[row]
[col span=”1″ span__sm=”12″]
[/col]
[col span=”10″ span__sm=”12″]
مرحبا بزوارنا الكرام في الموقع الرسمي للطريقة الهاشمية الحبيبية الدرقاوية الشاذلية,
[ux_gallery ids=”1400″ style=”default” type=”slider-full” slider_nav_style=”simple” slider_nav_color=”light”]
[/col]
[col span=”1″ span__sm=”12″]
[/col]
[/row]
و الله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
………………………………
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
سيدنا الخضر والقدر
أتساءلت يوما لماذا كل هذا الإصرار من سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام:-“وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ” و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص ، قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص لماذا : لأن القصة تتعلق بعلم خاص.. ليس هو . علمنا القائم على الأسباب .. وليس هو.. علم الأنبياء القائم على الوحي ، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى خاصة…
علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ، كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم ( عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا )
كان هذا اللقاء استثنائيا يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها
السؤال هو لماذا خلق الله الشر و الفقر والمعاناة والحروب والأمراض ولماذا يموت الأطفال وكيف يعمل القدر
البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر المتكلم لعله يرشدنا :-
فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا
آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً
أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم فالرحمة سبقت العلم
فقال النبي البشر موسى (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً )
يرد القدر المتكلم الخضر قَالَ (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً )
ففهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها ….
فيرد موسى بكل فضول البشر ( سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً )
هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر :::-
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب
تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب ..معاناة ألم رعب خوف تضرع جعل موسى البشري يقول : (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً)
– عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما- أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس.. أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا ..أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل .. يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ..يارب أنستحق هذه المهانة ( أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ) ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر فيمضي الرجلان و يقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام و يمضي فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي و يعاتب بلهجة أشد :-
(أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا )
تحول من إمراً إلى نكراً و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه لكنه بشر مثلنا و يعيش نفس حيرتنا فيؤكد له الخضر مرة أخرى:-
( أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً )
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى و هنا ينفجر موسى فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة_القدر:-
قَالَ ( هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا )
هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة ..الشر نسبي و مفهومنا كبشر عن الشر قاصرلأننا لا نرى الصور الكاملة
القدر أنواع ثلاث
النوع الاول :
شرا تراه فتحسبه شرا فيكشفه الله لك أنه كان خيرا فما بدا شرا لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم و هذا هو النوع الأول و هذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه
النوع_الثاني
مثل قتل الغلام
شرا تراه فتحسبه شرا لكنه في الحقيقة خير لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا
هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث.وهل أخبرها الخضر
الجواب طبعا لا وبالتأكيد قلبها انفطر و أمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله و يمضي و بالتأكيد .. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول
وأن الأول كان سيكون سيئا
(فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً)
فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم ولم تستطع تفسيره أبدا ولن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك؟ أما هي فلم ولن تعرف
النوع_الثالث من القدر و هو الأهم
هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف الله الخفي ..الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره و لن تراه، و لن تعلمه فهل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم ..الجواب قطعالا…..هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه …ااجواب قطعا لا…هل شاهدوا لطف الله الخفي ..الجواب قطعا لا…هل فهم موسى السر من بناء الجدار الجواب قطعا لا ….
نرجع إلى كلمة الخضر القدر المتكلم
الأولى ( إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً )
لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله الصورة أكبر من عقلك .استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما و ثق في ربك فإن قدرك كله خير و قُل في نفسك أنا لا أفهم أقدار الله لكنني متسق مع ذاتي و متصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا .إذا وصلت لهذه المرحلة ستصل لأعلى مراحل الإيمان الطمأنينة فهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله خيراً بدت أم شراً . و يحمد الله فيها على كل حال….
و الله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
………………………………
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
………………………………
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
القبض والبسط عند الصوفية
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
………………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
………………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
ما معنى أن يكون شيخ التربية مأذونا من الله ورسوله: ” فمن كان بهذه المواصفات كان الاذن من شيخه صحيحا والا فلا.”
– ذكر القشيري في رسالته عن الجنيد: أنه كان يقول له السري: تكلم على الناس.
فقال الجنيد: وكان في قلبي حشمة من الكلام على الناس؛ فإني كنت أتهم نفسي في استحقاق ذلك، فرأيت ليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكانت ليلة جمعة، فقال لي: تكلم علي الناس، فانتبهت.. واتيت باب السريِّ قبل أن أصبح؛ فدققت عليه الباب، فقيل: لم تصدقنا حتى قيل لك؟.
فقعد للناس في الجامع بالغد، فانتشر في الناس أن الجنيد قعد يتكلم على الناس؛ فوقف عليه غلام نصراني متنكراً، وقال له: أيها الشيخ، ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله تعالى؟ قال: فأطرق الجنيد… ثم رفع رأسه وقال: أسلم؛ فقد حان وقت إسلامك. فأسلم الغلام.
فالجنيد قد حاز الإذن من شيخه لكنه لم يتقدم للإرشاد حتى أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشاذلي: بعد اكتمال أمره وتأهل للمشيخة أمره شيخه بالتوجه الى شاذلة ثم الى مصر، فلم يذهب حتى أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: اذهب الى الديار المصرية فإنك تربي فيها أربعين صديقا، ووعده في طريق بسبعين كرامة…انظر المفاخر العلية .
وكذلك ابو العباس المرسي، وغيرهم من الأولياء حتى أني سمعت شيخنا مرارا عديدة أن الولي لا يتقدم الى الإرشاد حتى يُهدد بالسلب (أي سلب الولاية منه) لخوفهم من الله تعالى .
فهذه بعض الشروط التي وضعها القوم لصحة الإذن.
فمن كان بهذه المواصفات كان الإذن من شيخه صحيحا وإلا فلا .”
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………….
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………….
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………………………
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
يقول سيدي عبد الكريم الجيلي … فيلسوف الصوفيه
عندما سألت الخضر عليه السلام عن رجال الغيب !!
اخبرني الخضر أنهم سته أقسام يختلفوا في المقام
▩القسم الأول☟
الأولياء… هم الصنف الافضل والأقوم هم المتتبعون لأثر الأنبياء غابو عن عالم الأكوان في الغيب المسمي بمستوى عرش الرحمن !!
▩القسم الثاني☟
أوتاد الأرض… هم اهل المعاني وأرواح الأواني يتصور الولي بصورهم فيكلم الناس في الباطن والظاهر بخبرهم فهم أرواح طيبه سافروا من عالم الشهود ليصلو لعالم الغيوب فصارت انفاسهم عباده
▩القسم الثالث ☟
ملائكه الإلهام والبواعث يطرقون باب الأولياء ويكلمون الأصفياء يبرزون إلي عالم الأحساس ولا يتعرفون لعوام الناس !!
▩ القسم الرابع ☟
رجال الغيب…هم رجال المناجاه في المواقع دائما يخرجون عن عالمهم ولا يوجدون إلا في غير معالمهم .. يتصورون لسائر الناس في عالم الاحساس.. وقد يدخل أهل الصفاء تحت هذا اللواء فيخبرونهم بالمغيبات وينبؤونهم بالمكتمات!!
▩القسم الخامس☟
رجال أهل الحظوه… من اجناس بني آدم يظهرون للناس ثم يغيبون ويكلمونهم فيجيبون أكثر سكني هؤلاء في الجبال والأوديه وأطراف الأنهار !!
▩القسم السادس☟
هم أهل الكشف من أب (التفكر ) وام (التصور ) خواطرهم إلهيه وانفاسهم رحمانيه وعبادتهم كماليه شريعتهم موسويه وحقيقتهم خضريه !! والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ?
تجليات
– أعلم أن سيدنا الخضر هو صوره الأسم (الباطن) و مقامه مقام الروح و له علوم الولايه و الغيب و القرب وله علوم لدنيه ألهيه قال تعالى :فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمه من عندنا وعلمناه من لدنا علما ،،
– وأما سيدنا موسى فهو صوره الأسم (الظاهر) ومقامه مقام القلب وله علم الرساله و النبوه وعلوم التشريع بالأمر عن المنكر والأمر بالمعروف
–فعندما أدعي أنه أعلم أهل الأرض أراد الله به أن يلتقي بالخضر ليجمع بين التجليات الظاهره والباطنه ,ليلتقي البحرين بحر النبوه…..وبحر الولايه..بحر الظاهر…وبحر الباطن..بحر الوجوب …وبحر الإمكان
روي البخاري عن أبي بن كعب عن النبي عليه الصلاه والسلام أنه قال قام موسي خطيبا في بني إسراءيل …فسأل أي الناس أعلم،، فقال أنا أعلم…..فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم الي الله…فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادنا بمجمع البحرين هو على علم من لدن الله،،فجمعه الله به
– وكانت الحكمه في طلب موسى لصحبه الخضر هي أخذه عنه جهة الولايه..العلوم الألهيه والأسرار الربانيه المتعلقه بأسرار القدر والأراده الألهيه التي تحصل بالتعليم الألهي والألقاء الرباني بغير واسطه ولهذا قال له : (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)
والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
ما المقصود بأن سر الطريقة في شيخها وأورادها ؟.
بقلم السيد فتحي السايح جزاه الله خيرا .صفحة الأشراف المهدية.جزاه الله خيرا.
– “خلط الناس بين سرِّ الطريق وسرّ الشيخ رغم أنهما منفصلان عن بعضهما.
سرِّ الطريق :
“هو القوة الروحية الموجودة فى الأوراد والأذكار و منهج التربية و التوجيه فيه.
فمن المعروف أن لكل ذكر قوة روحية وملائكة تحفّه وتحفُّ… الذاكر به، وكذلك له ملائكة من نورانية هذا الذكر تتنزَّل على قلب وروح…الذاكر به. وهذا لكل ذكر ولكل اسم من أسماء اللَّه تعالى، وكذلك لكل صيغة من صيغ الصلوات على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم .
“فهذه القوى الروحية والأنوار الإلهية المستمدة من مجموع أذكار وأوراد ومنهج التربية فى طريق، هى ما يُعبَّر عنها بسر الطريق .
“ويُضاف إلى كلِّ ما سبق، لون من ألوان القوة الروحية وبعض الخصوصيات فى أهل سلسلة هذا الطريق المسلسلين إلى مولانا وسيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
هذا كله هو ما يُسمى بسر الطريق.
سر الشيخ المربي :
“هو القوة الروحية والهمةُ النورانية الموجودة فى…ذات الشيخ نفسه. ذلك أن الشيخ المربِّى أو الولىّ …الحق للَّه تعالى ، يمده الله كما ذكرنا بمددٍ منه تعالى ونورانية خاصة له – فضلاً من اللَّه تعالى – فغير ما اكتسب من تلاوة أوراده ، وغير ما اكتسب من تلاوة ورده وأذكاره خلال تربيته وسيره إلى اللَّه تعالى ، هناك فضل من اللَّه تعالى عليه واكرام خاص له…. لذاته هو…
. “فإذا انتقل هذا الولىّ أو المربّى الجامع إلى رحمة اللَّه، فميراث سرِّ الطريق يرثه بعده من سلك منهج تربيته وخُلِّف على طريقة تربيته.
“أما ميراث سرِّ الشيخ نفسه فهذا لا دخل له بالتربية أو الطريق، ولكن يرثه من كان هو أهله، ومن هو قادر على تحمله كيفما كان منهج تربية وسلوك الوارث، والله أعلم.
تنبيه هام .
“ولكننا ننبِه على أن السالك إلى الله تعالى يختلف حاله وسلوكه وفتوحه إذا كان ارتباطه بذات الشيخ، عن أحواله إذا كان ارتباطه بالطريق ذاته.
“وعلى العموم فان سرِّ الشيخ المربِّى يحوى سرَّ الطريق، ولكن سرّ الطريق لا يحوى سرّ
الشيخ كله…. فافهم رحمك اللّه.”
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
….
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
……………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………...
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
كيف يكون المريد جليسا لله تعالى ؟:
-بيان ذلك من طرف الامام الشعراني رضي الله عنه: “اعلم يا اخي أن كل عبادة خلت عن الآدب فهي قليلة الجدوى. واجمع الأشياخ أن العبد يصل بعبادته الى حصول الثواب ودخول الجنة ولا يصل..الى حضرة ربه. الا أن صحبه الأدب في تلك العبادة.
” ومعلوم أن مقصود القوم القرب من حضرة الله الخاصة ومجالسته فيها من غير حجاب.وأما الثواب فحكمه حكم علف الدواب.قال تعالى (حديث قدسي) ” أنا جليس من ذكرني” يعني ذكرني على وجه الأدب والحضور.
” والمراد بالمجالسة انكشاف الحجب للعبد. انه بين يدي ربه عز وجل وهو تعالى يراه. فمتى دام على العبد هذا الشهود فهو جليس الله تعالى.فان غاب عن ذلك المشهد خرج من حضرته فأفهم.
” فليس المراد بحضرة الحق تعالى مكانا مخصوصا في الأرض والسماء كما قد يتوهم. فان الحق تعالى لا تحويه السموات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
فلا يزال العبد يكثر من الذكر باللفظ حتى يصير الحق تعالى مشهوده. وهناك وضح الفتح لأن الذكر لله حقيقة هو استصحاب شهود العبد أنه بين يدي ربه والذكر باللسان انما هو وسيلة اليه. فاذا حصل له الشهود استغنى في طلب الحضور عن ذكر اللسان. فلا يذكر باللفظ الا في محل يقتدى به فيه لا غير. لأن حضرة شهود الحق تعالى حضرة بهت وخرس يستغنى صاحبها عن الذكر اذ هو بمنزلة الدليل. فاذا حصلت الجمعية بالمدلول استغنى العبد عن الدليل”.
أهل الله سبحانه وتعالى أنشأوا مصطلحات كثيرة ؛ من هو أفضل إنسان على وجه الأرض ؟ أفضل إنسان على وجه الأرض هو أقرب الناس إلى الله ، فأسموه “قطب الرحى وشمس الضحى”. نترك المعنى ونمسك هل ( قطب) ورد أو لم يرد أو كذا؟ هذا الكلام ورد في السنة فيما أخرجه الإمام أحمد وفيما أخرجه الإمام الطبراني وفيما أخرجه ابن عساكر بأسانيد معتبرة جمعها الإمام جلال الدين السيوطي في : “الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال” ، وأتى بالأحاديث التي تدل والتي ورد فيها هذا ، لم يكن ذلك بدعاً من أهل التصوف ، ولكن لما يخرج الناس بقواعد جديدة للتصحيح والتضعيف والقبول والرد ويردون أغلب سنة المصطفي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الطريقة العجيبة الغريبة التي عليها علامة استفهام في هدفها وفي طريقتها وفي نتائجها المدمرة حتى يحولوا هذا الدين إلى ظاهر دون حقيقة ، وإلى دنيا دون آخرة ، وإلى رسوم دون روح وقلب ضارع لله سبحانه وتعالى ؛ فإنهم بدون شك يكونون قد خالفوا هذه الأمة المهدية المرضية عنها من قِبل الله سبحانه وتعالى ، هذه المصطلحات كثير منها ورد وكثير منها أنشأها أهل الله والقصد هو بيان الواقع.
من هو هذا الإنسان الأقرب إلى الله في الكون ؟ أسموه “القطب” .
من هو الذى راضي ومستقر بأمر الله سبحانه وتعالى ؟ فأسموه “الغوث” لأنه يدعو الله سبحانه وتعالى فيغيثه، فهذا الغوث الذى يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويستغيث به فيغيثه هو “الغوث”؛ ولذلك قال أهل الله : “لكل مكان قطب”. يعنى للشام قطب ،ولمصر قطب ،ولأمريكا قطب ….
من هو هذا القطب ؟ هو أفضل واحد عند الله .
ولماذا لا نعرفه ؟ لأننا لن نطلع على نفس الله {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} ولذلك لا نعرف من هو هذا القطب ،ولكن أهل الله لا يلتفتون إلى هذا ، ولا يقفون عند الألفاظ والرسوم ؛ بل يأخذون الأوامر والنواهي مباشرة من الكتاب ومن السنة ومن علماء الأمة ومن المرضي عنهم من أهل الخبرة ،وينظرون إلى كتاب الله المسطور وإلى كتاب الله المنظور، ويسيرون بمعرفة واضحة جلية لله رب العالمين .
كثير من المعلومات أتتنا من التجربة ، من الذي قال أن هذه رُقية ؟! والنبي ﷺ يقول للصحابي من أدراك أنها رُقية ؟ -التجربة- .
قال ﷺ : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل ).
ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله :
أن العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه ،
في مواطن عديدة منها :
?الموطن الأول :
عند أخذ المضجع ؛
حيث لاينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به .
?الموطن الثاني :
عند انتباهه من النوم ،
فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه .
?الموطن الثالث :
عند دخوله في الصلاة ،
فإنها محكُ الأحوال وميزان الإيمان ،
فلا شيء أهم عند المؤمن من الصلاة ،
كأنه في سجن وغمّ حتى تحضر الصلاة ،
فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح ،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال :
“ أرحنا بها يا بلال “ .
?الموطن الرابع :
عند الشدائد والأهوال ،
فإن القلب في هذا الموطن لايذكر إلا أحب الأشياء إليه ،
ولايهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده .
وتزداد الحاجة إلى الثبات في هذا الموطن الأخير ،
لكون المؤمن أشد عرضة للبلاء من غيره من البشر ..
✻ روائع الفوائد .. لابن القيم .
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
تعريف التصوف
قال القاضي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى:
(التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية) [على هامش “الرسالة القشيرية” ص7 توفي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري سنة 929هـ].
ويقول الشيخ أحمد زروق رحمه الله:
(التصوف علم قصد لإصلاح القلوب، وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل، وحفظ النظام، وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول “علم التوحيد” لتحقيق المقدمات بالبراهين، وتحلية الإيمان بالإيقان، كالطب لحفظ الأبدان، وكالنحو لإصلاح اللسان إلى غير ذلك) [“قواعد التصوف” قاعدة 13 ص 6 لأبي العباس أحمد الشهير بزروق الفاسي، ولد سنة 846هـ بمدينة فاس، وتوفي سنة 899هـ في طرابلس الغرب].
قال سيد الطائفتين الإمام الجنيد رحمه الله:
(التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني) [“النصرة النبوية” للشيخ مصطفى المدني ص22. توفي الإمام الجنيد سنة 297هـ].
وقال بعضهم:
(التصوف كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف) [“النصرة النبوية” للشيخ مصطفى المدني ص22، توفي الإمام الجنيد سنة 297هـ].
وقال أبو الحسن الشاذلي رحمه الله:
(التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية) [“نور التحقيق” للعلامة حامد صقر ص93. توفي أبو الحسن سنة 656هـ في مصر].
وقال ابن عجيبة رحمه الله:
(التصوف: هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة) [“معراج التشوف إلى حقائق التصوف” لأحمد بن عجيبة الحسني ص4].
وقال صاحب “كشف الظنون”:
(هو علم يعرف به كيفية ترقي أهل الكمال من النوع الإنساني في مدارج سعاداتهم) إلى أن قال:
علم التصوف علمٌ ليس يعرفه إلا أخو فطنةٍ بالحق معروفُ
وليس يعرفه مَنْ ليس يشهده وكيف يشهد ضوءَ الشمسِ مكفوفُ
[“كشف الظنون” للعلامة حاجي خليفة ج1/ص413 ـ 414].
وقال الشيخ زروق في قواعد التصوف:
(وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين، مرجع كلها لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنما هي وجوه فيه) [“قواعد التصوف” ص2].
فعماد التصوف تصفية القلب من أوضار المادة، وقوامه صلة الإنسان بالخالق العظيم، فالصوفي من صفا قلبه لله، وصفتْ لله معاملته، فصفت له من الله تعالى كرامته.
اشتقاق التصوف
كثرت الأقوال في اشتقاق التصوف، فمنهم من قال: (من الصوفة، لأن الصوفي مع الله تعالى كالصوفة المطروحة، لاستسلامه لله تعالى) [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” للعلامة ابن عجيبة المتوفى سنة 1266هـ ص 6].
ومنهم من قال: (إنه من الصِّفَة، إذ جملته اتصافٌ بالمحاسن، وترك الأوصاف المذمومة) [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” للعلامة ابن عجيبة المتوفى سنة 1266هـ ص 6].
ومنهم من قال: (من الصفاء)، حتى قال أبو الفتح البستي رحمه الله تعالى:
تنازع الناس في الصوفي واختلفوا وظنه البعض مشتقاً من الصوف
ولست أمنح هذا الاسم غيرَ فتىً صفا فصوفي حتى سُمي الصوفي
[“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” للعلامة ابن عجيبة المتوفى سنة 1266هـ ص 6].
ومنهم من قال: (من الصُفَّة، لأن صاحبه تابعٌ لأهلها فيما أثبت الله لهم من الوصف) حيث قال تعالى: {واصبِرْ نفسَك مع الذين يدعونَ ربَّهم…} [الكهف: 28].
وأهلُ الصُفَّة هم الرعيل الأول من رجال التصوف، فقد كانت حياتهم التعبدية الخالصة المثل الأعلى الذي استهدفه رجال التصوف في العصور الإسلامية المتتابعة.
وقيل: (من الصَّفوة) كما قال الإمام القشيري.
وقيل: (من الصَّف) فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث حضورهم مع الله تعالى ؛ وتسابقهم في سائر الطاعات.
ومنهم من قال: (إن التصوف نسبة إلى لبس الصوف الخشن، لأن الصوفية كانوا يؤثرون لبسه للتقشف والاخشيشان).
ومهما يكن من أمر، فإن التصوف أشهر من أن يحتاج في تعريفه إلى قياس لفظٍ، واحتياج اشتقاق.
وإنكار بعض الناس على هذا اللفظ بأنه لم يُسمع في عهد الصحابة والتابعين مردود، إذ كثيرٌ من الاصطلاحات أحدثت بعد زمان الصحابة، واستُعملت ولم تُنكَر، كالنحو والفقه والمنطق.
وعلى كلٌّ فإننا لا نهتم بالتعابير والألفاظ، بقَدْرِ اهتمامنا بالحقائق والأسس. ونحن إذ ندعو إلى التصوف إنما نقصد به تزكية النفوس وصفاء القلوب، وإصلاح الأخلاق، والوصول إلى مرتبة الإحسان، نحن نسمي ذلك تصوفاً. وإن شئت فسمه الجانب الروحي في الإسلام، أو الجانب الإحساني، أو الجانب الأخلاقي، أو سمه ما شئت مما يتفق مع حقيقته وجوهره؛ إلاَّ أن علماء الأمة قد توارثوا اسم التصوف وحقيقته عن أسلافهم من المرشدين منذ صدر الإسلام حتى يومنا هذا، فصار عُرفاً فيهم.
نشأة علم التصوف
يقول الدكتور أحمد عَلْوَشْ: (قد يتساءل الكثيرون عن السبب في عدم انتشار الدعوة إلى التصوف في صدر الإسلام، وعدم ظهور هذه الدعوة إلا بعد عهد الصحابة والتابعين ؛ والجواب عن هذا: إنه لم تكن من حاجة إليها في العصر الأول، لأن أهل هذا العصر كانوا أهل تقوى وورع، وأرباب مجاهدة وإقبال على العبادة بطبيعتهم، وبحكم قرب اتصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يتسابقون ويتبارون في الاقتداء به في ذلك كله، فلم يكن ثمَّة ما يدعو إلى تلقينهم علماً يرشدهم إلى أمرٍ هُم قائمون به فعلاً، وإنما مثلهم في ذلك كله كمثل العربي القُحِّ، يعرف اللغة العربية بالتوارث كابراً عن كابر؛ حتى إنه ليقرض الشعر البليغ بالسليقة والفطرة، دون أن يعرف شيئاَ من قواعد اللغة والإعراب والنظم والقريض، فمثل هذا لا يلزمه أن يتعلم النحو ودروس البلاغة، ولكن علم النحو وقواعد اللغة والشعر تصبح لازمة وضرورية عند تفشي اللحن، وضعف التعبير، أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها، أو عندما يصبح هذا العلم ضرورة من ضرورات الاجتماع كبقية العلوم التي نشأت وتألفت على توالي العصور في أوقاتها المناسبة.
فالصحابة والتابعون ـ وإن لم يتسموا باسم المتصوفين ـ كانوا صوفيين فعلاً وإن لم يكونوا كذلك اسماً، وماذا يراد بالتصوف أكثر من أن يعيش المرء لربه لا لنفسه، ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية، والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات، وسائر الكمالات التي وصل بها الصحابة والتابعون من حيث الرقي الروحي إلى أسمى الدرجات فهم لم يكتفوا بالإقرار في عقائد الإيمان، والقيام بفروض الإسلام، بل قرنوا الإقرار بالتذوق والوجدان، وزادوا على الفروض الإتيان بكل ما استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم من نوافل العبادات، وابتعدوا عن المكروهات فضلاً عن المحرمات، حتى استنارت بصائرهم، وتفجرت ينابيع الحكمة من قلوبهم، وفاضت الأسرار الربانية على جوانحهم. وكذلك كان شأن التابعين وتابعي التابعين، وهذه العصور الثلاثة كانت أزهى عصور الإسلام وخيرها على الإطلاق، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “خير القرون قرني هذا فالذي يليه والذي يليه” [“خير الناس قرني هذا ثم الذين يلونهم..” أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الشهادات. وفي “صحيح مسلم” في فضائل الصحابة عن ابن مسعود رضي الله عنه].
فلما تقادم العهد، ودخل في حظيرة الإسلام أُمم شتى، وأجناس عديدة، واتسعت دائرة العلوم، وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص؛ قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يُجيده أكثر من غيره، فنشأ ـ بعد تدوين النحو في الصدر الأول ـ علم الفقه، وعلم التوحيد، وعلوم الحديث، وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، ومصطلح الحديث، وعلم الأصول، والفرائض “الميراث” وغيرها..
وحدث بعد هذه الفترة أن أخذ التأثير الروحي يتضاءل شيئاً فشيئاً، وأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية، وبالقلب والهمة، مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعملوا هُم من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، ولم يكن ذلك منهم احتجاجاً على انصراف الطوائف الأخرى إلى تدوين علومهم ـ كما يظن ذلك خطأً بعض المستشرقين ـ بل كان يجب أن يكون سداً للنقص، واستكمالاً لحاجات الدين في جميع نواحي النشاط، مما لا بد منه لحصول التعاون على تمهيد أسباب البر والتقوى” [“المسلم مجلة العشيرة المحمدية” عدد محرم 1376هـ. من بحث: التصوف من الوجهة التاريخية للدكتور أحمد علوش، وهو من الرواد الأوائل الذين نقلوا حقائق التصوف الإسلامي إلى اللغات الأجنبية، وقد ألف فضيلته كتاباً باللغة الإنكليزية عن التصوف الإسلامي، كان له أكبر الأثر في تصحيح الأفكار والرد على المستشرقين كما ألف كتابه “الجامع” عن الإسلام الذي رد فيه على التهم المفتراة على دين الله، وكان له أثره البعيد في خدمة هذا الدين].
وقد بنى أئمة الصوفية الأولون أصول طريقتهم على ما ثبت في تاريخ الإسلام نقلاً عن الثقات الأعلام.
أما تاريخ التصوف فيظهر في فتوى للإمام الحافظ السيد محمد صديق الغماري رحمه الله، فقد سئل عن أول من أسس التصوف ؟ وهل هو بوحي سماوي ؟ فأجاب:
(أما أول من أسس الطريقة، فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما بيَّنها واحداً واحداً ديناً بقوله: “هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم” [جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه] وهو الإسلام والإيمان والإحسان.
فالإسلام طاعة وعبادة، والإيمان نور وعقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة: “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”…
ثم قال السيد محمد صديق الغماري في رسالته تلك: (فإنه كما في الحديث عبارة عن الأركان الثلاثة، فمن أخل بهذا المقام(الإحسان) الذي هو الطريقة، فدينه ناقص بلا شك لتركه ركناً من أركانه. فغاية ما تدعو إليه الطريقة وتشير إليه هو مقام الإحسان؛ بعد تصحيح الإسلام والإيمان) [“الانتصار لطريق الصوفية” ص 6 للمحدث محمد صديق الغماري].
قال ابن خلدون في مقدمته:
(وهذا العلم ـ يعني التصوف ـ من العلوم الشرعية الحادثة في الملَّة ؛ وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم طريقة الحق والهداية، وأصلها العكوف على العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفراد عن الخلق، والخلوة للعبادة، وكان ذلك عامَّاً في الصحابة والسلف. فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية) [“مقدمة ابن خلدون” علم التصوف ص 329].
ويعنينا من عبارة ابن خلدون الفقرة الأخيرة، التي يقرر فيها أن ظهور التصوف والصوفية كان نتيجة جنوح الناس إلى مخالطة الدنيا وأهلها في القرن الثاني للهجرة، فإن ذلك من شأنه أن يتخذ المقبلون على العبادة اسماً يميزهم عن عامة الناس الذين ألهتهم الحياة الدنيا الفانية.
يقول أبو عبد الله محمد صديق الغماري: (ويَعْضُدُ ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب “ولاة مصر” في حوادث سنة المائتين: إنه ظهر بالاسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف. وكذلك ما ذكره المسعودي في “مروج الذهب” حاكياً عن يحيى بن أكثم فقال: إن المأمون يوماً لجالس، إذ دخل عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية. فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في “كشف الظنون” أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة) [“الانتصار لطريق الصوفية” للمحدث الغماري ص17 ـ 18].
و أورد صاحب “كشف الظنون” في حديثه عن علم التصوف كلاماً للإمام القشيري قال فيه: (اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية عِلْمٍ سوى صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة) [“كشف الظنون” عن أسماء الكتب والفنون، لحاجي خليفة ج1/ص414].
من هذه النصوص السابقة، يتبين لنا أن التصوف ليس أمراً مستحدثاً جديداً؛ ولكنه مأخوذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه الكرام، كما أنه ليس مستقى من أُصول لا تمت إلى الإسلام بصلة، كما يزعم أعداء الإسلام من المستشرقين وتلامذتهم الذين ابتدعوا أسماءً مبتكرة، فأطلقوا اسم التصوف على الرهبنة البوذية، والكهانة النصرانية، والشعوذة الهندية فقالوا: هناك تصوف بوذي وهندي ونصراني وفارسي…
يريدون بذلك تشويه اسم التصوف من جهة، واتهام التصوف بأنه يرجع في نشأته إلى هذه الأصول القديمة والفلسفات الضالة من جهة أخرى، ولكن الإنسان المؤمن لا ينساق بتياراتهم الفكرية، ولا يقع بأحابيلهم الماكرة، ويتبين الأمور، ويتثبت في البحث عن الحقيقة، فيرى أن التصوف هو التطبيق العملي للإسلام، وأنه ليس هناك إلا التصوف الإسلامي فحسب.
أهمية التصوف
إن التكاليف الشرعية التي أُمر بها الإنسان في خاصة نفسه ترجع إلى قسمين: أحكام تتعلق بالأعمال الظاهرة، وأحكام تتعلق بالأعمال الباطنة، أو بعبارة أخرى: أحكام تتعلق ببدن الإنسان وجسمه، وأعمال تتعلق بقلبه.
فالأعمال الجسمية نوعان: أوامر ونواهٍ ؛ فالأوامر الإلهية هي: كالصلاة والزكاة والحج… وأما النواهي فهي: كالقتل والزنى والسرقة وشرب الخمر…
وأما الأعمال القلبية فهي أيضاً: أوامر ونواهٍ ؛ أما الأوامر: فكالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله… وكالإخلاص والرضا والصدق والخشوع والتوكل… وأما النواهي: فكالكفر والنفاق والكبر والعجب والرياء والغرور والحقد والحسد. وهذا القسم الثاني المتعلق بالقلب أهم من القسم الأول عند الشارع ـ وإن كان الكل مُهمَّاً ـ لأن الباطن أساس الظاهر ومصدره، وأعماله مبدأ أعمال الظاهر، ففي فساده إخلال بقيمة الأعمال الظاهرة، وفي ذلك قال تعالى:
{فمنْ كان يرجو لقاءَ ربه فليعملْ عملاً صالحاً ولا يشرِكْ بعبادة ربه أحداً}
[الكهف: 110].
ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه اهتمام الصحابة لإصلاح قلوبهم، ويبين لهم أن صلاح الإنسان متوقف على إصلاح قلبه وشفائه من الأمراض الخفية والعلل الكامنة، وهو الذي يقول: “ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحتْ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب” [رواه البخاري في كتاب الإيمان. ومسلم في كتاب المساقاة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما].
كما كان عليه الصلاة والسلام يعلمُهم أن محل نظر الله إلى عباده إنما هو القلب: “إن الله لا ينظرُ إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم” [أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة عن أبي هريرة رضي الله عنه].
فما دام صلاح الإنسان مربوطاً بصلاح قلبه الذي هو مصدر أعماله الظاهرة، تعيَّن عليه العمل على إصلاحه بتخليته من الصفات المذمومة التي نهانا الله عنها، وتحليته بالصفات الحسنة التي أمرنا الله بها، وعندئذٍ يكون القلب سليماً صحيحاً، ويكون صاحبه من الفائزين الناجين {يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ إلا مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ} [الشعراء: 88ـ 89].
قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله: (وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والعجب والرياء ونحوها، فقال الغزالي: إنها فرض عين) [“الأشباه والنظائر” للسيوطي ص504].
فتنقية القلب، وتهذيب النفس، من أهم الفرائض العينية وأوجب الأوامر الإلهية، بدليل ما ورد في الكتاب والسنة وأقوال العلماء.
آ ـ فمن الكتاب:
1ـ قوله تعالى: {قُلْ إنما حرَّمَ ربيَ الفواحشَ ما ظهر منها وما بطنَ}
[الأعراف: 33].
2ـ وقوله تعالى: {ولا تقربوا الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بطنَ}
[الأنعام: 151].
والفواحش الباطنة كما قال المفسرون هي: الحقد والرياء والحسد والنفاق…
ب ـ ومن السنة:
1ـ كل الأحاديث التي وردت في النهي عن الحقد والكبر والرياء والحسد… وأيضاً الأحاديث الآمرة بالتحلي بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة فلتراجع في مواضعها.
2ـ والحديث “الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة: فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان” [أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما في كتاب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه].
فكمال الإيمان بكمال هذه الشعب والتحلي بها، وزيادته بزيادة هذه الصفات، ونقصه بنقصها، وإن الأمراض الباطنة كافية لإحباط أعمال الإنسان، ولو كانت كثيرة.
ج ـ وأما أقوال العلماء:
لقد عدَّ العلماء الأمراض القلبية من الكبائر التي تحتاج إلى توبة مستقلة، قال صاحب “جوهرة التوحيد”:
وأمُرْ بعرفٍ واجتنبْ نميمةْوغيبةً وخَصلةً ذميمةْ كالعجب والكبرِ وداء الحسدِوكالمراءِ والجدلْ فاعتمدِ يقول شارحها عند قوله ـ وخصلة ذميمة ـ: أي واجتنب كل خصلة ذميمة شرعاً، وإنما خصَّ المصنف ما ذكره؛ يعد اهتماماً بعيوب النفس، فإن بقاءها مع إصلاح الظاهر كلبس ثياب حسنة على جسم ملطَّخ بالقاذورات، ويكون أيضاً كالعجب وهو رؤية العبادة واستعظامُها، كما يعجب العابد بعبادته والعالم بعلمه، فهذا حرام، وكذلك الرياء فهو حرام. ومثل العجب الظلمُ والبغي والكبر وداء الحسد والمراء والجدل [“شرح الجوهرة” للباجوري ص120 ـ 122 توفي سنة 1277هـ].
ويقول الفقيه الكبير العلامة ابن عابدين في حاشيته الشهيرة: (إن علمَ الإخلاص والعجب والحسد والرياء فرضُ عين، ومثلها غيرها من آفات النفوس، كالكبر والشح والحقد والغش والغضب والعداوة والبغضاء والطمع والبخل والبطر والخيلاء والخيانة والمداهنة، والاستكبار عن الحق والمكر والمخادعة والقسوة وطول الأمل، ونحوها مما هو مبين في ربع المهلكات من “الإحياء”. قال فيه: ولا ينفك عنها بشر، فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجاً إليه.
وإزالتها فرض عين، ولا يمكن إلا بمعرفة حدودها وأسبابها وعلاماتها وعلاجها، فإن من لا يعرف الشر يقع فيه) [“حاشية ابن عابدين” المسماة رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار، ج1/ص31].
ويقول صاحب “الهدية العلائية”: (وقد تظاهرت نصوص الشرع والإجماع على تحريم الحسد، واحتقار المسلمين، وإرادة المكروه بهم، والكبر والعجب والرياء والنفاق، وجملة الخبائث من أعمال القلوب، بل السمع والبصر والفؤاد، كل ذلك كان عنه مسؤولاً، مما يدخل تحت الاختيار)[“الهدية العلائية” علاء الدين عابدين ص315].
ويقول صاحب “مراقي الفلاح”: (لا تنفع الطهارة الظاهرة إلا مع الطهارة الباطنة، بالإخلاص، والنزاهة عن الغلِّ والغش والحقد والحسد، وتطهير القلب عما سوى الله من الكونين، فيعبده لذاته لا لعلة، مفتقراً إليه، وهو يتفضل بالمن بقضاء حوائجه المضطر بها عطفاً عليه، فتكون عبداً فرداً للمالك الأحد الفرد، لا يسترقك شيء من الأشياء سواه، ولا يستملكُ هواك عن خدمتك إياه.
قال الحسن البصري رحمه الله:
رُبَّ مستورٍ سبته شهوتُهْ قد عري من ستره وانْهَتَكَا
صاحبُ الشهوةِ عبدٌ فإذا مَلَكَ الشهوة أضحى مَلِكا
فإذا أخلص لله، وبما كلفه به وارتضاه، قام فأدَّاه، حفَّتهُ العناية حيثما توجه وتيمَّم، وعلَّمه ما لم يكن يعلم.
قال الطحطاوي في “الحاشية”: دليله قوله تعالى:
{واتقوا الله ويعلمكم الله}[البقرة:282 ]) [حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح ص70 ـ 71].
فكما لا يحسن بالمرء أن يظهر أمام الناس بثياب ملطخة بالأقذار والأدران، لا يليق به أن يترك قلبه مريضاً بالعلل الخفية، وهو محل نظر الله سبحانه وتعالى:
تطَبِّبُ جسمَك الفاني ليبقى وتترك قلبَك الباقي مريضاً لأن الأمراض القلبية سبب بُعد العبد عن الله تعالى ، وبعده عن جنته الخالدة ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخلُ الجنةَ مَنْ كان في قلبه مثقالُ ذرة مِنْ كبر” [رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه].
وعلى هذا فسلامة الإنسان في آخرته هي في سلامة قلبه، ونجاتُه في نجاته من أمراضه المذكورة.
وقد تخفى على الإنسان بعض عيوب نفسه، وتدق عليه علل قلبه، فيعتقد في نفسه الكمال، وهو أبعد ما يكون عنه، فما السبيل إلى اكتشاف أمراضه، والتعرف على دقائق علل قلبه ؟ وما الطريق العملي إلى معالجة هذه الأمراض، والتخلص منها ؟
إن التصوف هو الذي اختص بمعالجة الأمراض القلبية، وتزكية النفس والتخلص من صفاتها الناقصة.
قال ابن زكوان في فائدة التصوف وأهميته:
علمٌ به تصفيةُ البواطنْ مِن كدَرَات النفس في المواطنْ
قال العلامة المنجوري في شرح هذا البيت: (التصوف علم يعرف به كيفية تصفية الباطن من كدرات النفس، أي عيوبها وصفاتها المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش وحب الثناء والكبر والرياء والغضب والطمع والبخل وتعظيم الأغنياء والاستهانة بالفقراء، لأن علم التصوف يطلع على العيب والعلاج وكيفيته، فبعلم التصوف يُتوصل إلى قطع عقبات النفس والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بذلك إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى، وتحليته بذكر الله سبحانه وتعالى) [“النصرة النبوية” للشيخ مصطفى إسماعيل المدني على هامش شرح الرائية للفاسي ص 26].
أما تحلية النفس بالصفات الكاملة ؛ كالتوبة والتقوى والاستقامة والصدق والإخلاص والزهد والورع والتوكل والرضا والتسليم والأدب والمحبة والذكر والمراقبة… فللصوفية بذلك الحظ الأوفر من الوراثة النبوية، في العلم والعمل.
قد رفضوا الآثامَ والعيوبا وطهَّروا الأبدانَ والقلوبا
وبلغوا حقيقة الإيمان وانتهجوا مناهج الإحسان
[“لفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية”للعلامة ابن عجيبة على هامش شرح الحكم لابن عجيبة ج1/ص105].
فالتصوف هو الذي اهتم بهذا الجانب القلبي بالإضافة إلى ما يقابله من العبادات البدنية والمالية، ورسَمَ الطريق العملي الذي يوصل المسلم إلى أعلى درجات الكمال الإيماني والخُلُقي، وليس ـ كما يظن بعض الناس ـ قراءةَ أوراد وحِلَقَ أذكار فحسب، فلقد غاب عن أذهان الكثيرين، أن التصوف منهج عملي كامل، يحقق انقلاب الإنسان من شخصية منحرفة إلى شخصية مسلمة مثالية متكاملة، وذلك من الناحية الإيمانية السليمة ،والعبادة الخالصة ،و المعاملة الصحيحة الحسنة،والأخلاق الفاضلة.
ومن هنا تظهر أهمية التصوف وفائدته، ويتجلى لنا بوضوح، أنه روح الإسلام وقلبُهُ النابض، إذ ليس هذا الدين أعمالاً ظاهرية وأموراً شكلية فحسب لا روح فيها ولا حياة.
وما وصل المسلمون إلى هذا الدرْك من الانحطاط والضعف إلا حين فقدوا روح الإسلام وجوهره، ولم يبق فيهم إلا شبحه ومظاهره.
لهذا نرى العلماء العاملين، والمرشدين الغيورين، ينصحون الناس بالدخول مع الصوفية والتزام صحبتهم، كي يجمعوا بين جسم الإسلام وروحه، وليتذوقوا معاني الصفاء القلبي والسمو الخُلقي، وليتحققوا بالتعرف على الله تعالى المعرفة اليقينية، فيتحلوا بحبه ومراقبته ودوام ذكره.
قال حجة الإسلام الإمام الغزالي بعد أن اختبر طريق التصوف، ولمس نتائجه، وذاق ثمراته: (الدخول مع الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) [“النصرة النبوية” على هامش شرح الرائية للفاسي ص26].
وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: (من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر). وفي هذا القول يقول ابن علاَّن الصديقي (ولقد صدق فيما قال ـ يعني أبا الحسن الشاذلي ـ فأي شخص يا أخي يصوم ولا يعجب بصومه ؟ وأي شخص يصلي ولا يعجب بصلاته ؟ وهكذا سائر الطاعات) [“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” لابن عجيبة ص7].
ولما كان هذا الطريق صعب المسالك على النفوس الناقصة، فعلى الإنسان أن يجتازه بعزم وصبر ومجاهدة حتى ينقذ نفسه من بُعد الله وغضبه.
قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه: (عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريقَ الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين. وكلما استوحشت من تفردك فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم، وغُضَّ الطرف عن سواهم، فإنهم لن يغنوا عنك من الله تعالى شيئاً، وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفتَّ إليهم أخذوك وعاقوك) [“المنن الكبرى” للشعراني ج1/ص4].
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
…………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
من أسرار البسملة
الله رب العزة كتب اسمه على كل شئ أعزه.. البسملة كما وردت فى القرآن وردت أيضا فى جميع الكتب السماوية وقد وضعها الشيخ رضى الله تبارك وتعالى عنه فى أوراده.. بل فى مستهل الأساس ومن دلائل أهميتها أنها عندما نزلت نزل معها 12000 ملك، وعدد حروفها 19 حرف وعدد زبانية جهنم 19 ملك لقوله تعالى {عليها تسعة عشر}
فمن واظب عليها وردا كانت له درءا وحماية من زبانية جهنم وفى ذلك أخبرنا وكيع عن الأعمش عن أبى وائل عن عبد الله بن مسعود قال: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنة من كل واحد. وقد قيل إن (مابين بسم الله الرحمن الرحيم وبين الاسم الأعظم إلا كما بين سواد العين وبياضها) والبسملة كانت ذكر كثير من الأنبياء فقد قال سيدنا نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام {بسم الله مجريها ومرساها} والبسملة كانت ذكر سيدنا سليمان عليه السلام، فرغم ما أوتى من قوة فلم يعتمد على هذه القوة ولكن اعتمد على بسم الله الرحمن الرحيم وقد قيل إن (البسملة من العارف بمنزلة كن من الله).
ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم كل شئ لم يذكر عليه اسم الله فهو أبتر؟ وجاء فى كتاب الغنية لطالبى طريق الحق فى الأخلاق والتصوف والآداب الإسلامية لسيدى عبد القادر الجيلانى عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم إن عيسى عليه السلام أرسلته أمه إلى الكُتاب ليتعلم، فقال له المعلم قل بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سيدنا عيسى عليه السلام وما بسم الله؟ قال لا أدرى، قال الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مملكته.
وقال أهل الحقائق إنما المعنى فى بسم الله الرحمن الرحيم هو التيمن والتبرك وحث الناس على الابتداء فى أقوالهم وأفعالهم ببسم الله الرحمن الرحيم كما افتتح الحق سبحانه وتعالى كتابه العزيز بها وقيل إن (الله) اسم موضوع لله عز وجل لا يشاركه فيه أحد، قال تعالى {هل تعلم له سميا} بمعنى أن كل اسم لله تعالى مشترك بينه وبين غيره، له على الحقيقة ولغيره على المجاز، إلا هذا الاسم فإنه يختص به، وفيه معنى الربوبية والمعانى كلها تحته. وأخرج ابن مردويه والثعلبى عن جابر بن عبد الله أنه قال: لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم من المشرق وسكنت الريح وماج البحر وأصغت البهائم بآذانهم ورجمت الشياطين من السماء وحلف الله بعزته وجلاله أن لا يسمى على شئ إلا بارك فيه.
وأخرج أبو نعيم عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم ضجت الجبال حتى سمع أهل مكة دويها فقالوا سحر محمد الجبال، فبعث الله دخانا حتى أظل أهل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم موقنا سبحت معه الجبال إلا أنه لا يسمع ذلك منها؟.وأخرج الديلمى عن ابن مسعود أنه قال، قال صلى الله عليه وسلم من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب له بكل حرف أربعة آلاف حسنة ومُحى عنه أربعة آلاف سيئة ورُفع له أربعة آلاف درجة؟. وعن الديلمى فى مسند الفردوس عن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: إن المعلم إذا قال للصبى قل بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبى وبراءة لأبويه من النار وبراءة للمعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
…………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
…………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
…………………………………..
الطرق الصوفية
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
…………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله
تأصيل الحضرة:
الحضرة إشارة من إشارات خلوة القوم وهي رمز لجمعية الأسماء في هوية الإسم الجامع الدال على الذات ،و هي رمز القبضة الأبدية المتجلية بجمال الحق الأزلي لمن فُتِحت عين بصيرته بكاف كأنك تراه ، فصار الملكوت عنده مُلكاً والغيب شهادةً ، فتذوَّقَ لذة القرب واستنشق نسيمَ الوصل ؛
اهتز جبلُ أُحدٍ طرباً و شوقاً و فرحاً بوطءِ قدَم الحبيب صلوات ربي وسلام عليه ، فرجف من هَيْبَة الجمال المحمدي حتى أمّنه الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ،
روى أبو حميد الساعدي قال : أقبلْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من غزوةِ تبوكٍ، حتى إذا أشرفْنا على المدينةِ قال : “هذه طابةُ، وهذا أُحدٌ، جبلٌ يُحبنا ونحبُّه”. [صحيح البخاري كِتَاب الْمَغَازِي بَاب نُزُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقم الحديث: 4097 [.
فتبين أن رجفة جبل أحد كان سببها الحُبُّ لا غير، فالاضطرابُ والتمايلُ إذن تجلي من تجليات الإيمان ؛
وفي ذلك قيل :
لا تلوموا اُحداً لاضطرابٍ…..إذ عـــــــلاهُ فالوجــد داءُ ؛
أُحدٌ لا يُلامُ فهـو محـِـــبٌّ…..ولَكمْ أطربَ المحبَّ لقاءُ ؛
و الإهتزاز في الحقيقة تعبير عن هَيَجان أمواج الحب الناشئة عن برودة الغوص في بحر الشوق يصاحبُها الرّجف و البكاء والوجَل والقُشعريرة والصعق والغشي ونحو ذلك ؛
ألا ترى رحمك الله إلى الحجارة تلقي نفسها من شاهق فتسقط من خشية الله فرحاً و حُباً و شوقاً ، قال تعالى :
” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ “
كما أن مقاماتِ الصوت لها علاقة خفية مع مراتب الروح لذلك كان الإهتزاز و التمايل أمراً فِطرياً عند سماع الصوت الحسن حتى عند الحيوان و الجماد (وما الجمادُ إلاَّ من لا قلبَ لهُ حتى يستشعرَ سريانَ المعنى ) ؛فضرب لنا الحق مثلاً قرآنياً في سورة الحشر لتقريب المعنى فقال عز من قائل :
” لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ” .
فإذَا كان الجبلُ على صلابته وتناهي قساوته وقُوَّتِه لو أُنزِل عليه القرآن لتأثر منه بالخشوع والتصدع، فكيف يكون الحال بالنسبة لقلوب القوم ؛ فحال القُرب والوصل لا طاقة لأحدٍ بدفعه حتى الجبال الرواسي .
? ويحدثنا ابن تيمية في فتاويه عن هذا المعنى فيقول:
“لَما سُئل الإمام أحمد عن هذا، قال: قُرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغُشي عليه، ولو قدر أحد أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيت أعقل منه، ونحو هذا ، وقد نُقل عن الشافعي أنه أصابه ذلك، وعلي بن الفضيل بن عياض قصته مشهورة، وبالجملة فهذا كثيرٌ ممن لا يُستراب في صدقه.” (مجموعة الفتاوى لابن تيمية : 11 /7)
و يتحدث أيضا تلميذُه ابن القيم في مدارج السالكين عن الحال فيقول :
“ اختلف الناس في التواجد :هل يُسلّمُ لصاحبه على قولين : فقالت طائفة: لا يسلم لصاحبه، لما فيه من التكلف وإظهار ما ليس عنده، وقوم قالوا: يُسلَّم للصادق الذي يرصد لوجدان المعاني الصحيحة كما قال النبي: (ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا). والتحقيق: أن صاحب التواجد إنْ تكلفهُ لحظٍّ وشهوة ونفس: لم يسَلم له. وإن تكلفه لاستجلاب حال، أو مقام مع الله: سلمَ له وهذا يعرف من حال المتواجد، و شواهد صدقه وإخلاصه.” (مدارج السالكين لابن قيم الجوزية : 3/324 ) .
وقال أيضا : “لو فرَضت لذّاتِ أهل الدنيا بأجمعها حاصلةً لرجل، لَمْ يكن لها نسبة إلى لذّة جمعية قلبه على الله، وفرحه به، وأُنسه بقربه، وشوقه إلى لقائه. وهذا أمر لا يصدِّقُ به إلا من ذاقه، فإنما يُصدِّقُك من أشرقَ فيه ما أشْرَقَ فيك ، ولله در القائل :
أيا صاحبي، ما ترى نارَهــــم…..فقـال: تريـني مــــا لا أرى
سقاك الغرامَ ، ولم يسـقني…..فأبصرتَ ما لم أكن مبصراً .
]“مدارج السالكين لابن قيم الجوزية : 3/131[
- ويؤكد ذلك الإمام الغزالي حُجة الإسلام وهو يتحدث عن الوجد حيث يقول:
”وذلك يكون لفرحٍ أو شوقٍ ، فحكمهُ حكم مُهيجه، إن كان فرحه محموداً والرقصُ يزيده ويؤكده فهو محمود، وإن كان مباحاً فهو مباح، وإن كان مذموما فهو مذموم. (إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي : 2/384)
- كما ذكر القاضي عياض في كتاب الشفا عن إمامنا مالك رحمه الله قال :
” كان إذا ذُكرَ النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه.” [الشفا للقاضي عـياض، باب تعظيمه صلى الله عليه وسلم بعد موته، ص289] ؛
- وقال الإمام السيوطي: “وقد صحَّ القيامُ والرقصُ في مجالس الذكر والسماع عن جماعةٍ من كبار الأئمة منهم شيخُ الإسلام عز الدين بن عبد السلام. [الحاوي للفتاوى للسيوطي : ج2/ص222-223]
انتهى و الله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
…………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
مسألة توريث مشيخة الطريق الصوفي
* فَضَّل الله “آل إبراهيم.. وآل عمران” على العالمين..
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)..
* وفى “السيدة مريم”.. (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ)..
* وفى “سيدنا إبراهيم”.. (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ)..
* ومن الأقسام القرآنية (وَوَالدٍ وَمَا وَلدَ)..
وعلى الرغم من ذلك.. (فوراثة الصلاح) ليست قاعدة.. فقد تختلف (عوامل الوراثة).. ولا تتحقق بين الوارث والمورث..
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)..
(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ)..
فالأمر مشروط..
بتهيئة الأب لابنه وإرشاده إلى حُسن الخُلُق والتقوى والصلاح..
وإذا تهيأت له البيئة الصالحة، والصُحبة الطيبة، والخُلة الصادقة، والمُـستشار المُؤتمن..
فإن الله يُكرِم من اهتدى على منهج أبيه:
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)..
ويستغفر لهم حملة العرش: (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)..
والأتقياء الصالحين منهم: (لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ).
ويقول “شيخ الإمام الرائد محمد زكى إبراهيم”:
“إذا وُجد فى الأسرة من هو أهل لحمل عبء الدعوة، فلا شك أنه أحق وأولى من كل الوجوه.
فقد كان “سيدنا إبراهيم” أبًا لجميع الأنبياء، أى أن الأنبياء جميعًا كانوا من أسرة واحدة، فلا اعتراض من جهة الشرع أو العقل على ذلك، ما دام يحمل الأمانة من هو أهل لها.
وقد وَرِث سُليمان داود، واستورث موسى أخاه هارون،
ودعا ذكريا ربه:
(فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)،
ويقول سيدنا رسول الله ﷺ: “من كنت مولاه فعلى مولاه”.
وعلى الرغم من ذلك هناك من (كبار الصوفية) خلفهم فى الطريق (أقرب تلاميذهم)، وأصفاهم، وأتقاهم، وأورعهم، ولم يَخلُفهم أبناؤهم من أصلابهم..
ومنهم من اختار (ابنًا أو قريبًا له) ممن توافرت فيهم الصلاحية والأهلية لخلافته أمام الله..
ومنهم من أوصى بخلافته (أمانة) لأحد مريديه.. ثم نقلها هذا المريد لابن شيخه عند تحقق صلاحيته وتأهله الروحى والعلمى والمنهجى..
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)..
ويقول شيخنا الإمام الرائد “أما إذا فَقَد شرط (الصلاحية والكفاية)، كان ذلك إقطاعًا بشريًّا، ولا يعرفه دين الله، ولا يَقبله نظام الانضباط الاجتماعى.. (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ)”..
ونَذكُر “سيدنا نوحًا” وابنه، و”فرعون” وامرأته، و”سيدنا لوطًا” وامرأته..
كل هذا فى شأن (الصلاح الظاهر).. أما (صلاح الباطن).. فأمره إلى الله (بين الشيخ وربه) وليس لبشر فيه حُكم ولا رأى.. (ربهم أعلم بهم)..
وفى النهاية.. فالأمر كله بإذن من الله ورسوله..
سواء (للوارث أو المختار)..
فهو (تكليف) روحى وقلبى ظاهرًا وباطنًا..
وتَولِّى (أمانة) لا يتحملها إلا (الرجال الكُمَّل) الراسخون..
و(وظيفة ربانية).. بخبرة نجاح التجربة فى التربية الروحية.. والتهذيب النفسى.. وإلحاق السائرين بركب الفلاح والوصول..
ولكن.. التوفيق فيه عزيز..
فقط.. لمن يُؤيَّد من الله ويُعان.. ويُؤديها على حقها..
غير مُدَّعٍ.. ولا راغب.. ولا طالب.. ولا مُتكالب.. ولا مُنازع..!!
نسأل الله هذا التوفيق والتأييد والعون.. لكل من وقف على هذا الأمر بصدق وإخلاص.. من كل مَشرب ومَذهب وطريق.. لله وفى الله وبالله.
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
…………………………………….
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
مشايخ التربية وأوصافهم
ونبدأ بالسؤال الأول: هل مشايخ التربية نادرٌ وجودهم فى هذا الزمان؟
مشايخ التربية لا يخلو منهم زمانٌ ولا مكانٌ، لكن الناس هُيئ إليهم أنهم غير موجودون، فما الحقيقة؟
إذا كان أهل الزمان مهتمين بأمر الدين والعمل بالآخرة ظهر هؤلاء الأفراد، لأن بضاعتهم مطلوبة، وإذا انشغل الناس عن طريق الله بالدنيا – كما حدث فى هذا الزمان – توارى هؤلاء الأفراد، و ما الحكمة فى ذلك؟
لأن الله عز وجل يُعلن الحرب على كل من يستهزئ بهم أو يسخر من سلوكهم:
….{ منْ عادَى لي وَلِيّا فقدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ }…
والناس إذا كانوا متوجهين إلى الدنيا والشهوات بالكلية تجدهم إما أن يُنكروا على أهل الآخرة، أو يعترضوا على الصالحين وعلى أحوالهم، أو والعياذ بالله يسخروا منهم ويستهزئوا بهم، فمنهم من يتهمهم بالخبل، ومنهم من يتهمهم بالجنون، لماذا؟ لأنهم يظنون أن ما هم فيه من الكدح فى الدنيا والسعى فى جمعها من العقل بل ومن تمام العقل، فكيف يزهد الناس فى الدنيا ويقبلون على الله؟ لكن الصالحين لا يخلُ منهم زمانٌ ولا مكانٌ، ونأخذ منهم صنفاً واحداً، يقول فيهم صلى الله عليه وسلم ، واسمعوا الحديث وعُوه:
{ لا يَزَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ ، يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ عَنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، يُقَالُ لَهُمُ الأَبْدَالُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُمْ لَمْ يُدْرِكُوهَا بِصَلاةٍ وَلا بِصَوْمٍ وَلا صَدَقَةٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَبِمَ أَدْرَكُوهَا ؟ قَالَ : بِالسَّخَاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِلْمُسْلِمِينَ }
وهذا صِنفٌ واحدٌ من الصالحين، فالأرض لا تخلو من أربعين على قدم إبراهيم فقط، فكيف بمن كان على قدم عيسى؟ ومن كان على قدم موسى؟ وكيف بمن كان على قدم محمد صلى الله عليه وسلم ؟
فالأرض مليئة بهم ولا تخلو بلدةً من بلاد الله – حتى من البلاد الإسلامية التى لا تتكلم العربية – من أولياء، وأهل كشف، وأهل شهود، وإياكم أن تظنوا أن الولاية فى مصر فقط، بل فى كل الدول الإسلامية حتى التي لا تنطق العربية ففيها أولياء وأهل مكاشفات.
وهل الكشف يحتاج إلى مصرى أو سودانى أو أمريكانى أو روسى؟ لا، فصفاء القلب تُفتح به عين السريرة فيرى الأنوار المنيرة فى ملكوت الله ومُلكه، فليس له علاقة إن كان هذا الرجل يتكلم عربى أو يتكلم فرنسى، ولكن المهم أنه وصل إلى درجة الصفاء فحظىَ بالنور والعطاء، أعطاه له الله عز وجل وتفضل عليه بعظيم الجمال والبهاء، فالأرض لا تخلو منهم أبداً.
كل ما أريد أنبِّه إخوانى عليه لأنكم سألتم النصيحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{ الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ }
فهذه أمانة، فمن يبحث عنهم يحتاج إلى شيئين، يحتاج أولاً إلى الصدق مع الله، فقد ورد فى الأثر المشهور قولهم: { إن الله لا يمكر بطالبه }
الحي القائم
فطالما يصدق مع الله فلا بد أن يكشف له الله عن الرجل الذى يرقيه فى هذه الحياة، وينبّه المنبهين أن شرطه أن يكون حيَّاً يُرزق بيننا، أما الصالحون الذين هم بالأضرحة وكلهم سادتنا وأقطابنا ونزورهم لنتبرَّك بهم، وندعوا الله فى أضرحتهم ويستجيب الله لنا ببركاتهم، لكن أنا أحتاج إلى واحد يُؤدبني ويرشدني، وينظر إلىَّ بعين اليقين نظرةً ترفعني، وهذا لابد وأن يكون كما قالوا: (الله حيٌّ قيوم، ولا يصل إليه واصل إلا بحيٍّ قائم).
من الذى يستطيع أن يتربى على أيدي من بالبرزخ الآن؟ من وصل إلى درجة الكشف، فعندما يدخل على رجلٍ من الصالحين فى الضريح فيُكلمه ويسمعه، فهذا يمكن أن يتربَّى أو يُكمل تربيته على يد هذا الرجل وهو فى برزخه، لكن من كان مثلنا ويدخل الضريح ولا يرى شيئاً، فكيف يتعلم؟ وكيف يتنبه؟ وكيف يتوجه؟لا بد له من رجلٍ حيٍّ يُرزق ليربيه.
والعلة فى الحىّ القائم أيضاً أن تقام الحُجة على النفس، لأن الإنسان يدعو نفسه إلى العمل، فالروشتة التى يُعطيها له الرجل الصالح كما نسمع حالياً أن أصحاب رسول الله كانوا متفرغين وليسوا مشغولون بشيء، لكننا عندنا مشاكل وعندنا مشاغل ولا نستطيع عمل شيء مثلهم، أليست هذه حجتنا والتي تأتينا بها النفس؟ فقال لنا: لا بد لله الحجة البالغة، فما حجته البالغة فى الدنيا؟ أناسٌ معنا ويعملون مثلنا ومشغولون فى أعمال ومتزوجون ويربون الأولاد ويكدحون فى السعى على المعاش، ومع ذلك:
﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ (37النور) وهذا هو الفضل حتى إذا قلتُ: يا رب أنت تعلم أن عندى أولاد وأنا مشغولٌ بكذا وكذا، فيقول لى: كان أمامك هذا وكان مشغولاً أكثر منك مراتٍ عديدة، ولذلك نوَّع الله عز وجل الأنبياء ليكونوا حججاً على الناس، فمن الناس من ينشغل بالملك ويقول: يا رب الملك شغلني، فيقول له الله: وهل عندك ملك كملك سليمان؟ وهذه هى الحجة، فقد كان ملكاً للجن وللإنس وللحيوانات والوحوش وللطيور، ومع ذلك لم يشغله ذلك عن طاعة الله طرفة عين.
يقول: يا رب أنا مشغولٌ بالحروب، فيقول له الله: وهل عندك حروبٌ كحروب داود عليه السلام؟ ومع ذلك كان يُخصِّص وقتاً للمناجاة الصافية الخالصة التى تستجيب فيها معه كل الحقائق الكونية، حتى يبين الحجة، ووقتاً لأهله، ووقتاً لرعيته.
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة
أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
………………………………………………………………..
……………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
……………………………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
كيف السبيل إلى الوصول لشيخ مرب كامل ؟
البحث عن الشيخ المربي الكامل هي توفيق من الله عز وجل يختص برحمته من يشاء ، فمن أراد الله له ذلك الخير العميم دله على ذلك الشيخ .
فالصحبة أمر مطلوب في المسير إلى الله تعالى، وقد حث الله تعالى عليها حين قـال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119 التوبة) والصادقون هم نخبة مختارة في المجتمع المسلم ذكرهم الله تعالى بقوله مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ (23 الأحزاب) ، ثم خاطب الله نبيه ليعلمنا ويرشدنا فقال وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ (15 لقمان)، ثم يبين الله تعالى خسران وضلال الظالمين الذين لم يتخذوا لأنفسهم صاحب صـدق، وإنما اتخذوا رفـاق وأخلاء السوء قال تعالى وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (27-29 الفرقان).
ولننظر إلى الإمام أبي حامد الغزالي يحدث في هذا الأمر قائلاً: “الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم السلام”. ويقول رحمه الله: يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة، ليهديه إلى سواء السبيل فإن سبيل الدين غامض، وسبل الشيطان كثيرة ظاهرة، فمن لم يكن له شيخ يهديه، قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة، ويكون المستقل بنفسه كالشجرة التي تنبت بنفسها فإنها تجف على الأرض، وإن بقيت مدة وأورقت لم تـثمر، وإن أثمرت فمرٌ ثمرها، فليعتصم المريد بشيخه وليتمسك به”.
وهذا ابن عطاء الله السكندري يقول: “وينبغي لمن عزم على الاسترشاد وسلوك طريق الرشاد أن يبحث عن شيخ من أهل التحقيق سالك للطريق، تارك لهواه، راسخ القدم في خدمة مولاه، فإذا وجده فليمتثل أمره ولينـته عما نهي عنه وزجر”.
أما كيف يصل الإمرء إلى ذلك الخبير الكامل فأقول وبالله التوفيق :
1 – صدق التوجه لله تعالى بهذا الطلب بأن يكون القصد من ذلك تزكية النفس وإصلاح القلب وسلوك طريق الآخرة حتى يكون القلب أهلاً لنظر الله تعالى . لا أن يكون قصده الوصول إلى الكرامات وخوارق العادات مثلاً .
2 – الإلحاح في الدعاء لله تعالى بأن يدلنا على من يدلنا عليه . فإن الله يحب العبد اللحوح .
3 – التقرب إلى الله بالطاعة والنوافل ، فقد جاء في الحديث ( مازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) . وإذا أحب الله عبداً دله على من يدله عليه .
4 – البحث عن الشيخ المربي الكامل بكل الوسائل من سؤال أهل الله من العلماء العاملين وسؤال الأصحاب المخلصين والإخوان الصادقين حتى دون أن تفتر عزيمتك عن هذا الأمر حتى يرشدك الله إليه .
5 – إبحث عن الشيوخ الذين مزجوا علمهم بالعمل ولا تبحث عن الذين علموا فقالوا ولم يعملوا ، وليكون ضابطك في ذلك ميزان الشرع الحنيف فما وصل من وصل إلا باتباع شرعة أحمد ، يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني قدست أسراره في كتاب «الفتح الرباني»: “اتبع الشيوخ العلماء بالكتاب والسنة العاملين بهما، وأحسن الظن بهم وتعلم منهم وأحسن الأدب بين أيديهم والعشرة معهم فقد تفلح، وإذا لم تـتبع الكتاب والسنة ولا الشيوخ العارفين بهما، فما تفلح أبدا.
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
……………………………………..
……………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
……………………………………..
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
………………………………………………………
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
……………………………………………………….
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
يقول سيدي ابن عجيبة الحسنى قدس الله سره :
لا يُشترط في الولي ظهور الكرامة ، وإنما يشترط فيه كمال الاستقامة ، ولا يشترط فيه أيضاً هداية الخلق على يديه ، إذ لم يكن ذلك للنبيّ فكيف يكون للولي ؟
قال تعالى :
{ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ يُونس : 99 ] .
وقد سرَى في طبع العوام ما سرَى في طبع الكفار قالوا :
{ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُر لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً } [ الإسرَاء : 90 ] الآية .
فكثير من العوام لا يقرون الولي حتى يروا له آية أو كرامة ، مع أن الولي كلما رسخت قدمه في المعرفة قلَّ ظهور الكرامة على يديه ، لأن الكرامة إنما هي معونة وتأييد وزيادة إيقان . والجبل الراسي لا يحتاج إلى عماد .
…………………..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:::
بشارة عظمى للمريدين ” من لم يقدر ورده حق قدره …..لم يقدر شيخه”
– “ذهب عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له: يا رسول الله، إن ابني مالكًا ذهب معك غازيًا في سبيل الله ولم يعد، فماذا أصنع؟ لقد عاد الجيش ولم يعد مالك ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: يا عوف، أكثر أنت وزوجك من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله ـ فذهب الرجل إلى زوجته التي ذهب وحيدها ولم يعد، فقالت له: ماذا أعطاك رسول الله يا عوف؟ قال لها: أوصاني أنا وأنتِ بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ـ فماذا قالت المرأة المؤمنة الصابرة؟ قالت: لقد صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجلسا يذكران الله بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأقبل الليل بظلامه، وطُرِق الباب، وقام عوف ليفتح فإذا بابنه مالك قد عاد، ووراءه رؤوس الأغنام ساقها غنيمة، فسأله أبوه: ما هذا؟ قال: إن القوم قد أخذوني وقيّدوني بالحديد وشدّوا أوثاقي، فلما جاء الليل حاولت الهروب فلم أستطع لضيق الحديد وثقله في يدي وقدمي وفجأة شعرت بحلقات الحديد تتّسع شيئًا فشيئًا حتى أخرجت منها يديّ وقدميّ، وجئت إليكم بغنائم المشركين هذه، فقال له عوف: يا بني، إن المسافة بيننا وبين العدو طويلة، فكيف قطعتها في ليلة واحدة؟!
فقال له ابنه مالك: يا أبت، والله عندما خرجت من السلاسل شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها، سبحان الله العظيم! وذهب عوف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليخبره، وقبل أن يخبره قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنًا:
“ّوَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا “.
“سبحان الله.. لو يعلم الفقراء كلهم ما في أذكارهم المأذونة لاستغنوا بها عما سواها.
وقد ساءني صراحة، أن أنظر إلى الفقير العاطل عن العمل، أو …..، أو غير ذلك من أكدار الدنيا يستصغرون من وردهم المأذون ويستخفون من كنزهم المكتوم، ثم يأتون أهل الرقية ممن أكثرهم اليوم يرقون، كأن الورد الذي آتاهم شيخهم لا يصلح إلا للآخرة فهم من دنياهم قانطون..
إعلم يا حبيبي في الله، أن وردك المأذون، يقضي جميع حاجاتك بالسر المكنون والإذن اليقين، لأنك لو أيقنت به حق اليقين، وأنك قد أوتيته من حضرة رب العالمين، لرأيت يقينا أملاك ربك لأبيك ولك ولأهل البيت جميعا حتما ساجدين..
واه.. صفا صفوفي صفوفا، خذ وردك المأذون بقوة، واعتقد أنه من ربك العزيز الحكيم البر الرحيم العفو العليم القدوس العظيم الملك الحق المبين..
من لم يقدر ورده حق قدره لم يقدر شيخه، ومن لم يقدر شيخه تعظيما له لم يقدر الله…
* ما قدروا الله حق قدره *
حبيبي في الله، لا تلتفت عن وردك، ففيه الدوا والصفا، وفيه الدنيا والآخرة، لأنه السر المأذون الواصل فيما بينك وبين شيخك، والروح والريحان الذي يدخل بك حضرة ربك، فلو توقن بوردك المأذون شيئا قليلا لفك الله أسرك كما عوف بن مالك، ولآتاك الله غنيمة الدنيا لا تخطر على بالك..
فمن كان توجهه للإذن فنعما هو، ومن كان توجهه لصاحب الإذن فقد فاز فوزا عظيما..”.
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله:
الكرامة ليست شرط على الولاية
ليس كل من تصدر عنه كرامة ولي ومن اهل الخصوصية وليس كل من تراه في المنام ولي ومأذون وليس كل من يبهرك حكمته ومنطقه.
قلنا ونكرر باب التصاريف والتريض والاستعانة باسرار الاسماء والأقسام والدعوات والتريض بها قد يخرق عادة وهذه قد يفعلها من لا استقامة عنده ولا اذن .
وقد يرسل لك مناما ترى فيه شيخك المدعي في ابهى حلة.
وقد حدث لأحد المريدين المحفوفين بالعناية الكبرى انه جاءه شيخ في المنام ورأى انه في مكان يشبه ضريح السيدة زينب.
وجاء الرجل يسلم على هذا الشيخ وفجأة واذ به يجد هذا الشيخ يتشنج جدا ويتحول الى شاب شكله كأنه جن وعلامات القبح عليه فما لبث الا وانكشف امره.
يا جماعة الخير
الرؤيات تخترق وتتلبس بالارسالات.
وهناك اوراد للنطق بالحكمة وجذب قلوب المستمعين
وهناك وشوشة لمعرفة ما يدور بخاطرك مما هو حاضر و سابق لا للمستقبل
وصلى الله على سيدنا محمد سر قبضة أنواره ومعدن لوامع أسراره وعلى آله وصحبه وسلم.
و الله أعلم
[row]
[col span=”1″ span__sm=”6″]
[/col]
[col span=”5″ span__sm=”6″]
الشيخ مولاي هاشم العلوي البلغيثي حفظه الله، الشيخ الحالي للطريقة الحبيبية الدرقاوية الشاذلية
[ux_image id=”543″]
[/col]
[col span=”5″ span__sm=”6″]
الشيخ سيدي محمد بن الحبيب رضي الله عنه مؤسس الطريقة الحبيبية الدرقاوية الشاذلية
[ux_image id=”544″]
[/col]
[col span=”1″ span__sm=”6″]
[/col]
[/row]
[ux_video url=”https://www.youtube.com/watch?v=B7sO-iHJZr0″]
This may be a gigadat casino canada problem, particularly when winnings are transferred to a different gambling site.