم ما أوتى من قوة فلم يعتمد على هذه القوة ولكن اعتمد على بسم الله الرحمن الرحيم وقد قيل إن (البسملة من العارف بمنزلة كن من الله).

ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم كل شئ لم يذكر عليه اسم الله فهو أبتر؟ وجاء فى كتاب الغنية لطالبى طريق الحق فى الأخلاق والتصوف والآداب الإسلامية لسيدى عبد القادر الجيلانى عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم إن عيسى عليه السلام أرسلته أمه إلى الكُتاب ليتعلم، فقال له المعلم قل بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سيدنا عيسى عليه السلام وما بسم الله؟ قال لا أدرى، قال الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مملكته.

وقال أهل الحقائق إنما المعنى فى بسم الله الرحمن الرحيم هو التيمن والتبرك وحث الناس على الابتداء فى أقوالهم وأفعالهم ببسم الله الرحمن الرحيم كما افتتح الحق سبحانه وتعالى كتابه العزيز بها وقيل إن (الله) اسم موضوع لله عز وجل لا يشاركه فيه أحد، قال تعالى {هل تعلم له سميا} بمعنى أن كل اسم لله تعالى مشترك بينه وبين غيره، له على الحقيقة ولغيره على المجاز، إلا هذا الاسم فإنه يختص به، وفيه معنى الربوبية والمعانى كلها تحته. وأخرج ابن مردويه والثعلبى عن جابر بن عبد الله أنه قال: لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم من المشرق وسكنت الريح وماج البحر وأصغت البهائم بآذانهم ورجمت الشياطين من السماء وحلف الله بعزته وجلاله أن لا يسمى على شئ إلا بارك فيه.

وأخرج أبو نعيم عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم ضجت الجبال حتى سمع أهل مكة دويها فقالوا سحر محمد الجبال، فبعث الله دخانا حتى أظل أهل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم موقنا سبحت معه الجبال إلا أنه لا يسمع ذلك منها؟.وأخرج الديلمى عن ابن مسعود أنه قال، قال صلى الله عليه وسلم من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب له بكل حرف أربعة آلاف حسنة ومُحى عنه أربعة آلاف سيئة ورُفع له أربعة آلاف درجة؟. وعن الديلمى فى مسند الفردوس عن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: إن المعلم إذا قال للصبى قل بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبى وبراءة لأبويه من النار وبراءة للمعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
المجاهدة والخلوة والذكر
ثم إن هذه المجاهدة والخلوة والذكر يتبعها غالبا کشف حجاب الحس، والاطلاع على عوالم من أمر الله ، ليس لصاحب الحس إدراك شيء منها. والروح من تلك العوالم.
وسبب هذا الكشف أن الروح إذا رجع عن الحس الظاهر إلى الباطن ضعفت أحوال الحس، وقويت أحوال الروح، وغلب سلطانه وتجدد نشؤه، وأعان على ذلك الذكر؛ فإنه كالغذاء لتنمية الروح، ولا يزال في نمو وتزيد، إلى أن يصير شهودة بعد أن كان علما.
ويكشف حجاب الحس، ويتم وجود النفس الذي لها من ذاتها، وهو عين الإدراك. فيتعرض حينئذ للمواهب الربانية والعلوم اللدنية والفتح الإلهي، وتقرب ذاته في تحقق حقيقتها في الأفق الأعلى، أفق الملائكة
وهذا الكشف كثيرا ما يعرض لأهل المجاهدة فيدركون من حقائق الوجود ما لا يدرك سواهم. وكذلك يدركون كثيرة من الواقعات قبل وقوعها ويتصرفون بهممهم وقوی نفوسهم في الموجودات السفلية، وتصير طوع إرادتهم.
فالعظماء لا يعتبرون هذا الكشف ولا يتصرفون، ولا يخبرون عن حقيقة شيء لم يؤمروا بالتكلم فيه؛ بل
يعدون ما يقع لهم من ذلك محنة، ويتعوذون منه إذا هاجمهم.
وقد كان الصحابة الله على مثل هذه المجاهدة، وكان حظهم من هذه الكرامات أوفر الحظوظ؛ لكنهم لم يقع لهم بها عناية. وفي فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي كثير منها. وتبعهم في ذلك أهل الطريقة، ممن اشتملت رسالة القشيري على ذكرهم، ومن تبع طريقتهم من بعدهم.
ثم إن قوما من المتأخرين انصرفت عنايتهم إلى كشف الحجاب والكلام في المدارك التي وراءه، واختلفت طرق الرياضة عنهم في ذلك، باختلاف تعليمهم في إماتة القوى الحسية وتغذية الروح العاقل بالذكر، حتى يحصل للنفس إدراكها الذي لها من ذاتها بتمام نشوتها وتغذيتها.
فإذا حصل ذلك زعموا أن الوجود قد انحصر في مداركها حينئذ، وأنهم کشفوا ذوات الوجود وتصوروا حقائقها كلها من العرش إلى الطش. هكذا قال الغزالي رحمه الله في كتاب الإحياء بعد أن ذكر صورة الرياضة .
ثم إن هذا الكشف لا يكون صحيحا كاملا عندهم، إلا إذا كان ناشئا عن الاستقامة؛ لأن الكشف قد يحصل لصاحب الجوع والخلوة، وإن لم يكن هناك استقامة كالسحرة وغيرهم من المرتاضين. وليس مرادنا إلا الكشف الناشىء عن الاستقامة. ومثاله أن المرأة الصقيلة إذا كانت محدبة أو مقعرة، وحوذي بها جهة المرئي؛ فإنه يتشكل فيه معوجا على غير صورته. وإن كانت مسطحة تشكل فيها المرئي صحيحة. فالاستقامة للنفس، کالانبساط للمرأة، فيما ينطبع فيها من الأحوال .
ولما عني المتأخرون بهذا النوع من الكشف، تكلموا في حقائق الموجودات العلوية والسفلية، وحقائق الملك والروح والعرش والكرسي وأمثال ذلك، وقصرت مدارك من لم يشاركهم في طريقهم عن فهم أذواقهم ومواجدهم في ذلك. وأهل الفتيا بين منکر عليهم ومسلم لهم. وليس البرهان والدليل بنافع في هذه الطريق، ردا وقبولا؛ إذ هي من قبيل الوجدانيات .

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
حقيقة المريد و الشيخ المرَبي . (المعول عليه ) .
بقلم السيد رشيد موعشي .كتاب الفتوحات الالهية . جزاه الله خيرا.
(المريد) على قسمين : مريد حقيقي ، ومريد مجازي .
__ “(المريد الحقيقي) : هو من كمُلت فيه أهلية الإرادة،فصمّم عزمه من أول مرة على الإلتزام بصحبة الشيخ ، والتحكّم في نفسه . وعَمِلَ على معانقة الأهوال ، وتحمّل الأثقال ، ومفارقة الأشكال ، ومعالجة الأخلاق ، وممارسة المشاقّ ، وتحمّل المصاعب ، وركوب المتاعب .
__ “(المريد المجازي) : هو الذي ليس قصده إلا الدخول مع القوم ، والتزيّي بزيّهم والإنتظام في سلك عقدهم ، والتكثير لسوادهم . وهذا (لا يُلزم بشروط الصّحبة) ، وإنما يُؤمر بلُزوم حدود الشرع ومخالطة الطائفة حتى تشمله بركتهم ، وينظر إلى أحوالهم وسيرهم ،فيسلُك مسلكهم ويُؤهّل لما أهلوا له .
“و(الشيخ المربي) لا بد أن يكون (سَلَك طريق السلوك) ، ثمّ (خاض بحار الجذب) ، ثم (رجع إلى السلوك) . فلا يصلُح للتربية (سالك محض) ، ولا (مجذوب محض) . وإنما يصلُح من تقدّمه سلوك ثم تداركه الجذب ،أ و تقدّمه جذب ثم رجع للسلوك..
“أما (السالك المحض) ، وهو الظاهري ، فلأنه لا يخلو من بقية فيه من هذا العالم (عالم الأشباح) ، و(المُكاتب عبد ما بَقي عليه درهم) ، والعبد المملوك لا يمكنه التصرّف في نفسه فكيف يتصرف في غيره.
“وأما (المجذوب) قبل أن يرجع إلى البقاء (بمعنى: قبل أن يرجع من عالم القدرة وإرتفاع الوسائط وخرق حُجُب الأسباب ، إلى عالم الحكمة وتحقيق الوسائط والأسباب ، وإلى الإشتغال بالسلوك والتحقّق بالمقامات..)،فهو أيضاً غير مؤهّل للمشيخة والإقتداء به ، لإشتغاله بحاله عن حال غيره ، وعدم تحققه بالمقامات .
“و(شيخ التربية) يكون قد سَلك من (طريق القوم) ما كان منها (مُنخفضاً) ، كالخمول والذلّ والعزلة والفاقة ، وذاق حلاوة ذلك ومرارته ، وعرف منافعه ودسائسه ، فيُسيّر غيره فيها كما سار هو . وعرف أيضاً ما كان منها (مرتفعاً) ، كالظهور والعزّ والغنى ، فيكون قد سلك ذلك ، وعرف ضرره ونفعه ، وذاق حلاوته ومرارته،فيُسيّر فيه كما سار هو .
“وبما أن الشيخ المربي يكون قد إختبر الطريق : صعبُها وسهلها ، فينظر في حال المريدين : فمن كان قوياً حمله على الصّعبة ليطوي عنه مسافة البُعد ، ومن كان ضعيفاً حمله على السّهلة لئلا يُنفّره فيرجع من حيث جاء .
“ويشترط في الشيخ أن يكون (ماهراً بالطريق) ، قد جال فيها مراراً ، قد راح فيها آخر النهار وغدا فيها أول النهار (أي علم البدايات والنهايات) ، يُربي به المريد في بدايته ونهايته .
ويكون أيضاً قد (سلك مسالك الجمال والجلال) ، فالجمال محل العلو والظهور، والجلال محل الإنخفاض والحنو .
“ويشترط في الشيخ أن يكون (حَلّ في منازل السائرين) ، وهي (مقامات اليقين) ، بحيث سلكها وعرفها : (ذوقاً وحالاً ومقاماً) ، ك[ تصحيح التوبة بشروطها وأركانها ، وتحقيق الورع والزهد ، والخوف والرجاء ، والتوكل والصبر، والرضى والتسليم ،والمحبة والمراقبة والمشاهدة ] . وحصل له [الفرق بين الروحانية والبشرية ، والسلوك والجذب ، والفناء والبقاء ]. وأحكم [ أحكام التّخلية والتّحلية ]..وكل (شرب) من مشارب القوم وأذواقها ، كان فيه ناهلاً وشارباً .
فإذا حصّل هذه المراتب وذاق هذه الأذواق : إستحقّ أن يكون شيخاً مُربياً..
“قال الشيخ أبو مدين : (الشيخ من شهدت له ذاتك بالتقديم،وسرّك بالتعظيم. الشيخ من هذّبك بأخلاقه،وأدّبك بإطراقه،وأنار باطنك بإشراقه. الشيخ من جمعك في حضوره ، وحفظك في مغيبه.) “.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

…………………………………..

 
 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

الطرق الصوفية

ينبغي التمييز بين ثلاثة أنواع من الطرق وهي: طريقة التبرك، وطريقة الإرشاد، وطريقة التربية والترقية، وذلك حسب مستوى شيخ الطريقة. فشيخ التبرك هو الذي يبلغ أوراد الذكر لمن يطلبها بإذن مسند صحيح، ويقف دوره عند هذا التبليغ، وينال الآخذ عنه بركة النسبة لسلسلة الشيوخ الصالحين المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ينال ثواب وأنوار الأذكار التي يلتزم بها. وأما شيخ الإرشاد فزيادة على تبليغ الأوراد كشيخ التبرك، يسعى لإرشاد تلاميذه إلى مكارم الأخلاق ودوام الذكر وصفاء الباطن وينفث في قلوب أهل الاستعداد منهم عوارف معارف وأنوار مقامات. فشيخ التبرك يدل على مقام الإسلام وغايته علم اليقين والإشراف على النفس المطمئنة. وشيخ الإرشاد يرشد إلى مقام الإيمان وغايته عين اليقين والإشراف على مقامات القلب الراضي المرضي المستنير بدوام الذكر.وأما شيخ التربية والترقية فيرفع إلى مقام الإحسان مشاهدة في مقام( أن تعبد الله كأنك تراه)، وللصادقين من مريديه حق اليقين وحقيقتة المعرفة عبر معارج الولاية الكبرى إلى التمكين في مقام القربة.
منقول بتصرف من
كلام سيدنا وشيخنا
مولانا الشيخ
عبدالباقي مفتاح

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

تأصيل الحضرة:

الحضرة إشارة من إشارات خلوة القوم وهي رمز لجمعية الأسماء في هوية الإسم الجامع الدال على الذات ،و هي رمز القبضة الأبدية المتجلية بجمال الحق الأزلي لمن فُتِحت عين بصيرته بكاف كأنك تراه ، فصار الملكوت عنده مُلكاً والغيب شهادةً ، فتذوَّقَ لذة القرب واستنشق نسيمَ الوصل ؛

اهتز جبلُ أُحدٍ طرباً و شوقاً و فرحاً بوطءِ قدَم الحبيب صلوات ربي وسلام عليه ، فرجف من هَيْبَة الجمال المحمدي حتى أمّنه الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ،

روى أبو حميد الساعدي قال : أقبلْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من غزوةِ تبوكٍ، حتى إذا أشرفْنا على المدينةِ قال : “هذه طابةُ، وهذا أُحدٌ، جبلٌ يُحبنا ونحبُّه”. [صحيح البخاري كِتَاب الْمَغَازِي بَاب نُزُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقم الحديث: 4097 [.

فتبين أن رجفة جبل أحد كان سببها الحُبُّ لا غير، فالاضطرابُ والتمايلُ إذن تجلي من تجليات الإيمان ؛

وفي ذلك قيل :

لا تلوموا اُحداً لاضطرابٍ…..إذ عـــــــلاهُ فالوجــد داءُ ؛

أُحدٌ لا يُلامُ فهـو محـِـــبٌّ…..ولَكمْ أطربَ المحبَّ لقاءُ ؛

و الإهتزاز في الحقيقة تعبير عن هَيَجان أمواج الحب الناشئة عن برودة الغوص في بحر الشوق يصاحبُها الرّجف و البكاء والوجَل والقُشعريرة والصعق والغشي ونحو ذلك ؛

ألا ترى رحمك الله إلى الحجارة تلقي نفسها من شاهق فتسقط من خشية الله فرحاً و حُباً و شوقاً ، قال تعالى :

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

كما أن مقاماتِ الصوت لها علاقة خفية مع مراتب الروح لذلك كان الإهتزاز و التمايل أمراً فِطرياً عند سماع الصوت الحسن حتى عند الحيوان و الجماد (وما الجمادُ إلاَّ من لا قلبَ لهُ حتى يستشعرَ سريانَ المعنى ) ؛فضرب لنا الحق مثلاً قرآنياً في سورة الحشر لتقريب المعنى فقال عز من قائل :

لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ” .

فإذَا كان الجبلُ على صلابته وتناهي قساوته وقُوَّتِه لو أُنزِل عليه القرآن لتأثر منه بالخشوع والتصدع، فكيف يكون الحال بالنسبة لقلوب القوم ؛ فحال القُرب والوصل لا طاقة لأحدٍ بدفعه حتى الجبال الرواسي .

? ويحدثنا ابن تيمية في فتاويه عن هذا المعنى فيقول:

“لَما سُئل الإمام أحمد عن هذا، قال: قُرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغُشي عليه، ولو قدر أحد أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيت أعقل منه، ونحو هذا ، وقد نُقل عن الشافعي أنه أصابه ذلك، وعلي بن الفضيل بن عياض قصته مشهورة، وبالجملة فهذا كثيرٌ ممن لا يُستراب في صدقه.” (مجموعة الفتاوى لابن تيمية : 11 /7)

و يتحدث أيضا تلميذُه ابن القيم في مدارج السالكين عن الحال فيقول :

“ اختلف الناس في التواجد :هل يُسلّمُ لصاحبه على قولين : فقالت طائفة: لا يسلم لصاحبه، لما فيه من التكلف وإظهار ما ليس عنده، وقوم قالوا: يُسلَّم للصادق الذي يرصد لوجدان المعاني الصحيحة كما قال النبي: (ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا). والتحقيق: أن صاحب التواجد إنْ تكلفهُ لحظٍّ وشهوة ونفس: لم يسَلم له. وإن تكلفه لاستجلاب حال، أو مقام مع الله: سلمَ له وهذا يعرف من حال المتواجد، و شواهد صدقه وإخلاصه.” (مدارج السالكين لابن قيم الجوزية : 3/324 ) .

وقال أيضا : “لو فرَضت لذّاتِ أهل الدنيا بأجمعها حاصلةً لرجل، لَمْ يكن لها نسبة إلى لذّة جمعية قلبه على الله، وفرحه به، وأُنسه بقربه، وشوقه إلى لقائه. وهذا أمر لا يصدِّقُ به إلا من ذاقه، فإنما يُصدِّقُك من أشرقَ فيه ما أشْرَقَ فيك ، ولله در القائل :

أيا صاحبي، ما ترى نارَهــــم…..فقـال: تريـني مــــا لا أرى

سقاك الغرامَ ، ولم يسـقني…..فأبصرتَ ما لم أكن مبصراً .

]“مدارج السالكين لابن قيم الجوزية : 3/131[

  • ويؤكد ذلك الإمام الغزالي حُجة الإسلام وهو يتحدث عن الوجد حيث يقول:

”وذلك يكون لفرحٍ أو شوقٍ ، فحكمهُ حكم مُهيجه، إن كان فرحه محموداً والرقصُ يزيده ويؤكده فهو محمود، وإن كان مباحاً فهو مباح، وإن كان مذموما فهو مذموم. (إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي : 2/384)

  • كما ذكر القاضي عياض في كتاب الشفا عن إمامنا مالك رحمه الله قال :

” كان إذا ذُكرَ النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه.” [الشفا للقاضي عـياض، باب تعظيمه صلى الله عليه وسلم بعد موته، ص289] ؛

  • وقال الإمام السيوطي: “وقد صحَّ القيامُ والرقصُ في مجالس الذكر والسماع عن جماعةٍ من كبار الأئمة منهم شيخُ الإسلام عز الدين بن عبد السلام. [الحاوي للفتاوى للسيوطي : ج2/ص222-223]

انتهى و الله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::

مسألة توريث مشيخة الطريق الصوفي

* فَضَّل الله “آل إبراهيم.. وآل عمران” على العالمين..

 (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)..

* وفى “السيدة مريم”.. (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ)..

* وفى “سيدنا إبراهيم”.. (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ)..

* ومن الأقسام القرآنية (وَوَالدٍ وَمَا وَلدَ)..

وعلى الرغم من ذلك.. (فوراثة الصلاح) ليست قاعدة.. فقد تختلف (عوامل الوراثة).. ولا تتحقق بين الوارث والمورث..

(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)..

(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ)..

فالأمر مشروط..

بتهيئة الأب لابنه وإرشاده إلى حُسن الخُلُق والتقوى والصلاح..

وإذا تهيأت له البيئة الصالحة، والصُحبة الطيبة، والخُلة الصادقة، والمُـستشار المُؤتمن..

فإن الله يُكرِم من اهتدى على منهج أبيه:

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)..

ويستغفر لهم حملة العرش: (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)..

والأتقياء الصالحين منهم: (لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ).

ويقول “شيخ الإمام الرائد محمد زكى إبراهيم”:

“إذا وُجد فى الأسرة من هو أهل لحمل عبء الدعوة، فلا شك أنه أحق وأولى من كل الوجوه.

 فقد كان “سيدنا إبراهيم” أبًا لجميع الأنبياء، أى أن الأنبياء جميعًا كانوا من أسرة واحدة، فلا اعتراض من جهة الشرع أو العقل على ذلك، ما دام يحمل الأمانة من هو أهل لها.

 وقد وَرِث سُليمان داود، واستورث موسى أخاه هارون،

ودعا ذكريا ربه:

(فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ

 ويقول سيدنا رسول الله ﷺ: “من كنت مولاه فعلى مولاه”.

وعلى الرغم من ذلك هناك من (كبار الصوفية) خلفهم فى الطريق (أقرب تلاميذهم)، وأصفاهم، وأتقاهم، وأورعهم، ولم يَخلُفهم أبناؤهم من أصلابهم..

ومنهم من اختار (ابنًا أو قريبًا له) ممن توافرت فيهم الصلاحية والأهلية لخلافته أمام الله..

ومنهم من أوصى بخلافته (أمانة) لأحد مريديه.. ثم نقلها هذا المريد لابن شيخه عند تحقق صلاحيته وتأهله الروحى والعلمى والمنهجى..

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)..

ويقول شيخنا الإمام الرائد “أما إذا فَقَد شرط (الصلاحية والكفاية)، كان ذلك إقطاعًا بشريًّا، ولا يعرفه دين الله، ولا يَقبله نظام الانضباط الاجتماعى.. (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ)”..

ونَذكُر “سيدنا نوحًا” وابنه، و”فرعون” وامرأته، و”سيدنا لوطًا” وامرأته..

كل هذا فى شأن (الصلاح الظاهر).. أما (صلاح الباطن).. فأمره إلى الله (بين الشيخ وربه) وليس لبشر فيه حُكم ولا رأى.. (ربهم أعلم بهم)..

وفى النهاية.. فالأمر كله بإذن من الله ورسوله..

           سواء (للوارث أو المختار)..

فهو (تكليف) روحى وقلبى ظاهرًا وباطنًا..

وتَولِّى (أمانة) لا يتحملها إلا (الرجال الكُمَّل) الراسخون..

و(وظيفة ربانية).. بخبرة نجاح التجربة فى التربية الروحية.. والتهذيب النفسى.. وإلحاق السائرين بركب الفلاح والوصول..

ولكن.. التوفيق فيه عزيز..

فقط.. لمن يُؤيَّد من الله ويُعان.. ويُؤديها على حقها..

غير مُدَّعٍ.. ولا راغب.. ولا طالب.. ولا مُتكالب.. ولا مُنازع..!!

نسأل الله هذا التوفيق والتأييد والعون.. لكل من وقف على هذا الأمر بصدق وإخلاص.. من كل مَشرب ومَذهب وطريق.. لله وفى الله وبالله.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

……………………………………. 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::

مشايخ التربية وأوصافهم

ونبدأ بالسؤال الأول: هل مشايخ التربية نادرٌ وجودهم فى هذا الزمان؟

مشايخ التربية لا يخلو منهم زمانٌ ولا مكانٌ، لكن الناس هُيئ إليهم أنهم غير موجودون، فما الحقيقة؟
إذا كان أهل الزمان مهتمين بأمر الدين والعمل بالآخرة ظهر هؤلاء الأفراد، لأن بضاعتهم مطلوبة، وإذا انشغل الناس عن طريق الله بالدنيا – كما حدث فى هذا الزمان – توارى هؤلاء الأفراد، و ما الحكمة فى ذلك؟
لأن الله عز وجل يُعلن الحرب على كل من يستهزئ بهم أو يسخر من سلوكهم:
….{ منْ عادَى لي وَلِيّا فقدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ }…
والناس إذا كانوا متوجهين إلى الدنيا والشهوات بالكلية تجدهم إما أن يُنكروا على أهل الآخرة، أو يعترضوا على الصالحين وعلى أحوالهم، أو والعياذ بالله يسخروا منهم ويستهزئوا بهم، فمنهم من يتهمهم بالخبل، ومنهم من يتهمهم بالجنون، لماذا؟ لأنهم يظنون أن ما هم فيه من الكدح فى الدنيا والسعى فى جمعها من العقل بل ومن تمام العقل، فكيف يزهد الناس فى الدنيا ويقبلون على الله؟ لكن الصالحين لا يخلُ منهم زمانٌ ولا مكانٌ، ونأخذ منهم صنفاً واحداً، يقول فيهم صلى الله عليه وسلم ، واسمعوا الحديث وعُوه:
لا يَزَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ ، يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ عَنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، يُقَالُ لَهُمُ الأَبْدَالُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُمْ لَمْ يُدْرِكُوهَا بِصَلاةٍ وَلا بِصَوْمٍ وَلا صَدَقَةٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَبِمَ أَدْرَكُوهَا ؟ قَالَ : بِالسَّخَاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِلْمُسْلِمِينَ }
وهذا صِنفٌ واحدٌ من الصالحين، فالأرض لا تخلو من أربعين على قدم إبراهيم فقط، فكيف بمن كان على قدم عيسى؟ ومن كان على قدم موسى؟ وكيف بمن كان على قدم محمد صلى الله عليه وسلم ؟
فالأرض مليئة بهم ولا تخلو بلدةً من بلاد الله – حتى من البلاد الإسلامية التى لا تتكلم العربية – من أولياء، وأهل كشف، وأهل شهود، وإياكم أن تظنوا أن الولاية فى مصر فقط، بل فى كل الدول الإسلامية حتى التي لا تنطق العربية ففيها أولياء وأهل مكاشفات.
وهل الكشف يحتاج إلى مصرى أو سودانى أو أمريكانى أو روسى؟ لا، فصفاء القلب تُفتح به عين السريرة فيرى الأنوار المنيرة فى ملكوت الله ومُلكه، فليس له علاقة إن كان هذا الرجل يتكلم عربى أو يتكلم فرنسى، ولكن المهم أنه وصل إلى درجة الصفاء فحظىَ بالنور والعطاء، أعطاه له الله عز وجل وتفضل عليه بعظيم الجمال والبهاء، فالأرض لا تخلو منهم أبداً.
كل ما أريد أنبِّه إخوانى عليه لأنكم سألتم النصيحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{ الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ }
فهذه أمانة، فمن يبحث عنهم يحتاج إلى شيئين، يحتاج أولاً إلى الصدق مع الله، فقد ورد فى الأثر المشهور قولهم: { إن الله لا يمكر بطالبه }
الحي القائم
فطالما يصدق مع الله فلا بد أن يكشف له الله عن الرجل الذى يرقيه فى هذه الحياة، وينبّه المنبهين أن شرطه أن يكون حيَّاً يُرزق بيننا، أما الصالحون الذين هم بالأضرحة وكلهم سادتنا وأقطابنا ونزورهم لنتبرَّك بهم، وندعوا الله فى أضرحتهم ويستجيب الله لنا ببركاتهم، لكن أنا أحتاج إلى واحد يُؤدبني ويرشدني، وينظر إلىَّ بعين اليقين نظرةً ترفعني، وهذا لابد وأن يكون كما قالوا: (الله حيٌّ قيوم، ولا يصل إليه واصل إلا بحيٍّ قائم).
من الذى يستطيع أن يتربى على أيدي من بالبرزخ الآن؟ من وصل إلى درجة الكشف، فعندما يدخل على رجلٍ من الصالحين فى الضريح فيُكلمه ويسمعه، فهذا يمكن أن يتربَّى أو يُكمل تربيته على يد هذا الرجل وهو فى برزخه، لكن من كان مثلنا ويدخل الضريح ولا يرى شيئاً، فكيف يتعلم؟ وكيف يتنبه؟ وكيف يتوجه؟لا بد له من رجلٍ حيٍّ يُرزق ليربيه.
والعلة فى الحىّ القائم أيضاً أن تقام الحُجة على النفس، لأن الإنسان يدعو نفسه إلى العمل، فالروشتة التى يُعطيها له الرجل الصالح كما نسمع حالياً أن أصحاب رسول الله كانوا متفرغين وليسوا مشغولون بشيء، لكننا عندنا مشاكل وعندنا مشاغل ولا نستطيع عمل شيء مثلهم، أليست هذه حجتنا والتي تأتينا بها النفس؟ فقال لنا: لا بد لله الحجة البالغة، فما حجته البالغة فى الدنيا؟ أناسٌ معنا ويعملون مثلنا ومشغولون فى أعمال ومتزوجون ويربون الأولاد ويكدحون فى السعى على المعاش، ومع ذلك:
﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ (37النور) وهذا هو الفضل حتى إذا قلتُ: يا رب أنت تعلم أن عندى أولاد وأنا مشغولٌ بكذا وكذا، فيقول لى: كان أمامك هذا وكان مشغولاً أكثر منك مراتٍ عديدة، ولذلك نوَّع الله عز وجل الأنبياء ليكونوا حججاً على الناس، فمن الناس من ينشغل بالملك ويقول: يا رب الملك شغلني، فيقول له الله: وهل عندك ملك كملك سليمان؟ وهذه هى الحجة، فقد كان ملكاً للجن وللإنس وللحيوانات والوحوش وللطيور، ومع ذلك لم يشغله ذلك عن طاعة الله طرفة عين.
يقول: يا رب أنا مشغولٌ بالحروب، فيقول له الله: وهل عندك حروبٌ كحروب داود عليه السلام؟ ومع ذلك كان يُخصِّص وقتاً للمناجاة الصافية الخالصة التى تستجيب فيها معه كل الحقائق الكونية، حتى يبين الحجة، ووقتاً لأهله، ووقتاً لرعيته.
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة 

أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

………………………………………………………………..

……………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله::: 
سؤال : لو أن مريدا أخذ البيعة وأعطي الورد العام له لكنه ترك الورد العام وأخذ بذكر ورد آخر من طريقة أخرى فهل يستفيد في سلوكه أم أنه لا حظ له ؟.
منقول من صفحة صفاء :تزكية وسلوك .بقلم السيد علي جزاه الله خيرا.
– الجواب والله أعلم : (طويل ولكن مفيد لنا كمريدين ) .
“مدد كل طريقة في وردها , ومدد الشيخ في ورده الذي أعطاه للمريد , وبحسب الورد يكون الوارد , فإنّه لا وارد إلا بورد .
“فمن ترك وردا أخذه بالبيعة على يد شيخ كامل أو ممن أذن له الشيخ في إعطاء البيعة وتلقين الإذكار العامّة أو العامّة والخاصّة فقد خرج من الطريق . لأنّ البيعة هي عهد والعهد وقع بين المتعاهدين على الورد فمن تركه فقد نقض العهد .
“والله تعالى يقول : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ) .
أمّا من تركه تكاسلا وتهاونا فهو أهون أمرا ممّن تركه متعمّدا مدبرا عنه إلى غيره .
“ثمّ إن الذكر بالورد العام متى ما حصلت فيه البيعة فهو يعتبر ذكرا خاصّا من هذه الناحية لأنّها علامة بداية السلوك وهي التخلية وتحلية القلب بنور ذلك الذكر الذي هو الورد حتى يتوجّه القلب ويشوّر إلى طلب مولاه .
“فالذكر بالورد إنّما جعل لغاية وهي تخلية القلب من الميل إلى ما سوى الله تعالى . فمتى شوّر القلب إلى مولاه لقّن المريد ذكر السير في المقامات وهو ذكر الإسم المفرد . فيكتب إسم الجلالة على الكون بأسره ليرتسم في قلبه وتنتقش حروفه في المخيّلة وتنبسط أنواره علويّا وسفليّا حتى يقع له الفناء فيه أي الفناء في الإسم الذي لا يدلّ إلا على عين المسمّى وهو الذات الإلهي .
“وهذه الإذكار أخي التي هي أذكار الأذون بالبيعة في طريق الله تعالى تلقّن للمريد مع وجود نورها الذي يحميه الله به من دخول الشيطان والنفس عليه . فيكون في سيره محميّا بإذن الله تعالى لأنّه أخذ الذكر بإذن وببيعة من شيخ كامل .
“أمّا أن يترك هذا كلّه ويختار أن يذكر أذكارا أخرى لم يأخذها بالإذن ولم يأخذ فيها البيعة من شيخ كامل فهو كمن ترك ميراث أبيه وذهب إلى عمّه ليورثه …فافهم .
” نعم قد يذكر الذكر العام في طريقة أخرى ولا يحصل منه إلا الأجر مثله مثل أيّ ذكر آخر ورد في السنّة أمّا أن يسلك به ويسير به في المقامات ويكابد منه الأحوال فهذا بعيد لأنّ هذه الأمور تستوجب الإذن والبيعة .
” وقدّ نصّ ساداتنا الأولياء بأنّ على الفقير أن يلازم ذكرا واحدا وطريقا واحدا وشيخا واحدا حتّى لا يتشتّت تفكيره وتنهار عزائمه ويدخل في دوامة النفس والخواطر الشيطانية . فإنّه من دخل هذه المداخل صار لديه هوس كبير ووساوس لا يحسد عليها وإكتئاب وتتوارد عليه الخواطر بأجناسها وتلويناتها فلا يميّز سقيمها من صحيحها وهي دوامة كبيرة لذا حذّر الأولياء من التخليط في الأذكار وتخليط الطرق .
فمن كانت غايته الله تعالى أسرع إليه وهاجر إليه من أقرب طريق . أمّا الذي يبحث عن جميع الطرق ويريد أن يسير فيها كلّها ويحصّل جميع أسرارها فهو طالب رئاسة ولم يكن قطّ طلبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم .
“فيا سيدي : إن لكلّ طريقة أسرار عظام وبحور جسام ودوائر كبرى ولكلّ زاوية حرّاسها ولكلّ مريد عين تراه وهي عين الشيخ . أمّا عين الله تعالى فهي ترعى الجميع الشيخ والمريد .
فمن كان تحت نظر شيخه فهو محفوظ إن شاء الله تعالى . فلا قائل بتبديل الشيوخ ولا بتخليط الأذكار ولا بتعديد الطرق بل الأمر يتعلّق فقط بالسير والسلوك إلى محبّة ملك الملوك .
” أمّا من رام الوصول إلى غير ذلك فأقول له : يا سيدي لقد أخطأت الطريق من أوّل قدم فهذا طريق الله تعالى وطريق رسوله ومن كانت هجرته إلى الله تعالى ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله .
“ويكفي من الإنتساب إلى الشيوخ محبّتنا لهم ومحبّتهم لنا فقد قال لنا شيخنا يوما :
( يوم القيامة عندما يأتي كلّ شيخ حاملا رايته يكون كلّ مريديه معه الأعمى والبصير والعارف والجاهل فالكلّ تحت رايته فالحمد لله على نعمة الشيوخ
وإنّما أطيل في الإجابة محبّة في الإفادة لا غير والنصح الذي نفسي أولى به
فأوّل الشيوخ الذي دلّك الله عليه علينا أن نلتزم قادوسه لنشرب منه فما دلّنا الله عليه إلا لحكمة جليلة , والحمد لله فالمشائخ كثر تعجّ بهم الكرة الأرضية فرحمة الله واسعة وخير الله كثير.والسلام .

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

……………………………………..

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله::: 

كيف السبيل إلى الوصول لشيخ مرب كامل ؟

البحث عن الشيخ المربي الكامل هي توفيق من الله عز وجل يختص برحمته من يشاء ، فمن أراد الله له ذلك الخير العميم دله على ذلك الشيخ .

فالصحبة أمر مطلوب في المسير إلى الله تعالى، وقد حث الله تعالى عليها حين قـال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119 التوبة) والصادقون هم نخبة مختارة في المجتمع المسلم ذكرهم الله تعالى بقوله مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ (23 الأحزاب) ، ثم خاطب الله نبيه ليعلمنا ويرشدنا فقال وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ (15 لقمان)، ثم يبين الله تعالى خسران وضلال الظالمين الذين لم يتخذوا لأنفسهم صاحب صـدق، وإنما اتخذوا رفـاق وأخلاء السوء قال تعالى وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (27-29 الفرقان).

ولننظر إلى الإمام أبي حامد الغزالي يحدث في هذا الأمر قائلاً: “الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم السلام”. ويقول رحمه الله: يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة، ليهديه إلى سواء السبيل فإن سبيل الدين غامض، وسبل الشيطان كثيرة ظاهرة، فمن لم يكن له شيخ يهديه، قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة، ويكون المستقل بنفسه كالشجرة التي تنبت بنفسها فإنها تجف على الأرض، وإن بقيت مدة وأورقت لم تـثمر، وإن أثمرت فمرٌ ثمرها، فليعتصم المريد بشيخه وليتمسك به”.

وهذا ابن عطاء الله السكندري يقول: “وينبغي لمن عزم على الاسترشاد وسلوك طريق الرشاد أن يبحث عن شيخ من أهل التحقيق سالك للطريق، تارك لهواه، راسخ القدم في خدمة مولاه، فإذا وجده فليمتثل أمره ولينـته عما نهي عنه وزجر”.

أما كيف يصل الإمرء إلى ذلك الخبير الكامل فأقول وبالله التوفيق :

1 –  صدق التوجه لله تعالى بهذا الطلب بأن يكون القصد من ذلك تزكية النفس وإصلاح القلب وسلوك طريق الآخرة حتى يكون القلب أهلاً لنظر الله تعالى . لا أن يكون قصده الوصول إلى الكرامات وخوارق العادات مثلاً .

2 –  الإلحاح في الدعاء لله تعالى بأن يدلنا على من يدلنا عليه . فإن الله يحب العبد اللحوح .

3 – التقرب إلى الله بالطاعة والنوافل ، فقد جاء في الحديث ( مازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) . وإذا أحب الله عبداً دله على من يدله عليه .

4 – البحث عن الشيخ المربي الكامل بكل الوسائل من سؤال أهل الله من العلماء العاملين وسؤال الأصحاب المخلصين والإخوان الصادقين حتى دون أن تفتر عزيمتك عن هذا الأمر حتى يرشدك الله إليه .

5 – إبحث عن الشيوخ الذين مزجوا علمهم بالعمل ولا تبحث عن الذين علموا فقالوا ولم يعملوا ، وليكون ضابطك في ذلك ميزان الشرع الحنيف فما وصل من وصل إلا باتباع شرعة أحمد ، يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني قدست أسراره في كتاب «الفتح الرباني»: “اتبع الشيوخ العلماء بالكتاب والسنة العاملين بهما، وأحسن الظن بهم وتعلم منهم وأحسن الأدب بين أيديهم والعشرة معهم فقد تفلح، وإذا لم تـتبع الكتاب والسنة ولا الشيوخ العارفين بهما، فما تفلح أبدا.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

……………………………………..

 
 

 

……………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
كيف نجد الشيخ المربي ( المأذون من الله ورسوله ) في طريق السلوك
كيف نجد الشيخ المربي ( المأذون من الله ورسوله ) في طريق السلوك .
مقتبس من صفحة مجلس الذكر. جزى الله القائمين عليها خيرا.
-“حين يشعر الطالب بحاجته إليه كشعور المريض بحاجته إلى الطبيب، عليه أن يصدق العزم، ويصحح النية، ويتجه إلى الله تعالى بقلب ضارع منكسر، يناديه في جوف الليل، ويدعوه في سجوده وأعقاب صلاته : (اللهم دلَّني على من يدلني عليك، وأوصلني إلى من يوصلني إليك).
“وعليه أن يبحث ويفتش ويسأل عن المرشد بدقة وانتباه غير ملتفت لما يشيعه بعضهم من فقد المرشد المربي في هذا الزمان .
“يقول ابن عجيبة : (والناس في إثبات الخصوصية ونفيها على ثلاثة أقسام : قسم أثبتوها للمتقدمين ونفوها عن المتأخرين ؛ وهم أقبح العوام.
“وقسم أقروها قديماً وحديثاً ، وقالوا : إنهم أخفياء في زمانهم، فحرمهم الله بركتهم.
“وقوم أقروا الخصوصية في أهل زمانهم ، مع إقرارهم بخصوصية السلف ، وعرفوهم، وظفروا بهم ، وعظموهم ؛ وهم السعداء الذين أراد الله أن يرحلهم إليه ويقربهم إلى حضرته .
“وفي الحكم: (سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه ؛ ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه). وبهذا يُرَدُّ على من زعم أن شيخ التربية انقطع ، فإن قدرة الله تعالى عامة، وملك الله قائم ؛ والأرض لا تخلو ممن يقوم بالحجة حتى يأتي أمر الله) “البحر المديد في تفسير القرآن المجيد” لابن عجيبة ج1/ ص77.
“فاعلم أنه لا يعوزك وجدان الدالين، وإنما قد يعوزك وجود الصدق في طلبهم ( جد صدقا تجد مرشدا ) ويجد ذلك في آيتين من كتاب الله تعالى؛ قال سبحانه: { أمن يجيب المضطر إذا دعاه } [النمل: 62] وقال سبحانه: { فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم } [محمد:21]
“فلو اضطررت إلى من يوصلك إلى الله اضطرار الظمآن إلى الماء والخائفِ إلى الأمن لوجدت ذلك أقربَ إليك من وجود طلبك ، ولو اضطررت إلى الله اضطرار الأم لولدها إذا فقدته لوجدت الحق منك قريبا ولك مجيبا ، ولوجدت الوصول غيرَ متعذِّر عليك ، ولتوجه الحق بتيسير ذلك عليك ” اهـ .

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

……………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
المعرفة
الأصل ألا ترى لك مع اللَّه وجودًا..
ولا ترى للخلق وجودًا معك..
فأنت والخَلْق (عدم) في جانب الوجود الحق..
وذلك هو (مقام المعرفة)..
ومشهودات خصائص مقام المعرفة.. أَمْرٌ لا يجوز كتابته..
ولايمكن لبَشر أن ينقل صورتَه إلى الناس..
وهو (مراتب شتى)..
و(محاولة الكلام فيه فتنة).. فلا يفهمه إلا (رِجَالُه المحارم)..
ومن هنا تَتَكشَّف لك (حقائق الذات).. و(حقائق الكونيات)..
وتندمج بالمجاهدات اندماجًا في (عالَم الروح)..
وتشرف من أعرافه على (غرائب المشاهدات)..
وتنعم (بعجائب التجليات).. وتنقشع (ظُلَم المعميات)..
وتتبدى (حِكَم التشريعات)..
وترفع (الأستار عن أسرار المتشابهات).. و(مشاهد الجمعيات)..
وتدفع (الأنوار إلى مَسَارب المَاجَرَيَات)..
فيزداد الإيمان.. ويتم الإيقان..
ويكون ما لا تحيط به العبارة، ولا تغني عنه الإشارة،
ويعود الإنسان خَلقًا قرآنيًّا ربانيًّا نافعًا.. للدنيا والدين
يفعل ويترك.. باللَّه وللَّه وفي اللَّه ومن الله وإليه وعليه..
كما قال تعالى :
{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ، وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}
وهذا هو الذى قال عنه “الإمام الغزالي”:
قد كان ماكان مما لست أذكره
فَظُنَّ خيرًا، ولا تسأل عن الخبر
وهو الذى يقول فيه صاحب (المباحث الأصلية):
ووضعه في الكُتب لا يجوز
بـل هـو كنز في النُهى مكنوز

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

………………………………………………………

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
 الولاية هي سر العناية لا تنال بحيلة ولا تدرك بطلب “.
مقتبس من كتاب ايقاظ الهمم في شرح الحكم للعارف بالله ابن عجيبة رضي الله عنه.
” مما تواترت به الأخبار والنقول ووافق المنقول المعقول أن ما شاء الله يكون وما لم يشأ لم يكن . ومشيئته تعالى قديمة لأنها عين ارادته . وارادته على وفق علمه وعلمه قديم . فكل ما يبرز في عالم الشهادة فانما هو ما قدره الحق في عالم الغيب : “جفت الأقلام وطويت الصحف” فلا سعادة ولا شقاء الا وقد سبق بهما القدر والقضاء .
” قال الواسطي رضي الله عنه : أقسام قسمت ونعوت أجريت كيف تستجلب بحركات أو تنال بمعاملات . قال الشاعر:
 قد كنت أحسب أن وصلك يشترى **** بنفائس الأموال والأرباح .
وظننت جهلا أن حبك هين **** تفني عليه كرائم الأرواح.
حتى رأيتك تجتبي وتخص من **** تختاره بلطائف الأمناح.
فعلمت أنك لا تنال بحيلة **** فلويت رأسي تحت طي جناحي.
وجعلت في عش الغرام اقامتي **** فيه غدوي دائما ورواحي.
“ولهذا لم يلتفت قلب العارف لخوف ولا رجاء ولم يبق له في نفس غير وجه الله حاجة . فتحصل أن الولاية وهي سر العناية لا تنال بحيلة ولا تدرك بطلب .لكن من سبقت له العناية يسر لما أريد منه.
“وهنا انتهت معرفة العارفين أعني حين تحققوا بسابق القدر غابوا عن أنفسهم في وجود معروفهم . فاستراحوا واستظلوا في ظل الرضى والتسليم وهب عليهم من جنات المعارف نسيم .لكن اختلفت أحوالهم في حال نهايتهم .الماء واحد والزهر ألوان .
” فمنهم : من يغلب عليه الهيبة والحياء . قال بعضهم : من ازدادت معرفته ازدادت هيبته له .ومن كان بالله أعرف كان له أخوف . وفيهم قال تعالى : “انما يخشى الله من عباده العلماء”.
“ومنهم من يغلب عليه الشوق والاشتياق .قال بعضهم : من عرف الله اتسم بالبقاء واشتاق الى اللقاء وضاقت عليه الدنيا بحذافيرها .
” ومنهم من تغلب عليه السكينة في القلب لأن العلم واليقين يوجبان السكون والطمأنينة .فمن ازدادت معرفته ازدادت سكينته .قال تعالى :” ألا بذكر الله تطمئن القلوب ” .
” ومنهم من يغلب عليه الدهش والحيرة .قال بعضهم : أعرف الناس بالله أشدهم تحيرا فيه . وفي الحديث : “اللهم زدني فيك تحيرا “.
“ومنهم من يغلب عليه التواضع والخضوع والذل والانكسار .قال الجنيد : العارف كالأرض يطأها البر والفاجر وكالسحاب يظل الأحمر والأبيض وكالمطر يسقي الماشي والراشي.
” ومنهم من تتسع معرفته ويخوض بحار التوحيد فلا يكدره شئ ولا يسلط عليه شئ بل يأخذ النصيب من كل شئ ولا يأخذ من نصيبه شئ . يأنس بكل شئ ولا يستوحش من شئ.
” قال أبو سليمان الداراني : أن الله يفتح للعارف على فراشه ما لا يفتح له وهو قائم يصلي . وقال بعضعهم : العارف من أنس بذكر الله حتى استوحش من خلقه وافتقر الى الله تبارك وتعالى فأغناه عن خلقه وذل الى الله تبارك وتعالى فأعزه الله في خلقه “.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم

………………………………………………………. 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
“هااام جدا الي معاشر المريدين من ثقات المربين “.
منفول من صفحة السيد الفاضل أبو خالد الصوفي شخشير جزاه الله خيرا.
– “وجه فضيلة الشيخ فراج محمود يعقوب مجموعة من نصائحه العجيبه الي المريدين عموما وخصوصا جاء ضمن إطارها :
“أيها المريد إن وظيفتك هي الخدمه أكررها لك ثانية الخدمه وفقط . حتي يؤذن لك . وطالما كنت في الخدمه فلا إلتفات لغيرها . ولك في قصة سيدنا يوشع بن نون (فتي موسي)مع سيدنا موسي الكفايه فهو لما تحقق بالخدمه الخالصه دون أن يعترض بباطنه أو ظاهره ظهر عليه الفتح وأي فتح فقد صار نبيا وإن كان اختيارا أزلي .
“وإياك أيها المريد إياك يا ولدي أن تعتقد في شيخك مالم يطلعك الله عليه من مقام . فإذا أطلعك الله أن شيخك في المقام الفلاني فتكلم وإلا فأمسك . لأنه ربما تعتقد في شيخك الغوثيه جزافا فتطرد من الطريق دون أن تشعر.
“واحذر أن تحتقر شيخا غير شيخك فربما كان هذا الذي تحتقره يكون صاحب إمداد و فضل لشيخك و علي شيخك .
فتكون بذلك قد قطعت لقلة أدبك ..
“وإياك أن تعبد الله بشهوة الوصول إليه. بل تعبده وتذكره محبة فيه . لأنه أهلا لذلك سواء فتح عليك أم لم يفتح . فالفتح قادم ولازم . وإن جاء لا تلقي له بالا .
“كلما لاحت لك بارقة فر منها فالمطلوب أمامك الله الله أيها المريد هذا سبيلك فخذ الكتاب بقوة..
وصلي الله علي سيدنا محمد كريم الآباء والأمهات “

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم 

 
 
………………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::

يقول سيدي ابن عجيبة الحسنى قدس الله سره :
لا يُشترط في الولي ظهور الكرامة ، وإنما يشترط فيه كمال الاستقامة ، ولا يشترط فيه أيضاً هداية الخلق على يديه ، إذ لم يكن ذلك للنبيّ فكيف يكون للولي ؟
قال تعالى :
{ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ يُونس : 99 ] .
وقد سرَى في طبع العوام ما سرَى في طبع الكفار قالوا :
{ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُر لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً } [ الإسرَاء : 90 ] الآية .
فكثير من العوام لا يقرون الولي حتى يروا له آية أو كرامة ، مع أن الولي كلما رسخت قدمه في المعرفة قلَّ ظهور الكرامة على يديه ، لأن الكرامة إنما هي معونة وتأييد وزيادة إيقان . والجبل الراسي لا يحتاج إلى عماد .

…………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::

بشارة  عظمى للمريدين   ” من لم يقدر ورده حق قدره …..لم يقدر شيخه”

– “ذهب عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له: يا رسول الله، إن ابني مالكًا ذهب معك غازيًا في سبيل الله ولم يعد، فماذا أصنع؟ لقد عاد الجيش ولم يعد مالك ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: يا عوف، أكثر أنت وزوجك من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله ـ فذهب الرجل إلى زوجته التي ذهب وحيدها ولم يعد، فقالت له: ماذا أعطاك رسول الله يا عوف؟ قال لها: أوصاني أنا وأنتِ بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ـ فماذا قالت المرأة المؤمنة الصابرة؟ قالت: لقد صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجلسا يذكران الله بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وأقبل الليل بظلامه، وطُرِق الباب، وقام عوف ليفتح فإذا بابنه مالك قد عاد، ووراءه رؤوس الأغنام ساقها غنيمة، فسأله أبوه: ما هذا؟ قال: إن القوم قد أخذوني وقيّدوني بالحديد وشدّوا أوثاقي، فلما جاء الليل حاولت الهروب فلم أستطع لضيق الحديد وثقله في يدي وقدمي وفجأة شعرت بحلقات الحديد تتّسع شيئًا فشيئًا حتى أخرجت منها يديّ وقدميّ، وجئت إليكم بغنائم المشركين هذه، فقال له عوف: يا بني، إن المسافة بيننا وبين العدو طويلة، فكيف قطعتها في ليلة واحدة؟!

فقال له ابنه مالك: يا أبت، والله عندما خرجت من السلاسل شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها، سبحان الله العظيم! وذهب عوف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليخبره، وقبل أن يخبره قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنًا:

 “ّوَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا “.

“سبحان الله.. لو يعلم الفقراء كلهم ما في أذكارهم المأذونة لاستغنوا بها عما سواها.

وقد ساءني صراحة، أن أنظر إلى الفقير العاطل عن العمل، أو …..، أو غير ذلك من أكدار الدنيا يستصغرون من وردهم المأذون ويستخفون من كنزهم المكتوم، ثم يأتون أهل الرقية ممن أكثرهم اليوم يرقون، كأن الورد الذي آتاهم شيخهم لا يصلح إلا للآخرة فهم من دنياهم قانطون..

إعلم يا حبيبي في الله، أن وردك المأذون، يقضي جميع حاجاتك بالسر المكنون والإذن اليقين، لأنك لو أيقنت به حق اليقين، وأنك قد أوتيته من حضرة رب العالمين، لرأيت يقينا أملاك ربك لأبيك ولك ولأهل البيت جميعا حتما ساجدين..

واه.. صفا صفوفي صفوفا، خذ وردك المأذون بقوة، واعتقد أنه من ربك العزيز الحكيم البر الرحيم العفو العليم القدوس العظيم الملك الحق المبين..

من لم يقدر ورده حق قدره لم يقدر شيخه، ومن لم يقدر شيخه تعظيما له لم يقدر الله…

* ما قدروا الله حق قدره *

حبيبي في الله، لا تلتفت عن وردك، ففيه الدوا والصفا، وفيه الدنيا والآخرة، لأنه السر المأذون الواصل فيما بينك وبين شيخك، والروح والريحان الذي يدخل بك حضرة ربك، فلو توقن بوردك المأذون شيئا قليلا لفك الله أسرك كما عوف بن مالك، ولآتاك الله غنيمة الدنيا لا تخطر على بالك..

فمن كان توجهه للإذن فنعما هو، ومن كان توجهه لصاحب الإذن فقد فاز فوزا عظيما..”.

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم 

…………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:

تعرف على سر الطريق و سر الشيخ والفرق بينهما.
 
– “خلط الناس بين سرِ الطريق وسرّ الشيخ رغم أنهما منفصلان عن بعضهما.
سرِّ الطريق :
هو القوة الروحية الموجودة فى الأوراد والأذكار و منهج التربية و التوجيه فيه.
فمن المعروف أن لكل ذكر قوة روحية وملائكة تحفّه وتحف الذاكر به، وكذلك له ملائكة من نورانية هذا الذكر تتنزَّل على قلب وروح الذاكر به، وهذا لكل ذكر ولكل اسم من أسماء الله تعالى، وكذلك لكل صيغة من صيغ الصلوات على رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم.
فهذه القوى الروحية والأنوار الإلاهية المستمدة من مجموع أذكار وأوراد ومنهج التربية فى طريق، ما هى ما يُعبر عنها بسر ِ الطريق.
ويُضاف إلى كلِّ ما سبق، لون من ألوان القوة الروحية وبعض الخصوصيات فى أهل سلسلة هذا الطريق المسلسلين إلى مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا كله هو ما يسمى بسر ِ الطريق.
سر ِّ الشيخ :
هو القوة الروحية والهمةُ النورانية الموجودة فى ذات الشيخ نفسه.
ذلك أن الشيخ المربى أو الولىّ الحق لله تعالى، يمده الله كما ذكرنا بمددٍ منه تعالى ونورانية خاصة له – فضلاً من الله تعالى – فغير ما اكتسب من تلاوة أوراده، وغير ما اكتسب من تلاوة ورده وأذكاره خلال تربيته وسيره إلى الله تعالى، هناك فضل من الله تعالى عليه واكرام خاص له…. لذاته هو…
.
فإذا انتقل هذا الولى أو المربى الجامع إلى رحمة الله، فميراث سرِ الطريق يرثه بعده من سلك منهج تربيته وخلف على طريقة تربيته.
أما ميراث سرِّ الشيخ نفسه فهذا لا دخل له بالتربية أو الطريق، ولكن يرثه من كان هو أهله، ومن هو قادر على تحمله كيفما كان منهج تربية وسلوك الوارث، والله أعلم.
.
ولكننا نُنبه على أن السالك إلى الله تعالى يختلف حاله وسلوكه وفتوحه إذا كان ارتباطه بذات الشيخ، عن أحواله إذا كان ارتباطه بالطريق ذاته.
وعلى العموم فان سرِّ الشيخ المربِّى يحوى سرَّ الطريق، ولكن سرّ الطريق لا يحوى سرّ الشيخ كله…. فافهم رحمك الله.”

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم 

 
…………………..

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:

 

الكرامة  ليست شرط على الولاية 

ليس كل من تصدر عنه كرامة ولي ومن اهل الخصوصية  وليس كل من تراه في المنام ولي ومأذون  وليس كل من يبهرك حكمته ومنطقه.

قلنا ونكرر باب التصاريف والتريض والاستعانة باسرار الاسماء والأقسام والدعوات والتريض بها قد يخرق عادة وهذه قد يفعلها من لا استقامة عنده ولا اذن  .

وقد يرسل لك مناما ترى فيه شيخك المدعي في ابهى حلة.

وقد حدث لأحد المريدين المحفوفين بالعناية الكبرى انه جاءه شيخ في المنام ورأى انه في مكان يشبه ضريح السيدة زينب.

وجاء الرجل يسلم على هذا الشيخ وفجأة واذ به يجد هذا الشيخ يتشنج جدا ويتحول الى شاب شكله كأنه جن وعلامات القبح عليه  فما لبث الا وانكشف امره.

يا جماعة الخير

الرؤيات تخترق وتتلبس بالارسالات.

وهناك اوراد للنطق بالحكمة وجذب قلوب المستمعين

وهناك وشوشة لمعرفة ما يدور بخاطرك مما هو حاضر و سابق  لا للمستقبل  

وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.

و الله أعلم 

 

[row]

[col span=”1″ span__sm=”6″]

[/col]

[col span=”5″ span__sm=”6″]

الشيخ مولاي هاشم العلوي البلغيثي   حفظه الله،  الشيخ الحالي للطريقة الحبيبية الدرقاوية الشاذلية

[ux_image id=”543″]

[/col]

[col span=”5″ span__sm=”6″]

الشيخ سيدي محمد بن الحبيب رضي الله عنه مؤسس الطريقة الحبيبية الدرقاوية الشاذلية

[ux_image id=”544″]

[/col]

[col span=”1″ span__sm=”6″]

[/col]

[/row]

[ux_video url=”https://www.youtube.com/watch?v=B7sO-iHJZr0″]

This may be a gigadat casino canada problem, particularly when winnings are transferred to a different gambling site.