[row]

[col span=”1″ span__sm=”12″]

[/col]
[col span=”10″ span__sm=”12″]

[row_inner]

[col_inner span__sm=”12″]

ديوان

بغية المريدين السائرين

و تحفة السالكين العارفين

للعارف بالله و الدال على الله أبي الفيوضات

و الإمدادات، و معدن الأسرار و البركات العلامة الرباني و الفرد المحمدي النوراني

مولانا أبو عبد الله الشيخ سيدنا

محمد بن الحبيب الأمغاري الإدريسي

الحسني نسبا المالكي مذهبا الشاذلي طريقة و انتسابا المحمدي فيضا و مشربا تغمده الله بواسع رحمته

مقدمة الديوان

بسم الله الرحمان الرحيم

            قال رضي الله عنه وأرضاه، الحمد لله الذي أقام في كل وقت لإحياء طريقته أفراداوبسط عليهم من الأنوار المحمدية ما يستمد به كل من اقتدى بهم من المحبين أزواجاوأفرادا. نحمده سبحانه وتعالى على ما خصنا به من الأسرار وما أفاضه علينا من العلوم والمعارف والأنوار ونشكره جل جلاله شكرا يستغرق سائر النعم الواصلة إلينا وإلى جميع عباد الله العبيد والأحرار. ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهاد أهل الفناء في التوحيد من المقربين، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أرسله الله رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم في إحياء طريقته وإقامة سنته وما التفتوا إلى إذاية المنافقين والمحجوبين.

وبعد، فاعلموا علما يقينا يا معشر الإخوان من الطائفة الدرقاوية الشاذلية وغيرهم من كل من أراد الاقتداء من عبيد ربنا في سائر بلاد الله وعباد الله أن الله تبارك وتعالى قبض لهذه الطريقة لمباركة في كل وقت من يقوم اعوجاجها ويظهر أسرارها وأنوارها وهو الشيخ الجامع بين الحقيقة والشريعة المأذون من الله ورسوله من سائر أولياء الله وهو الفرد المحمدي الذي لا يكون في كل وقت منه إلا واحدة وأن كثر المشايخ في عصره فالحكم لذلك الفرد عليهم شعروا أو لم يشعروا، وقد كثر المدعون لمقام الفردية بالبهتان والزور طلبا للرياسة واستجلابا للدنيا الفانية وما شعر هذا المدعى أن من ادعى ما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان لأن عندها يعز المرء أو يهان. وقد كان المشايخ الصادقون يكتفون بعلم الله ولا يتعلقون بأحد سوى الله، وإن برز منهم شيء فعلى وجه التحدث بنعم الله. قال تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث )[الضحى : 11].

فها هو العبد الفقير إلى مولاه الغني به عما سواه محمد بن الحبيب الأمغاري الحسني نسبا الفاسي منشأ ودارا يقول على وجه التحدث بنعم الله : قد وقع لنا الإذن من الله ومن رسول الله ومن سائر أولياء الله. وأفردني بعلوم وأسرار لم تكن إلا عند الفرد المحمدي ولو أردنا بسط ما أنعم الله به علينا لاحتجنا إلى مجلدات، ولكن نذكر إلى الفقراء ما خصني به شيخي وأستاذي سيدي محمد بن علي، وذلك أنه لما تصدر، رضي الله عنه، كتبت له رسالة في تجديد العهد معه بعد أن كنت أخذت الطريق على الشيخ العارف بالله سيدي العربي بن الهواري فكتب إلي رضي الله عنه وأمرني بالقدوم إلى حضرته فامتثلت أمره وقدمت إلى مراكشة، فلما دخلت عليه رضي الله عنه، دخل عليه من الفرح والسرور ما لا يدخل تحت صدره، وقال لي : جاءتني الطائفة كلها لما جئتني أنت. وقال لي مرة أخرى في بشارة يطول ذكرها :  أنت عندنا في طائفتنا بمنزلة ابن عطاء الله من الطائفة الشاذلية، فكما أن الله أحيا الطريقة الشاذلية بابن عطاء الله كذلك يحيي الله هذه الطريقة المباركة بك إن شاء الله. وقد حقق الله رجاءه فينا، فوالله ثم والله ما مررنا على مدينة ولا قرية ولا بادية إلا وشهد أهلها بوصول المدد اليهم وسريان الحياة في قلوبهم، وذلك سر الإذان، وما جلس معنا، والحمد لله، فقير إلا وازداد علما لم يكن عنده، وحصل منه خضوع وانكسار، ولا جلس معنا مريد الطريقة إلا وقويت قريحته وعلت همته لطلب معرفة الله، ولا شيخ من مشايخ العصر إلا وازداد ذوقا إلى ذوقه واستفاد منا شيئا لم يكن عنده، وذلك كله من سر الإذان وبركته، قال ابن عطاء الله في حكمه، ((من أدن له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته وجليت اليهم إشارته، والمأذون هو الذي يتكلم بالله ولله، ولذلك اثر كلامه في القلوب وانقاد إليه كل مخصوص ومحبوب، وقد قال شيخ شيخنا سيدي محمد العربي، رضي الله عنه : والله لا يأتيني إلا المقبول وأنا أقول تحدثا بنعم الله : والله لا يأتيني إلا المحبوب، وقد قال لي صلى الله عليه وسلم في بشارة : ((اعلم يا ولدي أن الله يكرمك بمياه عذبة حلوة. قلت : يا رسول الله هذه المياه هي مياه الإسلام والإيمان والإحسان، قال لي صلى الله عليه وسلم : هي. قلت : يا رسول الله هذه المياه اشربها وحدي أو أنا وكل من اقتدى بي، فقال : تشربها أنت وكل من اقتدى بك من أمتي)). وقد حقق الله لنا ما وعدنا به صلى الله عليه وسلم، فوالله لقد شربنا هذه المياه وكل من صحبنا بالصدق يشربها في أقرب زمن فاحمدوا الله سادتي واشكروه على ما أكرمكم به مولاكم في وقتكم. قال تعالى : (ما ننسخ من أية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها)[البقرة : 106]. وقدم الله تعالى الخيرية على المثلية إشارة إلى أن الولي الكامل لابد أن يظهر وارثه ولو بعد حين، ويكون أكمل منه في العلم والمعرفة بالله تعالى كرامة لذلك الولي الكامل، ولأن مدد الله تعالى وفيضه في الزيادة، قال الشيخ سيدنا ومولانا أحمد البدوي رضي الله عنه :

وفــيــضــكــم فـــي ازديـــاد

             وجـــودكـــم فـــي تــوالــي

وقد أشرت في قصيدة لي إلى بعض ما خصني الله به تحدثا بنعم الله ونصها :

قـد كـسـانـا ذكــر الـحبــيــب جـــمـــالا

 وبـهــاء ورفـــعــة وســرورا

وخـلـعـنـا الـعـذار عـنــد الــتـدانــي

وجهزنـا بـمـن نـحــب افـتـخـارا

          وهي قصيدة مشهورة مذكورة في هذا الديوان المبارك فيها عشرون بيتا في صفحة طالعها تجد ما أشرت لك، ومنذ توفي الشيخ سيدي محمد بن علي رضي الله عنه، والإذن يتجدد علي وأنا أستحقر نفسي وأرها ليست أهلا لذلك المقام حتى أتاني المشايخ الأربعة، وهم سيدي محمد بن علي رضي الله عنه، وسيدي العربي بن الهواري رضي الله عنه، وسيدي محمد العربي رضي الله عنه، وسيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، وأمروني بالبروز إلى الخلق ودلالتهم على الملك الحق، وقالوا : إن الماء الذي شربته منا هو أعذب المياه وأحلاها، فمد يدك شرقا وغربا ولا تخف من أحد، ثم بعد هذا وقع الإذن من المصطفى صلى الله عليه وسلم ووقع التهديد على البروز فبرزت للخلق بالله ولله، وقلت كما قال ابن عطاء الله في حكمه : ألهي أمرت بالرجوع إلى الأثر فأرجعني اليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت عليك منها مصون السر عن النظر إليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها إنك على كل شيء قدير، واعلموا سادتي، أن اتخاذ الشيخ الحي واجب على كل مريد طالب لحضرة الله ودليل الوجوب قوله تعالى:يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين[التوبة: 199]. والمعية تقتضي المصاحبة بالأشباح لا بالأرواح وقال تعالى:واتبع سبيل من أناب إلي” [لقمان: 15]. فأمر تعالى في هذه الآية الولد بمتابعة والد الأرواح دون متابعة والد الأشباح لأن والد الروح يربي المعنى ووالد الجسم يربي لك الحس وشتان ما بين من همته الحس ومن همته المعنى، وقال صلى الله عليه وسلم “المرء على دين خليله لينظر أحدكم من يخالل“.

            ووقع الاتفاق من هذه الأمة المحمدية سلفا عن خلف على أن أول ما يجب على المريد بعد انتباهه من الغفلة أن يعمد إلى شيخ ناصح مرشد عالم بعيوب النفس ودواعيها وأدوية أمراضها فارغ من تهذيب نفسه وأغراضها يبصره بعيوب نفسه ويخرجه من دائرة حسه لأن من لم يكن له شيخ يقوده إلى طريق الهدى قاده الشيطان لا محالة إلى طريق الردى، والمريد مشتق من الإرادة ومتعلقها الإخلاص وحقيقة المريد أنه المتجرد عن إرادته لما أراد الله منه وهو عبادة الله تعالى، لقوله تعالى:وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[الذاريات: 56].

ولما كان المريد ضعيفا عن تهذيب نفسه إذ الولاية في الباطن للنفس والشيطان فإذا كان في حكم الشيخ تحت كنف ولايته أعانه على طاعة الله وعبادته بهمته العاملة بإذن الله وكلامه المؤثر بفضل الله فوجب عليه أن يتمسك بمن حسنت نيته فيه من مشايخ العصر وقال سيدي عبد الواحد بن عاشر:

                       يصحب شيخا عارف المسالك

  يقيه في طريقه المهالك

                         يذكره   الله   إذا   رآه

   ويوصل العبد إلى مولاه

        انظر ما قاله الشراح في هذه الأبيات يزول عنك الإشكال، وقال ابن عطاء الله رضي الله عنه في حكمه: لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله، فإنهاض الحال ودلالة المقال من نتيجة الصحبة، فمن لم يجد هذه الحالة من صاحبه فليتركه لله وليبحث على من هذه صفته فإنه يظفر به على حسب صدقه وقوة عزمه والله المستعان. وقلت في قصيدة لي تائية ذكرت فيها أوصاف الشويخ المربي ونص المقصود منها:

            وهيللة تنفي جميع الوساوس

 بتلقين شيخ عارف بالحقيقة

           وآياته نور يلوح بظاهر

  وسر بدا من باطن مع همة

          وترقية باللحظ قبل تلفظ

 فإن كان منه اللفظ جاء بحلة

         وأعني بها الأسرار تسري بسرعة

  لقلب مريد الحق من غير شركة

        وزهده في الأكوان عمدة سيره

  وشغل بإفراد الحبيب برؤية

        وتصريحه بالإذن من خير أمة

 عليه اعتماد الصادقين الأجلة

        فإن حصل المقصود مما ذكرته 

 فبادر وأعط النفس من غير مهلة

       ولا تعتبر شيئا سوى ما رسمته

 ففيه الذي يغني وكل المسرة

وقال الجنيد رضي الله عنه:

              تطهر بماء الغيب إن كنت ذا سر

وإلا تيمم بالصعيد أو الصخر

             وقدم إمام كنت أنت أمامه

  وصل صلاة الظهر في أول العصر

             فتلك صلاة العارفين بربهم

  فإن كنت منهم فانضح البرد بالبحر

        أمر رضي الله عنه المريد بالتطهير بماء الغيب ويؤخذ منه أن الطهارة على قسمين : طهارة حسية وتكون بالماء الحسي، ومتعلقها البدن كله إن كان الحدث أكبر أو الأعضاء المخصوصة أن كان الحدث أصغر وليست هذه مرادة للناظم، رضي الله عنه، والقسم الثاني الطهارة المعنوية، وهي طهارة القلوب من الأمراض الحاجبة لها عن حضرة علام الغيوب، وهذه الطهارة لا تكون إلا بالماء المعنوي وهو ماء العلوم والمعارف والأسرار الجاري من حضرة الغيب إلى قلب الشيخ العارف بالله المطهر من العيب الذي يفضيه الشيخ على المريد، فيتطهر قلبه من الأغيار ويملأ بالمعارف والأسرار، وهذا إن كان المريد صاحب سر أي بصيرة، يتوصل بها إلى من يأخذ بيده وهو الشيخ الذي يستمد من حضرة الغيب كما قدمنا، وإن لم يكن المريد صاحب سر وبصيره فليتيمم بصعيد الأعمال الظاهرة والعلوم الرسمية حتى يفتح الله عليه بالسر والبصيرة. وأشار رضي الله عنه بقوله : (( وقدم إماما كنت أنت أمامه)) إلى أن المريد يجب عليه أن يقدم إماما شيخا عارفا بالله يقتدي به في الصلاة المعنوية التي هي الشهود بحضرة الملك المعبود كما أن المأموم يجب عليه أن يقتدي بإمامه في الصلاة ذات الركوع والسجود. وقوله : كنت أنت أمامه، أشار به رضي الله عنه إلى أن المريد لا يقتدي بشيخ من الشيوخ إلا إذا حصل التعارف بينهما في عالم الأرواح، قال عليه السلام : ((الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف))، فيكون المعنى على هذا وقدم إماما في عالم الأشباح كنت أمامه في عالم الأرواح، ولأجل المقابلة والتعارف الذي حصل في عالم الأرواح حصل الائتلاف في عالم الأشباح، وقوله رضي الله عنه : وصل صلاة الظهر في أول العصر أي صل الظهر، أي ظهور ما في إرادتك لربك وهي دوام الشهود لحضرة الملك المعبود، كما تقدم في أول العصر أي معاصرتك لشيخك وسلبك الإرادة له، وليس مراده رضي الله عنه، صلاة الظهر والعصر المشتملة على الركوع والسجود، لأن الظهر المعلوم يطلب فيها أن تصلي في أول وقتها لا في أول العصر، فمن ثم حملناها على ما ذكرنا فافهم ترشد والله يتولى هدانا وهدى العالمين، آمين. وقولهفتلك صلاة العارفين بربهم وهي دوام الشهود لحضرة الملك المعبود فلا تنقطع صلاتهم لكونهم من الذين هم على صلاتهم دائمون، أي على شهودهم لربهم مواظبون، وقوله: فإن كنت منهم فانضح البر بالبحر، فإن كنت من العارفين وهم الذين لا يحجبون بالخلق عن الحق ولا بالحق عن الخلق، فانضح أي رش بر شريعتك ببحر حقيقتك وكن من الجامعين بينهما، كما قال إمامنا مالك، رضي الله عنه:من تشرع ولم يتحقق فقد تفسق ومن تحقق ولم يتشرع فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحققأي تحقق بالعبوديتين: عبودية التكليف وعبودية التعريف.

القصائد

التائية في الورد الشريف

يَقُولُ عُبَيدُ اللَّهِ أَعْنِي مُحَمَّداً   ***   هُوَ ابْنُ حَبِيبِ قَاصِداً للِنَّصِيحَةِ

أَيَا صَاحِبِي عِشْ فِي هَنَاءٍ وَ نِعْمَة   ***    إِذَا كُنْتَ فِينَا ذَا اعْتِقَادٍ وَ نِيَّةِ

وَ أَخْلَصْتَ فِي الْوُدِّ الَّذِي هُوَ رُكْنُنَا   ***    فِي سَيْرِ طَرِيقِ اللَّهِ مِنْ غَيرِ مِرْيَةِ

وَ كُنْتَ قَوِيَّ العَزْمِ فِي الوِرْدِ حَاضِراً   ***    بِقَلْبِ لِتَحْقِيقِ الْمَعَانِي الدَّقِيقَةِ

وَ أَحْضَرْتَ مَعْنَى الذِّكْرِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ   ***    تَكُونُ مُعَاناً فِي الأُمُورِ بِسُرْعَةِ

فَمِفْتَاحُ وِرْدٍ قُلْ صَلاَةٌ تَعوُّذ   ***    وَ بَسْمِلْ وَ حَوْقِلْ تُكْفَ كُلَّ بِليَّةِ

فَتَبْدَأُ بالإستِغْفَارِ أَوَّلَ وِرْدِنَا   ***    تَحُوزُ بِهِ نَيلاً لِكُلِّ فَضِيلَةِ

وَ مَعْنَاهُ سِتْرُ اللَّهِ لِلعَبْدِ عَنْ ذَنْبٍ   ***    فَيَحْفَظُهُ مِن كُلِّ هَوْلٍ وَ فِتْنَةِ

فَلاَ هَمَّ يَبْقَى مَعْ دَوَامِكَ ذِكْرَهُ   ***    وَ لاَ رَيْبَ فِي تَسْهِيلِ رِزْقٍ بِكَثْرَةِ

وَ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ   ***    صَلاَةَ مُحِبٍّ راسِخٍ فِي الْمَحَبَّةِ

وَ مَعْنَاهَا رَحْمَةٌ تُنَاسِبُ قَدْرَهُ   ***    و قَدْرُهُ  يَعْلُو قَدْرَ كُلَ الخَلِيقَةِ

وَ شَخِّصْهُ فِي مِرآةِ قَلْبِكَ دائِما   ***    وَ عَوِّلْ عَلَيهِ فِي الْوُصُولِ لِحَضْرَةِ

وَ هَيلَلَةٌ بَعْدَ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ   ***    فَتَنْفِي بِهَا وَهْماً عَن عَينِ الْبَصِيرَةِ

وَ تُسْرِعُ فِي نفْي السِّوَى وَ هُوَ قَاطِعٌ   ***    لِقَوْمِ طَرِيقِ الْحقِّ مِنْ غَيرِ مِرْيَةِ

وَ تَشْهَدُ رَباً قَدْ تَجلَّتْ صِفَاتُهُ   ***    بِأَسْرَارِ أَكْوَانٍ وَ أَنْوَارِ جَنَّةِ

وَ تُدْرِكُ سِراً لَيسَ يَعْرِفُ قَدْرَهُ   ***    سِوَى عارِفٍ بِاللَّهِ صَاحِبِ نَظْرَةِ

وَسَبِّحْ بِتَسْبِيحِ الإِلَهِ في كُتْبِهِ  ***     وَ إِيَّاكَ تَنْزِيهاً بِعَقْلٍ وَ فِكْرَةِ

وَ نَزِّهْ بِمَا قَدْ نَزَّهَ الْحَقُّ نَفْسَهُ   ***    وَ فَوِّضْ وَ نَزِّهْ عَنْ حُدُوثِ وَ شِرْكَةِ

وَ كُنْ حَامِداً مُسْتَحْضِرَ الْعَجْزِ فِي الثَّنَا   ***    كَمَا جَاءَ وَارِداً عَنْ خَيْرِ الْخَلِيقَةِ

وَحَسْبَلَةٌ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الوِرْدِ   ***    فَتَذُكُرُ مِنْهَا عَدَّ سَجْيٍ بِنِيَّةِ

وَ قَدْ وَعَدَ الْحَقُّ الْجَلِيلُ كِفَايَةِ   ***    لِذَاكِرِهَا  مِنْ غَيْرِ قَيْدٍ بِحَالَةِ

  فَقَدْ طُفِأَتْ نَارُ الْخَلِيلُ بِسِرِّهَا   ***    وَنَالَ الْحَبِيبُ مِنْهَا كُلَّ فَضِيلَةِ

فَفِي وَقْتِنَا هَذَا يُرَجَّحُ ذِكْرُهَا   ***    عَلَى الذِّكْرِ بِالأَحْزَابِ أَوْ بِوَظِيفَةِ

وَ إِنْ شِئْتَ إِسْرَاعاً لِفَهْمِ الْحَقِيقَةِ   ***    فَوَاظِبْ عَلَى الإِسْمِ الْعَظِيمِ بِهِمَّةِ

وَ شَخَّصْ  حُرُوفَ  الإِسْمِ فِي الْقَلْبِ دائماً   ***    وَ رَاجِعْهُ فِي النِّسْيَانِ  فِي كُلِّ مَرَّةِ

وَ لاَ تَلْتَفِتْ لِلْغَيْرِ إِنَّهُ قَاطِعٌ    ***    وَلَوْ كَانَ مَحْمُوداً فَأَحْرَى لِظُلْمَةِ

فَذِكْرُهُ عِنْدَ الْقَوْمِ يُغْنِي عَنْ غَيْرِهِ   ***    وَ لاَ عَكْسَ عِ إِنْ كُنْتَ صَاحِبَ هِمَّةِ

وَ رَاقِبْهُ عِنْدَ الذِّكْرِ وَافْنَ عَنْ غَيرِهِ   ***    وَ لَا غَيْرَ إِلاَّ مِنْ تَوَهُّمِ كَثْرَةِ

وَ مَاهِيَ إِلاَّ وَحْدَةٌ قَدْ تَكَثَّرَتْ   ***    بِمُقْتَضَ أَسْمَاءٍ وَ آثَارِ قُدْرَةِ

وَ مَظْهَرُهَا الأَعْلَى الرَّسولُ مُحَمَّدٌ   ***    عَلَيْهِ صَلاَةُ اللَّهِ فِي كُلِّ لَحْظَةِ

وَ آلِه وَ الأْصْحَابِ مَا حَنَّ ذَاكِرٌ  ***     لِذِكْرِ إِلهِ الْعَرْشِ فِي كُلِّ حَالَةِ

طَرِيقَتُنَا تَعْلُو الطَّرَائِقَ كُلَّهَا   ***    لِتَحْرِيرِنَا الْمَقْصُودَ أَوَّلَ مَرَّةِ

وَ لِلجَمْع بَيْنَ الْمَشْهَديْنِ بِلاَ رَيبِ  ***     فَمَشْهَدُ حَقِّ ثُمَّ مَشْهَدُ شِرْعَةِ

وَ أَسْأَلُ رَبِّ اللَّهَ فَتْحاً إِلَهِيا   ***    لِكُلِّ مُرِيدٍ صَادِقٍ فِي الْطَّرِيقَةِ

وَ أَنْ يُرِشِدَ الإِخْوَانَ لِلْجَمْعِ دَائِماً   ***    عَلَى كُلِّ مَا يُرْضِي إِلَهَ الْبَرِيَّةِ

وَ أُهْدِي سَلاَمِي لِلَّذِينَ تَعَلَّقُوا   ***    بِأَذْكَارِ خَيرِ الْخَلْقِ مِنْ كُلِّ فِرْقَةِ

فَتَابِعْهُ إِنْ كُنْتَ الْمُحِبَّ لِرَبِّنَا   ***    يُثبكَ عَلَى ذَاكَ الإلَهُ بِنَظْرَةِ

فَقَدْ كَمُلَتْ مُسْتَغْفِراً مِنْ تَوَهُّمٍ   ***    لِغَيرِ وُجُودِ الْحَقِّ فِي كُلِّ لَمْحَةِ

التائية الكبرى 

فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَرْقَى رُقِيَّ الأَحِبَةِ    ***      فَعَرِّجْ عَلَى لَيْلَى بِصِدْقِ الْمَوَدَّةِ

وَ كُلَّ عَذُولٍ فِي مَحَبَّتِهَا انْبُذَنْ    ***      وَ سَافِرْ إِلَى الأَحْبَابِ فِي كُلِّ بَلْدَةِ

وَ لَو أَنَّ صِدْقَ الحُبِّ فِيكَ حَقِيقَةِ     ***     رَأيْتَ بِهَا الأَحْبَابَ مِنْ غَيرِ رِحْلَةِ

وَ لَو أَنَّ عَينَ الْقَلْبِ مِنْكَ تَطَهَّرَتْ     ***     لأَبْصَرَتَ الأَنوَارَ مِنَهَا تَجَلَّتِ

فَكُنْ عَبْدَهَا شُكْراً بِلاَ رُؤَيَةِ السِّوا     ***     وَ مَا بِكَ مِن نُعْمَى فَمِنْهَا تَبَدَّتِ

وَ إِيَّاكَ تَلْبِيسَ الْخَوَاطِرِ إِنَّهَا     ***      تُمَوِّهُ نُصْحاً وَ هُوَ أَعْظَمُ فِرْيَةِ

فَخَالِلْ أَخَا صِدْقٍ يُمَيِّزُ بَيْنَهَا     ***     وَيُذْهِبُ عَنْكَ مَا أَتَاكَ بِشُبهَةِ

وَ هَيْلَلَةٌ  تَنْفِي جَمِيعَ الوَساوِسِ    ***      بِتَلْقِينِ شَيخٍ عَارِفٍ بِالْحَقِيقَةِ

وَ آيَاتُهُ نُورٌ يَلُوحُ بِظَاهِر    ***       وَسِرٌّ بَدَا مِنْ بَاطَنٍ مَعَ هِمَّةِ

وَ تَرْقِيَةٌ بِاللَّحْظِ قَبْلَ تَلَفُّظٍ     ***     فَإِنْ كَانَ مِنْهُ اللَّفْظُ بِحُلَّةِ

وَ أَعْنِي بِهَا الأَنْوارَ تَسْرِي بِسُرْعَةٍ    ***      لِقَلْبِ مُرِيدِ الْحَقِّ مِنْ غَيرِ شِرْكَةِ

وَزُهْدُهُ فِي الأَكْوَان عُمْدَةُ سَيْرِهِ    ***      وَ شُغْلٌ بِإفْرَادِ الْحَبِيبِ بِرُؤْيَةِ

وَ تَصْرِيحُهُ بالأِذْنِ مِنْ خَيرِ أُمَّةٍ     ***     عَلَيهِ اعْتِمَادُ الصَّادِقِينَ الأَجِلَّةِ

فَإنْ حَصَلَ الْمَقْصُودُ مِمَّا ذَكَرْتُهُ    ***      فَبَادِرْ وَ أَعْطِ النَّفْسَ مِنْ غَيرِ مُهْلَةِ

وَ لاَ تَعْتَبِرْ شَيئاً سِوَى مَا رَسَمْتُهُ    ***      فَفِيهِ الَّذِي يُغْنِي وَكُلُّ الْمَسَرَّةِ

فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مِمَّا  ذَكَرْتُ فَإِنَّنِي    ***      سَأَشْرَحُ نَهْجَ الْحَقِّ مِنْ غَيرِ مِرْيَةِ

فَأَوَّلُ فِعْلِ الْمَرْءِ فِي بَدءِ سَيْرِهِ    ***      مُجَانَبَةُ الأَشْرَارِ مِنْ كُلِّ فِرْقَةِ

وَ شُغْلٌ بِذِكْرِ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ    ***      فَفِيهِ الدَّوَا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَ عِلَّةِ

وَ خِدْمَةُ خَيْرِ الْخَلْقِ أَعْظَمُ قُرْبَةٍ    ***      فَفِيهَا مِنَ الْخَيرَاتِ أَعْلاَ مَزِيَّةِ

فَشَاهِدْهُ في الأَكْوَانِ قَدْ عَمَّ نُورُهُ    ***      وَ مِنْهُ أَتى الإِمْدَادُ فِي كُلِّ لَحْظَةِ

وَحَكِّمْهُ فِي التَّشْرِيعِ دُونَ تَكَاسُلٍ    ***      وَ جَانِبْ مُرَادَ النَّفْسِ أَصْلُ الْبَلِيَّةِ

وَ غَلِّبْ جَنَابَ الْحَقِّ عِنْدَ نِزَاعِهَا    ***      وَ لاَ تَغْتَرِرْ بِالْعِلْمِ إِلاَّ بِخَشْيَةِ

وَ أَعْظَمُ ذَنْبِ الْعَبْدِ رُؤْيَةُ نَفْسِهِ   ***     فَفِيهَا مِنَ الأَخْبَاثِ كُلِّ شَنِيعَةِ

وَوَحْدَةُ فِعْلِ اللهِ تَنْفِي رُسُومَهَا    ***      وَ تَطْوِي جَمِيعَ الْكَوْنِ عَنْهَا فِي لَحْظَةِ

فَعَوِّلْ عَلَى التَّوْحِيدِ وَاتْرُكْ شُكُوكَهَا    ***      تفُزْ بِالَّذِي قَدْ فَازَ كُلُّ الأَجِلَّةِ

فَإِنْ تَصْدُرِ الأعْمَالُ مِنْهُمْ كَآلَةِ    ***      تُحَرِّكُهَا الأَقْدَارُ مِنْ غَيرِ رِيبَةِ

فَتَوْبَتُهُمْ لِلَّهِ بِاللَّهِ مُطْلَقاً     ***     وَخَوْفُهُمُ تَعْظِيمُ عِزِّ وَ هَيْبَةِ

رَجَاءُهُمْ حُسْنُ الْيَقِينِ بِوَعْدِهِ    ***      وَ شِدَّةِ إِتْعَابِ الْجُسُومِ فِي خِدْمَةِ

وَ شُكْرُهُم شُغْلٌ بِرُؤْيَةِ مُنْعِمٍ    ***      وَغيْبَتُهُم عَنْ كُلِّ ضَيْقٍ وَ نِعْمَةِ

وَ صَبْرُهُمُ حُسْنُ الرِّضَى بِمَقَادِيرٍ     ***     وَ لَيْسَ لَهُمْ تَدْبِيرُ سُقْمٍ وَ صِحَّةِ

تَوَكُّلُهُمْ تَفْوِيضُ كُلِّ أُمُورِهِمْ     ***     لِمَنْ هُوَ أَدْرَى بِالأُمُورِ الْخَفِيَّةِ

وَ زُهْدُهُمُ يَأْسٌ مِمَّا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ     ***     بِسَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ مِنْ بَرْمِ قِسْمَةِ

مَحَبَّتُهُمْ سُكُرٌ بِحُسْنِ جَمَالِهِ    ***      وَ فِيهَا مَقَامُ الأُنْسُ أَشْرَفُ حِلْيَةِ

وَ بَسْطٌ وَ إِدْلاَلٌ وَ تَكْلِيمُ حِبِّهِمْ    ***     وَأَسْرَارُهَا تَسْرِي إِلَى غَيْرِ غَايَةِ

فَنَافِسْهُمُ فِيهَا بِحُسْنِ تَأدُّبٍ    ***      وَأَحْسِنْ لأَحْبَابِ الْحَبِيبِ بِفَضْلَةِ

فَلَوْ عَرَفَ الإِنْسَانُ قِيمَةَ قَلْبِهِ     ***     لَأَنْفَقَ كُلَّ الْكُلِّ مِنْ غَيرِ فَتْرِةِ

و لَوْ أَدْرَكَ الإِنْسَانُ لَذَّةَ سِرِّهِ    ***      لَقَارَنَ أَنْفَاسَ الْخُرُوجِ بِعَبْرَةِ

وَ طَارَ مِنَ الْجِسْمِ الَّذِي صَارَ قَفْصَهُ    ***      بِأَجْنِحَةِ الأَفْكَارِ مُنْتَهَى سِدْرَةِ

وَ جَالَ نَوَاحِي الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ الَّذِي    ***      تَضَاءَلتِ الأَجْرَامُ عَنْهُ كَحَلَقَةِ

وَ شَاهَدَ أَفْلاَكاً وَ سِرَّ بُرُوجِهَا     ***     وَشِدَّةَ إِفْرَاطِ الْمُرُورِ بِسُرْعَةِ

وَ زَالَ حِجَابُ اللَّوِحِ عَن طَيِّ سِرِّهِ    ***      فَفَاحَتْ عُلُومُ الْكَشْفِ مِنْ غَيْرِ سُتْرَةِ

فَلَوْ كَانَتِ الأَشْجَارُ أَقْلاَمَ كَتْبِهَا    ***      وَ مِدَادُهَا الْبَحْرُ الْمُحِيطُ لَجَفَّتِ

وَزَارَ مِنَ الْمَعْمُورِ أَمْلاَكَهُ الَّتِي     ***     تَنُوفُ عَلَى الأَعْدَادِ مِنْ غَيْرِ غَايَةِ

وَوَافَى دُخُولَ حَضْرَةِ الْقُدْسِ طَالِباً     ***     لِتَطْهِيرِ سِرِّ السِّرِّ مِنْ كُلِّ وَقْفَةِ

فَهَذا مَحَطُّ الْقَوْمِ عِنْدَ سُرَائِهِمْ     ***     بِأَرْوَاحِهِمْ مَحَلُّ كَتْمٍ وَ حَيْرَةِ

وَ مِنْ بعْدِهَا الْعِلْمُ الَّذِي لاَ يَبُثُّهُ    ***      سِوَى مَنْ لَهُ الإِذْنُ الصَّرِيحُ بِرُؤْيَةِ

وَ فِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِكُلِّ مُفَكِّرٍ    ***      عَجَائِبُهَا تَمْضِي إِلَى أَعْلاَ عِبْرَةِ

فَأَسْمَاءُ رَبِّ الْعَرْشِ قَدْ عَمَّ نُورُهَا     ***     بِأَجْزَائِهَا مَا بَينَ خَافِ وَ شُهْرَةِ

فَلَوْ جُلْتَ فِي الْمِياهِ مَعْ أَصْلِ نَشْئِهَا    ***      وَتَرْبِيَةِ الأَشْيَاءِ مِنْهَا بِحِكْمَةِ

حَكَمْتَ بِعَجْزِ الْكُلِّ عَنْ دَرْكِ سِرِّهَا    ***      وَ بُحْتَ بِتَخْصِيصِ الإِلَهِ بِقُدْرَةِ

وَ أطْلِقْ عِنَانَ الْفِكْرِ عِنْدَ جِبَالِهَا    ***     تَجِدْهَا هِيَ الأَوْتَادُ مِنْ غَيرِ مِرْيَةِ

وَ مَا حَوَتِ الأَزْهَارُ مِنْ حُسْنِ مَنْظَرٍ    ***      وَ كَثْرَةِ تَنْوِيعِ الثِّمَارِ الْبَدِيعَةِ

وَ مَا أظْهَرَتْ مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُرَى بِهَا    ***      وَكُلٌّ أَتَى مِنْ عَينِ عِزٍّ وَ سَطْوَةِ

فَشَاهِدْ  جَمَالَ الْحَقِّ عِنْدَ لِحَاظِهَا     ***     وَإِيَّاكَ تَنْكِيفاً عَلَى أَدْنَى ذَرَّةِ

فَمَا قَامَتِ الأشْيَاءُ إِلاَ بِرَبِّهَا     ***      فَيَا حَيُّ يَاقُيُّومُ أبْلَغُ حُجَّةِ

فَفِي  النَّفْسِ آيَاتٌ لِكُلِّ مُفَكِّرٍ    ***       فَفِيهَا انْطَوَى الْكَونُ الْكَبِيرُ بِرُمَّةِ

وَزَادَتْ بِوُسْع الْحَقِّ عِنْدَ تَطَهُّرٍ    ***      وَذَا قُلْ بِلاَ كَيفٍ وَأَينٍ وَ شُبْهَةِ

وَزَادَتْ بِتَحْمِيلِ الإِلَهِ أَمَانَةً     ***     عَلَيْهَا فَمَا  حَدَّ الإِلَهِ تَعَدَّتِ

وَقَدْ عَجَزَتْ عَنْهَا الْعِظَامُ مِنَ الْوَرَى    ***      وَقَامَ بِهَا الإِنْسَانُ أَرْفَعَ قَوْمَةِ

فَيَا سَعْدَ مَنْ أَضْحَى يُتَابَعُ سَيِّداً    ***      رَسُولاً لَهُ أَعْلاَ الْمَزَايَا وَ رُتْبَةِ

فَحَازَ مِنَ الْخَيْرَاتِ فَوْقَ نِهَايَةٍ     ***     وَأُمَّتُهُ أرْبَتْ عَلَى كُلِّ أُمَّةِ

فَلاَ أَحَدٌ يَرْقَى لِرُتْبَةِ قُرْبِهِ    ***      وَذَاكَ بِتَخْصِيصِ الإِلَهِ بِعَطْفَةِ

فَلاَ كَسْبَ لِلإِنْسَانِ فِي دَرْكِ غَايَةٍ    ***      لِمَا خَصَّهُ الرَّحْمَانُ فِي أَصْلِ نَشْأَةِ

عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ مَا جَآءَ وَارِدٌ    ***      يُبَيِّنُ طُرْقَ الْحَقِّ مَعْ سَوْقِ مِنْحَةِ

وَآلِهِ وَالأَصْحَابِ مَعْ كُلِّ مُرْشِدٍ    ***      دَعَا لِطَرِيقِ اللهِ فِي كُلِّ حَالَةِ

وَأسْأَلُ رَبِّ اللهَ إِلْقَاءَ سِرِّهِ     ***     عَلَيَّ مَعَ الإِخْوَانِ فِي كُلِّ وِجْهَةِ

قَدْ وَافَقَتُ الإِسْمَ الْعَظِيمَ جَلاَلَةً    ***      بِعَدِّ فَنَافِسْ فِي افْتِتَاحِ وَخَتْمَةِ

التائية الوسطى

شَرِبْنَا مِنَ الأَنْوَارِ فِي حَانِ حَضْرَةٍ     ***      شَرَاباً أَزالَ اللَّبْسُ مِنْ غَيرِ مِرْيَةِ

فَأَدْرَكْنَا أَنَّ الْفِعْلَ فِي كُلِّ ذَرَّةٍ     ***      بِخَالِقِهَا الْمَعْبُودِ فِي كُلِّ وِجْهَةِ

وَحَقَّقْنَا أَنَّ اللَّهَ فِي الكُلِّ ظَاهِرٌ    ***      بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَ أَسْرَارِ قُدْرَةِ

وَ لَكِنَّ أَحْوَالَ الْوُجُودِ كَثِيرَةٌ     ***     بِهَا وَقَعَ الْحُجْبُ الْعَظِيمُ لِحِكمَةِ

لِذَا أَرْسَلَ الرَّحْمَنُ خِيْرَةَ خَلْقِهِ    ***      بَشِيراً نَذِيراً دَاعِياً بِالبَصِيرَةِ

فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَحْظَى بِنَيْلِ سَعَادَةِ    ***      فَحَكِّمْهُ تَحْكِيماً عَلَى كُلِّ خَطْرَةِ

وَ قُلْ لِحُظُوظِ النَّفْسِ لاَ تَذْهَبِي مَعِي     ***     وَلاَ تَقْطَعِي سَيْرِي لِرَبِّ الْبَرِيَّةِ

فَمَنْ كَانَ ذَا ذِكْرٍ وَفِكْرٍ وَهِمَّةٍ     ***     تَرَقَى عَنِ الأَغْيَارِ  فِي كُلِّ لَحْظَةِ

وَ حَازَ مِنَ الْعِرْفَانِ فَوْقَ مُرَادِه    ***      وَحقَّقَ أَسْرَارَ الْوُجُودِ بِسُرْعَةِ

وَشَاهَدَ أَنَّ الْفَرْقَ مَحْضُ شَرِيعَةِ     ***     وَهِيَ عَلَى التَّحْقِيقِ عَينُ الْحَقِيقَةِ

لِذَا أَمَرَ الْقُرْءانُ بِالْفِكْرِ فِي الوَرَى    ***      و جَاءَ بِتَوْحِيدٍ مُزِيلٍ لِرِيبَةِ

وَلَيْسَ يُرَى الرَّحْمَنُ إِلاَّ فِي مظْهَرٍ    ***      كَعَرْشٍ  وَ  كُرْسِيٍّ وَ  لَوْحٍ وَ سِدْرَةِ

وَ كُنْهُ صِفَاتِ الرَّبِّ لَيْسَ النُّهَى تَفِي   ***        بِتَحْقِيقِهَا كَشْفاً فَأَحْرَى الْمَهِيَّةِ

فَكِرَّ عَلَى أَوْصَافِ نَفْسِكَ فَامْحُهَا    ***      تُمَدُّ بِأَنْوَارِ الصِّفَاتِ الْقَدِيمَةِ

لِذَاكَ تَرَى الْعُشَّاقَ قَدْ ثَمِلُوا بِهَا     ***      وَأَحْسَنُهُمْ سُكْراً مَلِيكُ الإِبَاحَةِ

وَلَيْسَ عَلَى الَمْغْلُوبِ مِنْ حَرَجٍ وَ لاَ     ***     عَلَى أَهْلِ الإِذْنِ مِنْ وُضُوحِ الإِشَارَةِ

فَدُونَكَ قَوْمًا قَدْ أَدابُوا نُفُوسَهُمْ     ***     فَخَاضوا بِحَارَ الْحُبِّ فِي كُلِّ لُجَّةِ

فَسَلَّمْ لَهُمْ فِيمَا تَرَى مِنْ صَبَابَةٍ     ***      وَرَقْصٍ عَلَى ذِكْرِ الْحَبيبِ بِنَغْمَةِ

فَلَوْ دُقْتَ شَيْئاً مِنْ مَعَانِي كَلاَمِنَا     ***      لَكُنْتَ مِنَ السُّبَّاقِ فِي كُلِّ حَالَةِ

وَ أَغْضَيْتَ يَآخِي الْجُفُونَ عَنِ الْقَذَا     ***     وَ مَزَّقْتَ أَثْوَابَ الْحَيَا وَ الْمَهَابَةِ

وَ قُلْتَ لِحَادِي الْقَوْمِ حَبِّبْنَا فِي اسْمِهِ    ***      فَلاَ عَارَ فِي ذَاكَ الْحِدَا وَ  الصَّبَآبَةِ

وَلَكِنْ مَنْ قَدْ صَارَ مِلْكاً بِنَفْسِهِ     ***     تَقَاعَدَ عَنْ أَسْرَارِ  تِلْكَ الطَّرِيقَةِ

فَأعْدى عَدُوٍّّ فِي الْوَرَى نَفْسُكَ الْتِي    ***      تُعَطِلُ عَنْ تَحْقِيقِ فَهْمِ الْحَقِيقَةِ

فَكَبِّرْ عَلَى الأْكَوَانِ إِنْ شِئْتَ وَصْلَهُ    ***      وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْضَى بِنَيلِ الْكَرَامَةِ

فَيَا فَوْزَ قَدْ أَجَابُوا حَبِيبَهُمْ    ***      لِدَعْوَتِهِ الْعُظْمَى فَفَازُوا بِجَنَّةِ

وَ أَعْنِي بِهِ الْعِرْفَانِ فِي حَضْرَةِ الدُّنَا     ***     وَ جَنَّةَ أَنْهَارٍ وَ حُورٍ وَلَذَّةِ

عَلَى نَفْسِهِ فَلْبَيْكِ مَنْ صَارَ قَلْبُهُ    ***      خَرَاباً مِنَ الْعِرْفَانِ فِي كُلِّ فِكْرَةِ

وَ مَا لَذَّةُ الْعَيْشِ السَّلِيمِ مِنَ النَّغْصِ    ***      وَرَبِّيَ إِلاَّ فِي تَحَقُّقِ وُصْلَةِ

عَسَى نَظْرَةٌ تَشْفِي السَّقِيمَ مِنَ الضَّنَا     ***     فَقَدْ عَزَّ إِدْرَاكٌ لِكُنْهِ الحَقِيقَةِ

فَأَطْيَبُ أوْقَاتِي اتِّصافِي بِذِلَّةِ    ***      وَ عَجْزٍ وَ فَقْرٍ وَ انْسِلاَبِ إِرادَةِ

فَتِلْكَ أُصُولٌ فِي طَرِيقَتِنَا الْمُثْلَى    ***      فَكُنْهُ وَجَنِّبْ عَنْ عُلُوٍّ وَ رِفْعَةِ

وَ كُلُّ صِفَاتِ الرَّبِّ فَاهْرُبْ لِضِدِّهَا    ***      فَكُنْ بِفَضْلِ اللّهِ أَغْنَى الْبَرِيَّةِ

فَأَوْصَافُهُ الْعِلْمُ المُحِيطُ وقُدْرَةٌ    ***      وَ أَوْصَافُنَا جَهْلٌ وَ عَجْزٌ عَنْ ذَرَّةِ

وَأِنْ شِئْتَ قَصْدَ الْعَارِفِينَ بِأَسْرِهِمْ    ***      فَخُذْهُ وَ كُنْ يَا صَاحِ صَاحِبَ هِمَّةِ

عُبُودِيَّةٌ  لِلَهِ  صَادِقَةٌ وَ مَعْ    ***      قِيَامٍ بِحَقِّ الرَّبِّ فِي كُلِّ لَحْظَةِ

وَ أَعْنِي بِهَا التَّجْرِيدَ مِنْ كُلِّ قُوَّةٍ    ***      وَحَوْلٍ وَ أسْبَابٍ وَنَيلِ الْمَزِيَّةِ

لأَنَّ بِهَا يَصْفُو الْفُؤَادُ مِنَ الْعَمَى    ***      وَيُمْلَأُ بالأَنْوَارِ فِي كُلِّ فِكْرَةِ

فَقَدْ كَمُلَتْ وَالْحَمْدُ فِي الْبَدْءِ وَ الْخَتْمِ    ***      عَلَى نِعْمَةِ  الإِمْدَادِ مِنْ خَيْرِ أُمَّةِ

عَلَيْهِ صَلاَةُ اللَّهِ فِي كُلِّ لَحْظَةِ    ***      وَآلِهِ وَ الأَصْحَابِ أَهْلِ الْعِنَايَةِ

وَ نَاظِمُهَا الْمَعْرُوفُ أَعْنِي مُحَمَّداً    ***      هُوَ ابِنُ حَبِيبٍ طَالِباً لِلْعُبُودَةِ

فَبَلِّغْهُ يَا ذَا الْفَضْلِ مِنْكَ بِنَفْحَةٍ    ***      تَسُحُّ عَلَى الأَكْوَانِ فَيْضَ الْحَقِيقَةِ

التائية الصغرى

سَقَانِي حِبِّي مِنْ صَفَاءِ مَحَبَّةٍ     ***     فَأَصْبَحْتُ  مَحْبُوباً لَدَى كُلِّ نِسْبَةِ

وَ غَيَّبَنِي عَنِّي فَلَمْ أَرَ غَيْرَهُ    ***      وَ نَعَّمَ سِرِّي فِي مَظَاهِرِ حَضْرَةِ

فَفَرَّقْتُ فِي جَمْعِي وَ جَمَعْتُ مَفْرُوقِي   ***       وَحَقَقْتُ تَوْحِيدِي بِإِفْرَادِ وَحْدَةِ

وَ نِلْتُ مُرَادِي مِنْ شُهُودِ كَمَالِهِ    ***      وَ حَقَّقْتُهُ فِي كُلِّ مَعْنَى وَ صُورَةِ

وَمَزَّقْتُ وَهْمِي وَهُوَ أَعْظَمُ قَاطِعٍ    ***      فَأَلْفَيْتُهُ قَيُّوماً فِي كُلِّ ذَرَّةِ

وَ حَكَّمْتُ شَرْعِي فِي تَجَلِّي صِفَاتِهِ    ***      فَأَطْلَعَنِي رَبِّي عَلَى سِرِّ حِكْمَتِي

فَطَوْراً أَرَى الأَكْوَانَ مَظْهَرَ أَحْمَدٍ    ***      وَطَوْراً أَرَاهَا مِنْ مَظَاهِرِ عِزَّةِ

وَ طَوْراً يَفْنَى فِعْلِي بِرؤْيَةِ فِعْلِهِ    ***      وَ طَوْراً أَرَى الأَوْصَافَ مِنْهُ تَبَدَّتِ

وَ طَوْراً أَغِيبُ عَنْ وُجودٍ مَجَازِيِّ    ***      فِي وَحْدَةِ حَقِّ لاَ تُشَابُ بِشِرْكَةِ

وَ مَا الْخَلْقُ إِلاَّ كَالْهَبَا فِي الْهَوَى لِمَنْ    ***      تَغَيَّبَ فِي أَنْوَارِ ذِكْرِ الْحَقِيقَةِ

فَفِي ذِكْرِهَا الْفَتْحُ الْمُبِينُ لِتَائِبٍ    ***      تَحَلَّى بِصَبْرٍ مَعْ تَحَقُّقِ نِعْمَةِ

فَقَامَ بِشُكْرِ اللَّهِ لِكُلِّ نِعْمَةٍ    ***      تَجَلَّى بِهَا الْوَهَّابُ فِي كُلِّ حَالَةِ

فَأَورثَهُ حُبُّ التَّفَرُّدِ دَائِماً    ***      تَحَقُّقَ إِمْدَادٍ أَتَتْ بِسَكِينَةِ

فَصَارَ يُحِبُّ اللَّهَ حَقّاً بِلاَ رَيْبٍ    ***      لِرؤْيَتِهِ الإِحْسَانَ فِي كُلِّ لَحْظَةِ

فَكُلُّ مَقَامَاتِ الْيَقِينِ قَدِ انْطَوَتْ    ***      فِي صَبْرٍ وَحُبٍّ خَالِصٍ مِنْ مَشُوبَةِ

وَلاَبُدَّ فِي ذَا مِنْ إِمَامٍ لِسَالِكٍ    ***      يَدُلُّ عَلَى بِرٍّ وَتَقْوَى وَ سُنَّةِ

وَدَعْ عَنْكَ مَحْجُوباً غَفُولاً عَنْ رَبِّهِ     ***      جَهُولاً بِطُرْقِ اللّهِ مِنْ فَرْطِ ظُلْمَةِ

وَ إِيَاكَ أَنْ تَرْضَى بِصُحْبَةِ فِرْقَةٍ    ***      تَمَكَّنَ مِنْهَا الشَّرُّ فِي كُلِّ قَوْلَةِ

يَقُولُونَ بِالأَفْوَاهِ مَالَيْسَ فِي الْحَشَا    ***      وَيَاتُونَ مِنْ أَفْعَالِ كُلِّ قَبِيحَةِ

نَصَحْتُكَ بَعْدَ البَحْثِ إِنْ كُنْتَ سَامِعاً    ***      فَمَا الدِّينُ إِلاَّ نُصْحُ كُلِّ الْخَلِيقَةِ

فَكَمْ قَدْ أَزَاغُوا مِنْ عُقُولٍ بَسِيطَةٍ     ***     خَلَتْ عَنْ تَوْفِيقِ نُورِ رَبِّ الْبَرِيَّةِ

وَقَدْ صَارَتِ الأَعْرَاضُ فِي هَتْكِهَا لَهُمْ    ***      قَبَائِحُ أَغْرَاضِ هِيَ شَرُّ فِتْنَةِ

وَقَدْ أَمَرَ الشَّرْعُ الْمُبِينُ بِتَعْظِيمٍ    ***      لِمَنْ كَانَ ذَا نَفْعِ بِإِرْشادِ أُمَّةِ

وَ طُوبَى لِمَشْغُولٍ بِتَهْذِيبِ نَفْسِهِ    ***      يُجَاهِدُهَا بِالذِّكْرِ فِي كُلِّ آيَةِ

وَ يَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ بِالْجِدِّ دَائِماً    ***      وَيَقْتَبِسُ الأَنْوَارَ مِنْ كُلِّ آيَةِ

يُحَكِّمُهُ فِي كُلِّ مَاهُوَ فَاعِلٌ    ***      وَيَتْبَعُ أَخْلاَقاً لِخَيْرِ الْخَلِيقَةِ

فَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ لِمَنْ دَرَا    ***      وَ هُوَ الَّذِي أَتَى بِأَفْضَلِ مِلَّةِ

عَلَيهِ صَلاَةُ اللَّهِ مَعْ آلِهِ وَ مَنْ    ***     تَلاَهُمْ بِإِحْسَانِ إِلَى يَوْمِ بِعْثَةِ

عقائد التوحيد

يَقُولُ عَبْدُ رَبِّهِ مُحَمَّدُ    ***      ابْنُ الْحَبِيبِ رَبَّهُ يُوَحِّدُ

بِإِسْمِ الإِلَهِ فِي الأُمُورِ أَشْرَعُ     ***     إِلَيْهِ بَدْؤَهَا كَذَاكَ الْمَرْجَعُ

مَعْنَى الإِلَهِ الْغَنِيُّ عَنْ سِوَاهُ    ***      وَلَهُ يَفْتَقِرُ مَا عَدَاهُ

لِلإِسْتِغْنَى عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ    ***      يَجٍّ مِنَ الأَوْصَافِ لاَ تَنْسَاهُ

وُجُودٌ ثُمَّ قِدَمٌ ثُمَّ الْبَقَا    ***      مُخَالَفَةٌ ثُمَّ غِنَاهُ مُطْلَقا

وَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَ الْكَلاَمُ   ***       وَ الْكَوْنُ لاَزِمٌ لَهَا أَحْكَامُ

وَعَدَمُ الأَغْراضِ فِي الأَفْعَالِ    ***      كَذَاكَ فِي اللأَحْكَامِ رَدُّ الْبَالِ

جَوَازُ فِعْلٍ ثُمَّ تَرْكَ أَلْحِقَا    ***      بِمَا ذَكَرْنَاهُ وَ كُنْ مُحَقِّقَا

وَ الإِفْتِقَارِ كُلِّ مَا عَدَاهُ    ***      يَبٌّ مِنَ الأَوْصَافِ مُنْتَهَاهُ

العِلْمُ وَ الْقُدْرَةُ وَ الإِرَادَةُ    ***      ثُمَّ الْحَيَاةُ حَقِّقِ الإِفَادَةُ

زِدْ قَادِراً وَ مُرِيداً وَ عَالِم    ***      حَيًّا فَلاَ تَكْفِي بِاللَّوَازِمْ

وَ حْدَةُ فِعْلٍ وَ كَذَا وَصْفٌ وَ ذَاتْ    ***      بِنَفْيِ كَمٍّ فَاسْئَلَنْ عَنْهَا الثِّقَاتْ

حُدُوثُ عَالمٍ وَ نَفْيُ تَأثِيرِ    ***      بِطَبْعِ أَوْ بِقُوَّةٍ فَاعْتَبِرِ

فَتِلْكَ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ صِفَةْ     ***     وَالضِّدُّ مِثْلُهَا فَفَصِّلْ عَدَدهْ

وَ لِلإِيمَانِ بِالَّسُولِ عَشَرَة    ***      وَسِتَّةٌ مِنَ الصِّفَاتِ تَابِعَهْ

الصِّدْقُ  وَ التَّبْلِيغُ و  الأَمَانَةْ    ***      وَجَوَازُ  الأَعرَاضِ   لِلإِفَادَةْ

وَ إِيمَانٌ بِكُتُبِ وَ أَنْبِيا    ***      وَ رُسُلٍ وَ أمْلاَكٍ يَا ذَكِيَا

وَ إِيمَانٌ بِيَوْمِ الآخِرِ فَعِ   ***       أَضْدَادَهَا وَ كُنْ لِنَفْيِهَا سَاعِي

فَتِلْكَ سِتَّةُ وَ سِتُّونَ صِفَةْ    ***      تَدْخُلُ فِي الْكَلِمَةِ الْمُشَرَّفَةْ

فَاشْغَلْ بِهَا الأَوْقَاتَ بِالْحُضُورِ    ***      تَرْقَى إِلَى الْمَعْنَى مَعَ السُّرُورِ

دَلِيلُهَا النَّظَرُ فِي الْقُرْآنِ    ***      وَ جَوْلاَنُ الْعَقْلِ فِي الأْكْوَانِ

يَا رَبَّنَا صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ    ***      وَآلِهِ وَ كُلِّ عَبْدٍ مُقْتَدِي

وَ انْفَعْ بِهَا يَارَبِّ كُلِّ مَنْ قَرَا    ***      وَسَامِعٍ وَ أُمِّيٍّ وَ مَنْ دَرَى

وَانْصُرْ أمِيَرَنَا بِخَرْقِ الْعَادَةْ    ***      وَاحْفِظْ  أَنْجَالَهُ وَ كُلِّ العَائِلَةْ

وَ جْعَلْهُ عَيْناً مِنْ عُيُونِ اللَّهِ    ***      يَنْفَعُ فِي كُلِّ بِلاَدِ اللَّهِ

وَ وَالِ مَنْ وَالاَهُ بِالإِحْسَانِ    ***      وَمَنْ أَعَانَهُ بِلاَ خِذْلاَنِ

وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةْ    ***      مَنْ يُخْلِصُ النُّصْحَ وَ لَهُ النِّيَةْ

وَ وَفِّقِ الوُلاَةَ لِلْمُسَاعَدَهْ     ***     لِكُلِّ مَا فِيهِ صَلاَحُ الْعَمَلَةْ

وَاخْتِمْ لَنَا يَارَبِّ بِالسَّعَادَةْ    ***      وَارْفُقْ بِنَا عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةْ

براق الطريق

يقُولُ أَفْقَرُ الْوَرَى مُحَمَّدُ    ***      إِبْنُ الْحَبِيبِ قَوْلُهُ مُسَدَّدُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِخَيْرِهِ    ***      عَمَّ الْوَرَى فِي بَرِّهِ وَبَحْرِهِ

وَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ بِالشَّرَائِعِ    ***      وَ مُعْجِزَاتٍ مَا لَهَا مِنْ دَافِعْ

فَلُبُّهَا تَصَوُّفٌ مُحَرَّرُ    ***      عَلَى كِتَابٍ سُنَّةٍ مُقَرَّرُ

فَهَاكَ مِنْهَا نُبْذَةً تُقَرِّبُ    ***      طَرِيقَهُ وَ سَيْرَهُ تُحَبِّبُ

سَمَّيْتُها بِبُرَاقِ الطَّرِيقِ   ***       تُسْرِعُ بِالْمُرِيدِ لِلتَّحْقِيقِ

فَإِنْ تُرِدْ سُلُوكَكَ الطَّرِيقَا    ***      فَاعْتَمِدِ اللهِ وَ سَلْ تَوْفِيقَا

وَ أَرِحِ النَّفْسَ مِنَ التَّدْبَيرِ    ***      فَإِنَّ ذَا يَجْلُبُ لِلتَّنْوِيرِ

إِيَّاكَ أَنْ تَهْتَمَّ بِالأَرْزَاقِ   ***       لِأَنَّهَا فِي ضَمَانِ الْخَلاَّقِ

وَ خِصْلَتَانِ لَيْسَ شَيْءٌ يُوجَدُ    ***       فَوْقَهُمَا مِنَ الخَيْرَاتِ يُحْمَدُ

حُسْنُ ظَنٍّ بِاللَّهِ ثُمَّ بِالْعِبَادْ    ***      فَكُنْ هُمَا وَ جَنِّبْنَّ لِلْعِنَادْ

وَ أَقْرَبُ الطُّرُقِ عِنْدَ اللَّهِ    ***      أَنْ تُكْثِرَ الذِّكْرَ بِاسْمِ اللَّهِ

لِأَنَّهُ الإِسْمُ الْعَظِيمُ الأَعْظَمُ    ***      عَلَى الأَصَحِّ مِنْ خِلاَفٍ يُعْلَمُ

وَ فَرِّغِ الْقَلْبَ مِنَ الأَغْيَارِ    ***      عِنْدَ التَّوَجُّهِ لِذِكْرِ الْبَارِي

وَانْظُرْ لِأَسْرَارِ الْحَكِيمِ وَاعْتَبِرْ    ***      وَجَنِّبِ الْخَْوْضَ وَ لاَ تَكُنْ تُصِرْ

بَلْ عَقِّبِ الذَّنْبَ بِالإِسْتِغْفَارِ    ***      وَ بِالتَّضَرُّعِ وَ الإِنْكِسَارِ

َوَانْظُرْ لِمَا مَنَّ بِهِ عَلَيْكَا    ***      مِنْ كُلِّ طَاعَةٍ سَعَتْ إِلَيْكَا

وَاحْمَدْهُ فِي السَّرَّاءِ وَالضَرَّاءِ    ***      لِأَنَّهُ الْفَاعِلُ فِي الأَشْيَاءِ

وَ حَرِّكِ الْهِمَّةَ  بِالأَشْوَقِ    ***      وَلاَ تَكُنْ تَرْضَى بِدُونِ الْبَاقِي

وَ لاَ تَقِفْ مَعَ الْبَوَارِقِ وَ لاَ    ***      مَعْ غَيْرِهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَصَلاَ

وَاسْأَلْهُ أَنْ يَطْوِي لَكَ الطَّرِيقَا    ***      حَتَّى تَدُوقَ ذَلِكَ التَّحْقِيقَا

فَاللَّهُ يَجْتَبِي مِنَ الْعَبِيدِ    ***      مَنْ شَاءَهُ لِحَضْرَةِ التَّفْرِيدِ

إِيَّاكَ أَنْ تَسْتَبْعِدَ الطَّرِيقَا   ***       فَإِنَّ ذاَ  يُكْسِبُكَ التَّعْوِيقَا

وَاسْلُكْ بِنَفْسِكَ سَبِيلَ الرِّفْقِ    ***      لِكَيْ يَكُونَ سَيْرُهَا بِالشَّوْقِ

فَإِنَّ رَكْعَتَيْنِ مِنْ مُحِبِّ    ***      أَفْضَلُ مِنْ أَلْفٍ مِنْ غَيْرِ حُبِّ

وَ الأَدَبَ اجْعَلَنَّهُ رَفِيقَا    ***      فِي أَخْذِكَ التَّشْرِيعَ وَ التَّحْقِيقَا

فَمَثَلُ الأَدَبِ فِي الأُمُورِ    ***      كَخَلْطِكَ الْحَدِيدَ بِالإِكْسِيرِ

أَمَا تَرَاهُ يُقَلِبُ الْحَدِيدَا    ***      فِي لَحْظَةٍ بِذَهَبٍ جَدِيدا

كَذَلِكَ الأَدَبُ لِلْقُلُوبِ    ***      يَنْقُلُهَا لِحَضْرَةِ الْغُيُوبِ

فَكَمْ مُجِدٍّ عَمَلاً قَدْ وَكَلَهْ    ***      لِنَفْسِهِ وَ كَمْ أَدِيبٍ قَرَّبَهْ

فَأَدَبُ النَّظَرِ فِي الأَكْوَانِ    ***      شُهُوُدُ بَارِيهَا بِغَيْرِ ثَانِ

فَتُبْصِرُ الْخَالِقَ فِي الْمَخْلُوقِ    ***      وَ تُبْصِرُ الرَّازِقَ فِي الْمَرْزُوقِ

وَالْحَقُّ لاَيُرَى فِي غَيْرِ مَظْهَرٍ    ***      لِأَحَدٍ مِنْ مَلَكٍ أَوْ بَشَرٍ

فَالْمَظْهَرُ الأَوَّلُ نُورُ أَحْمَدَا    ***      عَلِيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ سَرْمَدَا

قَدْ مَلأَ الْحَقُّ بِهِ الأَكْوَانَ    ***      وَ كُلِّ مَا يَكُونُ أَوْ قَدْ كَانَا

فَاشْهَدْهُ فِي النَّفْسِ وَفِي الأَفَاقِ    ***      وَامْزُجْ بِذَاكَ رُؤْيَةَ الْخَلاَقِ

تُكْفَى بِذَا الشُّهُودِ كُلَّ عَيْبِ    ***      فِي النَّفْسِ وَ القَلْبِ وَ غَيْبِ الْغَيْبِ

وَذَكِّرِ النَّفْسَ بِحُسْنِ نِيَةِ    ***      وَاقْرَنْهَا بِالسُكُونِ وَالْحَرَكَةِ

وَ نَمِّهَا تَنْمِيَةً وَ كَثِرَا    ***      لَهَا تَحُوزُ فَضْلَهَا بِلاَ مِرَا

وَاخْتَصِرِ الطَّرِيقَا بِالتَّعْظِيمِ    ***      لِكُلِّ مَا شُرِعَ مِنْ مَرْسُومِ

وَلاَ تَكُنْ تَحْقِرْ مِنَ الأَعْمَالِ    ***      شَيْئاً أَتَى وَ لاَ مِنَ الأَقْوَالِ

طَرِيقَةُ الأَبْدَالِ جُوعٌ سَهَرُ  ***        صَمْتٌ وَ عُزْلَةٌ وَذِكْرٌ حَرَّرُوا

قَدِ انْتَهَتِ نُبْذَةُ ذَا التَّصَوُّفِ    ***      وَالْحَمْدُ لِلَهِ عَلَى التَّعَرُّفِ

وَ أُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ الْمُمِدِّ    ***      صَلاَةَ رَبِنَا بِغَيْرِ حَدِّ

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الثِّقَاتِ    ***      السَّالِكِينَ سُبُلَ النَّجَاةِ

وَأَسْأَلُ اللَّهَ صَلاَحَ الْحَالَ    ***      لَنَا وَلِلأَحْبَابِ فِي الْمَآلِ

وَأَنْ يُزِيلَ عَنَّا كُلَّ رَيْبٍ    ***      بِجَاهِ كُلِّ عَارِفٍ مُرَبِّي

وَالْحَمْدُ لِلَهِ عَلَى التَّمَامِ    ***      وَالشُّكْرُ للَّهِ عَلَى الْخِتَامِ

خوارق الطريق

اَلْحَمْدُ لِلَهِ وَصَلَّى اللَّهُ    ***      عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ الأَوَّاهُ

قَالَ أَبُو حَامِدٍ الصُّوفِيُّ    ***      حُجَّةُ الإِسْلاَمِ هُوَ الْطُّوسِيُّ

كَرَامَةُ الدَّاخِلِ فِي الطَّرِيقِ   ***       عِشْرُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى التَّحْقِيقِ

أَوَّلُهَا يَذْكُرُهُ الإِلَهُ    ***      كَمَا يَلِيقُ بِهِ يَابُشْرَاهُ

ثَانِيُهَا تَعْظِيمُهُ بَيْنَ الأَنَامْ    ***      وَالثَّالِثُ الْحُبُّ لَهُ بِلاَ مَلاَمْ

وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّهُ الإِلَهُ    ***      أَحَبَّهُ الْخَلْقُ فَيَا سَعْدَاهُ

رَابِعُهَا يُدَبِّرُ الأُمُورَا   ***       لَهُ فَيَبْقَى دَائِماً مَسْرُورَا

خَامِسُهَا تَسْهِيلُهُ الرِّزْقَ لَهُ    ***      بِلاَ مَشَقَّةٍ فِيهِ تَلْحَقُهُ

سَادِسُهَا يَنْصُرُهُ عَلى الْعِدَا    ***      بِخَرْقِ عَادَةٍ مَعْ حِفْظٍ أَبَدَا

سَابِعُهَا يَكُونُ أُنْسَهُ فَلاَ    ***      وَحْشَةَ تَاتِيهِ مِنْ شَيْءٍ نَزَلا

ثَامِنُهَا الْعِزُّ لَهُ فِي النَّفْسِ    ***       فَالْكَوْنُ يَخْدُمُهُ دُونَ لَبْسِ

تَاسِعُهَا الرَّفْعُ لِهِمَّةٍ لَهُ     ***     عَنْ كُلِّ شَيْءٍ فَاتِنٍ يَشْغَلُهُ

عَاشِرُهَا الْغِنَى لِقَلْبِهِ مَعَ    ***      تَسْهِيلِ أَمْرِهِ الَّذِي فِيهِ سَعَى

وَهَاكَ بَاقِيهَا مَعَ اخْتِصَارِ   ***       بِعَطْفِ بَعْضِهَا فَخُذْ يَا قَارِي

تَنْوِيرُ قَلْبٍ يَهْتَدِي بِنُورِهِ    ***      لِفَهْمِ أَسْرَارٍ بِفَضْلِ رَبِّهِ

وَ شَرْحُ صَدْرِهِ فَلاَ يَهْتَمُّ    ***      بِكُلِّ مِحْنَةٍ بِهِ تَلِمُّ

مَهَابَةٌ لَهُ وَ حُسْنُ مَوْقِعِ    ***      فِي نُفُوسِ النَّاسِ بِغَيْرِ دَافِعِ

تَحْبِيبُهُ لِكُلِّ خَلْقٍ فِي الْوَرَى    ***      بِوَعْدِ رَبِّنَا لَهُ بِلاَ مِرَا

تَبَرُّكٌ بِهِ مَعَ الأَدَابِ    ***      مَعَهُ وَلَوْ نُقِلَ للِتُرَابِ

تَسْخِيرُهُ الأَرْضَ لَهُ فَيَذْهَبُ    ***      حَيْثُ يِشَا بِسُرْعَةٍ لاَ يِرْهَبُ

وَ البَرُّ وَ البَحْرُ مَعَ الْهَوَاءِ   ***      خَادِمَةٌ لَهُ بِلاَ امْتِرَاء

وُحُوشٌ  ثُمَّ سِبَاعٌ مَعَ الْهَوَامْ    ***     سَخَرَّهَا الرَّبُّ لَهُ عَلَى الدَّوَامْ

مَفَاتِيحُ الْكُنُوزِ وَ المَعَادِنْ    ***      تَطْلُبُهُ وَ هُوَ عَنْهَا بَائِنْ

تَوَسَّلُ النَّاسِ بِجَاهِهِ إِلَى    ***      إِلَهِهِ فِي كُلِّ نَزَلاَ

فَيَقْضِيهِ الرَّبُّ بِلاَ تَعْسِيرِ    ***      بِفَضْلِهِ الْمَصْحُوبِ بِالتَّيْسيرِ

وَذَاكَ مَوْكُولٌ إِلى اخْتِيَارِ    ***      إِلَهِهِ فِي سَابِقِ الأَقْدَارِ

فَلاَ تَقُلْ دََعَوْتُهُ فَلَمْ يُجِبْ    ***      فَذَاكَ شَأْنُ كُلِّ غَافِلٍ مُرِيبْ

أَمَّا الْكَرَامَةُ لَهُ فِي الآخِرَةْ     ***     عِشْرُونَ أَيْضاً هَاكَهَا مُتَّبَعَةْ

تَسْهِيلُ مَوْتِهِ مَعَ الْخِتَامِ    ***      عَلَى الإِيمَانِ فَازَ بِالْمَرَامِ

تَبْشِيرُهُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّيْحَانِ   ***       وَ اَلأَمْنِ مِنْ خَوْفٍ مَعَ الرِّضْوَانِ

كَذَا الْخُلُودُ فِي الْجَنَانِ أَبَدَا    ***      فِي جِوَارِ الرَّحْمَانِ دَأْباً سَرْمَداً

لِرُوحِهِ الْعُرُوجُ وَ الإِكْرَامُ   ***     مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَالإِنْعَامُ

وَ النَّاسُ تَزْدَحِمُ لِلصَلاَةِ     ***     عَلَيْهِ إِذْ كَانَ مِنَ الثِّقاتِ

يُلَقَّنُ الصَّوَابَ فِي السُّؤَالِ    ***      فَلاَ يَخَافُ شِدَّةَ الأَهْوَالِ

تَوْسِعَةُ الْقَبْرِ لَهُ فِي رَوْضَةِ    ***      يَكُونُ فِيهَا ءَامِناً مِنْ فِتْنَةِ

وَ إِينَاسٌ لِرُوحِهِ وَ جِسْمِهِ    ***      إِذْ تَأْتِيهِ الْبُشْرَى لَهُ مِنْ رَبِّهِ

تَحْمِلُهُ الطُّيُورُ فِي أَجْوَافِهَا    ***      فِي جَنَّةٍ حَيْثُ يَشَا فِي عَرْضِهَا

وَالحَشْرُ فِي الْعِزِّ مَعَ الْكَرَامَهْ    ***      وَالتَّاجِ و الْحُلَلِ وَ الشَّفَاعَهْ

بَيَاضُ وَجْهِهِ وَ نُورُهُ ظَهَرْ   ***       لِكُلِّ مَنْ بِمَوْقِفٍ قَدِ انْتَشَرْ

وَ هَوْلُ مَوْقِفٍ فَلاَ يَرَاهُ    ***      وَ الأَخْدُ الْكُتْبَ لَهُ يُمْنَاهُ

فَلاَ يُحَاسَبُ حِسَابَ عُنْفِ    ***      بَلْ يُبْتَدَى بِجَميلٍ وَ لُطْفِ

أَعْمَالُهُ تَثْقُلُ عِنْدَ الْوَزْنِ   ***       وَ الشُّرْبِ مِنْ حَوْضِ نَبِيٍّ يُغْنِي

جَوَازُهُ الصِّراطَ بالإِسْرَاعِ    ***      لِجَنَّةِ الْخُلْدِ بِلاَ نِزَاعِ

فَلاَ يُحَاسَبُ وَ لاَ يُلاَمُ    ***      فِي مَوْقِفِ الْمِيزَانِ لاَ يُضَامُ

يَشْفَعُ فِي الأَهْلِ وَ فِي الإِخْوَانِ    ***      وَ يُكْتَسَى مِنْ حُلَلِ الرِّضْوَانِ

ثُمَّ لِقَاءُ اللَّهِ بِالْمُعَايَنَةْ    ***      مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَ لاَ مُشَابَهَةْ

وَ هِيَ أَجَلُّ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّة    ***      كَمَا أَتَى فِي كِتَابٍ وَ سُنَّةْ

وَ شَرْطُ مَنْ يَمْنَحُهُ الإِلَهُ    ***      بِهَذِهِ الْخِلَعِ لاَ تَنْسَاهُ

الْعِلْمُ وَالْعَمَلُ مَعْ إِخْلاَصٍ   ***       وَ الْذِّكْرُ يُوذِنُ بِالإِخْتِصَاصِ

فَغَايَةُ الطَّرِيقِ فِي اسْتِغْرَاقِ   ***       فِي شُهُودٍ لِمَالِكٍ خَلاَّقِ

إِيَّاكَ أَنْ تَصْغَى لِطَاعِنٍ فِيهَا    ***      لِجَهْلِهِ بِعِلْمِهَا وَ فَضْلِهَا

فَسَهِّلَنْ يَارَبِّ لِلإِخْوَانِ   ***       سُلُوكَهَا فَضْلاً بِلاَ تَوَانِ

قَدِ انْتَهَتْ خَوَارِقُ الطَّرِيقِ    ***      لِمَنْ مَشَى فِيهَا عَلَى التَّحْقِيقِ

فَارْحَمْ مُفِيدَهَا وَ جَامِعاً لَهَا    ***      وَ مَنْ تَصَدَّى مَعَنَا لِنَشْرِهَا

نَاظِمُهَا مُحَمَّدُ اِبْنُ الْحَبِيبِ    ***      يِطْلُبُ لِلأُمَّةِ فَتْحاً فِي الْقَرِيبِ

وَ نُصْرَةً لِظِلِّنَا الْمَحْبُوبِ    ***      تُظْفِرُهُ بِجَمِيعِ الْمَرْغُوبِ

ثُمَّ صَلاَةُ اللَّهِ  تَتْرَى أَبَداَ     ***     عَلَى مُحَمَّدٍ وَ مَنْ بِهِ اقْتَدَى

كَذَلِكَ الآلِ مَعَ الصِّحَابِ    ***      السَّالِكِينَ سُبُلَ الصَّوَابِ

في فضائل الاسم الأعظم

تَجَرَّدْ عَنِ الأَغْيَارِ تَحْظَى بِقُرْبِهِ    ***      وَ تَرْقَى مَرَاقِي الْقَوْمِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ

وَ عَمِّرْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَنْفَاسَكَ الَّتِي    ***      تُحَاسَبُ عَنْهَا يَوْمِ حَشْرٍ وَمَوْعِدِ

وَ عَظِّمْ جَمِيعَ الْكَوْنِ مِنْ حَيْثُ إنَّهُ    ***      تكَوَّنَ مِنْ نُورِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ

وَ لاَحِظْهُ أَنْوَاراً لِأَسْمَاءِ رَبِّنَا    ***      وَ غِبْ عَنْ كَثَافَةٍ وَ عَنْ قَوْلِ مُلْحِدِ

وَأَحْبِبْ بِحُبِّ اللَّهِ وَابِغْضْ بِبُغْضِهِ    ***      فَذَاكَ مِنَ التَّشْرِيعِ فَاحْفَظْهُ سَيِّدِي

وَ كُنْ بَرْزَخَ الْبَحْرَيْنِ حَقٍ وَ شِرْعَةٍ    ***      تَحُزْ رُتْبَةَ التَّعْرِيفِ فِي كُلِّ مَقْعَدِ

وَ دُلَّ عِبَادَ اللَّهِ بِاللَّهِ مُعْلِناً    ***      بِتَحْسِينِ طُرْقِ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْجِدِ

وَ إِنْ شِئْتَ إِسْرَاعاً لِحَضْرَةِ رَبِنَّا    ***      فَحَسِّنْ بِخَلْقِ اللَّهِ ظَناً وَ مَجِّدِ

وَوَاظِبْ عَلَى الإِسْمِ الْعَظِيمِ الْمُعَظَّمِ    ***      بِحُسْنِ سَرِيرَةٍ وَ صِدْقٍ وَ مَقْصِدِ

وَ شَاهِدْ جَمَالَ الذَّاتِ فِي كُلِّ مَظْهَرٍ    ***      فَلَوْلاَهَا لَمْ يَثْبُتْ وُجُودٌ لَمُوْجَدِ

وَ كُلُّ صِفَاتِ النَّفْسِ تَفْنَى بِذِكْرِهِ    ***      وَ يَبْقَى نَعِيمُ الْقَلْبِ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ

وَ كُلُّ تَحَلِّ بِالْمَقَامَاتِ نَاشِئٌ    ***      عَنِ الذِّكْرِ بِالإِسْمِ الْعَظِيمِ مَعَ الْجِدِّ

فَمِنْهُ يَكُونُ الْفَتْحُ لِكُلِّ سَالِكٍ    ***      وَ مِنْهُ يَكُونُ الْفَيْضُ لِكُلِّ مُرْشِدِ

وَ عَنْهُ تَكُونُ حَالَةُ الْسُكْرِ وَ الْفَنَا    ***      وَعَنْهُ تَكُونُ حَالَةُ الصَّحْوِ وَ الْوَجْدِ

وَ مَا نَالَ عِزاً غَيْرُ مُنْفَرِدٍ  بِهِ    ***      تَحَلَّى بِمَا يُرْضِيهِ مَعْ كَثْرَةِ الْحَمْدِ

فَمَا زَالَ يَرْقَى فِي مَهَامَةِ ذَاتِهِ    ***      وَ يَفْنَى فَنَاءً لَيْسَ فِيهِ سِوَى الْفَقْدِ

فَإِنْ رُدَّ لِلأَثَارِ جَآءَ بِحُلَّةٍ    ***      تُنَادِي عَلَيْهِ بِالْوِلاَيَةِ وَالْمَجْدِ

فَكُنْ خَادِماً عَبْداً لِمَنْ هَذَا وَصْفُهُ    ***      وَوَفَّ بِعَهْد اللَّهِ يَاتِكَ بِالْوَعْدِ

وَأَعْظَمُ خَلْقِ اللّهِ فِي ذَاكَ رُسْلُهُ    ***      وَأَكْمَلُهُمْ فِيهِ النَّبِيُّ مُحَمَّدِ

فَظَاهِرُهُ نُورٌ وَبَاطِنُهُ سِرٌّ    ***      كَمَالاَتُهُ لَيْسَتْ تُحَصَّلُ بِالْعَدِّ

عَلَيْهِ صَلاَةُ اللَّهِ وَ الآلِ وَ الصَّحْبِ    ***      وَدَارِكْنَا بِالأَلْطَافِ مِنْ غَيْرِ مَاحَدِّ

الحمد

لَكَ الْحَمْدُ يَا ذَا الْحِلْمِ وَ الْعَفْوِ وَ السِّتْرِ     ***      وَ حَمْدِيَ مِنْ نُعْمَاكَ يَا وَاسِعَ الْبِرِّ

لَكَ الْحَمْدُ عَدَّ الْقَطْرِ وَالرَّمْلِ وَ الْحَصَى    ***      وَ عَدَّ نَبَاتِ الأَرْضِ وَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ

لَكَ الْحَمْدُ عَدَّ النَّمْلِ وَ الجِنِّ وَ اَلإِنْسِ    ***      وَ مِلْءَ السَّمَا وَالَعَرْشِ وَ اَلْكَوْكَبِ الدُّرِّ

وَمِلْءَ الْفَضَا وَاللّوْحِ وَ الْكُرْسِي وَ الثَّرَى    ***      وَ عَدَّ جَمِيعِ الْكَائِنَاتِ  إِلَى الْحَشْرِ

لَكَ الحَمْدُ يَارَبِّي كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ    ***      فَإنِّيَ لاَ أُحْصِي الثَّنَاءَ مَدَى الدَّهْرِ

لَكَ الحَمْدُ يَا مُعْطِي الْمَوَاهِبَ بِالفَضْلِ     ***      وَ مَانِحَ أَهْلِ اللَّهِ بِالفَتْحِ وَ النَّصْرِ

لَكَ الْحَمْدُ بِالأَنْفَاسِ وَ الجِسْمِ وَ الْقَلْبِ    ***      تَفَضَّلْ عَلَى عَبْدٍ تَحَيَّرَ فِي الأَمْرِ

فَإِنِّي وَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبِي تَعُوقُنِي    ***      فَلِي فِيكَ حُسْنُ الظَّنِّ يَجْبُرُ لِي كَسْرِي

فَمُنَّ عَلَيْنَا يَاغَفُورُ بِتَوْبَةً   ***       تَجُبُّ الَّذِي قَدْ كَانَ فِي سَالِفِ العُمْرِ

وَ زِدْنَا مِنَ النَّعْمَاءِ وَ النُّورِ وَ الكَشْفِ    ***      وَ مَكِّنَّا فِي الإِرْشَادِ بِالإِذْنِ وَالسِّرِّ

وَ أَيِّدْنَا فِي أَقْوَالِنَا وَ فِعَالِنَا    ***      وَيَسِّرْ لَنَا الأَرْزَاقَ مِنْ حَيْثُ لاَ نَدْرِي

فَهَا نَحْنُ  فِي بَابِ التَّفَضُّلِ وَاقِفٌ    ***      وَمُنْتَظِرٌ عَطْفَ الْحَبِيبِ بِلاَ عُسْرِ

فَأَنْعِمْ عَلَيْنَا يَا مُجِيبُ بِسُرْعَةٍ    ***      فَإِنَّكَ أَهْلُ الْجُودِ وَ الْمَنِّ وَ الْخَيْرِ

فَفَضْلُكَ مَوْجُودٌ بِغَيْرِ وُجُودِنَا    ***      وَ جُودُكَ مَسْدُولٌ عَلَيْنَا بِلاَ نُكْرِ

وَوَفِّقْنَا  للِشُكْرِ الَّذِي هُوَ لاَزِمٌ    ***      عَلَيْنَا وَيَسْتَدْعِي الْمَزِيدَ بِلاَ خُسْرِ

وَ أَخْرِجْنا مِنْ سِجْنِ الْجُسُومِ وَرَقِّنَا      ***    لِحَضْرَةِ أَرْوَاحٍ ثَواباً عَلَى الشُّكْرِ

وَ أَشْهِدْنَا مَعْنَى الذَّاتِ فِي كُلِّ مَظْهَرٍ    ***      لِيَقْوَى شُهُودِي فِي الشَّدَائِدِ وَ الْيُسْرِ

وَ أَفْنِنَا عَنَّا وَ ابْقِنَا بِكَ دَائِماً    ***      لِنَلْحَقَ أَهْلَ الإِرْثِ مِنْ حَضْرَةِ السِّرِّ

فَأَمْرُكَ لِلأَشْيَاءِ فِي قَوْلِ كُنْ تَكُنْ    ***      فَكَوِّنْ لَنَا الأَشْيَاءَ عَزْماً بِلاَ مَكْرِ

وَصَلِّ بِأَنْوَاعِ الْكَمَالاَتِ كُلِّهَا     ***     عَلَى أَحْمَدَ الْهَادِي إِلَى حَضْرَةِ الطُّهْرِ

وَ آلِهِ وَ الصَّحْبِ الْكِرَامِ وَ مَنْ دَعَا    ***      لِنَاظِمِ هَذَا النَّظمِ بِالشَّرْحِ للِصَّدْرِ

وَ يَا رَبِّ بِالهَادِي الرَّؤُوفِ مُحَمَّدٍ    ***      أَنِلْنَا عُلُوماً تَنْفَعُنَا يَوْمَ النَّشْرِ

وَقَوِّنَا بِالأَنْوَارِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ    ***      وَثَبِتْنَا عِنْدَ الْخَتْمِ وَالنَّزْعِ وَ القَبْرِ

أيا من يرد قربا

أَيَا مَنْ يُرِدْ قُرْباً مِنَ اللَّهِ عَنْ فَوْرِ     ***     عَلَيكَ بِذِكْرِ اللّهِ فِي السِّرِّ وَ الْجَهْرِ

وَ عَمِّرْ بِهِ الأَوْقَاتَ تَسْمُو بِسُرْعَةٍ    ***      إِلَى ذِرْوَةِ الْعِرْفَانِ مَعْ خَالِصِ الْفِكْرِ

لِتَصْقِيلِ  مِرْءَا القَلْبِ يَنْكَشِفُ الْغِطَا    ***      وَ تَبْدُو لَهُ الأَنْوَارُ مِنْ خَالِصِ الذِّكْرِ

بِذِكْرِ إِلَهِ العَرْشِ تَزْهَدُ فِي الْوَرَى    ***      وَ تَفْنَى عَنِ النَّفْسِ الْمُعَطِّلَةِ السَّيرِ

وَ تَضْحَى جَلِيسَ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ كُلْفَةِ    ***      وَتَسْلَمَ مِنْ شَكٍّ وَ شِرْكٍ وَ مِنْ غَيْرِ

وَ تَرْحَلُ عَنْ كَوْنٍ إِلَى حَضْرَةِ الصَّفَا    ***      وَ تَشْهَدُ فِعْلَ اللَّهِ فِي الْخَلْقِ وَ الأَمْرِ

وَ تَرْقَى إِلى الأَسْمَاءِ تُسْقَى بِنُورِهَا    ***      فَتِبْدُو  لَكَ الأَوْصَافُ مِنْ غَيْرِ مَا سِتْرِ

وَ يَظْهَرُ مَعْنَى الذَّاتِ مِنْ كَامِلِ الْفَنَا    ***      فَتَبْقَى غَنِياً بالإِلَهِ مَدَى العُمْرِ

فَإِنْ عَبِقَتْ فِي الْغَرْبِ أَنْفَاسُ ذِكْرِهِ    ***      وَ فِي الشَّرْقِ مَعْلُولٌ تَعَافَى مِنَ الضُّرِّ

عَلَيْهِ مَدَارُ الدِّينِ فِي كُلِّ قُرْبَةٍ    ***      وَ  لاَ سِيَمَا ذِكْرُ الْجَلاَلَةِ مِنْ حُرِّ

فَمَا مِنْ وَلِيٍّ إِلاَّ هَامَ بِذِكْرِهِ    ***      عَلَى عَدَدِ الأَنْفَاسِ بِالرُّوحِ وَ السِّرِّ

فَقَدْ كَانَ ذَاكِراً وَ أَصْبَحَ مَذْكُوراً    ***      يَتِيهُ عَلَى الأَكْوَانِ مِنْ غَيْرِ مَا فَخْرِ

وَ مَا الفَخْرُ إِلاَّ بِالْعُبُودِيَّةِ الَّتِي   ***       تَخَلَّصَتِ مِنْ حَوْلٍ وَ قُوَى وَ مِنْ مَكْرِ

نَتَائِجُ ذِكْرِ اللَّهِ لَيْسَ لَهَا حَصْرٌ   ***       فَوَاظِبْ أَخِي وَلَوْ عَشِيًا وَبِالفَجْرِ

لَقَد وَرَدَ الإِكْثَارُ  مِنْهُ بِلاَ حَدِّ    ***      تَصَفَّحْ كِتَابَ اللَّهِ مَعْ سُنَّةٍ تَدْرِي

وَ قَدْ وَعَدَ الجَلِيلُ بِذِكْرِ مَنْ غَدَا    ***      لَهُ ذَاكِراً يَافَوْزَ مَنْ خُصَّ بِالذِّكْرِ

وَ مَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الإِلَهِ يَكُنْ لَهُ    ***      قَرِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ يَفْتِنُ عَنْ سَيْرِ

فَلاَ يَطْمَئِنُّ الْقَلْبُ إِلاَّ بِذِكْرِهِ    ***      فَيَسْكُنَ عَنْ خَوْفِ الْخَلِيقَةِ وَ الْفَقْرِ

وَ لاَ تُبْسَطُ الأَرْزَاقُ إِلاَّ لِمَنْ غَدَا    ***      يُرَدَّدُهُ حَتَّى يُغَيَّبَ فِي الْوِتْرِ

وَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ يَذْكُرُ دَائِماً    ***      عَلَى كُلِّ أَحْيَانٍ يُشَرِّعُ لِلْغَيْرِ

وَقَالَ اذْكُرُوا حَتَّى يَقُولُونَ إِنَّهُ    ***      يُرَائي بِذِكْر ِاللَّهِ حِرْصاً عَلَى الْخَيْرِ

عَلَيكَ بِهِ فَالْقَوْمُ قَدْ سَكِرُوا بِهِ    ***      وَ أَفْنَوا فِيهِ الأَرْوَاحَ يَا لَهُ مِنْ ذُخْرِ

فَكُلُّ مَقَامَاتِ الرِّجَالِ قَدِ انْطَوَتْ   ***       فِي حُبِّ وَ ذِكْرِ اللَّهِ بِالفَمِ وَالصَّدْرِ

وَلاَ تَكْتَفِي بِالْوَارِدَاتِ عَنِ الْوِرْدِ    ***      وَلاَ تَطْلُبَنْ إِلاَّ رِضَاهُ مَعَ السِّتْرِ

فَيَا رَبِّ   وَفِّقْنَا  لِصِدْقِ   تَوَجُّهِ    ***      بِجَاهِ الذِّي قَدْ جَاءَ بِالْفَتْحِ وَ النَّصْرِ

مُحَمَّدٌ  أَصْلُ  الْمَوْجُودَاتِ وَ سِرُّهَا    ***      وَ  خَاتَمُ رُسُلِ اللَّهِ  وَ الأَنْبِيَا  الْغُرِّ

عَلَيهِ صَلاَةُ اللَّهِ مَا هامَ ذَاكِرٌ    ***      بِذِكْرِ مَوْلاَهُ فِي الشَّدَائِدِ وَ الْيُّسْرِ

وَآلِهِ وَ الأَصْحَابِ مَعْ كُلِّ مُنْتَفِعٍ    ***      مُتَابَعَةَ الْمُخَتَارِ فِي النَّهْيِّ وَ الأَمْرِ

التفكر

تَفَكَّرْ جَمِيلَ الصُّنْعِ فِي الْبَرِّ وَ البَحْرِ   ***       وَ جُلْ فِي صِفَاتِ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَ الجَهْرِ

وَ فِي النَّفْسِ وَالأَفَاقِ أَعْظَمُ شَاهِدٍ     ***     عَلَى كَمَالاَتِ اللهِ مِنْ غَيْرِ مَا حَصْرِ

فَلَوْ جُلْتَ فِي الأَجْسَامِ مَعْ حُسْنِ شَكْلِهَا    ***      وَ تَنْظِيمِهَا تَنْظِيمَ خَيْطٍ مِنَ الدُّرِّ

وَ جُلْتَ فِي أَسْرَارِ اللِّسَانِ وَ نُطْقِهِ    ***      وَتَعْبِيرِهِ عَمَّا تُكِنُّهُ فِي الصَّدْرِ

وَ جُلْتَ فِي أَسْرَارِ الْجَوَارِحِ كُلِّهَا    ***      وَ تَسْخِيرِهَا لِلْقَلْبِ مِنْ غَيْرِ مَاعُسْرِ

وَجُلْتَ فِي تَقْلِيبِ الْقُلُوبِ لِطَاعَةٍ    ***      وَ فِي بَعْضِ أَحْيَانٍ لِمَعْصِيَةِ تَسْرِي

وَ جُلْتَ فِي أَرْضٍ مَعْ تَنَوُّعِ نَبَاتِهَا   ***      وَ كَثْرَةِ مَافِيهَا مِنَ السَّهْلِ وَ الْوَعْرِ

وَ جُلْتَ فِي أَسْرَارِ الْبِحَارِ وَ حُوتِهَا    ***      وَ كَثْرَةِ أَمْوَاجِ لَهَا حَاجِزُ قَهْرِ

وَ جُلْتَ فِي أَسْرَارِ الرِّيَاحِ وَ جَلْبِهَا     ***      لِغَيْمٍ وَ سُحْبٍ قَدْ أَسَالَتْ مِنَ الْقَطْرِ

وَ جُلْتَ فِي أَسْرَارِ السَّمَاوَاتِ كُلِّهَا    ***      وَ عَرْشٍ وَ كُرْسِيٍّ وَ رُوحٍ مِنَ الأَمْرِ

عَقَدْتَ عَلَى التَّوْحِيدِ عَقْدَ مُصَمِّمٍ    ***      وَ حُلْتَ عَنِ الأَوْهَامِ وَ الشَّكِّ وَ الْغَيْرِ

وَ قُلْتَ إِلَهِي أَنْتَ سُؤْلِي وَ مَطْلَبِي    ***      وَ حِصْنِي مِنَ  الأَسْوَاءِ  وَ الضَّيْمِ وَ الْمَكْرِ

وَ أَنْتَ رَجَائِي فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي    ***      وَ أَنْتَ الَّذِي تُنْجِي مِنَ  السُّوءِ وَ الشَّرِّ

وَأَنْتَ الرَّحِيمُ الْمُسْتَجِيبُ لِمَنْ دَعَاكَ    ***      وَ أَنْتَ الَّذِي تُغْنِي الْفَقِيرَ عَنِ الْفَقْرِ

إِلَيْكَ رَفَعْتُ يَا رَفِيعُ مَطَالِبِي    ***      فَعَجِّلْ بِفَتْحٍ يَا إِلَهِي مَعَ السِّرِّ

بِجَاهِ الَّذِي يُرْجَى يَوْمَ الكَرْبِ وَ الْعَنَا    ***      وَ يَوْمَ وُرُودِ النَّاسِ لِلْمَوْقِفِ الحَشْرِ

عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ مَا جَالَ عَارِفٌ    ***      فِي أَنْوَارِ ذَاتِهِ لَدَى كُلِّ مَظْهَرِ

وَ آلِهِ وَ الأَصْحَابِ مَعْ كُلِّ تَابِعٍ    ***      لِسُنَّتِهِ الْغَرَّاءِ فِي النَّهْيِ وَ الأَمْرِ

حلة التقريب

قَدْ كَسَانَا ذِكْرُ الْحَبِيبِ جَمَالاً    ***      وَ بَهَاءً   وَرِفْعَةً  وَ  سُرُورَا

وَ خَلَعْنَا الْعِذَارَ عِنْدَ التَّدَانِي    ***      وَ جَهَرْنَا بِمَنْ نُحِبُّ افْتِخَارَا

وَ سَقَانَا الْحَبِيبُ شُرْبَةَ حُبٍّ   ***       قَدْ أَزَالَتْ سِوَى الْحَبِيبِ اضْطِرَارَا

وَ شَهِدْنَا الأَ كْوَانَ مَحْضَ هَبَاءٍ    ***      وَرَأَيْنَا الأنْوَارَ تَبْدُو جِهَارَا

وَ رَجَعْنَا لِلْخَلْقِ بِعْدَ انْمِحَاقٍ     ***     وَ فَنَاءٍ فِي خَمْرَةٍ تُعْطِي نُورَا

فَبِفَضْلِ مِنَ الإِلَهِ بَقِينَا    ***      وَ كَتَمْنَا الَّذِي نُحِبُّ اصْطِبَارَا

كَمْ نَظَرْنَا فِي سَالِكٍ فَتَرَقَّى    ***      لِمَقَامِ الَّذِينَ خَاضُوا الْبِحَارَا

وَشَفَيْنَا القُلُوبَ مِمَّا عَرَاهَا    ***      بِلَطِيفِ العُلُومِ ذَوْقاً فَطَارَا

وَ هَمَمْنَا بِالشَّيْءِ سِراً فَكَانَا    ***      وَ أَتَانَا الَّذِي نُحِبُّ اخْتِيَارَا

وَسَمِعْنَا مِنْ حَضْرَةِ الْغَيْبِ سِرَّا    ***      أَنْتَ مَحْبُوبٌ عِنْدَنَا كُنْ شَكُورَا

وَ أُذِنَّا بِسَقِي مَنْ جَاءَ شَوْقاً    ***      لِلِقَانَا وَ لَمْ يَكُنْ ذَا اخْتِبَارَا

وَ إِذَا كَانَتِ الْمَوَاهِبُ فَضْلاً    ***      فَتَعَرَّضْ لَهَا وَ كُنْ ذَا افْتِقَارَا

وَتَذَلَّلْ لِأَهْلِهَا تُسْقَى مِنْهُمْ    ***      وَ تَقَرَّبْ لَهُمْ وَ لاَ تَخْشَ عَارَا

وَتَجَرَّدْ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ وَ فَهْمٍ    ***      لِتَنَالَ الَّذِي نَالُهُ الكِبَارَا

وَا بْذُلِ النَّفْسَ يَا مُحِبِّ الوِصَالِ    ***      وَاتْبَعِ الشَّيْخَ فِي الَّذِي قَدْ أَشَارَا

وَا شْهَدِ الْحَقَّ فِيهِ ذَاتاً وَ قَلْباً    ***      وَافْنَ فِيهِ تَكُنْ بِهِ ذَا انْتِصَارَا

فَهُوَ نُورُ الرَّسُولِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ    ***      وَ هُوَ طِبُّ الْقُلُوبِ سِرًّا وَ جَهْرَا

فَالَحَظَنْهُ وَ عَظِّمَنْهُ كَثِيرَا   ***      وَاذْهَبَنْ عِنْدَهُ وَ كُنْ ذَا انْكِسَارَا

وَ صَلاَةٌ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلٍ    ***      وَصِحَابٍ وَ مَنْ لَهُ قَدْ أَشَارَا

وَ سَلاَمٌ بِكُلِّ مِسْكٍ وَ طَيبٍ   ***      وَ جَمَالٍ وَ رِفْعَةٍ لاَ تُجَارَا

في روضة الرسول

نَحْنُ  فِي  رَوْضَةِ  الرَّسُولِ حُضُورُ   ***       طَالِبِينَ الرِّضَى  وَ  حُسْنَ قَبُولِ

جِئْنَا يَا خَيْرَ مَنْ إِلَيْهِ الْمَلاَذُ    ***      بِانْكِسَارٍ وَ ذِلَّةٍ وَ ذُهُولِ

فَا سْأَلِ الله فِينَا كُلَّ عِنَايَةْ    ***      لِنَنَالَ الْمُنَى فِي وَقْتِ الْحُلُولِ

لَك قَدْرٌ عَظِيمٌ لَيْسَ يُضَاهَى   ***      وَ رِسَالَةٌ تَفُوقُ كُلَّ رَسُولِ

أَنْتَ بَابُ الإِلَهِ فِي كُلِّ خَيْرٍ    ***      مَنْ أَتَى فَازَ بِالرِّضَى وَ الْوصُولِ

كُلُّ سِرٍّ فِي الأَنْبِيَا قَدْ أَتَاهُمْ    ***     مِنْ عُلاَكُمْ مُؤَيَّداً بِنُقُولِ

قَدْ تَشَفَّعْتُ فِي أُمُورِي إِلاَهِي    ***      بِالنَّبِيِّ   الْمُشَفَّعِ  الْمَقْبُولِ

كُلُّ مَنْ حَطَّ رَحْلَهُ بِكَرِيمٍ    ***      نَالَ أَقْصَى الْمُنَى وَكُلَّ السُّولِ

قَدْ شَكَرْنَا الإِلَهَ  فِي كُلِّ وَقْتٍ    ***      حَيْثُ مَنَّ بِزَوْرَةٍ للِرَّسُولِ

وَ كَذَاكَ لِكُلِّ مَنْ فِي بَقِيعٍ    ***      مِنْ صِحَابٍ كَذَاكَ نَسْلُ الْبَتُولِ

وَ كَذَاكَ لِكُلِّ زَوْجٍ وَبِنْتٍ    ***      وَابْنِ مُنْجِي الأَنَامِ يَوْمَ الْحُلُولِ

وَكَذاكَ لِكُلِّ مَنْ فِي أُحُدٍ    ***      مِنْ شَهِيدٍ كَذَاكَ عَمُّ الرَّسُولِ

قَدْ طَلَبْنَا بِهِمْ تَمَامَ السَّلاَمة   ***      فِي مَسِيرٍ لِأَرْضِنَا وَ الدُّخُولِ

وَ طَلَبْنَا النَّجَاةَ فِي يَوْمِ حَشْرٍ   ***      وَ سَلاَماً مِنْ كُلِّ فَظٍّ جَهُولِ

رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلٍ    ***     وَ صِحَابٍ وَ تَابِعٍ بِشُمُولِ

قد بدا

قَدْ بَدَا وَجْهُ الْحَبِيبِ    ***      لاَحَ فِي وَقْتِ السَّحَرْ

نُورُهُ قَدْ عَمَّ قَلْبِي    ***      فَسَجَدْتُ بِانْكِسَارْ

قَالَ لِي ارْفَعْ وَاسْأَلَنِّي    ***      فَلَكُمْ كُلُّ وَطَرْ

قُلْتُ أَنْتَ أَنْتَ حَسْبِي   ***      لَيْسَ لِي عَنْكَ اصْطِبَارْ

قالَ عَبْدِي لَكَ بُشَرَى   ***       فَتَنَعَّمْ  بِالنَّظَرْ

أَنْتَ كَنْزٌ لِعِبَادِي    ***      أَنْتَ ذِكْرَى لِلْبَشَرْ

كُلُّ حُسْنٍ وَ جَمَالٍ    ***      فِي الْوَرَى مِنِّي انْتَشَرْ

بَطَنَتْ أَوْصَافُ ذَاتِي    ***      وَ تَجَلَّتْ فِي الأَثَرْ

إِنَّمَا الْكَوْنُ مَعَانٍ    ***      قَائِمَاتٌ بِالصُّوَرْ

كُلُّ مَنْ يُدْرِكُ هَذَا   ***      كَانَ مِنْ أَهْلِ العِبَرْ

لَمْ يَذُقْ  لَذَّةَ عَيْش    ***      الَّذِي عَنَّا انْحَصَرْ

رَبَّنَا صَلِّ عَلَى مَنْ    ***      نُورُهُ عَمَّ البَشَرْ

محمد منشؤ الأنوار و الظلل

مُحَمَّدٌ مَنْشَؤُ الأَنْوَارِ وَ الظِّلَلِ    ***      وَ أَصْلُ تَكْوِينِهَا مِنْ حَضْرَةِ الأَزَلِ

فَنُورُهُ أَوَّلُ الأَنْوَارِ لَّمَا قَضَى    ***      إِظْهَارَ أَسْمَائِهِ فِي الْعَالَمِ الأَوَّلِ

مِنْهُ اكْتَسَتْ سَائِرُ الأَشْيَاءِ إِيجَادَهَا    ***      وَمِنْهُ إِمْدَادُهَا مِنْ غَيْرِ مَا خَلَلِ

تَقَاطَرَ الأَنْبِيَا وَ الرُّسْلُ مِنْهُ كَمَا    ***      تَقَاطَرَتْ سَائِرُ الأَمْلاَكِ وَ الْحُلَلِ

فَنِسْبَةُ الْخَتْمِ وَ الأَقْطَابِ مِنْ نُورِهِ    ***      كَنُقْطَةٍ مِنْ بُحُورِ النُّورِ وَ البَلَلِ

وَ الشَّمْسُ وَ البَدْرُ وَ النُّجُومُ مِنْهُ بَدَتْ   ***       كَالْعَرْشِ وَاللَّوْحِ وَ الْكُرْسِيِّ وَ الدُّوَلِ

فَشَاهِدِ النُّورَ قَدْ عَمَّ الْوُجُودَ وَلاَ    ***      تَكُنْ تَرَى غَيْرَهُ تَصِلْ عَلَى عَجَلِ

لِأَنَّهُ الْمَظْهَرُ الأَعْلَى لِأَسْمَائِهِ    ***      وَسِرُّ أَوْصَافِهِ مِنْ غَيْرِ مَا عِلَلِ

فَاللهُ إِخْتَارَهُ فِي عِلْمِهِ الْقَدِيمِ   ***       لِلْخَلْقِ أَرْسَلَهُ طُراً وَ لِلرُّسُلِ

أَسْرَى بِهِ اللهَ لَيْلاً بَعْدَ مَبْعَثِهِ    ***      لِقَابِ قَوْسَيْنِ حَتَّى فَازَ بِالأَمَلِ

وَاسْتَبْشَرَ العَالَمُ العُلْوِيُّ لَمَّا رَقَى   ***       وَالْعَرْشُ قَدْ حَصَّلَ الأَمَانَ مِنْ وَجَلِ

وَاخْتَرَقَ الْحُجْبَ وَ الأَنْوَارَ حَتَّى دَنَا    ***      وَنُودِيَ ادْنُ حَبِيبِي وَاسْكُنْ مِنْ خَجَلِ

وَ مَتِّعِ اللَّحْظَ فِي أَنْوَارِنَا وَاطْلُبَنْ    ***      كُلِّ الَّذِي شِئْتَهُ تُعْطَ بِلاَ مَلَلِ

فَأُرْجَعَ الْمُصْطَفَى بِكُلِّ مَكْرُمَةٍ    ***      وَأَخْبَرَ النَّاسَ بِالأَقْصَا وَ بِالسُّبُلِ

فَلُذْ بِهِ يَا أَخِي فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ    ***      يَضْحَى حَدِيثُكَ بَيْنَ النَّاسِ كَالْعَسَلِ

وَ لَذِّذِ السَّمْعَ بِالأَخْلاقِ وَ الشِّيَمِ    ***      وَاذْكُرْ شَمَآئِلَهُ وَاحْذَرْ مِنَ الزَّلَلِ

فَكَمْ خَوَارِقَ قَدْ جَاءَتْ عَلَى يَدِهِ    ***      فَأَعْجَزَتْ سَائِرَ الْحُسَادِ وَ الْمِلَلِ

وَ إِنَّ أَعْظَمَ خَارِقٍ لَهُ ظَهَرَا    ***      هَذَا الْكِتَابُ الَّذِي قَدْ جَاءَ بِالْعَمَلِ

فِي كُلِّ جَارِحَةٍ مِنْهُ فَوَائِدُ لاَ    ***      يُحْصِيهَا عَدٌّ وَلاَ تُدْرِكْهَا بِالْمُقَلِ

وَ قَدْ أَحَاطَ كِتَابُ اللهِ مِنْهَا بِمَا    ***      يُبْرِئُ كُلَّ سَقِيمِ الْقَلْبِ مِنْ عِلَلِ

وَ لَيْسَ يَقْدُرُ قَدْرَهُ الْعَظِيمَ فَتًى    ***      فَالْعَجْزُ عَنْ مَدْحِهِ مِنْ أَحْسَنِ الْسُّبُلِ

وَ قَدْ تَشَبَّهْتُ فِي مَدْحِي وَ جِئْتُ إِلَى    ***      رُحْمَاكَ مُسْتَشْفِعًا لِله تَشْفَعُ لِي

يَا أَعْظَمَ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً    ***      اعْطِفْ عَلَيْنَا بِمَا نَرْجُوهُ يَا أَمَلِي

مَنْ يَحْتَمِي بِكَ يَضْحَى الْكَونُ يَخْدُمُهُ    ***      لِأَجْلِ جَاهِكَ يَا مُمِدَّ كُلِّ وَلِي

بِكَ احْتَمَيتُ فَلاَ تَكِلْنِي يَا سَنَدِي    ***      لِلنَّفْسِ وَ الجِنْسِ وَاجْبُرْنَا مِنَ الْخَلَلِ

وَ لَيْسَ يُلْحَقُ عَبْدٌ أَنْتَ نَاصِرُهُ    ***      فَأَنْتَ لِي عُمْدَةٌ فِي السَّهْلِ وَ الْجَبَلِ

وَقَدْ تَحَيَّرْتُ فِي أَمْرِي  فَخُذْ بِيَدِي    ***      فَلاَ تَحَوُّلَ لِي عَنْ نُورِكَ الأَوَّلِ

صَلَّى عَلَيكَ إِلَهُ العَرْشِ مَا ظَهَرَتْ    ***      شَمْسُ الحَقِيقَةِ بالأَسمَاءِ وَ الفِعَالِ

كَذَاكَ آلُكَ وَ الأَصْحَابُ مَا نَبَتَتْ    ***      عُشْبٌ وَ مَا سَحَّتِ السَّمَاءُ مِنْ بَلَلِ

ثُمَّ الرِّضَى عَنْ رِجَالِ اللهِ كُلِّهِمِ    ***      مَا سَبَّحَ الْكَوْنُ مَنْ يُجَلُّ عَنْ مَثَلِ

وَابْسُطْ لإِخَوَانِنَا الْخَيْرَاتِ أَجْمَعَهَا    ***      دُنْيَا وَأُخْرَى وَ لاَ تَكِلْنَا لِلْعَمَلِ

وَاغْفِرْ لِوَالِدِينَا الزَّلاَّتِ أَجْمَعَهَا    ***      وَ الْمُسْلِمِينَ بفَضْلٍ مِنْكَ يَا أَزَلِي

الإستغفار

أَسْتَغْفِرُ اللهَ إِنَّ اللهَ ذُو كَرَمٍ    ***      وَرَحْمَةٍ لِلَّذِي قَدْ تَابَ مِنْ زَلَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ ذَنْبٍ وَ مِنْ زَلَلِ   ***     وَ مِنْ خَطَايَا وَمِنْ وَهْمٍ وَ مِنْ أَمَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ كِبْرٍ وَ مِنْ حَسَدٍ    ***    وَ مِنْ رِيَاءٍ لِأَهْلِ الْمَالِ بِالْعَمَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ ظَنٍّ قَبِيحٍ بَدَا   ***    مِنْ رُؤْيَةِ النَّفْسِ عُجْباً مِنْهَا بِالْحُلَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ غِلٍّ وَ حِقْدٍ وَ مَا     ***      أَضْمَرْتُ فِي سَالِفِ الأَعْمَارِ مِنْ عِلَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ نُطْقٍ بِفَاحِشَةٍ     ***      وَ مِنْ سُكُوتٍ عَنْ غِيبَةٍ وَ عَنْ خَلَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ زُورٍ وَ مِنْ كَذِبٍ    ***      وَ مِنْ غُرُورٍ يَجُرُّ النَّفْسَ لِلْكَسَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ ذَنْبٍ بِجَارِحَةٍ     ***      وَ مِنْ حُقُوقٍ أَتَتْ لِلنَّاسِ مِنْ قِبَلِي

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ عِلْمٍ أَزِيغُ بِهِ    ***      عَنِ الصِّرَاطِ القَوِيمِ الْمُفْضِي لِلْوَجَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ حَالٍ أَصُولُ بِهِ    ***      وَمِنْ مَقَامٍ أَدَّى لِلْخَوْفِ وَ الْخَجَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ فِعْلٍ بِلاَ نِيَّةٍ     ***      وَمِن ذُهُولٍ أَتَى لِلْقَلْبِ عَنْ عَجَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ دَعْوَى الْحُلُولِ وَ مِنْ    ***      دَعْوَى اتِّحَادٍ أَدَّى لِلزَّيْغِ وَ الْفَشَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ دَعْوَى الْوُجُودِ وَ مِنْ    ***      إِثْبَاتِ شَيْءٍ سِوَى الْمَوْجُودِ فِي الأَزَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ عَقَائِدٍ طَرَأَتْ    ***       قَدْ خَالَفَتْ مِنْهَاجَ الْمُخْتَارِ وَ الرُّسُلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ جَهْلٍ وَ مِنْ سَفَهٍ    ***      وَ مِنْ فُتُورٍ أَتَى لِلنَّفْسِ عَنْ مَلَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ فِكْرٍ أَجُولُ بِهِ    ***     بِلاَ اعْتِبَارٍ جَرَى فِي الْعُلْوِي وَ السُّفُلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِقَدَارَ الْعَوَالِمِ    ***       مِنْ عَرْشٍ وَ لَوْحٍ وَ عُمْرِ سَائِرِ الدُّوَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَهَّابَ الْعَطَايَا لِمَنْ    ***       قَدِ اتَّقَاهُ بِلاَ حَوْلٍ وَ لاَ حِيْلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ مُعْطِي مَنْ يَلُوذُ بِهِ    ***     مَعَارِفاً بِطُرُوقِ الْعِلْمِ وَ النِّحَلِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ رَحْمَانَ الْخَلاَئِقِ مِنْ   ***      جِنٍّ وَ إِنْسٍ وَ أَمْلاَكٍ وَ كُلِّ عَالِي

رَبِّ بِأَحْمَدَ كُنْ لِأَمْرِنَا وَلِياً    ***      وَ مُرْشِداً لإِتِّبَاعِ أَقْوَمِ الْسُّبُلِ

عَلَيْهِ أَزْكَى صَلاَةِ اللهِ مَا هَطَلَتْ    ***      غَيْثٌ وَ مَا قَدْ سَرَى فِي الأَرْضِ مِنْ بَلَلِ

كَذَاكَ آلُكَ وَ الصَّحْبُ الْكِرَامُ وَ مَنْ    ***     قَدِ اقْتَفَى إِثْرَهُمْ  مِنْ مُتَّقٍ وَوَلِي

الوهـــم

كَانَ لِي وَهْمٌ فَلَمَّا أَنْ رَحَلْ   ***     أَشْرَفَ الْقَلْبُ عَلَى نُورِ الأَزَلْ

رَكِبَ الْشَّوْقَ الَّذِي طَارَ بِهِ    ***     فَدَنَا مِنْ حِبِّهِ حَتَّى اتَّصَلْ

شَاهَدَ الْكَوْنَ خَيَالاً  زَائِلاً    ***     وَانْمَحَى رَسْمُ الْوُجُودِ وَ أَفَلْ

ثُمَّ رُدَ لِلْبَقَاءِ مُثْبِتاً    ***     جَمِيعَ الْكَوْنِ الَّذِي عَنْهُ انْعَزَلْ

جَمَعَ الضِّدَّينِ فِي مَشْهَدِهِ   ***      وَحَّدَ اللهَ وَ قَامَ بِالْعَمَلْ

حَازَ سِرّاً وَ صِرَاطاً سَوِياً    ***     قَلَّ مَنْ ذَاقَهُ مِنْ أَهْلِ الْكَمَالِ

رَبَّنَا صلِّ  عَلَى النُّورِ الَّذِي    ***     كُلُّ عَبْدٍ أَمَّهُ حَازَ الأَمَلْ

وَارْضَ عَنْ آلِهِ هُمْ أَهْلُ النُّهَى    ***     وَصِحَابٍ مَعَ قُطْبٍ وَ بَدَلْ

الشهود و العيان

يَامَنْ يُرِدْ حَضْرَةَ العِيَانِ   ***    إِرْقَ عَنِ الرُّوحِ وَ الأَوَانِي

وَالْعَدَمَ  الأَصْلِيَّ   الْزَمْنَهُ   ***     وَ كُنْ كَأنْ لَمْ تَكُنْ يَا فَانِي

تَرَى بِسِرِّ وُجُوداً حَقاً    ***     سَرَتْ مَعَانِيهِ فِي كُلِّ آنِ

فَلَمْ يُعَدِّدْ ذَا الْفِعْلِ شَيْءٌ    ***      مِنْ صُوَرِ الْفِعْلِ وَ الكِيَانِ

فَمَنْ تَرَقَّى عَنْ كُلِّ فَانِ    ***      رَأَى وُجُوداً   بِغَيْرِ   ثَانِ

يَا فَوْزَ مَنْ قَدْ غَدَا يُشَاهِدُ    ***     رَبّاً عَطُوفاً حَلِيماً دَانِي

يَقْبَلُ مَنْ قَدْ أَتَى فَقِيراً    ***       قَدْ تَابَ مِنْ حَالِهِ الظُّلْمَانِي

فَتَوْبَةُ  الْعَبْدِ  تَصْطَفِيهِ    ***      لِحَضْرَةِ  الْحُبِّ وَ التَّدَانِي

وَذِكْرُهُ مَعْ شُهُودِفَضْلٍ    ***      يُحَصِّلُ  الوَارِدَ النُّورَانِي

مَنْ كَانَ مِنْ نَفْسِهِ فِي أَمْنٍ     ***     كَانَ  مِنَ الْخَلْقِ  فِي  أَمَانِ

فَخَالِفِ النَّفْسَ فِي هَوَاهَا     ***      وَصَاحِبَنْ عَارِفاً رَبَّانِي

يُرِيكَ مِنْ عَيْبِهَا الْخَفِيِّ    ***       يُعَالِجَنْ بِالدَّوَا الرُّوحَانِي

يَسْلُكُ بِالرِّفْقِ فِي الْمَسِيرِ   ***      يَرْحَمُ أَهْلَ الْبَلاَ وَ الْجَانِي

يُفْنِيكَ بِالذِّكْرِ فِي الحَقِيقَةْ    ***       يُذَكِّرُ    الْقَلْبَ  بِالْقُرآنِ

يُرَوِّحُ الرُّوحَ بِالإِشَارَةْ    ***       فَتَنْجَلِي عِنْدَهَا الْمَعَانِي

يَارَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ     ***       مَاتُلِيَتْ سُورَةُ الْمَثَانِي

وَآلِهِ وَالصِّحَابِ طُراً    ***       مَا رَبِحَ  النَّاسُ بِالإِيمَانِ

وَ أَطْلُبُ الْحَقَّ فِي السَّعَادَة    ***      لِكُلِّ   مَنْ ضَمَّهُ   زَمَانِي

سألـــت قلبـــي

وحــدة  الفعل  و الوجـــود

سَأَلْتُ قَلْبِي عَنْ قُرْبِ رَبِّي    ***     فَقَالَ لاَ  شَكَّ   هُوَ    حَاضِرْ

فَقُلْتُ   مَالِي لاَ   أَرَاهُ    ***      فَقَالَ  لِي هُوَ فِيكَ ظَاهِرْ

فَقُلْتُ هَذَا الأمْرُ عَجِيبٌ    ***     فَكَيْفَ يَخْفَى وَ النُّورُ بَاهِرْ

فَقَالَ وَهْمٌ هُوَ الْحِجَابُ    ***      وَهُوَ لِكُلِّ الأَنَامِ قَاهِرْ

لَكِنْ مَنْ كَانَ ذَا اجْتِبَاءِ    ***     غَابَ عَنِ الوَهْمِ بِالسَّرَائِرْ

وَ صَارَ رُوحاً بِغَيْرِ جِسْمِ    ***      وَ شَاهَدَ الرَّبَّ بِالْبَصَائِرْ

فَغَايَةُ الْفَتْحِ فِي الشُّهُودِ     ***      لِحَضْرَةٍ مَا لَهَا مِنْ سَاتِرْ

فَلَيْسَ فِعْلٌ وَ لاَ وُجُودٌ    ***     لِغَيْرِ رَبِّي عِنْدَ الأَكَابِرْ

فَكُلُّ مَنْ بَاحَ بِاخْتِيَارِ  ***      مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ لَهُ الزَّوَاجِرْ

يَارَبِّ افْتَحْ لَنَا الْبَصَائِرْ   ***      وَ نَوِّرِ الْقَلْبِ وَ السَّرَائِرْ

ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ    ***      مَاجَدَّ حِبٌّ وَ سَارَ سَائِرْ

وَ آلِهِ وَ الصِّحَابِ جَمْعاً   ***      مَا طَارَ شَوْقاً للهِ طَائِرْ

النــصح

سَلاَمٌ عَلَى الإِخْوَانِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ    ***     سَلاَماً يَعُمُّ الكُلِّ فِي كُلِّ مَجْمَعِ

وَإِنِّي أُريدُ النُّصْحَ لِلْكُلِّ رَاجِياً    ***      بُلُوغَ المُنَى وَ العِزِّ وَ الفَتْحِ وَ الوُسْعِ

فَأَوَّلُ نُصْحِي لِلَّذِي حَرَّرَ التَّقْوَى   ***      مُصَاحَبَةَ الأَخْيَارِ فِي الْجَلْبِ وَ الدَّفْعِ

فَهَذَا أَسَاسُ الخَيْرِ إِنْ كُنْتَ عَاقِلاً    ***      فَعَوِّلْ عَلَيْهِ  مَعْ مُرَاعَاةٍ للشَّرْعِ

وَ كُلُّ الَّذِي قَدْ نَالَ عِلْماً وَ سُؤْدَداً    ***      فَمَا نَالَهُ إِلاَّ بِصُحْبَةِ خَاشِعِ

وَ أعْنِي بِهِ الشَّيْخَ الَّذِي فَاضَ نُورُهُ   ***      وَجَاءَ بِأسْرَارٍ وَ خَيْرِ مُتَابِعِ

فَإِنْ شِئْتَ أَنْوَاراً وَ فَتْحَ بَصِيرَةٍ     ***      فَقَلِّدْهُ تَعْظِيماً وَ عُجْ عَنْ مُنَازِعِ

وَوَاظِبْ عَلَى الذِّكْرِ المُلَقَّنِ بِالإِذْنِ  ***     وَ لاَ تَغْفُلَنْ فِي حَالَةِ الضَّيْقِ وَ الوُسْعِ

وَزِنْ  وَارِدَاتِ الذِّكْرِ بِالشَّرْعِ حَاكِيا    ***     لِشَيْخِكَ كُلَّ مَا  أَتَاكَ  وَ سَارِعِ

فَسَلْبُ اخْتِيَارٍ ثُمَّ كُلِّ إِرَادَةٍ    ***      هُوَ المَوْرِدُ الأَصْفَى فَهَلْ أَنْتَ سَامِعِ

وَهَاكَ مَقَامَاتِ اليَقِينِ فَبَادِرَنْ    ***       بِتَوْبَةِ زُهْدٍ ثُمَّ خَوْفٍ بِوَازِعِ

رَجَاءٍ وَ شُكْرٍ ثُمَّ صَبْرِ تَوَكُّلٍ    ***       كَذَاكَ الرِّضَى وَ الْحُبُّ لِلْكُلِّ جَامِعِ

وَأَسْبَابُهُ الفِكْرُ الصَّفِيُّ فِي نِعْمَةٍ   ***       وَحُسْنِ صِفَاتٍ ثُمَّ فِي النُّورِ اللاَّمِعِ

وَأَعْنِي بِهِ ذَاكَ الرَّسُولَ مُحَمَّداً    ***      عَلَيْهِ صَلاَةٌ عَدَّ وَتْرٍ مَعَ الشَّفْعِ

وَآلِهِ وَالأَصْحَابِ مَعْ كُلِّ عَارِفٍ   ***      دَعَا لِطَرِيقِ اللهِ فِي كُلِّ مَجْمَعِ

يا طالب الفنا في الله

يَا طَالِبَ الْفَنَا فِي اللهْ     ***      قُلْ دَائِماً اللهْ اللهْ

وَ غِبْ فِيهِ عَنْ سِوَاهُ    ***       وَاشْهَد بِقَلْبِكَ اللهْ

وَاجْمَعْ هُمُومَكَ فِيهِ     ***       تُكْفَى بِهِ عَنْ غَيْرِ اللهْ

وَ كُنْ عَبْداً صِرْفاً لَهُ    ***       تَكُنْ حُرّاً عَنْ غَيْرِ اللهْ

وَاخْضَعْ لَهُ وَ تَذَلَّلْ    ***       تَفُزْ بِسِرًّ مِنَ اللهْ

وَاذْكُرْ بِجِدٍّ وَ صِدْقٍ    ***       بَيْنَ يَدَي عَبِيدِ اللهْ

وَاكْتُمْ إِذَا تَجَلَّى لَكْ     ***      بِأَنْوَارٍ مِنْ ذَاتِ اللهْ

فَالغَيْرُ عِنْدَنَا مُحَالْ    ***       فَالوُجُودُ الحَقُّ لِلهْ

وَوَهْمَكَ اقْطَعْ دَائِماً    ***       بِتَوْحِيدٍ صِرْفٍ لِلهْ

فَوَحْدَةُ الْفِعْلِ تَبْدُو    ***       فِي أَوَّلِ الذِّكْرِ لِلهْ

وَوَحْدَةُ الْوَصْفِ لَهُ     ***      تَاتِي مِنَ الْحُبِّ فِي اللهْ

وَوَحْدَةُ الذَّاتِ لَهُ     ***      تُوَرِّثُ الْبَقَا بِاللهْ

فَهَنِيئاً لِمَنْ مَشَى    ***       فِي طَرِيقِ الذِّكْرِ لِلهْ

مُعْتَقِداً شَيْخاً حَيّاً     ***     يَكُونُ عَارِفاً بِاللهْ

وَلاَزَمَ الْحُبَّ لَهُ     ***      وَبَاعَ نَفْسَهُ لِلهْ

وَقَامَ فِي اللَّيْلِ يَتْلُو     ***      كَلاَمَهُ شَوْقاً لِلهْ

فَنَالَ مَا يَطْلُبُهُ     ***      مِنْ قُوَّةِ الْعِلْمِ بِاللهْ

وَفَيْضُنَا مِنْ نَبِيٍّ     ***      سَيِّدُ مَخْلُوقَاتِ اللهْ

عَلَيْهِ أَزْكَى صَلاَةٍ    ***       عَدَدَ مَعْلُومَاتِ اللهْ

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ    ***       وَ كُلِّ ذَاعٍ إِلَى اللهْ

روحـي تحدثنـي

رُوحِي تُحَدِّثُنِي بِأَنَّ حَقِيقَتِي   ***      نُورَ الإِلَهِ فَلاَ تَرَى إِلاَّهُ

لَوْ لَمْ أَكُنْ نُوراً لَكُنْتُ سِوَاءَهُ    ***     إِنَّ الْسِّوَا عَدَمٌ فَلاَ تَرْضَاهُ

وَإِذَا نَظَرْتَ بِعَيْنِ سِرِّكَ لَمْ تَجِدْ    ***     غَيْرَ الإِلَهِ فِي أَرْضِهِ وَ سَمَاهُ

لَكِنْ تَوَهُّمُ غَيْرِهِ يَخْفَى بِهِ    ***       فَانْبُدْ هَوَاكَ إِذَا أَرَدْتَ تَرَاهُ

وَارْكَبْ سَفِينَةَ سُنَّةٍ تَنْجُو بِهَا   ***      وَاسْلُكْ سَبِيلَ رَئِيسِهَا فِي هَوَاهُ

وَصِلِ الشَّرَابَ بِكَأْسِهَا وَافْنَى بِهِ    ***      تَحُزِ الْبَقَاءَ بِسِرِّهِ وَ عُلاَهُ

وَاشْهَدْ بِعَيْنِ بَصِيرَةٍ تَوْحِيدَهُ     ***      وَالْفَرْقُ شِرْعَتُهُ فَلاَ تَنْسَاهُ

وَاجْعَلْ هُمُومَكَ وَاحِداً تُكْفَى بِهِ    ***      كُلَّ الْهُمُومِ وَ تَدْخُلَنْ فِي حِمَاهُ

وَانْزِلْ أُمُورَكَ بِالَّذِي أَدْرَى بِهَا     ***      فَهُو الْخَبِيرُ بِقَلْبِنَا وَ مُنَاهُ

يَارَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ     ***    سِرِّ الْوُجُودِ وَأَصْلِهِ وَ سَنَاهُ

التجلي

أَشَمْسٌ بَدَا مِنْ عَالَمِ الغَيْبِ ضَوْؤُهَا   ***     أَمِ انْكَشَفَتْ عَنْ ذَاتِ لَيْلَى سُتُورُهَا

نَعَمْ تِلْكَ لَيْلَى قَدْ أَبَاحتْ بِحُبِّهَا    ***     لِخِلٍّ لَهَا لَمَّا تَزَايَدَ شَوْقُهَا

فَأَضْحَى أَسِيراً فِي مُرَادِ غَرَامِهَا    ***     وَنَادَتْ لَهُ الأَشْوَاقُ هَذِي كُؤُوسُهَا

فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى سَقَتْهُ بِكَأْسِهَا    ***      فَلاَ لَوْمَ فَاشْرَبْ فَالشَّرَابُ حَدِيثُهَا

وَ مَا هِي إِلاَّ حَضْرَةُ الحَقِّ وَ حْدَهَا    ***      تَجَلَّتْ بِأَشْكَالٍ تَلَوَّنِ نُورُهَا

فَأَبْدَتْ بَدِيعَ الصُّنْعِ فِي طَيِّ كَوْنِهَا    ***      فَلاَحِظْ صِفَاتِ الحِبِّ فِيكَ ظُهُورُهَا

فَوَاللهِ مَا حَازَ السَّعَادَة كُلَّهَا    ***      سِوَى مَنْ بَدَا عَبْداً ذَلِيلاً يَؤُمُّهَا

فَغَطَّتْ قَبِيحَ الوَصْفِ مِنْهُ بِوَصْفِهَا    ***      وَ لاَحَتْ لَهُ الأَنْوَارُ يَبْدُو   شُعَاعُهَا

فَغَابَ عَنِ الحِسِّ الّذِي كَانَ قَاطِعاً     ***      وَ عَانَقَ مَعْنًى لاَ يَحِلُّ فِرَاقُهَا

فَحَرِّرْ أَخِي قَصْداً وَ أَعْرِضْ عَنِ السِّوَى   ***       يَهُبُّ عَلَى الأَحْبَابِ مِنْكَ نَسِيمُهَا

وَتفْتَحُ سَمْعاً لِلْفُؤَادِ مِنْ سَالِكٍ    ***      لِأَنَّ لَطِيفَ العِلْمِ مِنْهَا دَلِيلُهَا

فَمُنَّ عَلَيْنَا دائِماً بِوِصَالِهَا     ***       وَ غَيِّبْنَا عَنْ حِسِّ المَوْجُودَاتِ كُلِّهَا

التطهيـر

فَإِنْ شِئْتَ تَطْهِيراً مِنَ الشِرْكِ وَ الدَّعْوَى    ***    وَتَشْرَبَ مِنْ تَسْنِيمِ وَصْلٍ حَتَّى تَرْوَى

فَمَنْطِقْ بِصَبْرِ ثُمَّ عَمِّمْ بِتَوْبَةٍ    ***      وَلاَزِمْ قَمِيصَ الزُّهْدِ وَابْذُلْ فِيهِ قُوَى

وَلاَبُدَّ مِنْ نَعْلَيْنِ خَوْفٍ مَعَ الرَّجَا    ***      وَعُكَازِ إِيقَانٍ وَزَادٍ مِنَ التَّقَوَى

وَقَائِدِ عِلْمٍ مَعْ مَطِيَّةِ هِمَّةٍ    ***      وَصُحْبَةِ حِفْظٍ لِلْجَوَارِحِ مِنْ بَلْوَى

فَجُدَّ وَأَسْرِعْ فِي المَسِيرِ وَلاَتَقِفْ   ***       بِفِكْرٍ عَلَى كَوْنٍ فَتُحْجَبَ عَنْ مَأْوَى

وَفَكِّرْ فِي إِحْسَانٍ وَأَخْلِصْ فِي شُكْرِهِ          وَ قُمْ سَحَراً وَاخْضَعْ وَبُثَّ لَهُ الشَّكْوَى

وَصَلِّ عَلَى قُطْبِ الوُجُودِ وَحِزْبِهِ    ***       صَلاَةً تَعُمُّ السِّرَّ مِنَّا مَعَ النَجْوَى

تزود أخي للموت

تَزَوَّدْ أَخِي لِلْمَوْتِ إِنَّهُ نَازِلٌ    ***     وَلاَتُطِلِ الآمَالَ يَقْسُو لَكَ القَلْبُ

وَوَاظِبْ عَلَى الفِكْرِ المُعِينِ عَلَى الجِدِّ    ***     وَسَارِعْ إِلى الأَعْمَالِ فَالعُمْرُ يَذْهَبُ

وَفَكِّرْ فِي أَحْوَالِ القِيَامَةِ دَائِماً    ***      كَبَعْثٍ وَ نَشْرٍ وَالمَوَازِينُ تُنْصَبُ

وَكَالصِّرَاطِ الّذِي عَقَبَاتُهُ تَطولْ   ***     عَلَى الْعَاصِي وَمَشْيُهُ فِيهِ يَصْعُبُ

وَمَنْ كَانَ طَائِعاً وَلِلهِ مُخْلِصاً    ***       يَمُرُّ كَبَرْقٍ أَوْ كَرِيحٍ فَيَذْهَبُ

وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُسْقَى مِنَ الحَوْضِ فِي الْحَشْرِ  ***      فَلاَزِمْ حُبَّ النَّبِيِ وَ مَنْ لَهُ يُنْسَبُ

وَصَلِّ عَلَى الهَادِي المُشَفَّعِ فِي الوَرَى   ***       يَقُولُ أَنَا لَهَا إِذَا الخَلْقُ يَرْهَبُ

عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ    ***    وَآلٍ وَأَصْحَابٍ وَ مَنْ يَتَحَبَّبُ

وَأَسْأَلُ رَبِّ اللهَ نَيْلَ سَعَادَةٍ    ***    لِي وَ لِلْأَحْبَابِ وَ مَنْ يَتَقَرَّبُ

أهيم وحدي

أَهِيمُ وَحْدِي بِذِكْرِ رَبِّي   ***     فَذِكْرُ رَبِّي هُوَ الشِّفَاءُ

أَحْبَبْتُ رَباً هُوَ اعْتِمَادِي   ***     لِكُلِّ شَيْءٍ هُوَ يَشَاءُ

وَكُلُّ حُبٍّ لِغَيْرِ رَبِّي   ***      فِيهِ الْعَذَابُ فِيهِ الشَّقَاءُ

يَافَوْزَ فَانٍ عَنِ الفَنَاءِ   ***      لَهُ الحَيَاةُ لَهُ البَقَاءُ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ    ***     مِنْ ذَاتِهِ النُّورُ وَالضِّيَاءُ

وَآلِهِ وَ الصَّحْبِ الكِرَامِ   ***      لَهُمْ عُهُودٌ لَهُمْ وَفَاءُ

كــم لك من

كَمْ لَكَ مِنْ نِعْمَةٍ عَلَيَّ   ***     وَلَمْ تَزَلْ مُحْسِناً إِلَيَّ

غَدَّيْتَنِي فِي الْحَشَا جَنِيناَ    ***     وَ كُنْتَ لِي قَبْلَ وَالِدَيَّ

خَلَقْتَنِي مُسْلِماً وَلَوْ لاَ    ***      فَضْلُكَ لَمْ أَعْرِفِ النَّبِيَّ

أَسْجُدُ حَقاً عَلَى جَبِينِي   ***      نَعَمْ وَخَدِّي وَنَاظِرِيّاً

يَارَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ   ***      مَا تُلِيتْ سُورَةُ الْمَثَانِي

وَآلِهِ وَالصِّحَابِ طُرّاً    ***     مَا رَبِحَ النَّاسُ بِالإِيمَانِ

وَأَطْلُبُ الْحَقَّ فِي السَّعَادَة   ***     لِكُلِّ مَنْ ضَمَّهُ زَمَانِي

سلام على أهل الحمى

سَلاَمٌ عَلَى أَهْلِ الحِمَى حَيْثُمَا حَلُّوا   ***     هَنِيئاً لَهُمْ يَا حَبَّذَا مَا بِهِ حُلُّوا

لَهُمْ أَظْهَرَ المَوْلَى شُمُوسَ بَهَائِهِ    ***     فَيَا لَيْتَ خَدِّي فِي التُّرَابِ لَهُمْ نَعْلُ

مَتَى يَا عُرَيْبَ الْحَيِّ يَأْتِي بَشِيرُكُمْ   ***     فَتَبْتَهِجَ الدُّنْيَا وَ يَجْتَمِعَ الشَّمْلُ

صِلُونِي عَلَى مَابِي فَإِنِّي لِوَصْلِكُمْ   ***     إِذَا لَمْ أَكُنْ أَهْلاً فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلُ

سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ شَرَّفَ اللهُ قَدْرَكُمْ   ***      وَدَامَتْ عَلَيْكُمْ نِعْمَةٌ وَ سُرُورُهَا

فَمَا طَابَتِ الأَيَّامُ إِلاَّ بِذِكْرِكُمْ    ***      فَأنْتُمْ ضِيَاءُ العَيْنِ حَقّاً  وَنُورُهَا

إِذَا نَظَرَتْ عَيْنِي وُجُوهَ أَحِبَّتِي   ***      فَتِلْكَ صَلاَتِي فِي اللَّيَالِي الرَّغَائِبِ

وُجُوهٌ إِذَا مَا أَسْفَرَتْ عَنْ جَمَالِهَا    ***     أَضَاءَتْ لَهَا الأَكْوَانُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

[/col_inner]

[/row_inner]

[/col]
[col span=”1″ span__sm=”12″]

[/col]

[/row]